Lost City
عانقت جدران مدينتنا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
اذا كنت واحدا من سكانها فتفضل بالدخول اليها فهي بانتظارك
و ان كنت زائرا جديدا توجه نحو مكتب التسجيل و خذ مفاتيح بيتك
لتتعرف على جيرانك و اذا حصل و ضعت في مدينتنا الجا الى مكتب الاستعلامات
نرجو لك قضاء وقت ممتع
بمنتديات LOst ciTY
Lost City
عانقت جدران مدينتنا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
اذا كنت واحدا من سكانها فتفضل بالدخول اليها فهي بانتظارك
و ان كنت زائرا جديدا توجه نحو مكتب التسجيل و خذ مفاتيح بيتك
لتتعرف على جيرانك و اذا حصل و ضعت في مدينتنا الجا الى مكتب الاستعلامات
نرجو لك قضاء وقت ممتع
بمنتديات LOst ciTY
Lost City
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Lost City


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

  التفاعل الثقافي والحضاري في العصر العباسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Anneliese
عمدة المدينة
عمدة المدينة
Anneliese


الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 29
عدد المساهمات عدد المساهمات : 5370
نقاط نقاط : 24804

 التفاعل الثقافي والحضاري في العصر العباسي  Empty
مُساهمةموضوع: التفاعل الثقافي والحضاري في العصر العباسي     التفاعل الثقافي والحضاري في العصر العباسي  Emptyالخميس 24 يونيو - 9:25

التفاعل الثقافي والحضاري في العصر العباسي



كانت الدولة العباسية تمتد من حدود الصين وأواسط الهند شرقاً إلى المحيط
الأطلسي غرباً، ومن المحيط الهندي والقرن الأفريقي جنوباً إلى بلاد الترك
والخزر والروم والصقالبة شمالاً، وبذلك كانت تضم بين جناحيها بلاد السند
وخراسان وماوراء النهر وإيران والعراق والجزيرة العربية وبلاد الشام ومصر
والمغرب العربي.


وهي أوطان كثيرة، تعيش فيها منذ القدم شعوب وأقوام وجماعات متباينة في
الجنس واللغة والثقافة، غير أنها لم تكد تدخل في نطاق الثقافة العربية حتى
أخذت عناصرها المختلفة تمتزج بالعنصر العربي امتزاجاً قوياً، فإذا بنا إزاء
حضارة تتألف من أجناس وعناصر مختلفة، فمضت هذه الأجناس تنصهر في الوعاء
العربي حتى غدت كأنها جنس واحد.‏

وقد تميّز العصر العباسي باختلاط كبير بين الأمم المفتوحة وامتزاجها في
السكن والمصاهرة وفي الحياة الاجتماعية والمهن والحرف.. الخ، بحيث غدت
أحياء المدن الكبرى تعجّ بالعرب والهنود والأحباش والفرس والترك والأكراد
والروم والأرمن وغيرهم، وبحيث أصبح العربي خالص الدم في بغداد (عاصمة
العباسيين) نادراً، فالكثرة الكثيرة من أبناء العرب كانت أمهاتهم من
السنديات أوالفارسيات أو الحبشيات أو التركيات، وكذلك الشأن في الخلفاء
أنفسهم.‏

وكان وراء هذا الامتزاج الدموي بين العناصر والشعوب والأقوام المختلفة
امتزاج روحي عن طريق الولاء الذي شرعه الإسلام، والسياسة الحكيمة، التي
قامت على التسامح والاحترام المتبادل، فتحول الولاء إلى الكيان الواحد إلى
رابطة تشبه رابطة الدم، فالشخص يكون فارساً أو هندياً أو رومياً أو حبشياً
ويكون عربي الولاء، بل إن الرقيق كانوا بمجرد تحريرهم يصبحون موالي
لأصحابهم ويُنسبون إلى القبائل العربية مثلهم مثل أبنائها الأصليين.‏

وهذا الرقيق إنما كان قلة قليلة بالقياس إلى أحرار الموالي الذين كانت
تتكون منهم الشعوب المفتوحة، وقد دخل أكثرهم الإسلام، وامتزجوا بأهله من
العرب , ونعموا بما يكفل للناس من عدل ومساواة.

وحتى من لم يعتنق الإسلام من الموالي (من المجوس الصابئة والنصارى غير
العرب) أخذ يندمج في المحيط العربي بفضل ماشرعه الإسلام لهم من حقوق
اجتماعية وحرية دينية.

وبذلك فتحت بينهم وبين المسلمين أبواب التعاون الوثيق -على مصاريعها- في
شؤون الحياة كلها، وحقاً دخل جمهورهم الضخم في الإسلام , ولكن دون ضغط أو
إكراه أو عنف.‏

وبذلك استطاع الخلفاء العباسيون -بسياستهم المتسامحة المنفتحة- أن يحدثوا
امتزاجاً قوياً بالعناصر والأقوام والشعوب والجماعات المختلفة التي كانت
تتألف منها الدولة، وهو امتزاج لم يبلغوه بامتلاك الأرض المفتوحة، إنما
بلغوه باحترام الاختلاف والتنوع والتعدد.‏

بالانفتاح وضمان حرية الاعتقاد شعرت الشعوب غير العربية بالولاء للدولة،
أسرعت معظمها إلى تعلم لغة القرآن الكريم والحديث النبوي، فلم يمض نحو قرن
حتى أخذت العربية تسود في أنحاء العالم الإسلامي، لا بين المسلمين وحدهم،
بل أيضاً بين غيرهم ممن بقي على دينه القديم، لا في البيئات التي كانت قد
أخذت تستعرب في عهد ما قبل الإسلام: بيئات العراق والجزيرة والشام فحسب، بل
أيضاً في البيئات النائية: في إيران ومصر وبلاد أفريقيا الشمالية، فإذا هي
تتعرب , وتتعرب معها الأطراف الغربية للقارة الأوربية في الأندلس.‏

وكان سكان هذه البيئات يتكلمون لغات مختلفة، ففي إيران كانوا يتكلمون
الفهلوية، وفي العراق والجزيرة كانوا يتكلمون الآرامية، وفي بلاد الشام
كانوا يتكلمون هذه اللغة ولهجات عربية مختلفة، وفي مصر كانوا يتكلمون
القبطية والعربية، وفي المغرب كانوا يتكلمون البربرية بلهجاتها المتنوعة.

وكانت اللغة اليونانية قد أخذت تشيع -منذ غزو الإسكندر- في الأوساط
الثقافية في كل من بلاد الشام وإيران والعراق والجزيرة ومصر، بينما كانت
اللاتينية تشيع في تلك الأوساط بشمالي أفريقيا والأندلس.‏

وفي العهد العباسي أصبحت شعوبها جزءاً أساسياً في المجال الثقافي -الحضاري
العربي، لغةً وشعوراً وأدباً وانتماء.

وقد اختلف إسراعها إلى هذا الانصهار (التعرّب) باختلاف مواقعها - بعداً أو
قرباً- من الجزيرة العربية، فكان أسرعها تعرّباً العراق والجزيرة والشام،
وكان تعرّبها جميعاً قد بدأ بقرون قبل الإسلام، فأتمته الفتوح الإسلامية
سريعاً، وتعرّبت شمال أفريقيا تدريجياً.‏

وفي هذا السياق الحضاري والمناخ الفكري المواتي أقبل الفرس -مثلاً- على
التعرّب إقبالاً منقطع النظير، فقد أكبّوا على تعلّم العربية إلى أن
أتقنوها ,واتخذوها سريعاً للتعبير عن أفكارهم وعواطفهم، بحيث لانكاد نتقدّم
في العصر العباسي حتى يصبح جمهور العلماء والكتّاب والشعراء منهم، فهم
يقبلون على دراسة الشريعة الإسلامية , ويتألق فيها نجم أبي حنيفة وتلاميذه،
وهم يقبلون على جمع العربية , وتدوين أصولها النحوية على نحو ماهو معروف
عن سيبويه، وهم يقبلون على صناعة الكتابة على نحو ما هو معروف عن ابن
المقفع، وهم يقبلون على الشعر بحيث يصبح أعلامه النابهون منهم على نحو ماهو
معروف عن بشار وأبي نواس.‏

وفي ظلّ التسامح الفكري العظيم ظلّت كثير من اللغات الأصليّة متداولة حتى
في أكثر البيئات تعرّباً أي في العراق والشام، ونقصد بها الآرامية أو
السريانية والنبطية والفارسية والكردية والتركية وغيرها.‏

ونشير هنا إلى الفارسية، التي ظلّت حيّة، مزدهرة، لا بين سكان إيران فحسب،
بل أيضاً بين سكان المدن في العراق، الذي زحف إليه من عصر بني أميّة جموع
كبيرة منهم، وازداد زحفهم في العصر العبّاسي الذي علا فيه سلطانهم.

ويدل على ذلك من بعض الوجوه مايرويه الجاحظ عن قاص من قصّاص البصرة ووعاظها
هو موسى الأسواري، إذ يقول: "كان من أعاجيب الدنيا، كانت فصاحته بالفارسية
في وزن فصاحته بالعربية، وكان يجلس في مجلسه المشهور به، فتقعد العرب على
يمينه والفرس عن يساره، فيقرأ الآية من كتاب الله ويفسّرها للعرب بالعربية،
ثم يحوّل وجهه إلى الفرس فيفسرها لهم بالفارسية , فلا يُدرى بأي لسان هو
أبين" (1 ).‏

وقد تعلم كثير من العرب الفارسية وأتقنوها، حتى لنراها تدور في مجالسهم ,
وممّن اشتهر بإتقانه للفارسية الأصمعي العربي القحّ , ولعلّنا لا نبالغ إذا
قلنا : إنّ الفارسية شاعت على ألسنة كثيرين في الحياة اليومية لبغداد
والكوفة والبصرة، وبسبب ذلك ولأنها كانت لغة الحضارة الفارسية دخل منها إلى
العربية ألفاظ كثيرة، وخاصة ما اتصل بأسماء الأطعمة والأشربة والأدوية
والملابس، ودخل إلى العربية في هذا العصر بعض ألفاظ هندية وخاصة في أسماء
النباتات والحيوانات، كما دخل بعض ألفاظ اليونانية , وخاصة ما اتصل
باصطلاحات الفلسفة والطب وأسماء المقاييس والموازين والأمراض والأدوية (مثل
القيراط والأوقية والقولنج).‏

ولم تعد هذه الألفاظ والكلمات غزواً للعربية، وكثيراً ما كانت تعرّب بحيث
تتفق واللسان العربي، وقد ألف العرب فيها مصنّفات كثيرة تمييزاً لها
وتعريفاً بها.

وبذلك اتسعت العربية بفضل هذا الاحتكاك الثقافي الواسع، وتحوّلت من لغة
البدو القديمة إلى لغة حضارية مع المحافظة على مقوّماتها ومكوّناتها
الأساسية وأوضاعها وأصولها الاشتقاقية والصرفية والنحوية (2 ).‏

وفي الوقت نفسه، وكنتيجة طبيعية لهذا الاختلاط الأممي الكبير شاع اللحن في
العربية، وقد ساق الجاحظ في كتابه "البيان والتبيين" جملة من لكنات بعض
الأعاجم، وهي لكنات مردّها إلى ماكان يجده نفر من صعوبة التكيف العضوي
لمخارج الحروف العربية، التي لاتوجد في لغاتهم، إذ كان منهم من يبدل الراء
غيناً , والزاي والتاء والشين سيناً , والعين همزة , والقاف كافاً أو طاء ,
والجيم زاياً أو ذالاً , والحاء هاءً , والصاد سيناً , والظاء زاياً ,
واللام ياءً , ولكن الفصحى ظلّت المثل الأعلى للناس في هذا العصر، وخاصة
الطبقة المثقفة.

وحتى غير المسلمين أو المؤمنين اتخذوها لسانهم وأدواتهم في التعبير، مما
أحالها وعاءً كبيراً لكل ما لقيته من ثقافات في البيئات الحضارية
والاجتماعية والبشرية , ومن معارف مختلفة متباينة، وهي معارف امتزجت فيها
منذ فتوح الإسكندر عناصر شرقية بعناصر إغريقية مكوّنة مايسمّى بـ "الثقافة
الهلّينيّة"، حيث إن زحوفه العسكرية شملت مصر وليبيا والشام والعراق وإيران
وأفغانستان , وشطراً من بلاد الهند.

وقد عُني بنشر الثقافة اليونانية في كل البلدان التي احتلها , ومضى خلفاؤه
الذين ورثوا ملكه على نهجه , وبذلك امتزجت هذه الثقافة بثقافات أمم كثيرة،
فتكونت من هذا الامتزاج ثقافة جديدة فيها من فلسفة الإغريق المتشعبة،
وفيها من ديانات الشرق وروحانياته وأساطيره ومعارفه الفلكية والطبية
وغيرها.

وكانت المراكز الثقافية الهلّينيّة قبل الإسلام مدارس مختلفة في الإسكندرية
وقيسارية وأنطاكية والرها ونصيبين وحرّان وجند يسابور، فاتصلت الثقافة
العربية بعد الإسلام، ولاسيما في العصر العباسي بكلّ هذا التراث وحدث تفاعل
بينه وبين المعارف الإسلامية والآداب الإسلامية الجديدة، واتخذ هذا
التفاعل صوراً كثيرة، منها الترجمة ونقل العلوم .

وفيها تأثر العرب بالمعارف العملية التطبيقية عند الشعوب الأخرى، مما
اضطرهم إلى التعمّق فيها من خلال إنشاء المدن , وضبط الدواوين , وعمل
الأساطيل , وإعداد الجيوش والنهوض بالزراعة والميكنة (فنون الحيل كما كان
العرب يطلقون عليها).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://chobits.tk
 
التفاعل الثقافي والحضاري في العصر العباسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ينظم مركز قطر الثقافي الاجتماعي للمكفوفين رحلة عمرة لـ 65 عضواً
» العصر الحجري النحاسي
» العصر الحجري الوسيط
» سورة العصر طريق النجاه
» 11 - النظام الفيودالي في أوربا في العصر الوسيط

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Lost City :: حول العالم :: حضارات و ثقافات-
انتقل الى: