Anneliese عمدة المدينة
الجنس : العمر : 29 عدد المساهمات : 5370 نقاط : 24792
| موضوع: الطرق لاستثمار طاقات الشباب السبت 24 أبريل - 19:11 | |
| ما هي الطرق لاستثمارُ طاقةِ الشباب؟ إنّكَ هنا تحتاجُ لشابٍّ على درجةٍ عاليةٍ من الوعي، يلمُّ بقضايا وجودِه، يفهمُ الحياةَ جيدًا، لا يجري وراءَ الشعاراتِ ولا يمكنُ خداعُه.. باختصار: تحتاجُ لشابٍّ مثقّف. ولكنَّ الثقافةَ لا تتأتّى من فراغ.. إنّها في الأساسِ تعني: مجموعةَ العاداتِ والتقاليدِ التي تميّزُ نظامَ الحياةِ لدى شعبٍ أو جنسٍ ما.. لهذا فالإلمامُ بها يحتاجُ لوقتٍ طويلٍ، واجتهادٍ في القراءةِ والاستماعِ والمشاهدةِ والتعلّمِ والمقارنةِ والتحليلِ والنقاش.. إنّها مزيجٌ من كلِّ شيءٍ، وهي لا تقتصرُ فقط على الخبرةِ اليوميّةِ ومشاهدةِ التلفازِ والتعليم، فليسَ كلُّ من يدبُّ على أرضِ الحياةِ مثقّفا، ولا كلُّ من يشاهدُ التلفازَ عاقلا!، لا ولا كلُّ متعلّمٍ يفهمُ ما حولَه! ولعلّه قد آنَ الأوانُ لتصحيحِ المقولةِ الشائعة: "أكبرُ منكَ بيومٍ، يفوقُك معرفةً بعام!"، فلو كانَ ذلك كذلك، لبُعثَ الأنبياءُ وهم في أرذلِ العمر، ولنبغَ العلماءُ والمبدعونَ وهم على أبوابِ القبر! ولكنَّ الصحيحَ أن نقول: أقرأُ منكَ بكتابٍ، أعرفُ عنكَ بعمرِ مؤلّفِه! أكثرُ تأمّلا عنكَ بساعةٍ، أحكمُ منكَ بقدرِ عمقِ تأمُّلِه! أكثرُ احتكاكًا منكَ بالعباقرةِ والحكماءِ والمبدعين، أفهمُ للحياةِ منكَ بقدرِ عددِهم! إنَّ الخبرةَ والحكمةَ في الحياةِ لا تُقاسانِ بالسنّ: إنَّ ذلكَ يعتمدُ على درجةِ ذكاءِ المرءِ وقدرتِه على الاستيعابِ ووضوحِ بصيرتِه، ودرجةِ نضجِ البيئةِ والمجتمعِ من حولِه، ومستوى تعليمِه، وكمِّ وكيفِ وعمقِ قراءاتِه ومشاهداتِه. إذن فالموضوعُ كبيرٌ وعميق، وهو مشوارُ حياةٍ كاملٌ، يبدأُ مع التربيةِ في الصغر، لتحبيبِ المعرفةِ للطفل، ولتنميةِ عقلٍ يطرحُ التساؤلاتِ باستمرارٍ، لا يأخذُ بالمسلّماتِ ببساطة، ولا يقبلُ شيئًا بدونِ تفسيرٍ مقبول، ويستمرُّ في مرحلةِ الشبابِ، حيثُ يبحثُ الفردُ عن شخصيّتِه ومواطنِ تميّزِه وهدفِه في الحياة. ومرحلةُ الشبابِ هي الفترةُ المثلى لاكتسابِ العلمِ والمعرفة، فبخلافِ أنَّ الأسرةَ تتحمّلُ عن الشابِّ أعباءَه الماديّةَ والحياتيّة، فإنَّ الذهنَ يكونُ في أوجِ تألّقِه وقابليّتِه للتحصيل، فمعَ تقدّمِ العمرِ وتخطّي الثلاثين، تأخذُ الخلايا العصبيّةُ في الانهيارِ التدريجيّ، ويقلُّ التركيزُ مع كثرةِ المشاغلِ والمشاكل، ويتقلّصُ وقتُ الفراغِ مع تزايدِ المسئوليّات، وتضعفُ الهمّةُ ويزدادُ الحذرُ خوفًا من تبعاتِ أيِّ قرارٍ مغامرٍ على الأسرةِ والأبناء. الخلاصةُ أنَّ ما يكتسبُه المرءُ من المعرفةِ والثقافةِ في طفولتِه وشبابِه، هو الأساسُ الذي يُكملُ عليه بناءَ باقي حياتِه
راق لي فنقلته
| |
|