المستعرّ الأعظم أو
الطارف الأعظم (Supernova)
هو نوع من أنواع
النجوم المتفجرة وتعبير يدل على عدة انفجارات
نجمية هائلة يرمي فيها النجم غلافه في الفضاء عند نهاية عمره. تؤدي إلى
تكون سحابة كروية حول النجم براقة للغاية (شديدة البريق) من
البلازما، سرعان ما تنتشر طاقة الانفجار في
الفضاء وتتحول إلى أجسام غير مرئية في غضون أسابيع أو أشهر. أما قلب النجم
فينهار على نفسه نحو المركز مكونا إما
قزما أبيضا أو يتحول إلى
نجم نيوتروني.
هناك طريقان محتملان لهذه النهاية: إما أن نجما ضخما تفوق كتلته 8 كتل
شمسيّة حين ينتهي الإندماج النووي فيه فجأة بسبب نفاذ الوقود النووي وتتغلب
قوى الجاذبية فينهار النجم نحو الداخل تحت تأثير قوة ثقالته وهو المستعر
الأعظم من النّمط الثّاني. الطريق الآخر المحتمل أن يقوم
قزم أبيض بالتقاط مادة إضافية من نجم مجاور إلى ان
يصل إلى
كتلة حرجة هي
حدّ شاندراسيخار فيخضع
لانفجار نووي حراري وهو المستعر الأعظم من النّمط الأوّل. وفي كلتا
الحالتين فإن انفجار المستعر الأعظم يقذف بكامل مادة النجم أو معظمها بقوة
هائلة في الفضاء.
وتوضح الصور من اليسار إلى اليمين مراحل تطور النجم : بعدما يستهلك
النجم رصيده من
الهيدروجين والهيليوم، يستمد طاقته من
اندماج العناصر الخفيفة مثل الكربون والأكسجين
والسيليكون تحويلها إلى عنصر
الحديد Fe
والنيكل Ni. عندها ينتهي كل ما له
من رصيد لاستمرار التفاعل النووي، وتتغلب قوى
الجاذبية وينهار النجم على نفسه
نحو المركز، ويؤدي هذا الانهيار إلى ارتفاع هائل في درجة حرارة المكونات
التي تتفاعل منتجة
نيوترونات ونيوترينوات بغزارة مما تتسبب
في انفجار في صورة المستعر، وتتفاعل النيوترونات مع العناصر
المتأينة في ذلك الغلاف مكونة عناصر أثقل من الحديد.
فتواجد العناصر الأثقل من الحديد متعلق بحدوث مستعر أعظم يسبقه. فإذا رجعنا
إلى تكوين
المجموعة الشمسية نجدها خلفت انفجار نجم
أكبر كثيرا من
الشمس، ومن العناصر التي نشرها ذلك
النجم الكبير بالإضافة إلى الهيدروجين الذي يتواجد في سحابات عظمي في
الفضاء تكونت الشمس وتوابعها من الكواكب على مر بلايين السنين تحت تأثير
الجاذبية. أي أن تكون المجموعة
الشمسية منذ 5 بلايين من السنين إنما تعتبر الجيل الثاني أو الثالث من
النجوم. حيث تكون الجيل الأول منها نحو بليون سنة بعد الإنفجار العظيم قبل
نحو 7و13 بليون سنة. وتوضح الصورة في أقصى اليمين حالة النجم المنفجر بعد
حدوث حالة المستعر الاعظم، إذ لا يصدر منه سوى
نيوترينوات.
وقد حدث أعظم حدث من هذا النوع في مجرة
درب التبانة في عام
1054 م حيث أنتج سحابة ضخمةً من الغاز سميت
سديم السرطان.
صورة
بألوان كاذبة لبقايا المستعر الأعظم
كبلر. النجم نفسه غير مرئي ويوجد في المركز، وتشكل البقايا بعد
الانفجار تلك السحابة الملتهبة وقطرها أكبر 100 مرة تقريبا من قطر النجم
نفسه.