ـ عـادات الختـان :
كان الختـان في الماضي في البديع والقرفي وفي منطقة جازان بصفة عامة يكلف
الكثير من المال والجهد نتيجة للولائم التي تقـام والحفـلات التي تستمر
لعدة أيـام ، وكان لا يختن الصبي إلا في سن السابعة عشرة أو العشرين
ويسمونه (( الدّرم )) ، والحفـلات التي تقام تسمى (( الهود )) بضم الهاء .
وبعد الاستعـداد لعملية الختـان يبدأ (( الهود )) حيث تـدق الطبـول بعد
صـلاة العصر وتقـام رقصة (( السيفي )) ثم يخرج الجميع إلى ميدان البلدة وهم
يرقصون رقصة (( الدّرمة )) والدرم أمامهم بيده سيف مسلول ، وهناك تقام ((
العـرضة )) إلى قرب الغروب ، وفي الليل تقام رقصة (( الزيفة )) وتستمر
الحفلة على قدر حالة ومكانة أهل (( الدرم )) فقد تقتصر على يوم وليلة وقد
تستمر ثلاثة أيـام أو أسبوعاً .
المطـاليب :
وهم الذين يقوم الدّرم بدعوتهم لحضور الهود حيث يذهب إلى قراراهم بعد أن
يشعرهم مقدما بيوم وصوله .
يسير الدرم مع جماعة من قومه إلى البلدة المقصودة ومعه (( الطبالون )) وعند
الاقتراب من البلدة تقرع الطبول وتطلق الأعيرة النارية فيخرج أهل البلدة
على رأس الشخص المرسل إليه بطبولهم مستقبلين القادمين بالزغاريد وإطلاق
الأعيرة النارية ويدخلون البلدة وتقـام لهم ضيافة يشترك فيها أهل تلك
البلدة وتقام العرضة ثم يعودون .
بعد ذلك يقوم الشخص المطلوب من أهل البلدة بتوجيه الدعوة إلى أهـل بلدته
ويسيرون إلى بلدة (( الدّرم )) ويكون وصولهم في آخر يوم من حفلة الختان ،
وعندما يقبل المطاليب إلى بلدة الدرم بطبولهم وأزيز طلقاتهم النارية يخرج
الدرم ورفقاؤه لا ستقبالهم فيدخلون البلدة فيخرج أهل البلدة لاستقبالهم وفي
ميدان البلدة يتفرق أهلها الضيوف ويحتفلون بهم أحسن احتفال ويكرمونهم أجل
تكريـم .
يوم الختـان : يبدأ أهل الدرم في الاستعداد ـ من التحضير لأسباب الختان إلى
إعداد محل لائق للمطاليب وتهيئة الطعام إلى غير ذلك من الاستعدادات وعند
شروق الشمس تقرع الطبول وتدار رقصة (( السيفي )) ويجتمع الناس والمطاليب
ويخرجون في دلع ورقص والطبول تقرع والرصاص يطلق والأعلام ترفرف إلى أن
يصلوا دار الحكومة ، فيدخل الدرم ونفر من أهله والختّان (( الذي يقوم
بعملية الختان )) ويغلق الباب وتجري عملية الختان ، وبعد ذلك تقام رقصة ((
الدمة )) ويسير الجميع في زيارة خاطفة لبيت أو بيتين من بيوت الأقارب ثم
يعودون بالدرم
الخطور : في يوم الختان يتقدم المطاليب بمبلغ من المال يسمى الخطور وهو أن
كل واحد من المطاليب يدفع مبلغا من المال إلى المطلوب الرئيسي وهو بدوره
يضع مثل أو نصف ما قدمه له رفقاؤه ويتقدم به أمام الحاضرين ويتسلمه أحد
الذين يقومون بجمع المبالغ ويرفع عقيرته قائلاً (( ترون فلان بن فلان
وجماعته خطروا بمبلغ كذا )) ويسمى المبلغ .
الجبـر : وفي آخر أيام الختـان تقام وليمة كبرى ختامية يقيمها أهل الدرم
ويتكلفون في إعدادها الشيء الكثير من الذبائح ووفرة الطعام حيث ترص القدور
مكومة فيها صوامع من عصيد الدقيق وتفهق جوانبها بالسمن والعسل حتى يفيض على
جوانب القدور مما يظهر البذخ وكرم المظهر .
وبعد الغداء ينشد الشعراء قصائد تسمى التكثيرة يشيد فيها الشعراء بكرم صاحب
الحفل ووصف هذا الحفل وما لا قوة من كرم الضيافة وتقدم لهم الجوائز وينتهي
الحفل .
أما الآن فقد تغير الوضع تماما فلم يعد لتلك العادات وجود حيث منع إطلاق
الأعيرة النارية في الحفلات بصفة عامة وانتهى ذلك البذخ والتبذير وإقامة
الحفلات التي تستمر في بعض الأحيان إلى أسبوع . وأصبح الكثير من الناس يختن
ابنه في الأسابيع الأولى من ولادته ، والبعض لا يتعدى العام . حيث يؤخذ
الطفل إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي ويختن ثم يقيم والده وليمة يدعو لها
الأقارب والجيران وبذلك تنتهي عملية الختـان .
منقول من أحد المنتديات