مقتل 100 مسلم مقابل كل غربي |
|
|
قالت
إحدى الصحف البريطانية الصادرة اليوم الثلاثاء إن الغرب قتل 100 مسلم
مقابل كل غربي قتله المسلمون منذ نهاية الحرب الباردة, وتساءلت أخرى عن
مكانة الجالية الإسلاميةبعد تفجيرات لندن, في حين تحدثت أخرى عن الأسى
والشعور بالذنب اللذين خيما على سيربرنيتشا أمس.
تداعيات تفجيرات لندن
كتب سليم لون أحد المتحدثين السابقين لبعثة الأمم المتحدة في العراق تعليقا في صحيفة غارديان
قال فيه إن تفجيرات لندن أعطت للرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء
البريطاني توني بلير فرصة لتقديم نفسيهما مرة أخرى كمتزعيميالحرب
علىالإرهاب في الوقت الذي لا تؤدي فيه سياساتهما إلا إلى إنتاج آلاف
الإرهابيين الجدد.
وقال
لون إن بلير رفض الاعتراف بعلاقة تلك التفجيرات بالحرب على العراق معللا
ذلك بكون تفجيرات السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا وأحداث 11/9
وقعت قبل تلك الحرب, في حين أن تلك الهجمات جاءت بعد الحرب الأولى على
العراق وما تبعها من عقوبات دولية وتمركز للقوات الأميركية في السعودية.
وسخر
المعلق من قول بلير وبوش إن بربرية الإرهابيين لا يضاهيها إلا تصميمهما
على حماية قيم وثقافة الغرب ذات المنزلة الرفيعة, كأنهما لم يتسببا في
الضرر لأي نفس بشرية.
وأكد
المعلق أن المسلمين هم من يتوق إلى نهاية المجازر الإرهابية لأنهم أول
ضحاياها, مشيرا إلى أنه منذ نهاية الحرب الباردة قتل 100 مسلم على الأقل
مقابل غربي واحد في الحروب والاحتلالات التي ارتكبها الغرب في حقهم.
سلطات أكبر
أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة تايمز أن 90% من البريطانيين يودون أن تمنح للشرطة سلطات أكبر لاعتقال المشتبه فيهم والحد من الهجرة والتفتيش الدقيق للأمتعة.
وكشفت
تلك الصحيفةأن كل القنابل التي استخدمت في تفجيرات لندن متشابهة مما يعني
أنها من صنع جهة واحدة, مشيرة إلى أن ما يقلق الشرطة هو أنها متفجرات
متطورة تستخدمها الجيوش ولا يمكن إنتاجها محليا مما يعني أنها ربماهربت
إلى بريطانيا من البلقان.
بدورها قالت صحيفة فيننشال تايمز
إن لندن كانت دائما مدينة صديقة للمعارضين السياسيين من العالمين العربي
والإسلامي, ويوجد بها الآن المنشقون السعوديون والزعيم التونسي المعتدل
راشد الغنوشي.
لكن
الصحيفة ذكرت أن هجمات الأسبوع الماضي جعلت الكثيرين يتساءلون عما إذا
كانت التقاليد التحررية لبريطانيا قد جذبت إليها الإرهابيين ومن يدعمهم,
مما يعتبر تهديدا متزايدا لمدينة لندن.
وأشارت
إلى أن هذه الهجمات قد أشعلت من جديد النقاش المحتدم حول التوازن الصحيح
بين الحريات الفردية والأمن الجماعي والذي كان قد بدأ بعيد أحداث 11/9.
كما
ذكرت الصحيفة في تقرير آخر أن مجموعة من أعضاء البرلمان البريطاني
اليساريين تخطط لتحدي سياسات بلير في العراق في ظل هجمات لندن التي
يعتبرون أن الحرب ربما ساهمت في حدوثها.
الجالية الإسلامية والتفجيرات
رصدت صحيفة إندبندنت
مجموعة من الأحداث التي تعرض لها المسلمون منذ الخميس الماضي, مشيرة إلى
أن زعماء الجالية الإسلامية حذروا من تنامي العداء للمسلمين في الأيام
الأخيرة.
وتحت
عنوان "أين مكانة المسلمين الآن؟" كتبت فيشر فوكنر وهي مسلمة عضوة في
البرلمان البريطاني تعليقا في الصحيفة نفسها قالت فيه إنه إذا كانت
بريطانيا تريد بالفعل معالجة التطرف بداخلها فعليها أن تجد أجوبة لبعض
الأسئلة العويصة المتعلقة بالتسامح والحريات والتلاحم داخل المجتمع
البريطاني.
ولخصت
تلك الأسئلة فيما يلي: هل يجب أن نتسامح مع التمييز وما ينجم عنه من تهميش
للأقليات في ظل التنوع الثقافي؟ إلى أي مدى يمكن للدولة العلمانية ومثلها
المشتركة أن يتسعا ليتكيفا مع التعدد الديني, في ظل لي عنق الدين من طرف
المتطرفين في كل جانب؟ وفي الأخير ما هو الخط الفاصل في مجتمع مفتوح بين
التسامح والتلاحم؟
وأشارت فوكنر إلى أن الجواب على هذه الأسئلة يجب أن لا يقتصر فقط على الجالية الإسلامية بل يجب أن يكون في إطار حوار وطني شامل.
وبدورها قالت غارديان إن الشرطة البريطانية تعهدت باتخاذ إجراءات صارمة لحماية المسلمين من أي هجمات عنصرية قد يتعرضون لها.
وفي موضوع متصل قالت صحيفة ديلي تلغراف
إن الـ بي بي سي تفادت استخدام كلمة إرهاب في تغطيتها لأحداث لندن, معللة
ذلك بكون كلمة "إرهاب" قد تمثل عائقاأمام الفهم, إذ على الصحفي –حسب قولها- أن يتحاشى الاستخدام غير الحذر للكلمات التي تحمل شحنة عاطفية أو تقيم حكما ما.
مراسم دفن جماعية
قالت إندبندنت إن 50 ألف شخص سيحضرون مراسم دفن جماعية لـ 8000 بوسني قتلهم الصرب في مجزرة جماعية في سربرنيتشا قبل عشر سنوات.
وقالت
الصحيفة إن إحياء ذكرى سيربرنيتشا أصبح صناعة مزدهرة إذ ستعقد مؤتمرات هذا
الأسبوع وتنشر كتب وتقام نصب تذكارية في الحقل الذي عرف تلك المجزرة.
وذكرت ديلي تلغراف أن الذين حضروا مراسم هذه الذكرى كانوا منقسمين بين الشعور بالأسى والشعور بالذنب.
وأشارت إلى أن المسؤولين الغربيين الذين حضروا تلك المراسم اعتذروا للمسلمين الذين كانوا يلبسون ملابس الحداد.
ونقلت عن ريتشارد أولبروك الذي كان وراء توقيع اتفاقية دايتون للسلام قوله إن سربرنيتشا مأساة يجب أن لا يسمح لها بأن تتكرر مرة أخرى