الرساله الثامنه:جنه حسن الظن بالله
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..
أما بعد ... أحبتي في الله ..
أسأل الله تعالى أن يأخذ بأيدينا ونواصينا إليه أخذ الكرام عليه ، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
أحبتي ..
إنها تمر كالبرق ، وسرعان ما وجدنا أنفسنا في أخريات هذه الأيام ، والفرصة مازالت سانحة ، بل إننا شرفنا على استقبال أعظم أيام العشر ، يوم عرفة ويوم النحر ، والتعايش مع الحجيج بقلوبنا حين يؤدون المناسك ، فلا تنسوا : " اللهم قد حبسنا العذر فلا تحرمنا ربنا الأجر "
اللهم اجعل همنا الآخرة ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ، اجعل أهدافنا كلها تدور حول تحقيق رضاك ، اجعلنا أكثر إقبالا عليك ، اجعلنا من الآن نتوق ونشتاق إلى عرفات وإلى الحج ، واكتبه لنا في عامنا القادم بمنك وفضلك وجودك يا أكرم الأكرمين .
أحبتي ..
ندخل اليوم " جنة حسن الظن "
ووالله الذي لا إله غيره إنه لمن أعظم لجنان ، وإن من دخلها يرتوي قبل " يوم التروية " ويهنأ قبل " العيد " في تلك السعادة الأبدية ، حين يعرف من هو ربه ، ويتودد له ، ويخجل من كرمه ، ويستحي من جوده ، ويجد نفسه يحلق في سماء المعرفة بالله تعالى .
اسمعوا لهذا الأثر ، واكتبوا تعليقكم ، وصفوا لي مشاعركم كما سيحس بها هذا الرجلان ، ثم بالله اسجد سجود الشاكرين أنَّ هذا هو ربنا ، وأن هذه هي صفاته ، وأنت ساجد ابكِ من خطيئتك ، واستغفر ، وجدد توبتك ، وأطل السجود تضرعًا ودعاء ، وناجه بقلبك ، وخاطبه وأنت منكسر مستحي .
تريدون الخبر اسمعوا بقلوبكم لقول بلال بن سعد الذي في ( الحلية (5/226) ]
قال : يأمر الله تعالى بإخراج رجلين من النار ، قال : فيخرجان بسلاسلهما وأغلالهما فيوقفان بين يديه .
فيقول : كيف وجدتما مقيلكما ومصيركما ؟
فيقولان : شر مقيل وأسوأ مصير .
فيقول : بما قدمت أيديكما وما أنا بظلام للعبيد فيأمر بهما إلى النار .
فأما أحدهما فيمضي بسلاسله وأغلاله حتى يقتحمها .
وأما الآخر فيمضي وهو يتلفت .
فيأمر بردهما فيقول : للذي غدا بسلاسله وأغلاله حتى اقتحمها ما حملك على ما فعلت وقد اختبرتها فيقول يا رب قد ذقت من وبال معصيتك ما لم أكن أتعرض لسخطك ثانيا. ( انتهى الأمر قد فهم الدرس عرف عقوبة المعصية ، فخاف أن يخالف أمر الله تعالى ، حتى اقتحم النار ، وهو يدري أي شيء هي النار ، لكن المعصية شؤم ، فقرر أن لا يعود لشيء من هذا ، فهل نفهم الدرس من الآن ؟ حتى لا نتعرض للعذاب )
ويقول للذي مضى وهو يتلفت : ما حملك على ما صنعت ؟
قال : لم يكن هذا ظني بك يا رب . قال : فما كان ظنك ؟ قال : كان ظني حيث أخرجتني منها أنك لا تعيدني إليها .
قال إني عند ظنك بي وأمر بصرفهما الى الجنة .
الله أكبر .. الله أكبر ... الله أكبر ... ولله الحمد ، نعم الرب ربنا ، ونعم الإله أحبه وأخشاه .
فاللهم اجعلنا نحسن الظن فيك ، ولا نكون من المغرورين الذين يتكلون على عفوك ولا يعملون ، ولا من أصحاب الأماني الجوفاء ، الذي يقولون : نريد الجنة ولا يقدمون ثمنها من البذل والإنفاق في سبيلك .
اليوم مع كل عبادة من ذكر ودعاء وقراءة قرآن وسجود وصيام وقيام وبر وصلة أرحام واجتهاد : تذكروا " جنة حسن الظن " وتعالجوا بها من رياح الإحباط التي عكرت صفو الإيمان بفعل أولياء الشيطان .
أحبتي ..
تذكروا " فلا تظلموا فيهن أنفسكم "
تذكروا : إنه وقت القرب والله يقول في الحديث القدسي : " لا تباعد مني "
تذكروا : إنها أوقات ثمينة فلا ترضَ بالدنية واغتنمها قبل أن تنقضي .
استدرك ما فاتك ، وأحسن الظن ، عسى أن يبعثنا ربنا من جديد ، ويرزقنا قلوبًا سليمة تحبه وتخشاه .
سنة اليوم :
التكبير عند الخبر السار :
فعن أبي سعيد الخدري قال : قال صلى الله عليه وسلم :" وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال : ثلث أهل الجنة فكبرنا ثم قال : شطر أهل الجنة فكبرنا " [ متفق عليه ]
وأظن هذه السنة موافقة لجنَّة ( حسن الظن ) فنلهج بالتكبير الذي أوصانا بالإكثار منه نبينا صلى الله عليه وسلم في هذه العشر .
ومن دعاء الصالحين أصحاب ( حسن الظن ) :
اللهم أنت تعطيني من غير أن أسألك ، فكيف تحرمني وأنا أسألك ، اللهم إني أسألك أن تسكن عظمتك قلبي ، وأن تسقيني شربة من كأس حبك .
محبكم في الله
منقول