المسكندب قطبي على صفيحة جليديّة تلتقي بالبحر في
نونافوت،
كندا.
تعتمد الدببة القطبية على الجليد البحري كمنصة لتصطاد منها
الفقمات.
تعتبر الدببة القطبية ثدييات بحرية غالبا، وذلك لأنها تمضي عدّة أشهر من
السنة في عرض
البحر.
[25] يعتبر الجليد البحري السنوي الذي يغطي المياه فوق الصفيحة القارية، و
أرخبيل الجزر القطبية، المسكن المفضل لهذه الحيوانات.
تعرف هذه المناطق "بحلقة الحياة القطبية" وهي أكثر غنى بالكائنات الحية
بالمقارنة مع المياه العميقة لأقصى القطب الشمالي.
[21][26] يميل الدب القطبي إلى زيارة المناطق التي يلتقي بها الجليد بالبحر
باستمرار، مثل المجمعات المائية المؤقتة التي تنشأ إثر ذوبان الجليد، وذلك
كي يصطاد
الفقمات التي تشكل أغلبية حميته،
[27] وبالتالي فإن هذه الحيوانات يمكن العثور عليها على محيط الصفائح الجليدية
القطبية، عوضا عن الحوض القطبي بالقرب من القطب الشمالي حيث تقل كثافة
الفقمات.
[28]يحوي الجليد السنوي كميات كبيرة من المياه
تذوب و
تتبخر ثم تعود للتجمد وفقا لتغير الفصول، وتهاجر الفقمات
استجابة لهذه التغيرات، فيكون على الدببة القطبية بالتالي أن تلاحقها.
[26] وفي خليجيّ هدسون وجايمس وبعض المناطق الأخرى، يذوب الجليد كليّا خلال
الصيف (وهو حدث يُطلق عليه "تفكك الكتل الجليدية الطافية"، ب
الإنكليزية: ice-floe
breakup)، مما يدفع الدببة إلى دخول البر الرئيسي والانتظار إلى أن يتجمد
البحر من جديد.
[26] وفي بحار شوكوشي وبيوفورت، تتجه الدببة القطبية شمالا كل صيف نحو الصفائح
الجليدية التي تبقى على حالها طيلة أيام السنة.
[عدل] السلوك
والخواص الأحيائية[عدل] الصفات
الجسديةرسم بياني يظهر مقاييس أكبر أنواع اللواحم الأرضية عبر مر العصور، بما فيها
الدب القطبي.
الدب القطبي هو أكبر
اللواحم التي تعيش على
اليابسة حاليّا، حيث يبلغ حجمه
ضعف حجم
الببر السيبيري،
[29] ويشارك الدب القطبي هذا اللقب
دب كودياك، وهو إحدى سلالات الدب البني القارت
والتي تتواجد في
ألاسكا.
[1] يتراوح وزن الذكر القطبي البالغ بين 352 و 680 كيلوغرام (780–1,500 رطل)
ويصل في طوله لما بين 2.4 و 3 أمتار (7.9–9.8 أقدام)،
[2] أما الإناث البالغة فيصل حجمها لنصف حجم الذكر حيث تزن عادةً بين 150 و
249 كيلوغراما (330–550 رطلا) ويصل طولها لما بين 1.8 و 2.4 أمتار (5.9–7.9
أقدام)، إلا أن وزنها يمكن أن يصل إلى 499 كجم (1,100 رطل) عندما تكون
حاملا.
[2] يعتبر الدب القطبي أحد أكثر
الثدييات التي تظهر
تفاوتا جنسيّا بارزا للعيان، حيث لا
يفوقه بذلك سوى
الفقمات الأذناء (
أسود البحر و
فقمات الفراء).
[30] وصل وزن أكبر دب قطبي تمّ التبليغ عنه إلى 1,002 كجم (2,210 أرطال) كما
يُزعم، وكان هذا الدب ذكرا قُتل في مضيق كوتزيبو بشمال غرب ألاسكا عام
1960.
[31]تُعد قوائم الدب القطبي الكبيرة وأكفّه القصير المكتنزة تأقلمات جسدية مع
بيئته، لاحظ شكلها المفلطح الذي يساعد الحيوان في المشي على الثلج.
عند مقارنة الدب القطبي مع أقرب حيوان له، الدب البني، يظهر بأنه يمتلك
بنية جسدية أطول، بالإضافة
لجمجمة ورأس أكثر طولا،
[18] كما يمتلك قوائم قصيرة وأكثر امتلاءً بالإضافة
لأذنين وذيل صغيرة، كما توضح
قاعدة ألن بالنسبة
للحيوانات الشمالية.
[18] وعلى الرغم من قصر قوائم الدب القطبي إلا أنها ضخمة جدا وذلك كي يتوزع ثقل
الحيوان عليها أثناء سيره على الثلج أو الجليد الرقيق، ولمساعدته على
التجذيف عند السباحة؛ وقد يبلغ عرض القائمة 36 سنتيمتر (12 إنش) عند الفرد
البالغ.
[32] إن باطن القدم عند هذه الحيوانات مغطى بحليمات صغيرة ناعمة تؤمن لها
الثبات على الجليد.
[18] تعتبر مخالب الدب القطبي قصيرة مكتنزة بالمقارنة مع مخالب الدب البني،
ولعلّ السبب في ذلك يعود إلى أن الأول يحتاج إلى التمسك بالجليد وبفرائس
أضخم من تلك التي يقتات عليها قريبه،
[18] وتأخذ المخالب شكل المغرفة على قسمها السفلي، وذلك كي تساعد الحيوان على
الحفر في الجليد والثلج القاسي. تنتشر شائعة على
الإنترنت مفادها أن جميع الدببة القطبية عسراويّة،
[33][34] إلا أنه ليس هناك من أي دليل علمي يؤكد هذا الكلام.
[35] يندر أن يفوق وزن الدببة القطبية معدله الطبيعي في
حدائق الحيوانات، على
العكس من الدببة البنية، ويرجع ذلك على الأرجح إلى درجات الحرارة المرتفعة
في معظم الحدائق. يمتلك الدب القطبي 42
سنّا تعكس عاداته في الإقتيات على اللحم،
[18] وتكون
أضراس هذه الحيوانات أكثر صغرا وتثليما من أضراس الدب
البني، كما تكون
الأنياب أكبر وأكثر حدّة.
[18]صورة حرارية لدب قطبي تظهر درجة عزلها عن الحرارة
الخارجية.
تعتبر الدببة القطبية
معزولة عن حرارة بيئتها الباردة بواسطة طبقة ال
شحم التي تمتلكها وتبلغ سماكتها 10
سنتيمترات (3.9 إنشات)،
[32] بالإضافة لجلدها وفرائها؛ وبالتالي فإن هذه الحيوانات يمكن أن ترتفع درجة
حرارة جسدها بحال فاقت الحرارة الخارجية 10 °سيلزيوس (50 °فهرنهايت)، كما
تكون خفيّة تقريبا عند تصويرها
بالأشعة تحت الحمراء.
[36] يتألف فراء الدب القطبي من طبقة من الفراء التحتي الكثيف وطبقة خارجيّة من
الشعر الأولي الذي يظهر لونه بأنه يتراوح بين الأبيض والأسمر، إلا أنه
شفاف في الواقع،
[32] ويتراوح طول الشعر الأولي بين 5 و 15 سنتيمتر (2.0–5.9 إنشات) على معظم
أنحاء الجسد.
[37] تطرح الدببة القطبية كسوتها الشتوية تدريجيا خلال الفترة الممتدة من شهر
مايو حتى أغسطس،
[38] إلا أنها على العكس من الثدييات القطبية الأخرى لا تستبدل معطفها الشتوي
الناصع البياض بمعطف صيفي داكن ليساعدها على التمويه خلال فصل الصيف. كان
يُعتقد أن الشعيرات الأوليّة المجوفة لكسوة الدب القطبي تلعب دور أوعية
ليفيّة بصريّة توصل الضوء إلى الجلد الأسود للدب حيث يمتصه؛ إلا أن هذه
النظرية ترفضها اليوم الدراسات الحديثة.
[39]دب قطبي غائص في معرضه المائي.
دب قطبي في
حديقة حيوانات برلين، لاحظ لون كسوته الضارب إلى الصفار بسبب تقدمه
بالسن.
يتحول لون كسوة الدب القطبي البيضاء إلى الإصفرار عند تقدم الحيوان
بالسن، وعندما يٌحتفظ بهذه الدببة في ظروف دافئة ورطبة، فإن فرائها قد
يتحول لونه إلى الأخضر الباهت بسبب نمو
الأشنيات بداخل الشعيرات الأولية.
[40] تمتلك الذكور شعيرات أكثر طولا على قوائمها الأمامية من الإناث، وهي تزداد
في طولها حتى يبلغ الدب 14 عاما. يُعتقد بأن الشعر الزخرفي للقوائم
الأمامية للذكر يجتذب الإناث، وهو بهذا يؤدي نفس وظيفة اللبدة عند
الأسد الذكر.
[30]يمتلك الدب القطبي حاسة شم متطورة للغاية، فهو قادر على تحديد موقع فقمة
على بعد 1.6 كيلومتر (ميل واحد) وهي مدفونة تحت 3 أقدام من الثلج (0.91
أمتار)،
[41] أما حاسة سمعه فتماثل دقة سمع
الإنسان، وتعتبر حاسة نظره جيدة
بالنسبة للمسافات البعيدة.
[41]يعتبر الدب القطبي سبّاح ماهر، فقد شوهدت أفراد منه في المياه القطبية
المفتوحة على بعد 320 كيلومتر (200 ميل) من اليابسة. تسبح هذه الدببة
باستخدام أسلوب "تجذيف الكلاب" (أي الاستلقاء على بطنها واستخدام يديها
وقوائمها بداخل الماء دون أن تخرجها)، حيث يؤمن لها شحمها العوم وتدفع
نفسها بالماء بواسطة أكفها الكبيرة الأمامية.
[42] تستطيع الدببة القطبية أن تسبح بسرعة ستة أميال في الساعة، وعندما تخطو
هذه الحيوانات على البر فهي تميل لأن تمشي بتثاقل وتحافظ على سرعة يبلغ
متوسطها حوالي 5.5 كيلومترات بالساعة (3.5 أميال بالساعة).
[42][عدل] السبات
الشتوي والصيامتنشط الدببة القطبية على مدار السنة،
[43] باستثناء الإناث الحوامل، على الرغم من أنها تمتلك في دمها عامل لاوظيفي
لاستقراء السبات. تعتبر الدببة القطبية، على العكس من الدببة البنية
والدببة السوداء، قادرة على
الصيام لعدّة شهور تمتد من أواخر
الصيف لأوائل
الخريف، عندما لا تعود قادرة على
صيد الفقمات بسبب ذوبان جليد البحر.
[43][عدل] الصيد
والحميةإن خطم
وعنق الدب القطبي الطويلين يساعدانه
في البحث عن الفقمات بفتحات الجليد العميقة، بينما تمكنه قوائمه الخلفية
القوية من سحب طريدته الضخمة.
يعتبر الدب القطبي اللاحم الحقيقي الوحيد في
فصيلة الدبيات، إذ أن جميع أنواع الدببة
الأخرى تقتات على
النبات أيضا بشكل مكثف، أما الدب القطبي فتشكل اللحوم
أكثرية حميته. يستوطن
القطب الشمالي الملايين من
الفقمات، التي تتحول طرائدا للدب القطبي عندما تخرج رأسها من إحدى الفتحات
بالجليد كي تتنفس، أو عندما تخرج من المياه حتى تستريح.
[44] تشكل
الفقمات الملتحية و
المطوقة أغلبية
حمية الدب القطبي،
[45] الذي يصطادها عند نقطة إلتقاء الجليد بالماء والهواء، أي المناطق حيث
تستريح الفقمة بالقرب من المياه على الجليد؛ ومن النادر أن يطارد الدب
الفقمة ويمسك بها على البر أو في المياه المفتوحة.
[46]تُعرف طريقة صيد الدب القطبي الأكثر شيوعا
بالصيد الساكن،
[47] حيث يستخدم الدب حاسة شمه القويّة لتحديد موقع فتحة
تنفس أحد الفقمات، ومن ثم يزحف بهدوء حتى يصل بالقرب منها
ويقبع بانتظار إحدى الفقمات كي تظهر،
[44] وعندما
تزفر الفقمة فإن الدب يشم
رائحة أنفاسها، فيدخل كفه الأمامي إلى الحفرة ويسحب
طريدته إلى الخارج.
[44] يقتل الدب القطبي طريدته عن طريق عض رأسها مما يؤدي لتحطيم جمجمتها،
[44] وتصطاد هذه الحيوانات كذلك الأمر عن طريق التسلل نحو الفقمات التي تستريح
على الجليد، فما أن يبصر الدب إحدى الفقمات حتى يمشي نحوها لسافة 91 متر
(100 ياردة)، ومن ثم ينخفض ويبدأ بالزحف نحوها، فإن لم تتنبه الفقمة فإنه
يتسلل حتى ما بين 9.1 إلى 12 مترا (30 إلى 40 قدما) منها ثم يندفع نحوها
فجأة.
[44] ومن طرق الصيد الأخرى أن يُغير الدب على وجار الولادة الذي تحفره إناث
الفقمة في الثلج.
[47]دب قطبي يقتات على جيفة
حوت.
هناك أسطورة منتشرة بين الناس مفادها أن الدب القطبي يقوم بتغطية
أنفه الأسود بكفّه أثناء عملية الصيد، ويقول العلماء أن هذا السلوك، إن حصل،
فهو يظل نادرا — فعلى الرغم من أن هذه القصة موجودة تاريخيّا عند الشعوب
الأصلية في المناطق التي يقطنها الدب القطبي، وقال بها بعض المستكشفون
الأوائل، إلا أنه ليس هناك من تقارير مبنية على مشاهدات عينيّة لهذا السلوك
خلال العقود الماضية.
[42]تميل الدببة القطبية البالغة إلى الإقتيات على
الجلد و
الشحم فقط من فريستها، أي الأجزاء الغنية بالسعرات الحرارية، وترك
اللحم أو
العضلات والأعظاء وهذا يؤدي إلى تقليل نسبة مادة
اليوريا بالدم الذي يرتفع مع ازدياد نسبة اللحوم و
البروتينات وبالتالي يكون هناك حاجة اقل لشرب
الماء وتكون كمية
الطاقة المخزونة من تناول الشحوم كافية لحفظ الدب القطبي
لأيام طويلة.
[48] أما الدببة الأصغر سنا فتقتات على اللحم الأحمر الغني بالبروتين.
[44] يُعد تقميم ذبائح الدببة الأخرى مصدرا مهما من مصادر الغذاء عند الدببة
شبه البالغة التي استقلت حديثا عن والدتها ولم تكتسب بعد مافيه الكفاية من
الخبرة والقوة كي تتمكن من اصطياد الفقمات بنجاح. قد تضطر الدببة شبه
البالغة أيضا إلى الرضاء بجيفة نصف مأكولة بحال قتلت فقمة ولم تقوى للدفاع
عنها أمام دببة أكبر حجما. عادة ما يقوم الدب القطبي بإصطياد
فقمة مرة كل خمسة أيام. تقوم الدببة بغسل نفسها بالماء أو
الثلج بعد أن تنتهي من الإقتيات.
[42]الدب القطبي
مفترس فائق القوة، فهو قادر على قتل
فظ بالغ، على الرغم من أنه نادرا ما يحاول ذلك إذ
أن الفظ قد يكون أثقل من الدب بحوالي الضعفين.
[49] تقتات الدببة القطبية أيضا على
الحيتان البيضاء، عن طريق سحبها من فتحات تنفسها،
وتماثل هذه الحيتان الفظ في الحجم ويواجه الدب في العادة ذات الصعوبة في
إخضاعها. تستطيع معظم الحيوانات البريّة في القطب الشمالي ان تسبق الدب
بحال طاردها بسبب ارتفاع درجة حرارة جسده بسرعة جرّاء العدو، وكذلك الأمر
بالنسبة للحيوانات البحرية التي تسطيع أن تسبقه بالسباحة. يكمّل الدب
القطبي حميته في بعض المناطق بعجول الفظ وجيف الأفراد البالغة منها و
الحيتان،
حيث يقدم على الإقتيات على شحومها حتى ولو كانت
متعفنة.
[50]كون الدببة القطبية حيوانات فضولية فهي تتفقد أي شيء يمكن أن يثير
إهتمامها، وهنا هي تتفقد الغواصة الأميركية المتجمدة يو إس إس هونولولو على
بعد 450 كيلومتر (280 ميلا) من
القطب الشمالي.
تعيش بعض جمهرات الدب القطبي بالاعتماد على مخزون الشحم لديها فقط على
مدى عدّة شهور، عندما يذوب الجليد البحري خلال الصيف وأواخر الخريف.
[36] تمت رؤية الدببة القطبية أيضا وهي تقتات على أنواع كثيرة من الطعام في
البرية، بما فيها أنواع ذات مصدر حيواني من شاكلة
ثيران المسك،
الرنة،
الطيور،
البيض،
القوارض،
المحار،
السرطانات، والدببة القطبية الأخرى، وأنواع ذات مصدر
نباتي مثل
التوت،
الجذور، و
الأعشاب البحرية، إلا أن شيئا من هذه الأنواع لا
يُشكّل جزءاً أساسيّا من حميتها،
[49] إذ أن بنية الدببة القطبية أصبحت متخصصة وتتطلب استهلاك كميات هائلة من
دهون الثدييات البحرية، وهي لا تستطيع الحصول على نفس المقدار من
السعرات الحرارية عن طريق
الإقتيات على أنواع من الطعام البري.
[51][52]كونها حيوانات فضوليّة قمّامة،
[49][53] فإن الدببة القطبية تتحرى مكبات القمامة وتقتات على ما تعثر عليه هناك،
وذلك في المناطق التي تحتك بها
بالبشر.
[49] قد تحاول الدببة القطبية أن تقتات على أي شيء تقريبا يمكنها العثور عليه،
بما في ذلك بعض المواد الخطرة مثل رغوة
الإستيرين،
البلاستيك،
بطاريات السيارات،
غليكول الإثيلين،
السوائل
الهيدروليكية، و
زيت المحركات.
[49][53] أغلقت بلدة
تشيرشل بمحافظة
مانيتوبا الكندية مكبّها عام
2006 لحماية الدببة من مخاطر التسمم، وعوضا عن ذلك
أصبحت تعيد تصنيع نفاياتها أو تنقلها إلى مدينة تومبسون الواقعة بنفس
المحافظة.
[54][55][