pipawn ساكن مجتهد
الجنس : العمر : 31 عدد المساهمات : 1496 نقاط : 14978
| موضوع: انه لي وانا اجزي به السبت 31 يوليو - 16:28 | |
|
قال صلى الله عليه وسلم :
"كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. يقول الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان؛ فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" [1]
وقال صلى الله عليه وسلم:
"من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" [2]
لا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط،
وإنما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" [3]
وقال صلى الله عليه وسلم :
"الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم" فإذا صمت ـ يا عبد الله ـ فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك، ولا يكن صومك ويوم فطرك سواء.
القيام
قال صلى الله عليه وسلم :
"من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه" [4]
وقال تعالى :
﴿ وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً. والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما﴾ [5]
وقد كان قيام الليل دأب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
قالت عائشة رضي الله عنها :"لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً."
وكان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يصلي من الليل ما شاء حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة ثم يقول لهم : الصلاة، الصلاة... ويتلو هذه الآية :﴿ وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى﴾ [6]
وكان ابن عمر يقرأ هذه الآية :﴿ أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه﴾ [7]قال :"ذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه، " قال ابن حاتم :"وإنما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقراءته حتى أنه ربما قرأ القرآن في ركعة." وعن علقمة بن قيس قال :"بت مع عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي فكان يقرأ قراءة الإمام في المسجد يرتل ولا يرجع يسمع من حوله ولا يرجع صوته، حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين المغرب إلى الانصراف منها ثم أوتر" وفي حديث السائب بن زيد قال :"كان القارئ يقرأ بالمئين ـ يعني بمئات الآيات ـ حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام قال : وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر" قال صلى الله عليه وسلم :"من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" [8]
الصدقة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة... وقد قال صلى الله عليه وسلم : "أفضل الصدقة صدقة في رمضان" [9] روى زيد بن أسلم عن أبيه، قال سمعت عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يقول :"أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مالاً عندي، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، قال فجئت بنصف مالي ـ قال : فقال لي رسول الله :" "ما أبقيت لأهلك" "قال : فقلت مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :" "ما أبقيت لأهلك" "قال أبقيت لهم الله ورسوله، قلت : لا أسابقك إلى شيء أبداً " فيا أحبابي :
للصدقة في رمضان مزية وخصوصية فبادري إليها واحرصي على أدائها بحسب حالكي ولها صور كثيرة منها :
أ ـ إطعام الطعام :
قال الله تعالى :﴿ ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرةً وسروراً وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً﴾ [10] فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات. سواءً كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يشترط في المطعم الفقر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم" [11]وقد قال بعض السلف :"لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل!" وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم، منهم عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وداود الطائي ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين.
وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم.. منهم الحسن وابن المبارك. قال أبو السوار العدوي :"كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه." وعبادة إطعام الطعام، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة :"لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا" كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك.
ب ـ تفطير الصائمين :
قال صلى الله عليه وسلم :"من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء" [12] وفي حديث سلمان :"ومن فطر فيه صائماً كان مغفرةً لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء قالوا : يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربةً لا يظمأ بعدها، حتى يدخل الجنة"
[1] أخرجه البخاري ومسلم [2] أخرجه البخاري ومسلم [3] أخرجه البخاري [4] أخرجه البخاري ومسلم [5] الفرقان الآيتان63ـ64 [6] طه الآية 132 [7] الزمر الآية 9. [8] رواه أهل السنن. [9] أخرجه الترمذي عن أنس [10] الإنسان 8 ـ 12 [11] رواه الترمذي بسند حسن [12] أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني
| |
|