لما لا أجرب ... لما لا أجر القلم على الورقة الناصعة ولنرى رأيه وأثره . لما لا أغمض عيني أو أتظاهرأنني أنظر
بعيدا وأرى ما الذي سيكون من رأي يدي ما الذي سيقوله قلمي لو نطق للدنيا لو اعترف أو سألوه وأكثروا عليه : كيف كانت عشرتك معه؟ وكيف تحمل و أمضى كل مداده يستمع لجروحي وساوسي .. اشتياقي وآلامي أرائي وتناقضاتي ... لو سئل بدون تفكير سيقول : أريد الرحيل ؟؟ بسرعة أنجدوني من يده , من قلبه , ومحيطه ... كرهت وحدته التي تجلب التعب لي وغبائه في اختياراته التي لا محالة ستبقيني ساهرا طول الليل أحمل همومه فيما يرتاح هو منها , أتألم أنا فيما يتعلم هو.. هذا ليس عدلا ..أبدا . أنا لست بالجامد القاسي ولا بالحكيم العابد ليسألني كل يوم بعد زوال الضوء عن الدنيا . يلجأ إلي ليعذبني بإستفهاماته وليتها كانت مفيدة أو مستطاع الإجابة عنها ولكنها حياته الخاصة وانتهي أنا بكل التفاصيل المملة في حياته الباردة ....
سيعترف القلم أنني منحوس أو ميئوس من رفقتي فكلما يمر نجم جديد على ليلي المظلم يؤانسني .. في لحظاتي , ساعاتي , بكلمات ويتابع مروره . يتابع حياته المنيرة لينسي أن ضوئي ذهب معه وحياتي خلت بدونه وعندها يتدخل قلمي ويقاطعني رافضا منطقي مؤنبا لي لانحيازي لرأيي ودليله أن رأيي منبعه قلبي الذي قد أثبت ضعفه وعدم إحاطته بأمور الدنيا والبشر والدليل الأعظم جلوسي الآن وخوضي هذه المناقشة .
فيا قلمي فما رأيك بألمي !! وماذا كان يجب أن أفعل !!
... الأمر بسيط .. أنت يا إنسي يئست بسرعة سلمت ببعادها قبل ذلك . تركت شوقها لتركن إلي وللورقة تعذبنا .. قررت ببساطة أنها تستحق أفضل منك!! ... لا أدري أكان ذلك عن حماقة أو حب ؟؟
لكنك خسرت . لكان من المفروض عليك أن تسارع بحبها وتزيدها قوة بثقتك فيها . تبتسم أمامها كلما تقابلكم أزمة أو بشري يرفض ذلك . لم تكن لتتركك وتذهب لو رأتك دائما أمامها مسارعا أولا ..مدافعا بشموخ عن جنونكما .. لما يئست وذهبت لو رأت جراحك بعد معركة الحب خاسرا كنت أم رابح وأضمن لك أنها ستمسح كل تلك الجروح بمنديلها الجميل ولنسيت كل تلك الدماء عندما ترى دمعة الفخر تلمع في عينيها الجميلتين ... لذلك يا صديقي فإنها لن تجد أفضل منك لو فعلت . ولكن ...قلتها كثيرا .. إفهم معنى هذه اللكن لأني كرهت هذا النقاش العقيم.
.. حقا إنك قلم ناكر للجميل خائن للعشرة و الماضي فلم لم تقل هذا الكلام سابقا وها أنت الآن تتشدق به .. وما رأيك في من تركتني بدون أن تعرفني !! إنه ذنبي أليس كذلك ؟ فيبدو أنني المخطئ دائما ...
- بل كل الذنب كان منك في هذا . فلم أمضيت كل هذا الوقت تتساءل مابك والعيب فيها .. أين أخطأت والخطأ منها .. وجلست في ركنك وحيدا والخسارة لها ..فهي من البداية لا تريدك لحكم مسبق أو رأي من إشاعة فهذه يا جاري الناقصة حقا لاختيارها المبني للمجهول وسوف تمر الأيام وتختار برأيها الغريب ذاك أتفه البشر فقط لأنه .... وعنده ... وستجدها يوما ما بعد ذلك باكية في إحدى زوايا الحياة على اختيارها وتعيد ترتيب أولوياتها رغباتها ... لكن بعد فوات الأوان . لذلك أيها المهزوز في نفسه. أفق .. قم من غفلتك وبدل أن تتساءل لماذا .. قل بصوت عال من غيرها!! ففي وقت الرهبنة و التنسك الذي قضيته مرت الكثير من الشهب المنيرة الجميلة فربما كانت إحداهن الدواء لجروحك و البديل لي لأرتاح منك ...
لكنك أمضيته تتساءل هل كرهت لون عيني ؟ مزحاتي ؟ ربما جسمي؟ .. أيها الإنسي المسكين : الإنسان جميل مهما كان وأنت يا صديقي أجمل الإنس لأنك تركتني أتكلم فمعظم البشر لم يفعلها أبدا .. وها أنت ذا سألتني فقرأت عليك رأي أجدادي الذين عاشروا من كانوا أعظم منك في حياتهم .. فحفظنا حكاياتهم وكلماتهم للحظات كهذه فلسنا بالخلق الذي يتناسل لأورثها لأحفادي ولكنا خلقنا لنساير جنونكم أيها الإنس .