Anneliese عمدة المدينة
الجنس : العمر : 29 عدد المساهمات : 5370 نقاط : 24792
| موضوع: الحقيبة المدرسية : هل تسبب انحرافاً في العمود الفقري ؟ الجمعة 16 يوليو - 6:55 | |
| الحقيبة المدرسية : هل تسبب انحرافاً في العمود الفقري ؟ عندما نرى أولادنا ينحنون يومياً تحت ثقل الحقيبة المدرسية ونسمعهم يتشكون من الجلوس لفترة طويلة على مقاعد المدرسة مما يسبب لهم آلماً في الظهر , ينتابنا قلق حول إمكانية تأثير هذه العوامل على صحة ظهورهم ونتساءل : هل من الممكن أن تكون الحقيبة المدرسية سبباً في إصابتهم بانحراف في العمود الفقري ؟ وهل يمكن للجلوس بوضعية خاصة في المدرسة أن يسبب آلاماً مزمنة في الظهر ؟ أسئلة حملناها إلى أحد الأخصائيين دعم إجاباته بدراسة حديثة تظهر وبالأرقام تأثير هذه العوامل على أولادنا . الحقيبة المدرسية الثقيلة والجلوس بوضعية خاصة في المدرسة لا يمكن أن يسببا اعوجاجاً في العمود الفقري . ولكن كيف يمكن تفسير حالات الانحراف في العمود الفقري التي يصاب بها الاول -يظهر الانحراف في العمود الفقري عند الأولاد في مرحلة البلوغ لسبب ما زال حتى الآن مجهولاً . وهو يصيب الفتيات أكثر من الفتيان ولا يسبب أي ألم ولا يرسل إشارة سوى الانعواج الذي يطال العمود الفقري . لذلك نطلق عليه اسم الانحراف الأساسي . ويمكن للأولاد أيضاً أن يصابوا بانحراف ثانوي يترافق مع أمراض أخرى تظهر لديهم كالشلل أو مشاكل في الجهاز العصبي . وقد يولد بعض الأولاد بتشوه خلقي في العمود الفقري يسبب هذا الانعواج , فإذا فحصنا الولد المصاب بانحراف ولم نجد لديه أي إشارة طبية غير الاعوجاج نضع حالته تحت خانة الانحراف الأساسي . أما إذا تأكدنا من إصابته بأمراض أخرى قد تكون عصبية أو ناتجة عن تشوهات خلقية فانحرافه يكون ثانويا ويحتاج إلى علاج . ·نحن في بداية الموسم الدراسي والكثير من الأهل يخافون على أولادهم من حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة والجلوس لفترة طويلة على مقاعد المدرسة , فما مدى تأثير هذه العوامل على الأولاد ؟ -يمكننا التوضيح أن حمل الحقيبة المدرسية لا يمكنه في أي حالة من الأحوال أن يسبب انحرافاً في العمود الفقري . -فالتلميذ يمكن أن يحمل حقيبة وزنها 10 كيلوغرامات طوال اليوم ولن يصاب بأي انحراف إلا إذا كان لديه استعداد للإصابة به . والاستعداد قد يكون أساسيا ولا نعرف سبباً له أو يكون ناتجاً عن أمراض أخرى كما ذكرنا . الحقيبة المدرسية ممكن أن تعطي شكلاً خطأ للظهر والفرق بينها وبين الانحراف الحقيقي أنه في الحالة الأولى يمكن للتليمذ أن يصحح وضعية ظهره بنفسه . أما عند إصابته بالانحراف فلا يمكنه أن يقف مستقيماً حتى لو أراد ذلك . لا يمكننا اعتبار الشكل الخطأ في وضعية الظهر خطراً طبياً إذ يمكن تصحيحه بالرياضة والسباحة ويمكن للولد بعد ذلك أن يتابع نموه بشكل طبيعي . والملاحظ أنه يمكن لحمل الحقيبة المدرسية الثقيل أن يسبب مشكلة أخرى هي آلام الظهر عند الأولاد لذا فإننا نلاحظ ارتفاع نسبة الإصابة بالديسك لدى الأولاد في السنوات الأخيرة خاصة في عمر 14 أو 15 سنة . والعلاج في هذه الحلة يعتمد على الخلود للراحة لفترة من الوقت . ·في أي أعمار تظهر مشاكل الظهر المرتبطة بحمل الحقيبة المدرسية والجلوس بوضعية خاصة في المدرسة ؟ -هذه المشكلة يمكن أن تطال الأعمار فعندما قمنا بدراسة ميدانية تناولت هذا الموضوع لاحظنا أن الحقائب المدرسية أصبحت ثقيلة جدا على كل التلاميذ وفي كل الصفوف وقدمنا مقترحات لحل هذه المشكلة . كأن لا يأخذ التلميذ جميع كتبه إلى المدرسة بل يتبع البرنامج المقرر, وألا يحمل دفاتر سميكة ويستبدلها بأخرى رقيقة . وألا يحمل الحقيبة على كتف واحد بل على كتفين أو يجرها بيده . قد يخاف الأهل كثيرا من آثار حمل الحقيبة على أولادهم ولكننا طبياً لا نعتبرها من المشاكل المهمة بل مشكلة ثانوية حلها سهل خاصة أن مدة حمل التلميذ للحقيبة لا تتعدى الساعة يوميا في أقصى الحالات لذا فالمشاكل في هذه الحالة ليست خطرة وأقصى نتائجها تكون آلاماً في الظهر وليس انحرافا في العمود الفقري . ·كيف يتم تشخيص هذه الحالات ؟ في حالات المشاكل المدرسية يتم التشخيص من خلال فحص سريري يترافق أحياناً مع صورة أشعة عادية . أما في حالة الانحراف في العمود الفقري نبدأ أيضا بالفحص السريري ونطلب خلاله من الولد أن ينحني إلى الأمام فإذا بدا جانب من الظهر أعلى من الجانب الآخر فهذا يعني أن العمود الفقري ملتف وأن الانحراف أكيد . ·ما هو العلاج المتبع في حالات الانحراف ؟ -عندما نتكلم عن الانحراف الأساسي فهذا يعني أن التمارين الفيزيائية غير مفيدة . إذا ظهر الانحراف لدى أولادهم ومازالت مرحلة النمو أمامهم ولا تتعدى حدته الأربعين درجة نضع لهم مشدا ونطلب منهم أن يضعوه حتى نهاية مرحلة النمو وهو يغطي الجسم بكامله ويجب وضعه 23 ساعة من أصل 24 وهذا يعني أنه علاج صعب للولد والأهل على السواء . أما عندما يفوق الانحراف الاربعين درجة فالعلاج يعتمد على الجراحة . وتشكل المتابعة حلقة ضرورية أيضا في علاج الانحراف في العمود الفقري خاصة أن العلاج الحقيقي لا يبدأ إلا بعد التأكد من أن الانحراف يزيد . أما الوضعية الخطأ في الظهر الناتجة عن حمل الحقيبة فيقوم علاجها على تشجيع الولد على ممارسة الرياضة وخاصة السباحة . ويقوم علاج الأمراض المسببة لهذا الانحراف ومعالجة الانحراف بنفسه بالمشد أو الجراحة . ·هل يؤدي إهمال حالات الانحراف إلى جعل العلاج مستعصياً لا , لن يكون العلاج مستعصياً ولكنه يصبح أصعب والنتيجة تكون مختلفة . فإذا أجرينا عملية تقويم الانحراف في عمر الخامسة والعشرين لن نحصل على النتيجة نفسها التي نحصل عليها في الثانية عشرة . عندما يكون العمود الفقري ليناً يمكن تصححه بشكل أفضل . ·هل يمكن لعدم العلاج أن يوصل إلى الشلل ؟ الشلل لا يكون نتيجة لعدم العلاج إلا في حالات معينة أي عندما يكون العمود الفقري منحنياً إلى الأمام بشدة فيضغط على النخاع الشوكي ويسبب صعوبة في المشي . ولكن الانحراف في العمود الفقري يسبب حالات عديدة مشاكل في التنفس لدى الأولاد إذ يؤدي إلى ضغط الأضلع على الرئتين . ·هل يمكن لممارسة الرياضة أن تحد من تفاقم مشكلة آلام الظهر عند الأولاد ؟ الرياضة أهم وسلية للحد من آلام الظهر عند الأولاد وعند البالغين أيضا, ولكن ليس لها أي تأثير على الانحراف في العمود الفقري . تأثير الرياضية يقتصر على تقوية العضلات التي تلعب دور مخفف صدمات عن العمود الفقري فتخفف من آلام الظهر . 7 نصائح عملية 1-المفروض أن يكون وزن الحقيبة المدرسية خفيفاً , مع سيرين محشوين وسند مناسب على الظهر , فتوزّع اللوازم الضرورية فيه بطريقة متوازية على ألا يتعدى وزنه الإجمالي قطعاً نسبة 10% من وزن التلميذ . في حال استعمال حقيبة ذات عجلات صغيرة يجب اختيار الحقيبة التي يمكن فكّ عجلاتها ومقبضها , بغية أن يتمكن التلميذ عند صعود الدرج من فصل الحقيبة عن الجزء البلاستيكي ليحملها على ظهره . 2-المفروض أن يكون المحتوى مدروسا جيدا: -الكتب " يجب أن تكون رقيقة الغلاف , ومن المفضّل أن يكون من عدة أجزاء كي يجلب التلميذ جزءا واحدا إلى الصف وينصح في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي باستعمال البطاقات . -الدفاتر : اعتماد تقليص عدد الصفحات . -للمطرات : تحاشي المطرات التي تسع 500 غرام وما فوق وأخذ قنان صغيرة من البلاستيك . -ثياب الرياضة : تحاشي وضعها في الحقيبة . 3- المفروض أن يدرك التلميذ المشكلة : -تبدأ التربية عند الصغار . -تخطي خوف نسيان الكتب وجلب الضروري منها فحسب . -تحاشي حمل الحقيبة في حال الانتظار لأكثر من خمس دقائق . 4-المفروض أن تكون مسافة حمل الحقيبة ووقت حملها مدروسين جدا: -المسافة التي يجتازها التلميذ بين مكان وضعه ( موقف الحافلة, موقف السيارات ) والصفوف . -صعود الدرج في المدرسة ( 3 طوابق أحيانا) أو في البيت ( مبنى بدون مصعد حتى الطابق الخامس ) . -ساعة فتح المدرسة : يضطر التلاميذ للانتظار أمام البوابة المغلقة وهم يحملون الحقائب على ظهورهم وفي ظروف مناخية سيئة أحيانا . 5- المفروض على الأهل أن يحسنوا إختيار الحقيبة وأن يراقبوا محتواها باستمرار وألا يسمحوا لأولادهم إلا بإخذ اللوازم الضرورية , وأن يعلّموا أولادهم كيفية حمل الحقيبة وألا يسمحوا بحملها لمسافات طويلة . ويتوجب عليهم أن يأخذوا على محمل الجد كل ما يشكو منه أبناؤهم من آلام ناتجة عن حمل الحقيبة المدرسية مستشيرين الطبيب المختص . 6- يتعيّن على الأستاذ : -توجيه التلاميذ إلى اختيار الكتب التي عليهم حملها . -تحديد البرنامج بغية ألاّ يجلب التلاميذ الكتب كلها . -فرض دفاتر خفيفة ( 100 صفحة بدل 300 ) . -مراقبة التلاميذ ومنعهم من إثقال الحقيبة . -مراقبة وضعية جسم التلميذ في الصف جالسا كان أو واقفاً وحاملاً الحقيبة . 7 يتعيّن على إدارة المدرسة بذل جهود كثيرة مثل : -تأمين خزانات ذات أدراج تقفل بالمفتاح للتلاميذ كلهم . -تحديد تنقل التلاميذ داخل المدرسة وهم يحملون الحقيبة . -محاولة تشغيل المصعد عند بدء الدروس ونهايتها للصفوف الواقعة في الطابقين الثاني والثالث . -توجيه الأساتذة وتثقيفهم وإرهاف حسّهم تجاه مشكلة الحقيبة المدرسية . -إحصاء أطباء اختصاصيين في الفحص الطبي المدرسي للكشف باكرا على العمود الفقري عند التلاميذ . -تفادي وضع الصفوف الابتدائية والصف السادس في الطوابق العليا لأن تلاميذ هذه الصفوف هم الأكثر تعرضاً لهذه المشكلة . -محاولة فتح أبواب المدرسة في وقت أبكر صباحاً كي لا ينتظر التلميذ الذي يأتي باكراً لمدة طويلة . | |
|