إبليس (الخبيث)(كتاب)
إبليس
المؤلف :عباس محمود العقاد
بحث فى تاريخ الخير والشر منذ فجر التاريخ مع الانسان وفى عقليته , هذا
الانسان الذى نزل معه إبليس الى الارض . . وجودهما مرتبط بالآخر وكل منهما
يبغض الآخر .. ويحتسب له الف حساب .. والكاتب الاستاذ العقاد هو رجل غنى عن
التعريف فهو محيط مترامى الاطراف وشاسع من المعرفة وهو يعرض لنا فى هذا
الكتاب قوة الشر فى الحضارات القديمة مثل الحضارة المصرية القديمة فقد عرف
المصريون البعث بعد الموت والقصص التى تروى العلاقة بين الشيطان والإله
وقصة قابيل وهابيل وتشابهها مع قصة النزاع بين اوزوريس وست على عرش المملكة
.
ان فكرة الشيطان كما يعالجها العقاد فى هذا الكتاب الممتع اعقد مما نتصور
والاسئلة الفلسفية التى يطرحها اعمق بكثير من فكرتنا المبداية عن الشيطان
فهناك صور الشيطنة مختلفة وعديدة وفى الديانة المجوسية القديمة فان الشر
قوة فعالة معادلة لقوة ا لخير فكما فى الوجود لي ونهار فهناك خير وشر ويضمن
العقاد هذا الكتاب دراسة دقيقة ومستفيضة عن تاريخ الشر أو الشيطان على
الارض قبل الاديان ثم مع ظهور الاديان الكتابية وكيف وصفت كل ديانة هذا
الشيطان وحددت ملامحه الشيطانية ودوره فى توازن الكون .
ان تاريخ الشيطان هو تاريخ مواز لتاريخ الأخلاق الانسانية فصورة الشيطان لم
تتبلور إلا بعد الاديان الكتابية فكانت قبلها عبارة عن اطياف وارواح
والحضارة الحديثة هى اكثر الحضارات ايمانا بوجود الشيطان وعمله الدائم فى
النفس البشرية كما يتحدث استاذنا العقاد عن عبادة الشيطان ووجودها منذ زمن
بعيد فى انحاء العالم حينما كان يعتقد الانسان بوجود اله للخير واله للشر
وان قوى اله الشر اكبر والعقيدة السائدة هى سيادة سلطان الشر على العالم
الارضى ويقول استاذنا العقاد فى مقدم كتابه ان يوم عرف الانسان الشيطان كان
فاتحه خير وهى كلمة رائقة معجبة تروع المسامع وتستحق فى بعض الاذواق ان
تقال ولو تسامح القائلون والسامعون فى بعض الحقيقة طبا لبلاغة المجاز ,
ولكنها فى الواقع هى الحقيقة فى بساطتها الصادقة التى لا مجاز فى لفظها ولا
فى معناها ولا تسامح فى مدلولها عند السامع ولا القائل بل هى من قبيل
الحقائق الرياضية التى تثبت بكل برهان وتقوم الشواهد عليها فى كل مكان .
فقد كانت معرفة الشيطان فاتحة التمييز بين الخير والشر ولم يكن بين الخير
والشر من تمييز قبل ان يعرف الشيطان بصفاته وأعماله وضروب قدرته وخفايا
مقاصده ونياته . كان ظلام لا تمييز فيه فيه بين الطيب والخبيث ولا بين
الحسن والقبيح فلما ميز الانسان النور عرف الظلام زلما استطاع ادراك الصباح
استطاع ان يعارضه بالليل وبالمساء .