هناك كتب كاملة حول الثوم لما فيه من المزايا الصحية. تنتمي الثوم إلى فصيلة
lily
أو الأليوم
allium
والتي تجمع البصل والثوم، ويرجع الفضل في المزايا الصحية للثوم إلى المركبات
الكبريتية والتي تشمل كل من مكون الثيوسولفونيات
Thiosulfonates
وأشهرها الأليسين
allicin
بنسبة عالية ثم السولفوكسايدات
sulfoxides
وأشهرها الأليين
alliin
وكذلك الدايثنيينات
dithiin
وأشهرها الأجووين
ajoene.
وهذه المركبات المسؤولة عن المذاق القوي للثوم ولها كذلك خصائص علاجية وصحية.
ويعتبر الثوم مصدرا مهما للمنكنيز والفايتمين ب6 والفايتمين س والسيلينيوم.
أمراض القلب والشرايين
بينت الأبحاث العلمية أن استهلاك الثوم بانتظام يخفض من الضغط الدموي، والدهون
بالدم الكوليستيرول الخبيث وترفع من نسبة الكوليستيرول الثقيل أو النافع أو
الواقي وتنشط افراز أوكسايد النيتريك المتاخم لجدارالأوعية الدموية والذي
يساعد على استرخاء وراحة هذه الأوعية. ومن خلال هذه الخصائص فإن الثوم يحفظ من
الإصابة بأمراض القلب والشرايين ويمنع الإصابة بالسكري ويقي من الجلطة القلبية.
ويعزى الشفاء بالثوم من أمراض القلب والشرايين إلى المركبات الكبريتية
والفايتمين س والفايتمين ب6 والسلينيوم والمانغنيز. ويبقى مكون الفايتمين س هو
المضاد للتأكسد داخل الجسم وداخل الأوعية الدموية ليحول دون تأكسد الكوليستيرول
أو بقاء الكوليستيرول على شكل
LDL
بما أن الشكل المؤكسد هو الذي يسبب شرخا في بنية جدار الأوعية الدموية، وطبعا
فكلما انخفض مستوى الجذور الحرة
free radicals
داخل الأوعية كلما كانت الوقاية من وقوع حادث للأوعية الدموية.
أما مكون الفايتمين ب6
B6
فيقي
من أمراض القلب والشرايين بكيفية أخرى وهو الميكانيزم الذي يخفض مكون
الهوموسيستاين. ومكون الفايتمين ب6 هو وسيط في الدورة البيوكيماوية للخلية أو
ما يسمى ب
Methylation cycle
لأن الهوموسيستاين يمكن أن يكسر مباشرة جدران الأوعية الدموية.
أما السلينيوم فليس له دورا في الحماية والوقاية من أمراض القلب والشرايين
وإنما يحمي كذلك من ظهور السرطان لأنه يخفف من تسممات المعادن الثقيلة،
والسيلينيوم يلعب دور الجزء المعدني للأنزيم كلوتاثيوم بيروكسيديز
glutathione peroxydase
ويعمل السلسنيوم مع الفايتمين
E
ليحمي التأكسدات بالوسط الدهني بينما يحمي مكون فاتمين س التأكسدات بالوسط
المائي
مضاد للجراثيم والفايروسات
يحتوي الثوم على مكونات تكبح الأنزيمات المسببة للبروستكلاندين
prostaglandins
والثرمبوكسان
Thromboxane
وهذه الأنزيمات هي الليبوكسيجنيز
lipoxygenase
والسايكلوكسيجنيز
cyclooxygenase.
وهذه الخاصية تنفع في الحد من آلام المفاصيل العظمية والروماتيزمات.
وتعود خاصية كبح الجراثيم والفايروسات إلى مكون الأليسين الموجود في الثوم وهو
مكون كبيريتي يعطي للثوم رائحته المعهودة، ومادة الأليسين معروفة بقوتها
المضادة للباكتيريا والخمائر والفايروسات، وتنفع هذه الخاصية في غازات الأمعاء
من الخمائر وفي التقرحات في الفم والتهاب الكبد والزكام الفايروسي والقرحة
المعدية ولو أن باكتيريا القرحة
Helicobacter pylori
تقاوم هذه المكونات، ويمكن استعمال مركبات أخرى نباتية أو طبيعية مع الثوم
للقضاء على باكتيريا القرحة المعدية في غياب الدواء الكيماوي أو الصيدلي.
ويساعد الثوم على العلاج من السل بتناوله بكثرة أثناع العلاج المكثف بالمضادات
الكيماوية ليسهل العلاج وتكون النتيجة عالية في القضاء على باكتيريا السل
Mycobacterium
tuberculosis
.
علاج السرطان
لايكفي الثوم لوحده في علاج السرطان وتبقى الوقاية من السرطان أحسن بكثير من
العلاج، والثوم يحول دون ظهور السرطان فيا لجسم لكن في إطار نظام متكامل
للوقاية، فلا يمكن أن نقي الجسم من السرطان بالثوم لما تكون أسبابا لسرطان
موجودة ويومية، فيشترط التوقف عن تناول السموم قبل البدء في العلاج الطبيعي،
وتحديد النظام الغذائي ليس بالأمر السهل، وإنما يستدعي دراسة عميقة ومتخصصة،
ولذلك يصعب استعمال هذه المعلومات لغاية علاجية بدون نصائح من متخصص، وليس هناك
متخصص في الطب الطبيعي، ولو أن كثير من الناس يحاولون الادعاء أن لديهم خبرة في
الطب الطبيعي.
والثوم يدخل في علاج السرطان لكنه لا يمثل إلا نسبة قليلة في العلاج وربما تكون
كافية لكبح السرطان إذا كان هناك نظام محدد لعلاج السرطان، ولذلك فاستهلاك
الثوم والبصل يوميا وبكمية معقولة يقي من السرطان، وتبين من خلال المطيات
الإحصائية أن احتمال الإصابة بالسرطان ينخفض عند الأشخاص الذين يستهلكون الثوم
بكثرة وباعتياد، وتبين كذلك أ، استهلاك البصل يعطي نفس المفعول. والثوم الذي
نتكلم عنه هو الثوم الطبيعي الغير معالج بالمبيدات والغير معالج بالأشعة والغير
مخزن تحت محفظات كيماوية.
ويحتوي الثوم على مادة الأجوين
Ajoene
المضادة لسرطان الجلد على الخصوص، وتتحد مع الأليسين لتكبح سرطان المعي الغليظ
وربما تعالج سرطان الأمعاء بجعل التورم السرطاني يتقلص إذا كان في الأمعاء.
والثوم نظرا لاحتوائه على الأليسين والبوتاسيوم فإنه يخفض الضغط، ويساعد المصاب
بالسكري على الحد من الزيادة فيا لوزن والكوليستيرول، وعلى المصابين بالسكري أن
يستهلكوا بانتظام الثوم للوقاية من ارتفاع الضغط والزيادة في الوزن وارتفاع
الكوليستيرول وهي كلها أعراض خطيرة على المصاب بالسكري.