بين أيدينا ديوان "ثلاثية الدم والنهار في أسفار المتنبي" للشاعر د. خليل
الموسى يتضمن ثلاث قصائد طويلة، وجاء العنوان ليوضح ذلك. يتألف العنوان من
سبع كلمات، ما يهمنا تفسير القسم الأول منه، أما الكلمات الثلاث الأخيرة
فهي ملحقة.
بداية كلمة ثلاثية جاءت من الرقم أو العدد ثلاثة، والمقصود هنا القصائد
الثلاث التي يحتويها الديوان، إضافة إلى قدسية الرقم ثلاثة شعبياً
وأسطورياً وفي الديانات السماوية، ولعلاقة التثليث بالخير والخصب وتجدد
الحياة. أما كلمتا الدم والنهار، فهما مرتبطتان بحرف العطف الواو، وهنا
يطرح السؤال ذاته علينا، ما علاقة الدم بالنهار، وما علاقة ذلك بأسفار أبي
الطيب المتنبي؟!
المعروف أن المتنبي ما زال يحيا فينا، فهو كما يقال عنه، مالئ الدنيا وشاغل
الناس، ففي كل محفل لـه ذكر، يُستشهد بأبياته في المناسبات، ونتذكر شعره
في الملمات، ليهبنا شيئاً من فروسيته وإقدامه، ولأننا وسط هذه الملمات، ما
أحوجنا إلى شاعر اعتد بذاته وعروبته وشجاعته، شاعر أصيل، عرف بلاد العرب،
وأمضى حياته في الدرس والمطالعة والسفر، ولهذا فكلمة أسفار المتنبي يمكن أن
تعني تنقله، لأنه دائم السفر والترحال، ويمكن أن تعني كتبه ومؤلفاته، وهي
ربما تعني الاثنين معاً. يقول المتنبي:
فما حاولت في أرض مقاماً
ولا أزمعت عن أرض زوالا
لماذا نستنجد بأبي الطيب، ألأنه أحب العروبة واعتز بذاته وقوته؟! فقد عاش
لا يهاب الموت، وهو القائل":
وإذا لم يكن من الموت بدّ
فمن العجز أن تموت جبانا
معروف عنه كيف بدأ حياته فقيراً، وكيف عاش جاداً، وكيف اتصل بسيف الدولة.
ومع ذلك فقد بلغ من علمه أن الكثيرين من مثقفي عصره، كانوا يصغون إليه،
ليستفيدوا من علمه وشعره، حتى عندما سجن أنشد قصائد تحمل القوة. الآن إذا
عدنا إلى عنوان الديوان، نجد أن الشاعر قد استعان بالمتنبي لحبه لـه،
ولأنه أي المتنبي كان أشعر بني زمانه، وبلغ من الشهرة وانتشار شعره، أن
الناس يرددون شعره لمجرد سماعهم لـه.
أما حلب التي ترددت في ديوان الشاعر خليل الموسى، فقد اقترنت بأبي الطيب
المتنبي لوجود سيف الدولة، فأنى ذهب لا بد من العودة إليها يقول:
نحن أدرى وقد سألنا بنجد
أطويل طريقنا أم يطول
كلما رحبت بنا الروض قلنا
حلب قصدنا وأنت السبيل
كان لا بد لمثل هذه المقدمة، لأن الديوان فرض ذلك. أعود إلى علاقة الدم
بالنهار، فالدم ضريبة يؤديها الشعب ليطلع النهار، وعلى هذا فالعلاقة بينهما
جدلية، لانهار بلا تضحيات، ولا حرية وكرامة بلا ثمن، فالتوق للحرية،
للحياة الكريمة، لتقدم الوطن، عناوين تصطبغ بالدمّاء، فالصباح لـه لون
الدم، فهو لا يطلع إلا إذا منحناه ما يكفيه من الحمرة التي ترقب طلوع
الفجر. فإذا عدنا إلى النصوص، نجد هذه العلاقة التي وضحتها بينةً. وقد ذكر
الدم مرات كثيرة في قصائده، فلو شئنا تعداد ما قاله في القصيدة الأولى حول
الدم والنهار، لوجدنا التالي:
"هذا دمي يروي روايته
إلى الزيتون والصفصاف
للأمواج
لليم المهاجر
للسبايا في دروب الليل
للوطن الأسير من الصفحتين 19 و20
واضح هنا ما المقصود بالدم وكيف تعانق الدم والنهار والخصب، حضور الدم في
القصائد حضور لافت. آخذ للتدليل على ذلك المقطع أو الشطر الذي وردت فيه
كلمة الدم:
"صبري وهرول في دماي نهار" صفحة 12
"من يستبيح دمي لمجزرة البكارة والرؤى" صفحة 13
"هذا دمي علقته أيقونة في الصفحتين 20 و21.
"حلب الجميلة في دمي /ودمي مواويل الدهور" صفحة 21
"هذا دمي فوق المنابر والنوافذ والسطوح، هذا دمي بيت لقافية" صفحة 21
"شربوا دمي، نهبوا قريضي، علقوا جسدي" صفحة 28.
أما عن النهار فيقول:
"اقرأ على الجسد المُسجَّى /سورة الياقوت
اقرأ دمعة الميلاد /قد طلع النَّهار/ ولا نهار" من الصفحتين 29 و30.
"فاقرأ على الجسد المسجّى /بالغبار
اقرأ... /فقد رحل النَّهار" صفحة 31.
الديوان يعيدنا إلى زمن البطولات والفروسية، في محاولة لاستنهاض الحاضر،
الحاضر ببشاعته، وبكل ما فيه من مآس، أما خولة فيضعها في ديوانه من بدايته
إلى نهايته. وهو يقصد الأميرة خولة أخت سيف ا لدولة الحمداني، التي أحبها
المتنبي، والتي من أجلها تحمل الكثير، لا بد وصبر في أيامه الأخيرة، علّه
يظفر بها، خولة إضافة إلى ذلك هي الرمز الأنثوي الجميل، هي الوطن، من
خلالها يعري واقعنا، الذي يشبه إلى حد ما الواقع العربي أيام سيف الدولة،
واقع الضعف، وتفتت العرب وتآمرهم على بعضهم بعضاً، واستنجادهم بالأجنبي،
مما أدى إلى اختراق الروم للجسد العربي، ومثل هذا الاختراق هو الحاصل، فبدل
الروم الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد كانت خولة الحلم الذي رآه قابلاً للتحقيق، بعد أن فشلت أحلامه بالحصول
على إمارة، الحصول على ملك تبين لـه مستحيل المثال، أما مصاهرة أمير كسيف
الدولة، فهي ترضي كبرياءه وأناه وطموحاته، إلا أن حتى هذا الحلم لم يتحقق،
على الرغم مما قاساه.
لكن خولة تظل في القلب، صارت بحجم الوطن، عنها يقول شاعرنا خليل الموسى:
"لحم لخولة
ردفٌ لخولة
نهدٌ لخولة
وجه لخولة من يشتري؟
جسدٌ كلُّ ما فيه للبيع يا أيُّها المارقون
فمن يشتري جسداً كان قبل المساء أسيره؟
ومن يشتري جسداً
أيها العابرون
لجارية قيل كانت أميرة!؟" صفحة 46.
وإذا شئنا تعداد المرات التي ورد فيها اسم خوله؛ فهي كثيرة جداً، في كلِّ
قصيدة، وفي كلِّ مقطع، من الصفحات 38 ـ 45 نجد المقاطع التالية:
"فإن النساء نجوم تغيب
ولكن خولة شمس معتقة في منافيك
خولة شمس الشباب" من الصفحتين 38 و39
"وفي الريح وجه لخولة /في الريح وجه بهي.." في الصفحتين 40 و41
"تعود السنابل /تحمل أقمارها
وتعود النساء
يضرجن وجهاً لخولة بالطيب والزيزفون
يقلب فاتحة المسرحية
يفتح نافذة /تلج امرأةٌ قمر
بثياب خولة
يفتح نافذة / تلج امرأةٌ بقناع لخولة" من الصفحتين 44 و45
"لخولة هذه المسرة /هذا الصباح
فقولوا لها أن تجيء /وقولوا لها أن تبين..
لخولة حين تطل
أريج الهوى العربي، أريج الحنين" صفحة 45
وفي أسفل صفحة 45 نقرأ:
"يُقلِّب خاتمةَ المسرحيَّة. يفتح نافذةً. تلج امرأة بقناع لخولة. يفتحُ
نافذة.
تلج امرأة بثياب لخولة. يفتحُ نافذة.
تلج امرأة بثياب لخولة. يفتحُ نافذةً. تلجُ امرأةٌ جسد نازف. جسدٌ فوق
مائدة. جسدٌ لهزيمة، والعبد يرفع زمن الجوع ساطوره العربي يُسوِّي عقيرته
للوليمة".
الشاعر يصف هذا الزمان من خلال خولة، ومن خلال شعر مباشر لا يحتمل التأويل،
شعر يحمل المرارة والأسى والذل الذي لحق بنا، لأنه زمان الكلام وليس
الفعل، في هذا السياق يقول:
"توقع لحن وداعك: هذا زمان التخاذل. هذا زمان التنازل.
هذا زمان الفسوق. هذا زمان العقوق.
تُوقِّعُ: هذا زمان الصَّدَى والرَّدى والمنام.
توقِّعُ: هذا زمان (السلام).
توقِّعُ: هذا زمان الرجال /رجال الكلام.. من الصفحتين 42 و43.
لم يكتف بذلك لم يصرح كيف يذهب الشعر إلى غير أهله، إلى من يملكون القوة،
يكمون الأفواه، يتحكمون بكلِّ ما يقال، ولا يسمحون لغيرهم أن يقول رأيه:
"أفي كلِّ يوم تُساق القوافي
إلى جاهل عابث ناهب سارق
يستبيح اللسان!؟" صفحة 55
وبما أن خولة رمز لعروبتنا وعزتنا وقوتنا، فإنه يطالبها أن تفعل شيئاً
بقوله:
"فيا خولة العربية
هزي إليك بجذع القصيدة
هزي إليك بجذع الجنان.." ص 55
لكن الحالة التي نعيشها أكثر فجائعية مما نتصور، إذ يتحرك الجماد ولا يتحرك
البشر، فقد تزحف "الكنبات" تزحف "الكنبات" والكراسي والأشياء عديمة
الحركة، ولا نفعل شيئاً، وإذا كان لا بد من فعل، فإنه الضجيج الذي ملأ
القفر، لاحظ ذلك في المقطع التالي:
"قليلاً..
قليلاً من الصَّبر يا أيُّها الواقفون
فقد تزحف الكنباتُ إليكم /ولو بعد حين
قليلاً..
قليلاً من الصَّمت يا أيُّها السَّادة الزَّاحفون
ضجيجكم يملأ القفر رعباً
وأصواتكم لا تبثُّ على موجةٍ واحدة
فهلا توقفتم عن سجالي /وقد لمحت شهرزاد الصباح!" صفحة 56.
تظل حلب نبض القلب، ترد في الديوان مرات ومرات، كونها رمزاً للعروبة، عاصمة
الدولة الحمدانية، فإذا كانت خولة تعبيراً عن الإنسان، فإن حلب تعبير عن
المكان، وكلاهما أي خولة وحلب تعبيران عن المكان والزمان، بحيث هو يكتب عن
حلب سيف الدولة، ويقصد بها الأمة العربية، للتشابه القائم بين الفترتين،
بين الماضي والحاضر. وهنا يصعب علينا تعداد ورود حلب في القصائد، فالقصائد
لها سأحاول أن أشير بسرعة إلى ورودها في بعض المقاطع:
"لمسة من يديها عزائي
إذا هدهدتني القوافي
عدوت
وتعدو معي في الفيافي حلب" صفحة 65
و"كلما انتفضت في الرماد الحمام
اشرأبت حلب" صفحة 74.
و"قال لي: حلب تتحامق، تطردنا
ولنا في أعراسها /شفف الكلمات
رضاب يخدر ليل الشراب..
حلب دمية /دمي للعذاب" صفحة 78
يرثي لحال حلب "سيف الدولة" وحلب العروبة الآن حين يقول:
"وما لحلب تهب ورائي، وتجثو مراراً
تشع.. تشع.. تشع وتجثو /وصمتي عتب" صفحة 49
"فما لحلب تسير ورائي /تسير ورائي
تريد دمائي /أكانت دمائي ذهب!؟
وما لحلب تناست قصيدي وسيفي
تناست نبي الفواتح والياسمين!؟
وما لحلب تناست وفائي وصدقي
تناست نبي البصائر والمبصرين!؟" صفحة 48
لا أجافي الحقيقة إذا قلت إن الديوان هو عن أوجاع الوطن العربي، ولعل
لبغداد التي احتلها الإمريكان نصيب، إنّها صورة مأساوية عن العواصم، إنها
آنات الوطن الجريح، المثخن بالجراح، يعبر الشاعر عن ذلك بقوله:
"ليس نخلةٌ تستظل بأحلامها كلماتي
ولا لي شواطئ تثمر عاصفة
ساومتني القبائل حين تعاطيت خمر العيون
رماحاً نبالاً دواةً غزتني" صفحة 76.
و"شهوتي نجمة في الفضاء..
أكلتها السماء..
رايتي مزقتها المذابح
روم هناك وروم هنا
فعلى شفتيَّ دمٌ عربيٌ" صفحة 77
وهذه أيضاً إشارة إلى العراق الجريح المحتل:
"قال لي: هابط صاعد
في دروج الكلام..
نخلتي جُثَّةٌ /وفضائي ركام" صفحة 71
من خلال الاستشهادات، نلاحظ أن اللغة متألقة لديه، فلا كلمات زائدة،
والعبارات أو المقاطع الشعرية مشحونة بكثافة شعرية، وهو القائل:
"سواي يساق إلى الشعر
والشعر يأتي سفيراً إليَّ" صفحة 61
كما في هذا القول من بلاغة واعتداد بالنفس، ولعل هذا الاعتذار عند الشاعر
خليل الموسى، إنما هو صدى لاعتزاز أبي الطيب المتنبي، وهو اعتزاز مغلف
بالكبرياء والكرامة والفروسية والثقة بالنفس. وقد وجد ضمن تقاناته المتنوعة
تقانة القص الشعري، خاصة في قصيدة "اعترافات أبي الطيب المتنبي بعد خروجه
من حلب" وتبدو هذه التقانة كلما توغلنا في هذه القصيدة القصة.
يغوص الشاعر في الحاضر، يستنطق الماضي، يستلهم من الخيال ما يساعده على
تجسيد تجربته على الورق. الرموز والإشارات والدلالات وضحتُ الكثير منها.
لكن ثمة تجديداً في علاقات المفردات، التي أعطت معنى غير مستخدم على ما
اعتقد، وللتدليل على مثل هذه الاستخدامات الأمثلة التالية:
غفلة الأقحوان صفحة 65 ـ العندليب القوافي صفحة 66 ـ نهر الغيد صفحة 67 ـ
قبلة عارية ـ وقلق الأمنيات صفحة 70 وغير ذلك كثير في الديوان.
الصورة الشاعرية الفنية التي تهب القصيدة توهجها، ففي هذه الصور يعيد النص
أكثر شاعرية ودفئاً وتألقاً وإبداعاً، والضوء على مستويات منها البسيطة
ومنها الصورة المركبة، والصور الشاعرية في هذا الديوان كثيرة، إلا أنني
سأشير إلى بعضها، تاركاً للقارئ حرية التحليق في الصورة. وبما أن الديوان
هو ديوان شكوى ومكاشفة، فإنه قد حفل بالألم والوجع والشفافية. أعدد فيما
يلي بعض هذه الصور:
"بعت قافيتي لقافلة
تمر على الجراح
ولا تداويها
تمر على الديار
ولا تدانيها" صفحة 32
"يمشي على نغم
تلوى بين طيات اللهب..
في فعليته قصيدة
ذبحت قوافيها الرمال" صفحة 34
"وإن القوافي أرملة
ساقها في الظلام هوان دفين" صفحة 38
"وجاءت إليك القصائد حورية راودتها الحرائق" صفحة 40
"كان السجال قصيدة
خرجت على عكازتين" صفحة 22
"فدموعي صلاة إلى عرشك الفجري
وعرشي بكاء" من الصفحتين 92 و93
الصورة التالية مركبة تحمل تضاداً، يحكي قسمها الأول ما فعلوا به، أما
القسم الثاني فكان أن فصل لهم من جسده أثواباً:
"ألبسوني جُبَّة الليل المسوَّر
بالأفاعي والذئاب..
وأنا الذي فصلت من جسدي
لهم خَزَّ الثياب" صفحة 29
استخدم الشاعر التكرار المحبب في قصائده، والتكرار كما هو معروف ظاهرة
أسلوبية، وعنصر فني جمالي يمنح القصيدة شيئاً من موسيقاها، ويشكل توازناً
ما بين الموسيقى الخارجية والإيقاع الداخلي. يلونها بطيف فني. وقد عوّل
كثير من الشعراء على التكرار الفني ومنهم على سبيل المثال لا الحصر محمود
درويش والجواهري وغيرهما، والأمثلة على هذا التكرار من ديوان "ثلاثيِّة
الدَّم والنَّهار في أسفار المتنبي" كثيرة منها:
اخلع نعالك انظر الصفحات من 17 ـ24
من هاهنا مروا في 8 و9
الشعر مائدتي في 10 و11
لا تقرئي تعب الصخور من 25 ـ 27
كأن مئات السنين تمر في 43 و44
قليلاً.. قليلاً من 56 ـ60
في القصيدة الأخيرة نوع من الحوارية المبطنة عندما يورد "سألوه" في الصفحات
من 69 ـ 71 ثم في الصفحات التي تليها من 71 ـ75 "قال لي"، ويبقى التساؤل
والإجابة حتى نهاية القصيدة.
التناص:
هو الاستلهام بنصوص قديمة من أجل بناء نص جديد، وهنا نجد مجموعة من
التناصات التي لها علاقة بالأدب والتاريخ، إذ وردت مجموعة أسماء لها
دلالاتها في حياة أبي الطيب المتنبي، مثل كافور الذي مدحه تم هجاه، ورد
اسمه في القصيدة الأولى ثلاث مرات في الصفحات 7 و22 و32.
هناك بعض التناصات لها علاقة بالمتنبي، مثل:
"وقفت وما في القصائد شك لعين" صفحة 40
"أنادي على المتعبين في الشعراء: أنا الليل والسَّيف والشِّعر والأقحوان"
"أنادي على النائمين: أنا الليل والسَّيف والموت والياسمين فكيف أوزع حلمي"
صفحة 48
وثمة تناصات مع بعض التعابير المألوفة والمستخدمة في الأدب مثل:
"من هاهنا مروا" صفحة 7 و"روم هناك وروم هنا" صفحة 77
بعض التناصات ذات العلاقة بالدين:
"اخلع نعالك فالرؤى أمطار" صفحة 24
"اخلع نعالك فالنهاية أسدلت" صفحة 24
"اقرأ على الجسد المسجى" صفحة 29
"كأن مئات السنين تمرُّ
كأن مئات القرون
وحيداً
غريباً
يعود إلى صرخة ضائعة" صفحة 43
"هزي إليك بجذع القصيدة
هزي إليك بجذع الجنان" صفحة 55
تتكرر هذه الجملة مع بعض التغييرات في الصفحة 84
"زيتونة شرقية" صفحة 35
"لكأنني والتين والزيتون" صفحة 28
تناص مع أغنية مرمر فرماني ولحنها في قوله:
"زماني رماني رماني زماني" صفحة 45
استخدم الكاتب بعض الرموز المعروفة لدى القارئ كأبي الهول الذي استخدمه
رمزاً للصمت في قوله:
"وأنت على صخرة صامتٌ
صامتٌ
كأبي الهول"
ووظف كلمة شهرزاد التي رمز بها للمرأة، أما شهريار فللرجل، كما في:
"وقد لمحت شهرزاد الصباح!" صفحة 56
"تغني لكافور أرملة /ذات بعل صموت
وتسهر في ليلة شهرزاد /تعري لصاعقة سردها
وتحاور في الفجر نهر الرماد
أنا شهريار لكافور مجدي" صفحة 60
يستخدم الشاعر مفردة العنقاء التي هي طائر خرافي في أعلى صفحة 27.
هناك بعض التعابير والجمل الجاهزة مثل: مرور الكرام، وتنوح كنوح الثكالى
صفحة 39 وغيرها.
قصائد وثلاثيَّة الدَّم والنَّهار في أسفار المتنبي" للشاعر والناقد خليل
الموسى، المؤلفة من ثلاث قصائد، مقسمة إلى عناوين فرعية كما سأبين في
الهامش، فمن خلال الترقيمات والملاحق والعناوين الفرعية والإشارات، يمكنني
أن أقول، إن هذا تجديد في الشكل، يؤدي إلى حماسة القارئ في متابعة ما هو
مكتوب، إضافة إلى الدلالات لمثل هذه العناوين الفرعية، والتي تحتاج إلى
دراسة مستقلة، والتجديد هنا لم يقتصر على الشكل. إذ هي تسلط الضوء على
واقعنا، على الوطن الذي بات يقدم وجبة للمارقين كما في الصفحة 32، يعاتب
الزمن بعد أن مضى الربيع، ومضت فصول الأرجوان والأقحوان. وعندما أفتح على
الصفحتين 44 و45 أجد مزاوجة ما بين القصيدة والمسرحية.
أخيراً فإن ديوان الشاعر خليل الموسى بحاجة إلى إضاءات، وإنني بهذه العجالة
أرجو أن أكون قد وفيت الديوان بعض حقه.
"ثلاثية الدّم والنَّهار في أسفار المتنبي" ديوان شعر ـ خليل الموسى ـ يقع
في 96 صفحة من القطع المتوسط، من إصدار اتحاد الكتاب العرب عام 2004 ـتصميم
الغلاف للفنانة: ميرنا أوغلانيان. احتوى ثلاث قصائد طويلة هي:
1ـ أوراق مجهولة لأبي الطيب وهي مقسمة إلى:
افتتاحية
عناوين مرقمة من 1 ـ6
خاتمة
وثلاثة ملاحق
وإشارات من الإشارة 1 ـ6
وحواشي وهوامش وتفعيلات من 1 ـ5
2ـ اعترافات أبي الطيب المتنبي بعد خروجه من حلب مقسمة إلى خمسة أرقام.
3ـ مقاطع من كتاب المتنبي لعيني الأميرة في حلب، مقسمة إلى خمسين مقطعاً.