تختلف أسباب الصداع بين الحالة والأخرى، فمن تراكم مهام العمل إلى السهر
والأحداث المفاجئة وقرب توقف الدورة الشهرية لدى المرأة، والشدة النفسية
والتغييرات الهرمونيةوغيرها..على أن الصداع يداهم المرء أحياناً لسبب
مجهول، ويؤدي بنا البحث لأن نصل لأسباب غريبة ومفاجئة!
العطور
يعاني بعض الناس الصداع عندما تصل إلى أنوفهم الروائح العطرية القوية، وقد
تتطرف حالة التأثر بالشم فيعاني اصحابها الصداع من روائح المنظفات ومساحيق
الغسيل..ولا يستمر هذا الصداع في مدته طويلاً فمداه القصى لا يتجاوز اليوم،
ويحدث نتيجة تنبه بعض الخلايا العصبية بمجرد شم الرائحة الخاصة..والمفارقة
هي أن رائحة العطور الجميلة قد تكون مزعجة لدى البعض. ويمكن للشخص أن
يتجنب هذا الصداع بالابتعاد عن مصادر الرائحة، ولما كان هذا عسيراً في بعض
الأحيان، فلا يتبقى أمامه سوى الحل الدوائي بتناول مزيج من الأسبرين
والأسيتامينوفين والكافيين، ويخشى البعض أن يسبب هذا المزيج اعتماد الجسم،
فيعاود الصداع بدرجة أكبر مع انتهاء مفعول الدواء أو مع محاولة الامتناع
عنه، لذلك نجد معظم الناس يكتفون بالأسبرين فقط. وكما هو معروف يستخدم كل
من الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين في علاج الصداع، أما النابروكسين
فهو يعالج الألم فقط دون التأثير على حالة الالتهاب المسببة له..
العوامل الجوية
يرتبط الصداع أحياناً بتقلبات الطقس واختلاف الضغط الجوي والرطوبة وبتغيرات
الضوء في النهار من سطوع السماء أو وجود الغيوم، إذ قد يرد الجسم على تلك
المتغيرات بإطلاق بعض المواد الكيمياوية وإبداء استجابات كهربائية تزعج
الأعصاب وتسبب الصداع..ويشير الكثير ممن يشكون الصداع النصفي(الشقيقة) أن
تغيرات الجو سبب في 60% من آلامهم. وعندما يجد المرء أن اليوم سيشهد طقساً
سيئاً أو متقلباً، وكان على دراية بأن أجواء كهذه تصيبه بالصداع، فعليه أن
يستبق الأمور بوضع كمادات من الثلج على عينيه، أو بتناول الإيبوبروفين منذ
صباح ذلك اليوم.
الأقراط ومشدات الرأس وربطات الشعر
يلاحظ عند البعض أن شكوى الصداع ترتبط بألم في جذور الشعر، أو أن الصداع
يزيد في حدته مع ارتداء الأقراط، وتخلو العضلات المحيطة بالرأس من ألياف
الألم، بيد أنها تتواجد في الأنسجة التي تربط بين العضلات، فيصب ربط الشعر
وارتداء القبعات أو العصبات سبباً للصداع أحياناً. والأقراط أيضاً سبب في
الصداع لأنها تشد الأنسجة المسببة للألم ذاتها. ولا يتطلب الأمر دراسات ولا
أبحاثاً حتى نقول أن تجنب هذا الصداع والتخلص منه إنما يتم بإرخاء كل
ربطات الرأس او كل ما يشد عليه، فيزول الصداع مباشرة أو بعد ثلالثين دقيقة
على الأكثر، والأفضل أن يتم تغيير طريقة ربط الشعر كل فترة لا سيما إذا كان
الشعر كثيفاً، وأن يوفر ارتداء الأقراط للمناسبات.
الجوع
حتى يحافظ المرء على ثبات كمية السكر في جسمه طوال اليوم، ينصح دوماً بأن
يقسم وجباته على حصص عدة بكميات قليلة..فتخلخل نسب السكر في الجسم كما يحدث
في حال الصيام أو التخلي عن وجبة الإفطار، سبب هام للصداع، علماً أن
العلاقة بين الأمرين لم تتضح بعد، لكن البعض اجتهد وفسره بوجود تأثير لتدني
مستوى على الأعصاب. وعلاج الصداع هذا يتم بتناول الطعام بتعقل، حتى لا
ينقلب الصداع من نوع ناجم عن نقصان السكر إلى آخر سببه زيادة السكر. على
أنه لا ينبغي أن يفهم من هذا أن المواد السكرية وحدها توقف الصداع، بل على
المرء أن يخلق توازناً في غذائه، فيتناول إلى جانب السكر البروتينات
المتوفرة في السمك مثلاً، وأن يتناول الحبوب الكاملة كالأرز البني والقمح
الكامل، ويضيف إليها المغنيسيوم الموجود في السبانخ والبازلاء وبذور
المكسرات والبندق، مع الريبوفلافين (فيتامينB) المتوفر في الألبان واللحم
الأحمر والنباتات العشبية..وثمة أصناف من المواد الغذائية تسبب بحد ذاتها
الصداع، من قبيل الجبنة والشوكولاته والقهوة، والمواد المضافة الموجودة في
المعلبات والأطعمة المحفوظة من قبيل غلوتوميت أحادي الصوديوم (monosodium
glutamate)، فإذا شك أحد بأن صداعه ناجم عن صنف من الطعام، فعليه بمراقبة
ما يأكل، ليحدد السبب المباشر ويتجنبه.
الجنس
يحدث الصداع أحياناً أثناء ممارسة الجنس ويستمر لدقائق أو لساعة على أكثر
تقدير. وهذا الصداع أشبه بالنوع الذي يترافق من الأعمال المجهدة، إذ ينجم
جراء تشنج عضلات الرأس والرقبة. وتتم مواجهة هذا الصداع استباقياً عير
تناول الإيبوبرفين والنابروكسين. على أن الصداع قد يشير إلى حالة النورس أو
أم الدم (aneurysm) في حال ترافق المعاشرة الأولى.