mew minto نائب العمدة
الجنس : العمر : 29 عدد المساهمات : 4105 نقاط : 22029
| موضوع: ظليل الملائكة الأربعاء 15 سبتمبر - 9:06 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبو جابر عبدالله بن عمرو بن حرام - ظليل الملائكة عندما كان الأنصار السبعون يبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية، كان عبدالله بن عمرو بن حرام، أبو جابر بن عبدالله أحد هؤلاء الأنصار.. ولما اختار الرسول صلى الله عليه وسلم منهم نقباء كان عبدالله بن عمرو أحد هؤلاء النقباء.. جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم نقيبا على قومه من بني سلمة.. ولما عاد الى المدينة وضع نفسه، وماله، وأهله في خدمة الاسلام.. وبعد هجرة الرسول الى المدينة، كان أبو جابر قد وجد كل حظوظه السعيدة في مصاحبة النبي عليه السلام ليله ونهاره.. ** وفي غزوة بدر خرج مجاهدا، وقاتل قتال الأبطال.. وفي غزوة أحد تراءى له مصرعه قبل أن يخرج المسلمون للغزو.. وغمره احساس صادق بأنه لن يعود، فكاد قلبه يطير من الفرح!! ودعا اليه ولد جابر بن عبدالله الصحابي الجليل، وقال له:
" اني لا أراي الا مقتولا في هذه الغزوة.. بل لعلي سأكون أول شهدائها من المسلمين.. واني والله، لا أدع أحدا بعدي أحبّ اليّ منك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وان عليّ دبنا، فاقض عني ديني، واستوص باخوتك خيرا"..
** وفي صبيحة اليوم التالي، خرج المسلمون للقاء قريش.. قريش التي جاءت في جيش لجب تغزو مدينتهم الآمنة..ودارت معركة رهيبة، أدرك المسلمون في بدايتها نصرا سريعا، كان يمكن أن يكون نصرا حاسمالولا أن الرماة الذين امرهم الرسول عليه السلامبالبقاء في مواقعهم وعدم مغادرتها أبدا أغراهم هذا النصر الخاطف على القرشيينفتركوا مواقعهم فوق الجبل، وشغلوابجمع غنائم الجيش المنهزم.. هذا الجيش الذي جمع فلوله شريعا حين رأى ظهر المسلمين قد انكشف تماما ثم فاجأهم بهجوم خاطف من وراء فتحوّل نصر المسلمين الى هزيمة.. ** في هذا القتال المرير، قاتل عبدالله بن عمرو قتال مودّع شهيد.. ولما ذهب المسلمون بعد نهاية القتالينظرون شهدائهم.. ذهب جابر ابن عبداله يبحث عن أبيهحتى ألفاه بين الشهداء، وقد مثّل به المشركون، كما مثلوا يغيره من الأبطال.. ووقف جابر وبعض أهله يبكون شهيد الاسلامعبدالله بن عمرو بم جرامومرّ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكونه،فقال: " ابكوه.. أولا تبكوه.. فان الملائكة لتظلله بأجنحتها"..!! ** كان ايمان أبو جابر متألقا ووثيقا.. وكان حبّه بالموت في سبيل الله منتهى أطماحه وأمانيه.. ولقد أنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلمعنه فيما بعد نبأ عظيم، يصوّر شغفه بالشهادة.. قال عليه السلام لولده جابر يوما: " يا جابر.. ما كلم الله أحدا قط الا من وراء حجاب.. ولقد كلّم كفاحا _أي مواجهة_ فقال فقال له: يا عبدي، سلني أعطك.. فقال: يا رب، أسألك أن تردّني الى الدنيالأقتل في سبيلك ثانية.. قال له الله: انه قد سبق القول مني: أنهم اليها لا يرجعون. قال: يا رب فأبلغ من ورائي بما أعطيتنا من نعمة.. فأنزل الله تعالى: (ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما أتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم. ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون)". ** وعندما كان المسلمون يتعرفون على شهدائهم الأبراربعد فراغ القتال في أحد.. وعندما تعرف أهل عبدالله بن عمرو على جثمانهحملته زوجته على ناقتها وحملت معه أخاها الذي استشهد أيضاوهمّت بهما راجعة الى المدينة لتدفنهما هناكوكذلك فعل بعض المسلمين بشهدائهم.. بيد أن منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم لحق بهم وناداهم بأمر رسول الله أن: " أن ادفنوا القتلى في مصارعهم".. فعاد كل منهم بشهيده..
ووقف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يشرف على دفن أصحابه الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وبذلوا أرواحهم الغالية قربانا متواضعا لله ولرسوله. ولما جاء دور عبدالله بن حرام ليدفن نادى رسول الله صلى اله عليه وسلم: " ادفنوا عبدالله بن عمرو، وعمرو بن الجموح في قبر واحد، فانهما كانا في الدنيا متحابين، متصافين"..
** والآن.. في خلال اللحظات التي يعدّ فيها القبر السعيد لاستقبال الشهيدين الكريمين، تعالوا نلقي نظرة محبّة على الشهيد الثاني عمرو بن الجموح... منقول
| |
|