أبو عبيدة: هو معمر بن المثنى التيمي، مولى تيم بن مرة من تيم قريش رهط أبي بكر الصديق. أصله أعجمي من يهود باجروان.
ولد
سنة (110هـ/728م). في فترة هشام بن عبد الملك (ت125هـ/742م). وتوفي في
البصرة سنة (209هـ/824م). في فترة عبد الله المأمون (ت218هـ/833م).
نشأ
أبو عبيدة في البصرة ومنها انتقل إلى فارس وبغداد. ربطت أبا عبيدة علاقة
جيدة برجال الدولة في العصر العباسي؛ فكان لهم دور في استقدامه لبغداد،
فنزل في قصورهم، وقرأ عليهم كتبه.
بلغ عدد مصنفات أبي عبيدة مائة وستون
كتاباً. بقي منها ثمانية كتب: هي كتاب النقائض، وكتاب مجاز القرآن، وكتاب
الخيل، وكتاب العققة والبررة، وكتاب تسمية أزواج النبي، وكتاب المحاضرات
والمحاورات، وكتاب المعالم، وقصيدة له على قافية اللام.
اعتبر أبو
عبيدة من علماء الخوارج. وقد اهتم بجمع أخبارهم، وذكر صفاتهم وألقابهم،
وبرر خروجهم على الدولة، وأضفى على ذلك الطابع الديني.
عنيت في هذه الدراسة بجمع الروايات التاريخية التي نقلت عن أبي عبيدة وحفظتها لنا كتب التراث وبلغ عددها سبعمائة وتسعين رواية.
روى
أبو عبيدة عن مجموعة من الشيوخ بلغ عددهم ستة وسبعين شيخاً. امتازوا
بعلومهم المختلفة. واهتم بالإسناد، فاستخدم الإسناد الجمعي والإسناد
المفرد. وجاءت بعض رواياته غير مسندة.
روى عن أبي عبيدة مجموعة
من التلاميذ بلغ عددهم ستة وخمسين تلميذاً امتازوا بعلومهم المختلفة. وكان
له حلقة خاصة في مسجد البصرة يقرأ فيها على تلاميذه ويرد على أسئلتهم.
كتب
أبو عبيدة التاريخ من وجهة نظر اللغويين؛ فكان يجمع الروايات المتعلقة
بحادث أو موضوع في كتاب. وذكر أكثر من رواية حول الموضوع الواحد.
لم يكن أبو عبيدة مجرد جامع، وإنما كان ناقداً سواءً للسند أو المتن؛ حيث تدخل كثيراً لنفي خبر، أو إثباته أو توضيحه.
أسلوب
أبي عبيدة يغلب عليه الطابع الأدبي القصصي، ولغته سهلة واضحة كما استخدم
الحوار والخيال، فأضفى ذلك على رواياته طابعاً أدبياً مشوقاً.
اهتم أبو
عبيدة خلال رواياته بعنصر الزمن والأمكنة واستخدم الآيات القرآنية
والأحاديث النبوية ومعاهدات الصلح والأوائل والخطب والشعر.
قام أبو
عبيدة بدراسات واسعة تكاد تشمل حقل الروايات العربية الشمالية بكامله، فترك
ذلك أثراً على المدرسة الإخبارية في البصرة، لذلك اعتمد عليه كثير من
المؤرخين أمثال الطبري (ت310هـ/922م) وابن الأثير (ت630هـ/1232م).
منقول