Lost City
عانقت جدران مدينتنا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
اذا كنت واحدا من سكانها فتفضل بالدخول اليها فهي بانتظارك
و ان كنت زائرا جديدا توجه نحو مكتب التسجيل و خذ مفاتيح بيتك
لتتعرف على جيرانك و اذا حصل و ضعت في مدينتنا الجا الى مكتب الاستعلامات
نرجو لك قضاء وقت ممتع
بمنتديات LOst ciTY
Lost City
عانقت جدران مدينتنا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
اذا كنت واحدا من سكانها فتفضل بالدخول اليها فهي بانتظارك
و ان كنت زائرا جديدا توجه نحو مكتب التسجيل و خذ مفاتيح بيتك
لتتعرف على جيرانك و اذا حصل و ضعت في مدينتنا الجا الى مكتب الاستعلامات
نرجو لك قضاء وقت ممتع
بمنتديات LOst ciTY
Lost City
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Lost City


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

  سقوط الحضارة كولن ويلسون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Anneliese
عمدة المدينة
عمدة المدينة
Anneliese


الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 29
عدد المساهمات عدد المساهمات : 5370
نقاط نقاط : 24792

 سقوط الحضارة كولن ويلسون  Empty
مُساهمةموضوع: سقوط الحضارة كولن ويلسون     سقوط الحضارة كولن ويلسون  Emptyالخميس 24 يونيو - 9:26

السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته


ترجمة/أنيس زكي حسن
414 صفحة من القطع الكبير
وقفت حائراً أمام الرف الذي يحمل مؤلفات كولن ويلسون لاختيار كتاب منها
لأقوم بتلخيصة ، هل أختار أهم و أبرز مؤلفاته " اللامنتمي " أم أغرب كتبه "
الانسان و قواه الخفيه" ام لأجمل كتبه " رحلة نحو البداية " و مروراً
بضياع في سوهو ، و الشك ، والقفص الزجاجي ، و الحالم ، و اله التأمل ، و ما
بعد الامنتمي ، و المعقول و اللا معقول في الأدب الحديث ، و الشعر
والصوفيه ، وخفايا الحياة ، و بعد حيرة لم تدم طويلاً وجدت أصابعي تتسلل
الى أول كتاب أبحرت من خلاله الى عالم كولن ويلسون و هو سقوط الحضارة .

حياتي الخاصة

و هي مقدمة الكتاب و فيها سيرة ذاتية لكولن ويلسون ، و يبدأ فيها من السؤال
الذي حيره طويلاً و هو وصف الشخص القلق و تحوله الى لامنتمي فهو تارة يراه
مجنونا يضع سكيناً في حقيبته السوداء و يفتخر بأنه عديم الضرر ، و تارة
يراه حالماً لا يهمه الا فهم اسرار الطبيعة و قد أعترض كثيرون على هذا
الاصطلاح اي " اللامنتمي " بيد أنه يزداد قناعة بالاصطلاح كلما توغل في
التفسير ، و يصحبنا معه في رحلته للبحث عن اللامنتمي و تقديم شواهد له
فنراه يقول : ان الحقيقة لا تستطيع أن تزيد من تركيز الحياة و انما هي تحطم
الأوهام التي تجعل من الحياة أمراً يمكن احتماله ، و نراه يقول أن المؤثر
الأول على أفكاري في السنوات التي كتبت فيها تلك المقالات الذاتية - عن
الانسان - هو برنارد شو عندما سمعته يتحدث بكل بساطة عن هدف الحياة و يقول
أنه يتمثل في الارادة الساعية من أجل فهم النفس . و يمضي بنا قدماً في
رحلته الذهنية فنراه يقول : كنت قد رأيت العدمية في كتابٍ ما و سألت استاذ
اللغة عما تعنيه هذه الكلمة فقال لي أنها الايمان بلا شيء و اعتقدت حالا
بانني قد عثرت على كلمة تصف حالتي الذهنية و لكن حالتي لم تكت تتمثل في
انعدام الايمان بأي شيء و انما كانت ايماناً فعلياً بلا شيء . و يكمل
قائلاً عن شعوره الذاتي : ان معظم البشر يعيشون حياة كئيبة من الدرجة
الثانية لانهم لا يعرفون مفهوم النظام الروحي و الذهني . و يكمل قائلا: لقد
كنت أهرب من الشعور الكريه بانني قد صرت تماماً كما أرادني المجتمع أن
أكون مجرد انسان آخر في بيت النمل الانساني . و نراه يقول : لن أضيع حياتي
كما يضيعها هؤلاء و هذه المشكلة هي القوة الكامنة في استمراريتي على العيش و
ما الكتابة الا اسلوب واحد من الاساليب التي اتبعها في حلها اما الجواب
فيلوح انه كامن في تحقيق حالة ذهنية تدعى "الرؤيا" و لهذا فانني افضل أن
أدرس قبل كل شيء مشكلة تضييع البشر لهذه الرؤى ، رؤيا نتشة على قمة التل و
حقل الحنطة الخضراء الذي رسمه فان جوخ و ذكريات باسكال و طبق القوة الذي
عرفه بوهمه لتلك اللحظات من البصيرة و الادراك الرائعين الذي يختفي فيهما
هدف الحياة ، فالحياة استعداد هائل لشيء لن يحدث قط .

القسم الأول

الفصل الأول / تحليل الخيال

اللامنتمي هو الذي لا يكف عن الرغبة في الملاحظة و التجربة حتى اذا كان ذلك
يعني تجربة الموت - اللامنتمي يعتقد أن البشر جميعاً يضيعون الحياة حين
يعيشونها - اللامنتمي هو الذي يسيطر عليه مفهوم تفاهة الحياة - ان
اللامنتمي يكف عن كونه لا منتمياً حين يشغله امراً ما ، حين تقلقه قلقاً
جنونياً الحاجة الى الخلاص - و يكون اللا منتمي في مراحله الاولى حين لا
يعرف نفسه او يفهم لماذا هو غير متفق مع بقية البشر تجعله كراهيته للبشر
وللعالم شخصاً غير متزن غير لائق يتدفق بالحقد والحسد هستيرياً جباناً
يتراجع مراعداً و يعتمد خلاصه على فهمه لنفسه و معرفته لها ، و لا يدرك الا
حين يبدأ باكتشاف نفسه ان كرهه هو امر له ما يبرره انه رد فعل صحيح ضد
عالم من المرضى - ان رؤيا اللامنتمي هي رؤيا العذاب و المرارة و الشقاء و
الموت المفاجيء و انعدام الشعور بالامان لانه لديه دافع فطري الى ان يكون
اكثر من مجرد انسان ، انها صفقة خاسرة ان يشتري المرء العالم و يفقد روحه .
و يتمثل الجحيم الروحي في وضع الانسان الذي يتمتع بمواهب و قابليات كبيرة
في وضعية يكون فيها مقيداً يشعر بالسأم و لا يستطيع ان يعبر عن نفسه ، و
هذه هي وضعية اللامنتمي في العالم . اما الرؤيا اللاإنتمائية للكون فهي
الادراك العميق للشقاء و الالم الذي يعتبر مناقضاً للعقلية التي تُبشر
بفكرة الابادة بالجملة كما يجد اللا منتمي ان مفهوم الجحيم امراً عظيم
القيمة لأن الالم هو ترياق ضد الحماقة الانسانية و هو يزيد الادراك و اهم
ما يدركه اللامنتمي أن ادراكه بحاجة الى تركيز . و لا يستطيع اللامنتمي ان
يتخلى عن اعتقاده بان البشر لا يتعلمون بالتجربة و لا يتعلمون الاشياء
المهمة فعلا . ان الفلسفة تعني معرفة الانسان لكيفية العيش تحت ظل أقسى
المقاييس و اشدها و اشد هذه المقاييس هي مقاييس اللامنتمي . و بعد ذلك يقدم
لنا كولن ويلسون دراسة نفسية عن بعض الشعراء الذين يمثلون له التطبيق
العملي لافكاره عن اللامنتمي

ريلكه
ان ريلكه يمثل الفشب بمختلف معانيه فلم يتوفر لريلكه ان يعرف موضع قدمه
يوماً و قد ظل وحيداً غير قانع حتى النهاية . ثم يستعرض سريعاً حياة ريلكه ،
ثم نراه يتحدث عن تأثير مؤلفات نيتشة في تبنيه لفكرة الانسان " السوبرمان "
او الانسان الأسمى بل بلغ تأثره به حد أنه ذهب الى ميونخ لمقابلة سالمي
الفتاة التي رفضت خطوبة نيتشة و قد كان نتشة مازال حياً آنذاك في عام 1899
الا انه كان مجنوناً و بعد هذه الزيارة تدفق ريلكه بقصائده الست والعشرين
التي يتألف منها ديوانه الاول " كتاب الساعات " و كتب بعض القصص القصيرة
بما فيها القصة الخلابة "انوشكا" التي تدور على فتاة ريفية ضعيفة العقل
يغويها احدهم فتحمل و تقتل طفلها . ثم سافر بعدها الى روسيا و قابل تولستوي
، و يستمر كولن ويلسون في سرد احداث حياة ريلكه حتى نصل الى السؤال الاهم
كيف كان ريلكه لا منتمياً فنراه يقول : أنه لم تكن هناك مآس شاذة في حياته
كالمآسي التي عرفها نتشة و فن جوخ و ت ي لورانس الا ان البحث الدقيق يُظهر
انه كان من وجهة نظر شديدة العمق اشد لا انتمائية من نيتشه والآخرين . ثم
ينقل لنا الكثير من نصوص ريلكه التي تعبر عن لا انتمائيته و يرى كولن
ويلسون ان مفتاح شخصية ريلكه في جملة "ان الحياة تكون فشلاً تعساً بالنسبة
للانسان الحساس الذي يرى اعمق واكثر مما يجب " ثم يستطرد كولن ويلسون
للاجابة عن سؤال مهم و هو كيف سيستخدم شاعر مثل ريلكه حكمة الشعر لتوجيه
حياته الخاصة ، انه السؤال الاخلاقي الذي يصبح سؤالا وجودياً لعمق المحاولة
الهادفة الى الاجابة عنه . ماذا سنفعل بحياتنا و نحن نعرف ان مقاييس
اللامنتمي عالية دائماً ، و يعني النجاح و الفشل له معنيين جديدين تماما
فاما النجاح العادي فانه يراه مسموماً لان ذلك ليس الا خوضاً في تفاهة
العالم و تضيعاً لامكانية الرؤيا و ما اللامنتمي الا انسان عادي ارتفع الى
مستوى غير طبيعي من الادراك و لذلك فان مفهومه للهدف يختلف عن مفاهيم غيره
من البشر . و كلما اشتدت حيوية العقل زاد ادراكه للفشل و التكرار و التفاهه
، و يلوح سبب فشل ريلكه الى انه لم يستطع ان يفعل اي شيء غير ان يكتب
الشعر ( اي ان يسجل حكمته) ثم ينساها او يحفظها في محل بارد حتى يعود
لاستخدامها حين يمسك بالقلم من جديد ن و لم تكن لريلكه الارادة التي تمكنه
من خلق حياته بتلك الحكمة ، و قد فشل في تحقيق هدفه و لم يقم بتجاربه الا
من اجل الفن و الهدف الفني لا من أجل تجارب اعمق و اوسع .

رامبو
و يستعرض حياة الشاعر الفرنسي رامبو ثم يقول عنه : ان الازدراء يحرضه و
يثيره كما ان التفاهه تكون بالنسبة اليه نقطة الانطلاق . كان يحلم
بالاستمرار في تدمير حواسه بواسطة الشهوة و المخدرات و الخمر و العذاب كان
يحلم باي شيء يمكن ان ينقذه من الدرجة الثانية في الحياة . و كان دافعه
كامناً في فكرة انه لا بد من وجود طريقة أخرى ليعيش هذه الحياة بصورة كاملة
. و قد شعر رامبو بأن الانسان يستطيع أن يمرن نفسه على رؤية الرؤى و ذلك
بتدمير الحواس تدميراً طويلاً منظماً و هائلاً ، و يمكن ان يحدث هذا بقلب
النظام الجسدي و العاطفي و ذلك بالانغماس المتعمد في تمرين طويل من الزهد
أو الشرور . و لما بلغ رامبو السابعة عشر كتب اروع قصائده الزورق السكران و
هي قصيدة طويلة تتحدى لغتها المركزة الترجمة ، هي اغنية غريبة تغنيها
سفينة عائمة بلا هدى بعد ان قتل الهنود الحمر بحارتها ، ثم يمضي بنا كولن
ويلسون الى علاقة رامبو بالشاعر الفرنسي فيرلين و هي علاقة شاذة لا تخلو من
الغرابة - و لا يطيب لي ان انقلها لرشف المعاني - ثم نراه يقول : أن أعمق
ما يشغر به اللامنتمي من خيبة هو شعوره بأن العالم عدوه و ان عليه ان يدخل
المعركة وحيداً . أنه كان يفكر اكثر مما يجب و لم يكن قادران ان يكف عن
التفكير و قد جرده هذا التفكير من كل مفاهيمه المباشرة عن العالم و جعله
غير قادر على تجربة ايكائن آخر غير نفسه فأصبح سجين عقله ، رافضاً أن يرضى
بنصيبه العادي في الانسانية المجردة و يلوح ان تجاربه القاسية قد دمرت رؤاه
فبدأ يفكر بنفسه على انه اله ، و انتهى الى اعتبار نفسه انساناً و كانت
تلك مأساته .

سكوت فتزجرالد
ان حياة فتزجرالد هي مأساة اللامنتمي الرمانسي في حضارة ميكانيكية ، لقد
كانت له صوفيته الخاصة و هي تتألف من النظر الى الناس و الاشياء كما هي ،
لا باعتبارها مفيدة او خلوقة او قبيحة او اي شيء آخر و انما ككائنات فقط ، و
قد كان يجب عليه ان يجد توازناً بين مفهوم تفاهة المجهود و الحاجة الى
الكفاح ، و الاعتقاد بحتمية الفشل و علاوة على ذلك التصميم على النجاح .
لقد كان العدو الاول للامنتمي الماضي هو عدم اكتراث الناس به و فشله في
توصيل افكاره للآخرين و فشله في التعبير عن نفسه ، اما عصرنا هذا فيجد نفسه
مضطراً الى مواجهة خطر آخر خطر الثناء لمجرد ان تقول للناس انك تشعر كما
يشعرون .

الفصل الثاني / اللامنتمي و التاريخ

شبنغلر
يتكلم كولن ويلسون اولا عن كتاب شبنغلر "تدهور الغرب" المنشور عام 1918 و
قد سبقه كتابه "محافظون و احرار" و قد اعتمدت طريقة شبنغلر على مقارنة
الحضارات و قد خصص الفصل الاول في كتابه عن الارقام و تطرق لمفهوم الانهاية
والخلود عند قدماء المصريين ثم يتحدث عن غوته و شيللر مروراً بكتاب الفرد
نورث وايتهيد "العلم والعالم الحديث" الذي يعتمد على محور تجزئة الطبيعة
الذي نادى به غوته و يذكر الهجوم على فطرات الشاعر لانها ليست مبنية
منطقياً على فرضيات معقولة مقبولة ، و لقد كان شبنغلر مؤرخاً وجودياً و قد
نادي بالمثل الشهير " اسكب ماءك القذر قبل ان تحصل على الماء النقي" ، ان
الوجوديه هي ثورة ضد المنطق و العقل و هي دعوة من أجل الفطرة المدركة و
الرؤيا إنها دعوة من اجل اعتبار الانسان نفسه مشتركاً في مشاكل الوجود لا
متطلعاً فحسب . لقد عبر شبنغلر عن المشكلة اللاانتمائية بمصطلحات تاريخية
انه قارن الحضارات الا ان النتجية كانت ثورة ضد الفلسفة التجريدية و
المادية و اتجاها ضد التحرر ضد التقدم و تأكيداً على أهمية الارادة و قد
كانت استنتاجاته قريبة جدا من استنتاجات نتشة : نوع من تكرار الحدوث الخالد
و فكرة حب الانسان لمصيره و الحيوية التي هي ضد التعقل .

فيكو و باللانش وآدمز و آخرون
يتعرض كولن ويلسون في عجالة لافكار جيوفاني باتستا فيكو الايطالي و يربطها
بافكار الفرنسي بيير بالانش عن طبيعة الانسان و تكرار الصفات في المولد و
شخصية الانسان في التاريخ .

آرنولد توينبي
انه صاحب أطول كتاب تاريخي و هو اغرب السجلات الروحية ، ثم يسرد لنا سيرته و
يربط بين افكاره و افكار شبنغلر و هو يرى ان الناس الذين يعيشون في ظروف
سهله هم ضعاف و ان اولئك الذين يعيشون في ظروفٍ صعبة هم الاقوياء فاذا
ارادت الحضارات ان تكون قوية روحياً و ثقافياً فانها بحاجة الى محيط قاس .
بمعنى آخر كلما اشتد التحدي زاد الدافع المحرض قوة . ثم سيتدرجنا يوينبي
الى مفهوم جيد فيقول ان الفارق يكمن في الاقليات المبدعة و قد تعني انساناً
واحداً فحسب . و هنا تكمن مشكلة جديدة فكيف يستطيع عبقري ان يقنع الاغلبية
اللامبدعه بمتابعته و يرى ان حلها في انتقال بريق الطاعة الابداعية من نفس
الى نفس في منظومة التشابه الموحد و هي القوة التي يستخدمها اللامنتمي
لاقناع الآخرين باتباع نصيحته . ثم يستمر كولن ويلسون في استعراض افكار
توينبي بحشودٍ من الشواهد التي تنصب اخيراً في الرجوع الى الدين كأساس
للبنية الحضارية للشعوب ، فهو يرى ان المجتمع متفسخ روحياً و اللامنتمي هو
الانسان الفرد الذي يثور ضد هذا التفسخ الروحي . المشكلة التي تواجهنا الآن
هي مشكلة الانبعاث من جديد ، و قد أوضح شبنغلر ان الحضارات لا يمكن ان
تُبعث ، اما توينبي فقد كان أكثر منه تفاءلاً و تتلخص نصيحته في الكلمات "
تماسك و انتظر"


القسم الثاني
تمهيد

يبدأ كولن ويلسون بالتعريف بالنظام الإجتماعي المثالي و هو ذلك الذي ينظر
بعين الاعتبار الى نوابغه ، فاذا تجرد المجتمع من مثل هذا النظام صار
النوابغ لا منتميين اي انهم يشعرون بالضياع و لا يعودون متفقين مع الكيان
الاجتماعي و يستشهد بعبارة روسو الشهيرة" ان الانسان لا يولد حراً و انما
يولد مقيداً بقيود تؤدي الى الانحطاط و الضعة أكثر مما يؤدي اليهما فقدان
الحرية الاجتماعية و هذه القيود تتمثل في السأم و التفاهة ، و بدون نظام
يهبه الهدفية و ينقذه من لا هدفيته فإن الانسان لا شيء " ثم يتعرض كولن
ويلسون بعد هذا بشيء من التفصيل الى الديانة المسيحية تاريخياً و فكرياً
حتى ينتهي الى القول ان المسيحية لم تعد بعد بولس فكرة ( خلص نفسك) و انما
صارت فكرة(دعني اخلصك) و لهذا السبب نجد برنارد شو يسميها الصليبية بدلاً
من المسيحية و يستطرد كولن ويلسون القول : و لكن الامور بصورة طبيعية سارت
في غير طريقها الصحيح فصارت الكنيسة أقوى و اشتدت بذلك صلفاً و غروراً (
كما قال توينبي) و اشتد ميلها الى السلطة و لم يعد اللامنتمون يحتملونها ،
ان اللا منتمي يبدأ في العادة فوضوياً و لا يكف عن التهديم حتى يبدأ بفهم
دوافعه الروحية فيركز طاقاته على الخلق ، و هكذا صار اللامنتمي عاصياً ، ثم
يتحدث كولن ويلسون على ثلاث عقود من التخبط حتى بداية عهد الاصلاح على يد
لوثر و من سار في فلكه مثل جون ويكليف و جون هاس و هي ما تسمى فترة الاصلاح
البروتستانتي ثم يتعرض للصدام الخطير بين العلم و تعاليم الكنيسة و
الهرطقة و نرى اللامنتمين لا يرون تفسير العلماء للعالم أقل سخفاً أو بساطة
من تفسير الكنيسة له . و يصل بنا كولن ويلسون الى سؤال مهم و هو ( أيكون
اللامنتمي قوياً الى درجة أنه يستطيع ان يخلق أسلوبه الخاص به و طريقته في
التفكير و ان يجعل حضارة بأكملها تنحو منحاه ؟ ) و يجيب بقوله : أن اللا
منتمي هو الانسان الذي يكافح من أجل السيطرة على تعقيده و على الحضارة التي
تتحكم به و تحاول ان تسلبه شخصيته ، و قد اعتقد هيس ان اللا منتمي هو أعلى
أشكال الحياة التي عرفتها الحضارات وأنه يأتي بالدرجة الثانية بعد النبي ،
و اعتقد نيتشه بأن اللا منتمي هو نصف الطريق الى السوبرمان ، اما عند
تونبي فاللا منتمون هم أولئك الذين يحلون مشاكل الحضارة و يبقونها على قيد
الحياة ، و لكن كون اللامنتمين أقليه مبعثرة حائرة لا تملك أسلوباً و لا
فلسفة يجعلهم عديمي الفائدة تماماً .



منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://chobits.tk
 
سقوط الحضارة كولن ويلسون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أسباب سقوط الدولة الأموية
» سقوط بغداد عاصمة الخلافة العباسية..
»  الحضارة الوهرانية
» 3 - الحضارة الإغـريقيـة
»  الحضارة الموكينية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Lost City :: حول العالم :: عبر التاريـخ-
انتقل الى: