الاستعمار والتاريخ يمتزجان في رواية نظيفة محمد

الاستعمار والتاريخ يمتزجان في رواية نظيفة محمد 685024

الغلاف

صدرت رواية للكاتبة البريطانية الصومالية الأصل نظيفة محمد بعنوان "صبي
الأفعى المامبا السوداء" والتي تعيد قارئها إلى منطقة كانت تعيش الاستعمار
وتحولات تاريخية، ونقصد بها شرق افريقيا والجزيرة العربية والشرق العربي.
تقوم الرواية - بحسب قراءة في صحيفة " القدس العربي" اللندنية - على
ذكريات والد الكاتبة حيث تقول أنها قضت الأعوام الاخيرة وهي تكتب عن سنوات
الشباب الضائعة من حياة والدها، فالرواية تقوم على حديث تم بين الكاتبة
وبين والدها الذي حدثها عن الخطوات التي ساقته الى بريطانيا والاستقرار
فيها، مع انه له حلم تركه في الصومال.
الأب ـ الراوي والبطل الذي عانى من قساوة الطبيعة التي اكل الجراد فيها
زرعه وسجنه الايطاليون مع السلاحف ـ دفع الكاتبة لدراسة تاريخ المنطقة
والسفر الى الصومال 'هيرجيسيا' وجيبوتي وارتيريا لتتبع خطوات والدها. ومن
هنا تحولت الكتابة الى محلمة عن رجل تخطى الوقت والجغرافيا وانتهى في
بريطانيا.
تظل الرواية - بحسب المصدر نفسه - محاولة من الكاتبة لاعادة اصوات الماضي
الراحلة ومعها استعادة كل عفاريت القبيلة وعفاريت القرية وشبح الخوف
والذنب الذي يطارد البطل منذ ان ترك امه امبارو وعاش مشردا مع صديقي عمره
عبدي وشيدان في شوارع مدينة عدن.
عدن في الثلاثينيات من القرن الماضي كانت تحت الاحتلال البريطاني ( محمية
منذ 1839) ومركزرسو سفن الامبراطورية وتعيش فيها مجتمعات مختلفة من الهنود
والصوماليين واليهود والبريطانيين والعرب سكان البلد الاصليين.
مثل كل اولاد الصوماليين الذين تشردوا او رحلوا من بلادهم، كانت امبارو
تحاول النجاة في واقع صعب وتربية ابنها الذي كانت تتركه لساعات طويلة تحت
رحمة عائلة قريبة وتعمل في مصنع للقهوة بعدن وتعود لتنام معه على سطح
البيت، راضية بالقليل الذي تمتن فيه العائلة.
كان الولد جاما وهو الابن الوحيد لامبارو الامل الوحيد لامه وتركز كل
جهادها على توفير حياة سعيدة له غير الحياة التي عانتها بعد ان تركها
زوجها غوري الذي ترك بلاده للسودان بحثا عن عمل ولم يعد.
في قصة جاما تختلط الاسطورة والخرافة بالحقيقة فهو نتاج علاقة حب- رفض من
القبيلة بين الاب والأم التي كتبت عليها العائلة الزواج من رجل اخر لكنها
تهرب من قيود العائلة وتتزوج من الرجل الذي تحبه، وعندما يعودان يعيشان
على هامش القبيلة.
حس الرفض الذي يعانيه جاما يقوده للتمرد على والدته ويتركها وحيدة تحت
رحمة العائلة المضيفة ويعيش حياة المتشردين في شوارع عدن الفقيرة، يمتهن
السرقة والعمل في مهن حقيرة مع صديقيه عبدان وشيدان. يأكلون ما تقع عليه
اليد. ينامون في العراء. يفتعلون المعارك مع الصبيان وابناء الذوات وابناء
اليهود، وعندما يتعلق الامر بالبحارة البريطانيين يعرضون انفسهم للغرق من
اجل اشباع سادية هؤلاء الذين يتحدون الصغار للامساك بالقطع النقدية في
البحر.

» رائعة محمد طه رواية "دموع الإبل"
» رواية مواسم للحنين للكاتب محمد جبريل
» تلخيص رواية محمد خير الدين الرواية هي: il etait une fois un vieux couple heureux
» أزمة دبي بين الاقتصاد والسياسة والتاريخ
» الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر ، د. محمد محمد حسين رحمه الله ، رابط مباشر