رواية مواسم للحنين للكاتب محمد جبريل

فى نصه الروائى "مواسم للحنين"، الصادر عن دار البستانى بالقاهرة، يكشف
محمد جبريل عن ذكرياته المتجددة للمكان، والناس.

يحاول البطل إعادة تكوين المكان وهو في الرواية الإسكندرية من خلال امتزاج
الذكريات، والأحلام، وممارسة الحب المجرد لأصوات الناس، وحياتهم، وللفتاة
التى أراد وجودها فقط إلى جواره.

تقوم الرواية على المواجهة الذاتية لكينونة البطل، بما فيها من ذكريات،
وأسئلة حول الموت، والحياة، والوجود، ومحاولة إبداع تجربة يتجرد فيها
التكوين من حدوده، وحتمياته؛ فهو يحاول استعادة الاحتفال بقدوم الحياة فى
مواجهة الإحساس بالفراغ، والعدم.

يتساءل البطل كما نقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن معنى أن يمضى الإنسان
عمرا بكامله، ينظم فيه، ويرتب، ويجمل ثم يترك ذلك ويرحل، ثم يحاول قبول
الموت كأمر حتمى لينتصر عليه فى وعيه، وهو هنا يستبدل النهايات بإعادة
إنتاج الذات فيما وراء وجودها التاريخي، ورغباتها الخاصة من خلال معايشة
تجربة الآخر، وحدث الحياة المحمل بالصخب، والموت معا.

إن البطل يهتم برؤية الناس، ومناقشتهم، والاستماع إليهم، ويميل فى الوقت
نفسه إلى الوحدة لا العزلة.

فالبطل يشعر أحيانا بالغربة عنه فى اللحظة الحاضرة، كما يفشل فى الاحتفاظ
به عندما يعلم أن أخاه عصام باع شقة الإسكندرية، وهو فى هذه اللحظات يعايش
فراغ المكان من التاريخ، فهو يقر بأن المكان هو ما يحيا فى داخلنا.

يرصد السارد ملامح المكان التى يختلط فيها الحدث بطيفية الأثر، وجمالياته
التى تشبه تأملات البطل لسيرته الشخصية، يقول " شرفة مهجورة. صرير ترام فى
أنحاء الطريق. حلقة ذكر على رصيف البوصيري. تشابك الطائرات الورقية فى
الهواء. قرقعة عربة كارو. روائح الجلود والدباغة، والصباغة ممزوجة برائحة
البحر".

ونرى في الرواية العراف الذى يرفع علامة التفوق الحضاري، فنراه معزولا يسخر
منه الناس، وتخفت إشاراته، وفى مرات أخرى يصرخ مؤكدا تحقق النصر، وكأنه قد
انتصر بالفعل على الروح الانهزامية، والموت

رواية مواسم للحنين للكاتب محمد جبريل 40775

رواية مواسم للحنين للكاتب محمد جبريل 40775

» رواية "الموت السعيد" للكاتب الوجودي ألبير كامو
» رائعة محمد طه رواية "دموع الإبل"
» الاستعمار والتاريخ يمتزجان في رواية نظيفة محمد
» كتاب بعنوان "دولة الفيس بوك" للكاتب محمد البسيونى
» رواية تمارا للصحفي رامي المنشاوي