فبعد دخول القفطان المغربي
إلى الجزائر تنضاف عناصر تلاقح ثقافي مشترك جديد بين المغرب والجزائر،
ومنها دخول "العمارية" المغربية ضمن مظاهر احتفالات الأزواج بقاعات
الأفراح الجزائرية.
هذا وقد أشارت الصحافة الجزائرية أن ميزة أعراس الزواج بالجزائر خلال فصل
صيف 2009 تميزت بإدخال: "عادة قديمة لدى المغاربة هي الهودج أو ما يسميه
المغاربة بـ "العمارية" المنمقة بالذهب أو بالفضة، وذات أشكال مختلفة على
حسب الذوق، مما يضفي عليها جمالا أخاذا، وأضافت "أنها عادة قديمة تأخذك
إلى عصر الملوك والسلاطين وليالي الأنس والترف".
فصارت اليوم أحد مظاهر احتفالات أعراس الزواج الجزائري، وتكون حاضرة في
حفلات الزواج التي تقام في قاعات الأفراح. حيث يحتفى بالعروس من خلال
تبريزها في أبهى حللها فوق "العمارية" تطل على المدعوين وهي محمولة على
أكتاف شبان يرتدون الزي التقليدي، كالسلهام ويضعون فوق رؤوسهم الطربوش
المغربي الأحمر، ويطوفون بها وسط الزغاريد والأهازيج، على إيقاعات غنائية
راقصة كلها مدح في حق العروس وأسرتها.
وتعرف الجزائر اليوم انتشارا للمحلات المتخصصة بتجهيز حفلات العروس على
الطريقة المغربية، ويشرف عليها مغاربة ومغربيات يوفرون تأثيث كل ما تحتاجه
العروس لزينتها ليلة عرسها من حلي وملابس تقليدية، وباقي تجهيزات
"العمارية" المغربية، وتعرف هذه المحلات اليوم رواجا كبيرا نظرا لما يكنه
الجزائريون من تقدير خاص لهذه العادات المغربية.
وقالت فاطمة مغربية وربة محل لتجهيز العروس وتأثيث أعراس الزواج على
الطريقة المغربية، أن الجزائريات ما فتئن يعبرن لنا عن سعادتهن لعودة
التراث المغربي إلى الجزائر، ويؤكدنا إعجابهن بتنظيم أعراس بناتهن
باستعمال "العمارية" كطبع جديد وجميل.
وأضافت فاطمة أن بداية الاهتمام القوي للجزائريين بـ "العمارية" المغربية
انطلق سنة زواج الملك محمد السادس حيث تابع الجزائريون بشغف كبير حفل
الزواج الملكي وصور الملك محمد السادس وللا سلمى فوق "العمارية" المغربية
عبر شاشات التلفزيون. ولقد باتت "العمارية" المغربية اليوم إحدى الموضات
الرئيسية في أعراس الزواج الجزائري، وتتنافس العائلات الجزائرية الميسورة
في كرائها بمبلغ يفوق 20 ألف دينار، لتكون جزء أساسيا من فقرات عرس الزواج
الجزائري. فلم تعد "العمارية" أو الهودج المغربي محصورة على المغرب
والمغاربة بل امتدت ليشمل المدن الجزائرية وباقي مناطق العالم.