الجهل أول طريق الإصابة.. الربو عدو يمكن التعايش معه
مـحـيـط ـ مــروة رزق
الربو..
مرض صدري مزمن تصاب به الرئتين، حيث تضيق فيه مجاري الهواء التي تحمل
الهواء من وإلى الرئة، وبالتالي يصعب التنفس. فمجاري الهواء في الشخص
المصاب بالربو تكون شديدة الحساسية لعوامل معينة تسمى "المهيجات"، وعند
إثارتها تلتهب مجاري الهواء
وتنتفخ ويزيد إفرازها للمخاط وتنقبض عضلاتها، ويؤدي ذلك إلى إعاقة التدفق العادي للهواء، وهذا ما يسمى بنوبة الربو.
ويحتفل العالم 6 مايو كل عام باليوم العالمي للتوعية بمرض الربو، والذي احتفل به العالم لأول مرة في عام 1998.
وأكد
الدكتور مجدى بدران استشارى الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية
والمناعة "لمحيط"، أن معظم البالغين الذين يعانون من الربو هم في الواقع
مصابون به منذ الطفولة، كما أن 300 مليون إنسان لديهم ربو حالياً فى
العالم، مشيراً إلى أن معدلات الإصابة تزداد سنوياً بنسبة 5%، بالإضافة أن
هناك زيادة في معدلات الإصابة في العشرين سنة الماضية وخصوصاً بين الأطفال
دون الست سنوات، ويتوقع احصائياً زيادة أعداد المصابين إلى 400 مليون
بحلول عام 2025.
وتتمثل أهم
اسباب الإصابة بهذا المرض في تلوث الهواء، خاصةً أن التلوث يعوق اكتمال
نمو الرئتين، ويقتل شخصاً كل عشرين ثانية في العالم، ويموت 3 مليون فرد
سنوياً منهم 1.1 مليون طفل بسبب تلوث الهواء المنزلي، حيث يقضي 90% من
الناس من حياتهم داخل المباني سواء كانت منازلهم أو أعمالهم.
وينجم تلوث
الهواء الداخلي من انتشار التدخين والأبخرة الناتجة من مواد الطلاء أو
البخور أو المعطرات أو غاز "الفريون" الناتج من أجهزة التكييف.
جهل العامة:
أكد
بدران أن جهل العامة يهدد الأطفال المصابين بالربو، حيث أكدت الدراسات
البريطانية التي أجريت على2273 من البالغين في بريطانيا، أن 88% لا يعرفون
تماماً ما يجب فعله عند إصابة أطفالهم بالأزمات الربوية، مشيراً إلى أن
فعاليات اليوم العالمي للربو في بريطانيا سوف تستمر لمدة تصل إلى تسعة
أيام.
فالربو هو
أكثر أمراض الأطفال المزمنة شيوعاً في بريطانيا، ويعاني منه حوالي مليون
طفل. وقد تسبب هذا الجهل في وفاة الطفل صموئيل لينتون من مدينة ستوكبورت
والذي يبلغ من العمر 11 عاماً، كان قد أصيب بأزمة ربوية وترك في ممر في
المدرسة عدة ساعات بعد إصابته بنوبة الربو حتى لقى حتفه.
وبينت
التحقيقات أن العاملين في المدارس لا يعرفون كيف يتصرفون مع أزمات الربو،
ومن خلال الدراسات التي أجريت على 1600 من المعلمين البريطانين، تبين أن
75% غير واثقين مما يجب فعله إذا تصادف وجودهم مع حالات مماثلة.
لذا يدعو
دكتور مجدى بدران لوضع بطاقة مغلفه على صدر الطفل المصاب بالربو تبين
بياناته الشخصية وتليفونات الأسرة والطبيب المعالج وأقرب مستشفى، بالإضافة
إلى الأدوية التى يتناولها والأدوية الواجب تناولها عند الطوارئ،
الممنوعات من الأدوية أو الأطعمة.
ثقافة الشفاء من الحساسية:
وهو
مفهوم جديد يطرحه د. مجدى بدران يؤكد فيه أن الشفاء من الحساسية أصبح
وارداً بعد تقدم علم تشخيص الأسباب وثورة الأمصال المناعية، كما أن
الوقاية من الربو تبدأ بالغذاء و البكتيريا الصديقة والرياضة، وتثقيف
المرضى وأسرهم بما يضرهم فعلاً بدلاً من حرمانهم من أغلب الأغذية المفيدة
بلا دليل تخوفًاً من أنها تسبب حساسية فى البعض، وتركهم معرضين للتلوث
الداخلي من خلال التبغ والعطور والخارجي المتمثل في القمامة وعوادم
السيارات خاصةً القديمة.
الحمل والربو:
ينصح
بدران المرأة الحامل بالاستمرار فى علاج الربو، محذراً من الإمتناع عن
علاج الربو خلال الحمل تحت ذريعة الخوف من إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية
فهناك العديد من الأدوية الآمنة التي لا تضر الجنين والحرمان منها يسبب الولادة المبكرة وولادة طفل مبتسر.
كما يحذر
بدران الأم الحامل المصابة بالربو من الابتعاد عن التدخين سواء السلبي أو
الإيجابي، مشيراً إلى أنه مع كل سيجارة تتسنشقها الأم يقل التدفق الدموي
في المشيمة لمدة 15 دقيقة، مما يتسبب في زيادة معدل ضربات قلب الجنين,
ويقلل وصول الأكسجين له بنسبة40% مما يؤثر على نموه فيصبح وزنه أقل.
وأوضح بدران
أن تدخين الأم يغير جينات الجنين، مما يعني أن تدخين الجنين يصيبه بحساسية
الصدر في طفولته وأمراض القلب في شبابه وليس كهولته.
كما أكد
بدران أن الولادة القيصرية تزيد خطر إصابة الطفل بحساسية الشعب الهوائية،
وذلك لأنها تؤثر على نمو وتطور جهاز المناعة، حيث تبين أن الذين تمت
ولادتهم قيصرياً أكثر عرضة للإصابة بحساسية الصدر من الذين تمت ولادتهم
طبيعياً، لأن الولادة الطبيعية تكسب المواليد ميكروبات صديقة تحمي الجهاز
المناعي من البرمجة التحسسية فيما بعد.
السمنة تزيد الإصابة بالربو :
أكدت
العديد من الدراسات أن الأطفال البدناء أكثر عرضة للحساسية، حيث أن السمنة
تزيد معدلات الأزمات الربوية خمسة أضعاف، فكلما زاد محيط خصر الإناث عن
المعدلات الطبيعية زادت معدلات الربو حتى لو كان الوزن مثالياً.
كما أوضح
بدران لـ"محيط" أن تناول الصوديوم "الملح" يزيد الإصابة بالربو، وذلك لأنه
يزيد من احتقان الجسم بالسوائل التي تعوق عملية التنفس.
وأضاف بدران
أن هناك بعض الأدوية التي تزيد خطر إصابة الطفل بحساسية الشعب، كالأسبرين
ومشتقاته, وبعض المسكنات ومركبات "السلفا" وبعض المضادات الحيوية.
مهن تصيبك بالمرض !!!
وأوضح
الدكتور مجدي بدران أن هناك بعض المهن قد تعرض صاحبها لحساسية الطعام، مثل
صناع الأثاث، والعاملين في مزارع الحيوانات والخيول وحدائق الحيوانات
ورعاة الغنم.
والأطباء البيطريون ومهندسى الديكور ودباغة الجلود من أكثر المهن قابلية للإصابة بهذه النوعية من الحساسية.
ويعد الربو
المهنى أكثر شيوعاً بين الفرانين والطهاة الذين يتعرضون للدقيق، والسوس،
وإنزيمات الخميرة الصناعية. والمعروف أن حساسية الصدر تنتشر فى الخبازين
بنسبه 20%.
الغابات .. رئة كوكب الأرض
وأشار
الدكتور مجدي بدران إلى أن إزالة الغابات هى السبب الرئيسي في تلوث الهواء
بغاز ثاني أكسيد الكربون، وقد حدث تآكل الغابات نتيجة تغلغل المصانع
والمدن والإنفجار السكانى، حيث يُقدر عدد سكان الأرض حالياً بـ 6.9 مليار
نسمة.
وينصح بدران كل قادر على زرع شجرة فالعالم بحاجة ماسة لزراعة مليار شجرة لامتصاص نحو 250 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.
وكانت مساحة
الغابات الكلية في عام 2005 أقل من 4 مليارات هكتار بقليل، وهي أقل من ثلث
نظيرتها قبل أن يعرف الإنسان الزراعة منذ عشرة ألاف عام، كما أن تآكل
الغابات مستمر عالمياً وبمعدلات مخيفة، بمعدل 13 مليار هكتار سنوياً، وهى
مساحة دولة اليونان أو نيكارجوا تقريباً.
المصدر : المحيط-شبكة الاعلام العربية