حجة
الوداع
في العام العاشر الهجري حج الرسول صلى الله عليه وسلم مع أمته حجة الوداع؛
ليعلم الناس مناسك الحج في الإسلام.
ووقف رسول الله ( بين جموع المسلمين وهم حوالي مائة ألف مسلم يعظهم
ويرشدهم. وهذا ربيعة بن أمية بن خلف ذو الصوت القوي العالي يبلِّغ عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى يسمع الجميع، وكان مما قاله رسول الله صلى
الله عليه وسلم : "أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم
بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدًا، أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم حرام
عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا" مسلم.
ونهاهم عن الربا، وأكل أموال الناس بالباطل، وأوصى الرجال بالنساء،
يكرمونهن ويحسنون إليهن. ثم قال: "وأنتم تُسْأَلُون عني، فما أنتم قائلون؟"
قالوا: إنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال ثلاث مرات: "اللهمَّ فاشهد" مسلم.
وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث إلى الناس، كان هناك رجل يبكي
بكاء شديدًا، إنه أبو بكر الصديق حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحب
صحابته إلى قلبه، فقد أحس بقرب أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال:
فداك أبي وأمي يا رسول الله.
جيش أسامة:
وفي شهر صفر من العام الحادي عشر جهز الرسول صلى الله عليه وسلم جيشًا
كبيرً لتأديب الروم، وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُعلِّم
المسلمين درسًا عظيمًا في القيادة، فولَّى على الجيش أسامة بن زيد بن حارثة
رضي الله عنه، وهو لم يبلغ العشرين من عمره؛ ليعطي الفرصة للشباب في تولي
المهام الصعبة، وتدريبهم على تحمل المسئولية، برغم أن جيش المسلمين كان به
كبار الصحابة مثل: أبي بكر، وعمر، وأبي عبيدة بن الجراح، وغيرهم الكثير
-رضي الله عنهم أجمعين-.
وضرب الجيش معسكره خارج المدينة، ولكنه عاد بعد أن علم بمرض رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، ثم بوفاته، ثم سرعان ما خرج الجيش في عهد أبي بكر الصديق
رضي الله عنه وهزم الروم.