أن
القرار النهائي للجنة التراث العالمي الذي صدر باجتماع عقد مؤخرا في مدينة
كويبك في كندا، يشكل نقطة
البداية أمام مشاركة سلطات الاحتلال
الصهيوني في المسؤولية عن المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة ،
ويقترح المشروع الصهيوني بناء جسر حديدي عند باب المغاربة بدلاً من الطريق
الأثري الذي هدم على يد سلطات الاحتلال خلال حفرياتها الأخيرة، بحيث يصل
بين المنطقة أسفل باب المغاربة وحتى حائط البراق في الحرم القدسي لتسهيل
مرور المستوطنين اليهود والجنود إلى داخل الحرم الشريف من باب المغاربة
بوساطة ذلك الجسر.
علما بان مدينة القدس تخضع للقرارات الدولية ذات
الصلة بالموضوع بما فيها القرارات (242)، (428)، (476)، (478) والتي لا
تعترف بسيادة " إسرائيل" على مدينة القدس المحتلة عام 1967. كما ان اتفاقية
جنيف الرابعة واتفاقية لاهاي لسنة 1954 تحمي المواقع الثقافية في حالة
الصراع المسلح كذلك قرارات الشرعية الدولية وتوجيهات اليونسكو ونصوص ما
يسمى "معاهدة السلام" المتعلقة بالقدس.
والجدير بالذكر أن فلسطين
وبالذات مدينة القدس والتي تعد قطعة من التراث العالمي بمبانيها وحاراتها
وسورها لم تدرج ضمن قائمة الدول والمناطق التي تم إقرارها كمناطق تراثية
يتوجب الحفاظ عليها وترميمها ورعايتها من الأخطار الداخلية مثل الإهمال
وسوء الاستعمال أو الخارجية نتيجة الحروب والاحتلال وإنما صنفت تحت عنوان
القدس .
بينما احتوت "إسرائيل" على خمسة مواقع مدرجة. وكأن فلسطين التي
تزخر بما لا يحصى من المباني والمواقع ذات القيمة المعمارية والحضارية
والثقافية، والتي تتعرض للإزالة بممارسات منهجية ، من قبل سلطات الاحتلال
الصهيوني فلا مكان لها في قائمة التراث العالمي أو الضمير الإنساني للأمم
المتحدة
ان هذا القرار ليس سوى دليلا آخر على سياسة الكيل بمكيالين
التي تمارسها المؤسسات الدولية تجاه القضايا العربية وهو قرار يشجع العدو
الصهيوني على سرقة التراث الفلسطيني
التي يمارسها حتى من قبل الاحتلال
عام 1948
ان فلسطين ارض عربية ذات جذور مغروسة في اعماق التاريخ ولها
حضارتها وتراثها العربي ,وقد قام العدو الصهيوني بسرقة هذا الوطن باكمله من
البحر الى النهر, مستخدما كل انواع الاسلحة التدميرية وبشكل ارهابي همجي
عندما احتل جزءا من فلسطين عام 1948 بينما احتل الجزء المتبقي منها عام
1967. وهي اكبر سرقة شهدها العالم حيث اقام عليها كيانا صهيونيا اطلق عليه
اسم "اسرائيل" ولكي يستكمل مشروعه قام بعمليات تدمير وطمس لجزء من التراث
الفلسطيني وعمليات نهب وسرقة لجزء آخر منه وليس ادل على ذلك من هذه الامثلة
:
أولا : قام العدو الصهيوني بتدمير 394 قرية عربية فلسطينية ليطمس
تاريخها العربي وشيد مكانها المستوطنات اليهودية بعد ان قام بسرقة اراضي
تلك القرى حيث لم يكن يملك اليهود اكثر من 6% من اراضي فلسطين حتى عام 1948
حسب المصادر الصهيونية والبريطانية .
ثانيا : تدمير عدة احياء سكنية
في البلدة القديمة لمدينة القدس وذلك لإلغاء صبغتها التراثيةالعربية وتشييد
مساكن جديدة واقامة حي يهودي ذو طابع جديد لا صلة له بالتاريخ الخاص
بعروبة القدس كجزء من عملية التهويد .
ثالثا :سرقة الحائط الغربي للحرم
القدسي الشريف والمعروف بإسم" حائط البراق" ارتباطا
بالتراث
العربي الاسلامي لعملية الاسراء والمعراج .وقد اطلق اليهود عليه اسم "حائط
المبكى"
ليصبح مكانا لعبادة اليهود .علما بان الحائط ملكا للاوقاف
الاسلامية حتى باعتراف اللجنة الدولية التي حققت في ملكيته ايام الانتداب
البريطاني واتخذت قرارها سنة 1930 مؤكدة بأنه ملك للاوقاف الاسلاميةوهو جزء
من الحرم الشريف .
رابعا : سرقة اللآثار الموجودة في المتحف الفلسطيني
في القدس ونقلها الى جهة غير معلومة وقد تمت العملية تحت حراسة مشددة
.وتمثل موجودات المتحف تراثا تاريخيا لفلسطين وان سرقة المخطوطات وامكانية
تزويرها تمثل الحلقة الاخطر لانها تشمل مخطوطات قمران .
وتجدر الاشارة
الى ان سلطات الاحتلال تقوم باعمال الحفريات الاثرية منذ عام 1967 وحتى
الآن من اجل الوصول الى آثار تدل على هيكل سليمان ولكن دون جدوى واما
الاثار التي تكتشفها فانها تستولي عليها وتقيم منطقة سياحية وتفرض الرسوم
على الراغب بمشاهدتها مما يجعلها عملية سرقة مزدوجة .
خامسا : سرقة
المقابر مثل مقبرة " مأمن الله " الإسلامية في القدس حيث تزين شواهد القبور
آيات قرآنية , وهي مقبرة تاريخية تعود الى ما قبل 1400 عام تقريبا
ومساحتها 136 دونما وهي اراضي وقف إسلامي ودفن فيها العديد من العلماء
والصالحين . وبعد السرقة تم إقامة حديقة عامة للتنزه حيث تم جرف القبور
التي في المقبرة .
سادسا :سرقة الازياء الشعبية الفلسطينية والادعاء
بانها ملابس يهودية وخاصة مضيفات طائرات العال الصهيونية علما بانها زي
متوارث من ايام الكنعانيين ورسومات التطريز تدل على ذلك .
سابعا :سرقة
الكتب والمخطوطات من مركز الابحاث الفلسطيني عند احتلال بيروت عام 1982
وتكرار السرقة من مركز السكاكني في رام الله اثر اجتياح للمدينة .
ثامنا
:سرقة المأكولات الشعبية مثل الفلافل وادعاء العدو انها من تراثه .
هذا
هو العدو الصهيوني الذي يسعى لتهويد الارض والانسان ليلغي الوجود العربي
على ارض فلسطين واحلال المستوطنين اليهود القادمين من ارجاء العالم مكان
العرب .
منقول
الرئيسية 
الجنس
العمر
عدد المساهمات
نقاط