Lost City
عانقت جدران مدينتنا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
اذا كنت واحدا من سكانها فتفضل بالدخول اليها فهي بانتظارك
و ان كنت زائرا جديدا توجه نحو مكتب التسجيل و خذ مفاتيح بيتك
لتتعرف على جيرانك و اذا حصل و ضعت في مدينتنا الجا الى مكتب الاستعلامات
نرجو لك قضاء وقت ممتع
بمنتديات LOst ciTY
Lost City
عانقت جدران مدينتنا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
اذا كنت واحدا من سكانها فتفضل بالدخول اليها فهي بانتظارك
و ان كنت زائرا جديدا توجه نحو مكتب التسجيل و خذ مفاتيح بيتك
لتتعرف على جيرانك و اذا حصل و ضعت في مدينتنا الجا الى مكتب الاستعلامات
نرجو لك قضاء وقت ممتع
بمنتديات LOst ciTY
Lost City
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Lost City


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 سورة الواقعة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Anneliese
عمدة المدينة
عمدة المدينة
Anneliese


الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 29
عدد المساهمات عدد المساهمات : 5370
نقاط نقاط : 24804

سورة الواقعة Empty
مُساهمةموضوع: سورة الواقعة   سورة الواقعة Emptyالجمعة 16 يوليو - 15:08

بسم الله
الرحمن
الرحيم





  1. إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ




  2. لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ




  3. خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ




  4. إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا




  5. وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا




  6. فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا




  7. وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً




  8. فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ




  9. وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ




  10. وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ




  11. أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ




  12. فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ




  13. ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ




  14. وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ




  15. عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ




  16. مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ




  17. يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ




  18. بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ




  19. لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ




  20. وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ




  21. وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ




  22. وَحُورٌ عِينٌ




  23. كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ




  24. جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ




  25. لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا




  26. إِلاَّ قِيلا سَلامًا سَلامًا




  27. وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ




  28. فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ




  29. وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ




  30. وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ




  31. وَمَاء مَّسْكُوبٍ




  32. وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ




  33. لّا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ




  34. وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ




  35. إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء




  36. فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا




  37. عُرُبًا أَتْرَابًا




  38. لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ




  39. ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ




  40. وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ




  41. وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ




  42. فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ




  43. وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ




  44. لّا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ




  45. إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ




  46. وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ




  47. وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا
    أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ




  48. أَوَ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ




  49. قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ




  50. لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ




  51. ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ




  52. لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ




  53. فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ




  54. فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ




  55. فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ




  56. هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ




  57. نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ




  58. أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ




  59. أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ




  60. نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ




  61. عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ




  62. وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ




  63. أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ




  64. أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ




  65. لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ




  66. إِنَّا لَمُغْرَمُونَ




  67. بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ




  68. أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ




  69. أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ




  70. لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ




  71. أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ




  72. أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ




  73. نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ




  74. فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ




  75. فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ




  76. وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ




  77. إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ




  78. فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ




  79. لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ




  80. تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ




  81. أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ




  82. وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ




  83. فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ




  84. وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ




  85. وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ




  86. فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ




  87. تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ




  88. فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ




  89. فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ




  90. وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ




  91. فَسَلامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ




  92. وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ




  93. فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ




  94. وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ




  95. إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ




  96. فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://chobits.tk
Anneliese
عمدة المدينة
عمدة المدينة
Anneliese


الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 29
عدد المساهمات عدد المساهمات : 5370
نقاط نقاط : 24804

سورة الواقعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الواقعة   سورة الواقعة Emptyالجمعة 16 يوليو - 15:11

لواقعة ...اسم للسورة وبيان لموضوعها معاً . فالقضية الأولى التي
تعالجها هذه السورة المكية هي قضية النشأة الآخرة ، رداًعلى قول الشاكين
فيها ، المشركين بالله ، المكذبين بالقرآن : (أإذا متنا وكنا تراباً
وعظاماً أإنا لمبعثون ؟ أو آباؤنا الأولون ؟)
ومن ثم تبدأ السورة بوصف القيامة .وصفها بصفتها التي تنهى كل قول ،
وتقطع كل شك ، وتشعر بالجزم في هذا الأمر .. الواقعة .. ( إذا وقعت الواقعة
ليس لوقعتها كاذبة ) وتذكر من أحداث هذا اليوم ما يميزة عن كل يوم ، حيث
تتبدل أقدار الناس ، وأوضاع الناس ، في ظل الهول الذي يبدل الأرض غير الأرض
كما يبدل القيم غير القيم سواء : ( خافضة رافعة ...إذا رجت الأرض رجا ،
وبست الجبال بسا ، فكانت هباء منبثا وكنتم أزواجاً ثلاثة ...)
ثم تفصل السورة مصائر هذه الأزواج الثلاثة : السابقين وأصحاب الميمنة
وأصحاب المشأمة . وتصف ما يلقون من نعيم وعذاب وصفاً مفصلاً ، يوقع في الحس
أن هذا أمر كائن واقع ، لامجال للشك فيه ، وهذه أدق تفصيلاته معروضة
للعيان ، حتى يرى المكذبين رأى العين مصيرهم ومصير المؤمنين وحتى يقال عنهم
هنالك بعد وصف العذاب الأليم الذى هم فيه : ( إنهم كانوا قبل ذلك مترفين .
وكانوا يصرون على الحنت العظيم . وكانوا يقولون أإذا متنا وكنا تراباً
وعظاماً أإنا لمبعثون ؟ أو آباؤنا الأولون ) .
وبهذا ينتهى الشوط الأول من السورة ويبدأ شوط جديد يعالج العقيدة كلها ،
متوخياً قضية البعث التي هي موضوع السورة الأول ، بلمسات مؤثرة ، يأخد
مادتها وموضوعها مما يقع تحت حس البشر ، في حدود المشاهدات التي لا تخلو
منها تجربة إنسان ، أياً كانت بيئته ، ودرجة معرفته وتجربته .
يعرض نشأتهم الأولى من مني يمني . ويعرض موتهم ونشأة آخرين مثلهم من
بعدهم في مجال التدليل على النشأة الأخرى ، التي لا تخرج في طبيعتها ويسرها
عن النشأة الأولى ، التي يعرفونها جميعاً .
ويعرض صورة الحرث والزرع ، وهو إنشاء للحياة في صورة من صورها . إنشاؤها
بيد الله وقدرته . ولو شاء الله لم تنشأ ، ولو شاء لم تؤت ثمارها .
ويعرض صورة الماء العذب الذي تنشأ به الحياة كلها . وهو معلق بقدرة الله
ينزله من السحائب . ولو شاء جعله ملحاً أجاجاً ، لاينبت حياة ، ولا يصلح
لحياة .
وصورة النار التي يوقدون ، وأصلها الذي تنشأ منه ..الشجر .. وعند ذكر
النار يلمس وجدانهم منذراً ويذكرهم بنار الآخرة الي يشكون فيها .
وكلها من صور حياتهم الواقعة ، يلمس بها قلوبهم ، ولا يكلفهم فيها إلا
اليقظة ليد الله وهي تنشئها وتعمل فيها .
كذلك يتناول هذا الشوط قضية القرآن الذي يحدثهم عن ( الواقعة ) فيشكون
في وعيده ، فيلوح بالقسم بمواقع النجوم ، ويعظم من أمر هذا القسم لتوكيد أن
هذا الكتاب هو قرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون ، وأنه تنزيل
من رب العالمين .
ثم يواجههم في النهاية بمشهد الاحتضار . في لمسة عميقة مؤثرة . حين تبلغ
الحلقوم ، ويقف صاحبها على حافة العالم الآخر ، ويقف الجميع مكتوفي الأيدي
عاجزين ، لا يملكون له شيئاً ، ولا يدرون ما يجري حوله ، ولا ما يجري في
كيانه . ويخلص أمره كله لله ، قبل أن يفارق هذه الحياة . ويرى هو طريقه
المقبل ، حين لا يملك أن يقول شيئاً عما يرى ولا أن يشير !
ثم تختم السورة بتوكيد الخبر الصادق ، وتسبيح الله الخالق : ( إن هذا
لهو الحق اليقين . فسبح باسم ربك العظيم ) فيلتئم المطلع والختام أكمل
التئام ..
المصدر : في ظلال القرآن - سيد قطب .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين أما بعد فهذا ما وقفت عليه من الأحاديث والآثار في فضل سورة
الواقعة، وقد أوردتُ هنا التخريجَ المختصر لها.
أولاً/ حديثُ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "من قرأ كل ليلة (إذا وقعت الواقعة) لم يصبه فقرٌ أبداً،
ومن قرأ كل ليلة (لا أقسم بيوم القيامة) لقي الله يوم القيامة ووجهه كالقمر
ليلة البدر". أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 444) من طريق أحمد بن
محمد بن عمر بن يونس عن عمرو بن يزيد عن محمد بن الحسن عن منذر الأفطس عن
وهب بن منبه عن ابن عباس . وهذا حديثٌ موضوع ، فأحمد بن محمد بن عمر
اليمامي كذاب ،كما قال أبوحاتم وغيره (ميزان الاعتدال 1/ 287) قال الحافظ
ابن حجر رحمه الله: (سنده ضعيفٌ جداً) كما في نتائج الأفكار ( 3 / 264 ).
ويُنظر: السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني رحمه الله (1/ 458 رقم 290).
ثانيـاً/ حديثُ عثمان بن عفان لابن مسعود رضي الله عنهما: ألا آمر لك
بعطائك ؟ قال : لا حاجة لي به . قال: يكون لبناتك. قال: إني قد أمرت بناتي
أن يقرأن كل ليلة سورة الواقعة ؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: "من قرأ كل ليلة أو قال في كل ليلة سورة الواقعة لم تصبه فاقةٌ
أبداً" قال السَّرِيّ بن يحيى -أحد رواة الحديث-: وكان أبو فاطمة -مولىً
لعلي؛ ويُروى أبو طيبة وأبو ظَبْيـَة- لا يدعها كل ليلة. هذا الحديث مداره
على (السري بن يحيى) وقد اختُلف عليه في إسناده على خمسة أوجه؛ فهو حديثٌ
مضطرب لايصح، وقد ضعفه الإمام أحمد وأبوحاتم وابنه والدارقطني والبيهقي
وابن الجوزي والألباني وغيرهم .
يُنظر في تخريجه: المطالب العالية للحافظ ابن حجر ( 15 /307- 312)
والسلسلة الضعيفة للشيخ الألباني (1/ 457 رقم 289).
ثالثـاً/ حديثُ أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:"علِّموا نساءكم سورة الواقعة؛ فإنها سورة الغنى". ذكره الديلمي
في مسند الفردوس (3/ 10) وعزاه السيوطي في الدر المنثور (6/ 153) إلى ابن
مردويه في تفسيره بلفظ:"سورة الواقعة سورة الغنى؛ فاقرؤوها وعلموها
أولادكم". وذكر الشيخ الألباني في الضعيفة (1/ 459 رقم 291) أن السيوطي
أورده في ذيل الأحاديث الموضوعة (277) من طريق عبد القدوس بن حبيب عن الحسن
البصري عن أنس بن مالك مرفوعاً بلفظ: " من قرأ سورة الواقعة وتعلَّمَها لم
يُكتب من الغافلين، ولم يفتقر هو وأهل بيته " وعبدالقدوس متروك؛ بل رماه
ابن المبارك بالكذب (لسان الميزان 4/ 55). قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
(سنده ضعيفٌ جداً) كما في النتائج (3/ 264).
رابعـاً/ حديثُ أبي بكر الصديق صلى الله عليه وسلم قال:يا رسول الله؛ قد
شِبْتَ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شيبتني هود والواقعة
والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت". أخرجه الترمذي في سننه (3297)
وفي الشمائل (41) وأبو يعلى في مسنده (1/102-) والحـاكم في المستدرك
(2/467) وغيرهم. وهو حديثٌ مضطربٌ سنداً ومتناً؛ كما بين الحافظ الدارقطني
في العلل (1/193-) والحـافظ ابن حجر في النكت (2/774-) وغيرهما. قال
الدارقطني: (شيبتني هود وأخواتها معتلةٌ كلها) كما في سؤالات السهمي (9).
وقد جاءت شواهـد متعددة لهذا الحديث، من حديث ابن مسعود وعمران بن حصين
وأبي جحيفة وغيرهم، إلا أنها ضعيفةٌ جداً، ولا يمكن تقويةُ الحديث بها.
خامسـاً/ حديثُ جابر بن سمرة صلى الله عليه وسلم قال: كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يصلي الصلوات كنحو من صلاتكم التي تصلون اليوم، ولكنه كان
يخفف، كانت صلاته أخف من صلاتكم، وكان يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من
السور. أخرجه ابن خزيمة (531) وابن حبان (1813) والحاكم في المستدرك
(1/240) والبيهقي في الكبير (3/119). وكذا عبد الرزاق في المصنف (2720) ومن
طريقه أحمد في مسنده (34/504) والطبراني في الكبير (1914) من طرق عن سماك
بن حرب عن جابر بن سمرة. وإسناده لابأس به، على اختلافٍ يسيرٍ وقعَ في
متنه، فقد روى الحديثَ مسلم في صحيحه (458) وأبو عوانة (2/160) والإمام
أحمد في مسنده (34/430 ،432 ، 492 ،501 ،511) والطبراني في الكبير (1937
،1938 ،2000 ،2052) وغيرهم من طرق عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة. وفيه:
(ق، والقرآن المجيد) بدل (الواقعة) وأخشى أن يكون هذا الاختلافُ من سماك
نفسه، فإن في حفظه شيئاً. عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنساء: "لا
تعجز إحداكن أن تقرأ سورة الواقعة". أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (258)
بإسناد منقطع.
سادسـاً/ أثرُ مسروق بن الأجدع رحمه الله: من سره أن يَعْلَمَ علم
الأولين والآخرين وعلم الدنيا والآخرة فليقرأ سورة الواقعة. أخرجه ابن أبي
شيبة في مصنفه (7/148) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (2/95) وأبو عبيد في
فضائل القـرآن (257) من طريق منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف عن مسروق.
ولا أدري ؛ هل سمع هلال من مسروق بن الأجدع شيئاً أم لا؟
وعلى كلٍ فهذا الأثر مقطوع من قول التابعي الجليل مسروق. قال الإمام
الذهبي رحمه الله: (قلت: هذا قاله مسروق على المبالغة؛ لعظم ما في السورة
من جمل أمور الدارين، ومعنى قوله: "فليقرا سورة الواقعة" أي يقرأها بتدبر
وتفكير وحضور ولا يكن كمثل الحمار يحمل أسفاراً). سير أعلام النبلاء (4/
68).
وأخــيراً: يتبين مما سبق أنه لا يثبت حديثٌ مرفوع في فضل سورة الواقعة
وقراءتها كل ليلة، أوأنها أمانٌ من الفقر ومجلبةٌ للرزق، وإنما ورد أنَّ
رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها في صلاة الفجر أحياناً، على
اختلافٍ في هذا الحديث، سبقت الإشارةُ إليه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://chobits.tk
Anneliese
عمدة المدينة
عمدة المدينة
Anneliese


الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 29
عدد المساهمات عدد المساهمات : 5370
نقاط نقاط : 24804

سورة الواقعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الواقعة   سورة الواقعة Emptyالجمعة 16 يوليو - 15:20

تفسير سورة الواقعة

{بسم الله الرحمن الرحيم}، البسملة تقدم الكلام عليها {إذا وقعت الواقعة * ليس لوقعتها كاذبة * خافضة رافعة * إذا رجت الأَرض رجاً} حذف الله جواب الشرط في هذه الآيات من أجل أن يذهب الذهن في تقديره كل مذهب، يعني إذا وقعت الواقعة صارت الأهوال العظيمة، وصار انقسام الناس، وحصل ما حصل مما أخبر به الله ورسوله مما يكون في يوم القيامة، وقوله: {إذا وقعت الواقعة} كقوله: {الحاقة * ما الحآقة} والمراد بذلك يوم القيامة {ليس لوقعتها كاذبة } أي: ليست لوقعتها كذب، بل وقعتها حق ولابد، والإيمان بيوم القيامة أحد أركان الإيمان الستة التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جبريل عليه السلام حين سأله عن الإيمان قال: «أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره» (1) وكثيراً ما يقرن الله الإيمان به بالإيمان باليوم الآخر، لأن الإيمان باليوم الآخر يحدو بالإنسان أن يعمل العمل الصالح، وأن يبتعد عن العمل السيء لأنه يؤمن أن هناك يوماً آخر يجازى فيه الإنسان المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته {خافضة رافعة } يعني هي خافضة رافعة، أي: يخفض فيها الناس ويرفع فيها آخرون. ولكن من الذي يرفع؟ قال الله - عز وجل -: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} فأهل العلم والإيمان هم الذين لهم الرفعة في الدنيا والآخرة، ومن سواهم فإنهم موضوعون بحسب بعدهم عن الإيمان والعلم، وتخفض أهل الجهل والعصيان، وكم من إنسان في الدنيا رفيع الجاه، معظم عند الناس يكون يوم القيامة من أحقر عباد الله، والجبارون المتكبرون يحشرون يوم القيامة كأمثال الذر يطؤهم الناس بأقدامهم (2) ، مع أنهم في الدنيا متبخترون مستكبرون عالون على عباد الله، لكنهم يوم القيامة موضوعون مهينون قد أخزاهم الله - عز وجل - {إذا رجت الأَرض رجاً } يعني زلزلت زلزلة عظيمة، ولهذا قال: {رجاً } أي: رجًّا عظيماً، وأنت تصور أنك ترج إناء فيه ماء كيف يكون اضطراب الماء فيه، فالأرض يوم القيامة ترج بأمر الله - عز وجل -، وهذا كقوله تعالى: {إذا زلزلت الأَرض زلزالها } وقوله تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم }، {وبست الجبال بساً } أي: بعثرت وهبطت وصارت كثيباً مهيلاً، ولهذاقال: {فكانت هباءً منبثاً } كالهباء الذي نراه حينما تنعكس أنوار الشمس في حجرة مظلمة، ترى هذا الهباء من خلال ضوء الشمس منبثًّا متفرقاً، هذه الجبال الصم الصلبة التي يكون الصخر فيها أكبر من الجبال، بل ربما يكون الجبل الواحد صخرة واحدة يكون يوم القيامة هباء منبثًّا بأمر الله - عز وجل -، فتبقى الأرض ليس فيها جبال ولا شجر ولا أودية ولا رمال، كما قال الله - عز وجل -: {ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً ينسفها ربي نسفاً * فيذرها} أي الأرض {قاعاً صفصفاً * لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً } {وكنتم} الخطاب للآدميين عموماً {أزواجاً ثلاثة } أي أصنافاً، كما قال الله عز وجل: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} أي: أصنافهم، وقال تعالى: {وءاخر من شكله أزواج } أي: أصنافاً، فمعنى أزواجاً يعني أصنافاً (ثلاثة) لا رابع لها: السابقون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، فينقسم الناس يوم القيامة ثلاثة أقسام لا رابع لها {فأصحاب الميمنة مآ أصحاب الميمنة * وأصحاب المشئمة مآ أصحاب المشئمة * والسابقون السابقون } ذكرهم الله تعالى غير مرتبين في الفضل، فبدأ الله بأصحاب الميمنة ثم ثنَّى بأصحاب الشمال، ثم ثلَّث بالسابقين، لكن عند التفصيل بدأ بهم مرتبين على حسب الفضل فبدأ بالسابقين، ثم بأصحاب اليمين، ثم بأصحاب الشمال، وهذا التفصيل المرتب خلاف الترتيب المجمل، وهو من أساليب البلاغة، {فأصحاب الميمنة مآ أصحاب الميمنة }. يعني أنه - عز وجل - أخبر بأن أحد الأصناف أصحاب الميمنة، ثم قال {مآ أصحاب الميمنة } من هم، وسيأتي إن شاءالله ذكرهم مفصلاً، {وأصحاب المشئمة} أي: ذوو الشؤم، وسيأتي أيضاً ذكرهم مفصلاً، {والسابقون السابقون } هؤلاء أفضل الأصناف، وقوله {والسابقون السابقون }. أصح الأعاريب فيها أن قوله {والسابقون} مبتدأ، وخبره {السابقون }، يعني أن السابقين إلى الأعمال الصالحة هم السابقون إلى الثواب في الآخرة، فكأنه قال: السابقون في الدنيا بالأعمال الصالحة هم السابقون في الآخرة بالثواب {أولـئك المقربون }، أي: إلى الله - عز وجل - فهم في أعلى الجنان، وأعلى الجنان أقرب إلى الرحمن - عز وجل -، لأن الفردوس وهو أعلى درجات الجنة فوقه عرش الله - عز وجل -، {أولـئك المقربون } ذكر منزلتهم قبل ذكر منزلهم، وكما يقال: الجار قبل الدار، وكما قالت امرأة فرعون: {رب ابن لى عندك} بدأت بالجوار {بيتاً في الجنة} وهنا قال: {أولـئك المقربون } قبل أن يبدأ بذكر الثواب؛ لأن قربهم من الله - عز وجل - فوق كل شيء، جعلنا الله منهم {أولـئك المقربون * في جنات النعيم} أي في هذا المقر العظيم الذي فيه ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وأضاف الجنات إلى النعيم، لأن ساكنها منعم في بدنه، ومنعم في قلبه، كما قال - عز وجل - في سورة الإنسان: {إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرةً وسروراً} نضرة في الوجوه، وسروراً في القلوب، فهم في نعمتين: هما نعيم البدن، ونعيم القلب، {يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير } هذا من نعيم البدن أيضاً {ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون } هذا من نعيم البدن إلى غير ذلك مما ذكره الله - عز وجل - من النعيم في الجنة، ولو لم يكن فيها إلا أن الإنسان يخلد فيها لا يموت، ويصح فلا يسقم، ويشب يكون شابًّا دائماً فلا يهرم، وفوق ذلك كله النظر إلى وجه الله - عز وجل -، كما قال الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} يعني فوق الحسنى وفسر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الزيادة بأنها النظر إلى وجه الله (3) ، اللهم اجعلنا ممن ينظرون إليك في جنات النعيم {ثلة من الأَولين } قيل: إن المراد بذلك الأمم السابقة {وقليل من الأَخرين } يعني أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعلى هذا القول تكون قلة هذه الأمة باعتبار كثرة الأمم السابقة، وليس المعنى أن الذين يدخلون الجنة من الأمم السابقين باعتبار كل نبي أكثر من الذين يدخلون الجنة من هذه الأمة، وقيل: المراد بالأولين أول هذه الأمة، أي: ثلة من أول هذه الأمة، وقليل من آخرها، وهذا القول هو الصحيح، بل هو المتعين، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إني أرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة» (4) أي نصفهم، وفي حديث آخر: «إن أهل الجنة مائة وعشرون صفًّا منهم ثمانون من هذه الأمة» (5) وعلى هذا لا يصح أن نقول قليل من هذه الأمة، وكثير من الأمم السابقة، بل نقول: ثلة أي كثير من هذه الأمة من أولها، وقليل من آخرها، {على سرر موضونة } سرر جمع سرير، وهو ما يتخذه الإنسان للجلوس والنوم، {موضونة } قال العلماء: منسوجة من الذهب، {متكئين عليها} أي: معتمدين على أيديهم وعلى ظهورهم، فهم في راحة في اليد وفي الظهر {متقابلين } أي: يقابل بعضهم بعضاً، وهذا يدل على سعة المكان، لأن المكان إذا كان ضيقاً لا يمكن أن يكون الناس متقابلين، وهذه الآية تدل على أن الأمكنة واسعة وهو كذلك، ولهذا كان أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر في ملكه ألفي عام (6) ، ينظر أقصاه كما ينظر أدناه، والله على كل شيء قدير، والجنة عرضها كعرض السماوات والأرض، ومن يحيط بسماء واحدة، كيف وهي عرض السماوات السبع، والسماوات السبع بعضها من فوق بعض؟! وكلما كان الشيء فوق كانت دائرته أوسع، فمن يحيط بهذا إلا الله - عز وجل -، إذن هم متقابلون لأن أمكنتهم واسعة، ولأن لديهم من كمال الأدب ما لا يمكن أن يستدبر أحدهم الآخر، كلهم مؤدبون، كلهم قلوب صافية، قال الله تعالى: {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانًا على سرر متقابلين } ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن التدابر (7) . والتدابر يشمل التدابر القلبي بحيث يكون كل واحد متجه إلى وجه، والتدابر البدني إلا عند الحاجة أو الضرورة، وإلا فمتى أمكن التقابل فهو أفضل، فلو أن أحداً يكلمك وقد ولاَّك ظهره هل يكون سماعك له ومحبتك له كما لو كان يحدثك مستقبلاً إياك؟ وهذا شيء مشاهد معلوم، فأهل الجنة على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين، وفي حال الاتكاء {يطوف عليهم ولدان مخلدون} الولدان جمع ولد، أو جمع وليد: كغلمان جمع غلام {يطوف عليهم} يتردد عليهم، {ولدان مخلدون } أي: خلقوا ليخلدوا، وهم غلمان شباب إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً، لجمالهم وصفائهم وكثرتهم وانتشارهم في أملاك أسيادهم، إذا رأيتهم أي: إذا رأيت الولدان، فإذا كان الولدان تحسبهم لؤلؤاً منثوراً، فكيف بالسادة؟ أعظم وأعظم {يطوف عليهم ولدان مخلدون * بأكواب وأباريق وكأس من معين } أكواب هي عبارة عن كؤوس لها عرى، والأباريق أيضاً أواني لها عرى {وكأس من معين } ليس له عروة، قوله: {من معين } أي: من خمر معين {لا يصدعون عنها ولا ينزفون } يعني لا يوجع بها الرأس، ولا ينزف بها العقل، بخلاف خمر الدنيا فإنها تؤلم الرأس وتذهب العقل، {وفاكهة} معطوفة على قوله بأكواب، أي: ويطوف عليهم الولدان بفاكهة {مما يتخيرون } لطيبها منظراً، وطيبها مشمًّا، وطيبها مأكلاً، وهذه الفاكهة طيبة في منظرها، وطيبة في رائحتها، وطيبة في مأكلها ومذاقها؛ لأن الله قال: {مما يتخيرون } والإنسان لايعاف الشيء إلا لقبح منظره، أو لقبح رائحته، أو لقبح مأكله، والفاكهة في الجنة طيبة في لونها، وحجمها، وريحها، ومذاقها، وسبحان الله يؤتون بها متشابهة في اللون والحجم والرائحة، لكن في المذاق مختلفة، وهذا مما يزيد الإنسان فرحاً وسروراً وإيماناً بقدرة الله - عز وجل - {ولحم طير مما يشتهون } أي: ويطوف عليهم هؤلاء الولدان بلحم طير، وذكر لحم الطير؛ لأن لحوم الطير أنعم اللحوم وألذها، وهذا الطير من أين يتغذى؟ الجواب: ليس لنا أن نسأل عن هذا، لأن أمور الغيب يجب علينا أن نؤمن بها بدون سؤال، فنقول: إن كانت هذه الطيور تحتاج إلى غذاء فما أكثر ما تتغذى به، لأنها في الجنة، وإن كان لا تحتاج إلى غذاء، فالله على كل شيء قدير.

{وحور عين } الحور هن البيض، وعين: أي حسنات الأعين، وهن ذات العيون الواسعة الجميلة {كأمثال اللؤلؤ المكنون } أي: المغطى حتى لا تفسده الشمس ولا الهواء ولا الغبار فيكون صافياً من أحسن اللؤلؤ {جزاءً بما كانوا يعملون } أي: يجزون بهذا الثواب الجزيل {جزاءً بما كانوا يعملون } أي: بعملهم، أو بالذي كانوا يعملونه لأن (ما) في قوله {بما كانوا يعملون } يصح أن تكون مصدرية، ويصح أن تكون اسماً موصولاً، والباء هنا للسببية، والباء لها معانٍ كثيرة بحسب السياق فتكون للعوض كقولهم: بعت الثوب بدينار، وتكون للسببية كما في قوله تعالى: {فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات} فقوله: {فأخرجنا به} أي: بسببه، ولا يصح أن تكون الباء في قوله تعالى: {جزاءً بما كانوا يعملون } للعوض؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لن يدخل الجنة أحد بعمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته» (norm فالباء في قوله: {جزاءً بما كانوا يعملون } أي: بسبب عملهم، وليس المعنى أنه عوض؛ لأن الله تعالى لو أراد أن يعاوضنا لكانت نعمة واحدة تحيط بجميع أعمالنا {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} فانتبه لهذا، ولذلك استشكل بعض العلماء قوله تعالى: {جزاءً بما كانوا يعملون } والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «لن يدخل أحد الجنة بعمله» والجواب أن الباء في النفي باء العوض، والباء في الإثبات باء السببية {لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً * إلا قيلاً سلاما سلاماً } أي: أهل الجنة لا يسمعون كلاماً لا فائدة منه، ولا كلاماً يأثم به الإنسان، فالكلام الذي لا خير فيه، والكلام القبيح لا يوجد في الجنة {إلا قيلاً سلاماً سلاماً } الاستثناء هنا استثناء منقطع؛ لأن المستثنى من غير جنس المستثنى منه، فالسلام ليس من اللغو ولا من التأثيم، وعلامة الاستثناء المنقطع أن تجعل بدل {إلا } (لكن) فيستقيم الكلام، وهنا لو قيل في غير القرآن: لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً ولكن قيلاً سلاماً سلاماً لاستقام الكلام. ومثل ذلك قوله تعالى: {فذكر إنمآ أنت مذكر لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأَكبر} فالاستثناء هنا {إلا من} منقطع؛ لأن ما بعد {إلا} ليس من جنس ما قبلها؛ لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليس بمصيطر لا على الكافرين ولا على غيرهم، فتكون {إلا} بمعنى لكن، ولهذا جاءت الفاء {فيعذبه الله العذاب الأَكبر } وعليه لو أن قارئاً وقف على قوله تعالى: {لست عليهم بمسيطر } فالوقف صحيح.

{سلاما سلاما } أي: إلا قول فيه السلامة وإدخال السرور والفرح بين أهل الجنة جعلنا الله منهم {وأصحاب اليمين مآ أصحاب اليمين } هذه الطبقة الثانية وهي دون الأولى، والاستفهام في قوله: {مآ أصحاب اليمين } استفهام تعجب وتفخيم، يعني: أي قوم هؤلاء؟! {في سدر مخضود } السدر شجر معروف ظله بارد ومنشط، ولكن السدر الذي في الجنة ليس كالسدر الذي في الدنيا، الاسم واحد والمعنى مختلف، كما قال تعالى: {فلا تعلم نفس مآ أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون } ولو كان ما في الجنة كالذي في الدنيا لكنا نعلم. والمخضود الذي لا شوك فيه {وطلح منضود } الطلح قيل: إنه شجر الموز، والمنضود الذي ملىء ثمرة {وظل ممدود } أي: لا نهاية له؛ لأن الجنة ليس فيها شمس بل هي ظل، وصفها بعض السلف بأنها كالنور الذي يكون قرب طلوع الشمس، تجد الأرض مملوءة نوراً ولكن لا تشاهد شمساً، فهو ظل ممدود في المساحة والزمن {وماء مسكوب } أي: ماء مستمر دائماً، كما قال تعالى: {فيهما عينان تجريان } وغير الماء أنهار أخرى من عسل ولبن وخمر، فالأنواع أربعة، وقد ورد أن هذه الأنهار تجري في غير أخدود، قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في النونية:

أنهارها في غير أخدود جرت سبحان ممسكها عن الفيضان

فإذا قال قائل: هل هذا ممكن؟!

فالجواب: نقول لا تتحدث هل هذا ممكن، بل صدق، وأخبار الغيب لا يمكن أن يرد عليها هذا السؤال، أليس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر (9) ؟ الجواب: بلى، والواجب التصديق، وأن لا نقول: كيف؟ ولِمَ؟ لأن أمور الغيب ثابتة في القرآن والسنة فلا تسأل مثل هذا السؤال، لأنه لا يمكن الإحاطة بها، بل قل: آمنت بالله ورسوله، واستقم.

{وفاكهة كثيرة } الفاكهة كل طعام أو شراب يتفكه به الإنسان؛ لأن الطعام والشراب يكون أحياناً ضرورياً معتاداً لا تتفكه به بل هو ضروري للبقاء، وأحياناً يكون الطعام والشراب فاكهة يتفكه به الإنسان {كثيرة } أي: في أي وقت من الأوقات تجد هذه الفاكهة بينما في الدنيا الفواكه لها أوقات معينة تنقطع، ولهذا قال تعالى: {لا مقطوعة} أي: لا تقطع أبداً في كل الأوقات {ولا ممنوعة } أي: لا أحد يمنعها، بل قد قال الله تعالى: {قطوفها دانية } أي: ما يقطفه الإنسان من الثمرة داني، حتى إنه إذا اشتهى الإنسان الثمرة وهي فوق تدلى الغصن حتى يكون بين يديه بدون تعب، وفاكهة الدنيا مقطوعة تأتي في وقت دون وقت، وممنوعة فلا يمكن أن تدخل بستان أحدٍ إلا بإذنه، أما في الآخرة فلا {وفرش مرفوعة } الفراش ما ينام عليه الإنسان {مرفوعة } أي عالية، ولما كان الذي مع الإنسان في الفراش الحور العين، قال الله تعالى: {إنآ أنشأناهن إنشاءً } أي: أنشأناهن إنشاءً عجيباً غريباً بديعاً، وفسر هذا الإنشاء بقوله تعالى: {فجعلناهن أبكاراً } أي: هؤلاء الزوجات أبكار مهما أتاها زوجها عادت بكراً {إنمآ أمره إذآ أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون } ونساء الدنيا إذا افتض الزوج بكارة الزوجة لا تعود، ولكن في الآخرة تعود بكراً {عرباً أتراباً } العرب المتحببات إلى أزواجهن، وهذا يدل على كمال المتعة أن تكون الزوجة تتحبب إلى زوجها وتتقرب إليه وتغريه بنفسها، وتفعل كل ما يوجب محبته لها، {أتراباً } أي: على سن واحدة لا تختلف {لأصحاب اليمين } أي: ذلك المذكور من النعيم النفسي والبدني لأصحاب اليمين.

{ثلة من الأَولين( وثلة من الأَخرين} هؤلاء هم أصحاب اليمين الذين هم في المرتبة الثانية، والمرتبة الأولى السابقون السابقون، قال الله تعالى فيهم: {ثلة من الأَولين وقليل من الأَخرين} يعني ثلة من الأولين من هذه الأمة، وقليل من الآخرين، فإن خير قرون الأمة القرن الأول الذي هو قرن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم الثاني، ثم الثالث، ثم تتناقص، أما أصحاب اليمين فقال الله تعالى فيهم: {ثلة من الأَولين وثلة من الأَخرين} أي: جماعة من هؤلاء وجماعة من هؤلاء، ثم ذكر الله القسم الثالث، فقال: {وأصحاب الشمال مآ أصحاب الشمال} وهم الكفار والمنافقون {في سموم وحميم } هذا القسم في سموم، أي: حرارة شديدة - والعياذ بالله -، وقد بيَّن الله تبارك وتعالى في آيات كثيرة كيفيتها، فقال الله تعالى: {إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماً } وأخبر أنه {يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد} والآيات في هذا المعنى كثيرة، وقوله: {حميم}، الحميم هو الماء الحار الشديد الحرارة، فهم - والعياذ بالله - محاطون بالحرارة من كل وجه، ومن كل جانب {وظل من يحموم } اليحموم هو الدخان المحض، وقد وصفه الله بأنه {لا بارد ولا كريم} يعني ليس بارداً يقيهم الحر، ولا كريم حسن المنظر يتنعمون به، ويستريحون فيه فهو لا بارد كما هو الشأن في الظل، ولا كريم، أي: حسن المظهر لأنه دخان كريه منظره حار مخبره - نسأل الله العافية -، ثم بين حالهم من قبل فقال: {إنهم كانوا قبل ذلك مترفين }، وذلك في الدنيا، قد أترف الله أبدانهم، وهيأ لهم من نعيم البدن ما وصلوا فيه إلى حد الترف، لكن هذا لم ينفعهم - والعياذ بالله - ولم ينجهم من النار، {وكانوا يصرون على الحنث العظيم }، يصرون أي: يستمرون عليه، والحنث العظيم هو الشرك؛ لأن الأصل في الحنث الإثم، والعظيم هو الشرك، قال الله تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم } وكانوا أيضاً ينكرون البعث: {وكانوا يقولون أءذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أءنا لمبعوثون أو ءابآؤنا الأَولون } ينكرون هذا إنكاراً عظيماً، يقولون: أإذا بليت عظامنا وصارت رفاتاً هل نبعث؟ وأيضاً هل يبعث آباؤنا الأولون؟ ولهذا يحتجون يقولون: {ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين}، وهذه حجة باطلة؛ لأنه لا يقال لهم: إنكم ستبعثون اليوم، وإنما تبعثون يوم القيامة، فكيف تتحدون وتقولون هاتوا آباءنا؟ فاليوم الآخر ليس هو اليوم الحاضر حتى يتحدوا ويقولوا هاتوا آباءنا نقول: إن هذا يكون يوم القيامة، قال الله - عز وجل -: {قل إن الأَولين والأَخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم} الأولون من المخلوقين والآخرون كلهم سيبعثون في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، لا جبال ولا أشجار، ولا كروية بل تمد الأرض مسطحة، يرى أقصاهم كما يرى أدناهم، والآن لما كانت الأرض كروية فإن البعيد لا تراه؛ لأنه منخفض، لكن إذا كان يوم القيامة سطحت الأرض، وصارت كالأديم، أي: كالجلد الممدود، فيبعث الخلائق كلهم على هذا الصعيد، وقوله: {إلى ميقات يوم معلوم } أي: عند الله - عز وجل - لقول الله: {يسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي} {ثم إنكم} أي بعد البعث {أيها الضآلون المكذبون } الضالون في العمل فهم لا يعملون، المكذبون للخبر فهم لا يصدقون - والعياذ بالله - {لأَكلون من شجر من زقوم } أي: آكلون من شجر، وهذا الشجر نوعه من زقوم، كما تقول: خاتم من حديد، وباب من خشب، وجدار من طين، فقوله {من شجر من زقوم } من شجر متعلقة بأكلهم، ومن زقوم بيان للشجر، وسمي زقوماً لأن الإنسان - والعياذ بالله - إذا أكله يتزقمه تزقماً، لشدة بلعه لا يبتلعه بسهولة {فمالئون منها البطون } أي: أنهم يملأون البطون من هذا الشجر، مع أن هذا الشجر مرّ خبيث الرائحة، كريه المنظر، لكن لشدة جوعهم يأكلونه كما يأكل الجائع المضطر، فهم يأكلونه على تكره، كما قال الله - عز وجل -: {ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت}، فهم يأكلون من هذا الشجر، ويملأون البطون منها، يأتيهم شغف عظيم جداً للأكل، حتى يملأوا بطونهم مما يكرهونه، وهذا أشد في العذاب - نسأل الله العافية - ثم إذا ملأوا بطونهم من هذا الطعام اشتدت حاجتهم إلى الشرب، فكيف يشربون؟ قال الله تعالى: {فشاربون عليه من الحميم} الحميم: هو الماء الحار، يشربون ماءً حارًّا بعد أن يستغيثوا مدة طويلة، وقد وصف الله هذا الماء بقوله: {بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقًا } وقال الله - عز وجل -: {وسقوا ماءً حميماً فقطع أمعاءهم } فتأمل يا أخي هذا: إذا قربوه من الوجه يشويه وإذا دخل بطونهم قطع أمعاءهم، ومع ذلك يشربونه بشدة: {شرب الهيم }، أي: شرب الإبل، والهيم: جمع هائمة، أو جمع هيماء، يعني أنها شديدة العطش لا يرويها الشيء القليل، فيملأون بطونهم - والعياذ بالله - من الشجر الزقوم، ويشربون من الحميم شرب الهيم، أسأل الله أن يجيرني وإياكم من النار.

{هـذا نزلهم يوم الدين } أي: هذه ضيافتهم، بخلاف المؤمنين فإن ضيافتهم جنات الفردوس {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً خالدين فيها لا يبغون عنهاحولاً } ثم قال - عز وجل -: {نحن خلقناكم فلولا تصدقون } وهذا أمر لا أحد ينكره: أن خالقنا هو الله، حتى المشركون الذين يشركون مع الله إذا سئلوا: من خلقهم؟ قالوا: الله، {نحن خلقناكم فلولا تصدقون } أي: أول مرة {فلولا تصدقون } أي: في إعادتكم ثاني مرة، ولولا هنا بمعنى هلا تصدقون، كان الواجب عليهم وهم يصدقون بأن خالقهم أول مرة هو الله، أن يصدقوا بالخلق الآخر؛ لأن القادر على الخلق الأول قادر على الخلق الآخر من باب أولى، كما قال - عز وجل -: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه}. وقال - عز وجل -: {وأن عليه النشأة الأُخرى} ثم ضرب الله تعالى أمثالاً بما فيه وجودنا، وما فيه بقاؤنا، وما فيه استمتاعنا، فقال: {أفرءيتم ما تمنون أءنتم تخلقونه أم نحن الخالقون} أي: أخبروني عن هذا المني الذي يخرج منكم: هل أنتم تخلقونه أم الله؟ والجواب: الله - عز وجل - هو الذي يخلقه، فيخرج من بين الصلب والترائب، وهو الذي يخلقه في الرحم خلقاً من بعد خلق، فنحن لا نوجد هذا المني ولا نطوره في الرحم، بل ذلك إلى الله - عز وجل - {أءنتم تخلقونه أم نحن الخالقون } الجواب: بل أنت يا ربنا. {نحن قدرنا بينكم الموت} أي: قضيناه بينكم، {كل نفس ذآئقة الموت}، ولابد حتى الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، قال الله تعالى: {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإين مت فهم الخالدون } {وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون} أي: لا أحد يسبقنا فيمنعنا أن نبدل أمثالكم، بل نحن قادرون على ذلك، وسوف يبدل الله تعالى أمثالنا أي ينشئنا خلقاً آخر وذلك يوم القيامة. {وننشئكم في ما لا تعلمون } وذلك يوم القيامة {ولقد علمتم النشأة الأُولى} وهي أنكم نشأتم في بطون أمهاتكم، وأخرجكم الله - عز وجل - من العدم {فلولا تذكرون } أي: فهلا تذكرون وتتعظون، وهذا دليل عقلي من الله - عز وجل - يعرضه على عباده ومعناه: إنا بدأناكم أول مرة فإذا بدأناكم أول مرة، فلسنا بمسبوقين على أن نعيدكم ثاني مرة.

{أفرءيتم ما تحرثون أءنتم تزرعونه أم نحن الزارعون} أي: أخبروني أيها المكذبون بالبعث عن الذي تزرعونه بالحرث: هل أنتم الذين تخرجونه زرعاً بعد الحب أم نحن الزارعون؟ الجواب: بل أنت يا ربنا، أنت الذي تزرعه، أي تنبته حتى يكون زرعاً، كما قال - جل وعلا -: {إن الله فالق الحب والنوى} فلا أحد يستطيع أن يفلق هذه الحبة حتى تكون زرعاً، ولا هذه النواة حتى تكون نخلاً، إلا الله - عز وجل - {لو نشاء لجعلناه حطاماً} ولم يقل - عز وجل - لو نشاء لم نخرجه بل قال: {لجعلناه حطاماً} أي: بعد أن يخرج ويكون زرعاً وتتعلق به النفوس يجعله الله تعالى حطاماً، وهذا أشد ما يكون سبباً للحزن والأسى؛ لأن الشيء قبل أن يخرج لا تتعلق به النفوس، فإذا خرج وصار زرعاً ثم سلط الله عليهم آفة، فكان حطاماً، أي: محطوماً لا فائدة منه، فهو أشد حسرة {فظلتم تفكهون } أي: تتفكهون بالكلام تريدون أن تذهبوا الحزن عنكم، فتقولون {إنا لمغرمون } أي لحقنا الغرم بهذا الزرع الذي صار حطاماً، ثم تستأنفون فتقولون: {بل نحن محرومون} أي: حرمنا هذا الزرع، وصار حطاماً ففقدناه، ثم انتقل الله - عز وجل - إلى مادة أخرى، وهي مادة الحياة، وهي الماء فقال: {أفرءيتم الماء الذي تشربون } أي: أخبرونا عنه من الذي خلقه؟ من الذي أوجده {أءنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون }؟ والجواب: بل أنت يا ربنا، والمعنى: هل أنتم أنزلتم الماء الذي تشربونه من المزن أي من السحاب أم نحن المنزلون؟ الجواب: هو الله - عز وجل -، لأنه يرسل إلينا السحاب فينزل المطر فمنه ما يبقى على الأرض، وما شربته الأرض يسلكه الله تعالى ينابيع في الأرض، ويستخرج من الآبار، ويجري من العيون، فأصل الماء الذي نشرب من المزن، من السحاب، ولذلك إذا قلَّ المطر في بعض الجهات قل الماء وغار، واحتاج الناس إلى الماء {لو نشاء جعلناه أجاجاً فلولا تشكرون } أي: جعلناه مالحاً، كريه الطعم لا يمكن أن يشرب، وهنا يقول: {لو نشاء جعلناه أجاجاً فلولا تشكرون } ولم يقل: لو نشاء لغورناه، أو منعنا إنزاله؛ لأن كونهم ينظرون إلى الماء رأي العين ولكن لا يمكنهم شربه، أشد حسرة مما لو لم يكن موجوداً، والله - عز وجل - يريد أن يتحداهم بما هو أعظم شيء في حسرة نفوسهم {فلولا تشكرون } أي فهلا تشكرون الله - عز وجل - على إنزاله من المزن، وعلى كونه سائغاً عذباً لذيذ الطعم سريع الهضم، ثم انتقل الله تعالى إلى أمر ثالث يصلح به الطعام والشراب وهو النار، فقال: {أفرءيتم النار التى تورون } أي: توقدون {أءنتم أنشأتم شجرتهآ أم نحن المنشئون } والجواب: بل أنت يا ربنا، وشجرة النار هي شجر معروف الحجاز، وربما يكون معروفاً غيره، يسمى المرخ والعفار، وهذا الشجر له خاصية إذا ضرب بالمرو أو بشيء ينقدح مع المماسة، اشتعل ناراً يوقد منه وهو معروف، ولهذا يقال :

في كل شجر النار واستنجد المرخ والعفار

يعني صار أعظمها، هذه النار التي نوقدها، ونطبخ عليها طعامنا، ونسخن مياهنا وننتفع بها أنشأها الله عز وجل {نحن جعلناها تذكرةً} أي: تذكر هذه النار بنار الآخرة، مع أن نار الآخرة فضلت بتسعة وستين جزءاً على نار الدنيا كلها، لما فيها من النيران الحارة الشديدة {ومتاعا للمقوين } أي: للمسافرين يتمتعون بالنار بالتدفئة، والدلالة على المكان، لأنهم في ذلك الوقت، وإلى وقت قريب كان الناس يستدلون على الأمكنة بنار يضعونها على مكان مرتفع تهدي الضال، ويضرب المثل في الدلالة بالعلم عليه النار، كما قالت الخنساء ترثي أخاها صخراً:

وإن صخراً لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار

{فسبح باسم ربك العظيم } أي: سبح الله - عز وجل - بهذا الاسم، فقل: سبحان ربي العظيم، والتسبيح يعني أن الله تعالى منزه عن كل نقص وعيب، فإذا قلت: سبحان الله، فالمعنى أني أنزهك يا ربي من كل نقص وعيب، وقوله: {العظيم } أي: ذو العظمة البالغة، ولما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «اجعلوها في ركوعكم». ولما نزلت {سبح اسم ربك الأَعلى } قال: «اجعلوها في سجودكم» (10)، ولهذا ينبغي للإنسان إذا كان يصلي وقال: سبحان ربي العظيم. أن يستحضر أمر الله في قوله: {فسبح باسم ربك العظيم } وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: «اجعلوها في ركوعكم» حتى يجمع بين الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

{فلا أقسم بمواقع النجوم * وإنه لقسم لو تعلمون عظيم} يخبر الله تبارك وتعالى أنه يقسم بمواقع النجوم، ولا في قوله {فلا أقسم} للتنبيه والتوكيد وليست للنفي؛ لأن المراد إثبات القسم وليس نفيه وهذا كقوله تعالى: {لا أقسم بهـذا البلد } وقوله تعالى: {لا أقسم بيوم القيامة } وقوله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون} وأمثال ذلك يؤتى بـ (لا) بصورة النفي، والمراد بذلك التوكيد والتنبيه. والقسم تأكيد الشيء بذكر معظم بأدوات مخصوصة، وهي الواو والباء والتاء، وقوله: {بمواقع النجوم } اختلف فيها العلماء رحمهم الله، فمنهم من قال: إن المراد بذلك أوقات نزول القرآن؛ لأن القرآن نزل مفرقاً، والشيء المفرق يسمى منجماً، كما يقال في الدين المقسط على سنوات أو أشهر، يقال: إنه دين منجم، وقيل: المراد بمواقع النجوم مواقع الطلوع والغروب؛ لأن مواقع غروبها إيذان بالنهار، ومواقع طلوعها إيذان بالليل، وتعاقب الليل والنهار من آيات الله العظيمة الكبيرة التي لا يقدر عليها إلا الله - عز وجل - فيكون الله تبارك وتعالى أقسم بما يدل على إقبال الليل وإدباره، وقيل المراد بمواقع النجوم: الأنواء، وكانوا في الجاهلية يعظمونها حتى إنهم يقولون: إن المطر ينزل بالنوء. ويقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا، والمهم أن الله تعالى أقسم بمواقع النجوم على أمر من أعظم الأمور، وهو قوله: {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرءان كريم} لكن الله بين عظم هذا القسم قبل أن يبين المقسم عليه، فقال {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } وأتى بالجملة الاعتراضية في قوله: {لو تعلمون} إشارة على أنه يجب أن نتفطن لهذا القسم وعظمته حتى نكون ذوي علم به {إنه لقرءان كريم } أي: إن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم {لقرءان كريم }، والكرم يراد به الحسن والبهاء والجمال، كما في قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه - حين بعثه إلى اليمن وأمره أن يبين للناس أن عليهم زكاة في أموالهم قال: «إياك وكرائم أموالهم» (11) والكرائم جمع كريمة، والمراد بها الشاة الحسنة الجميلة، وهو كريم أعني القرآن كريم في ثوابه، فالحرف بحسنة، والحسنة بعشرة أمثالها، وهو كريم في آثاره على القلوب وصلاحها، فإن قراءة القرآن تلين القلوب، وتوجب الخشوع لله - عز وجل - وكريم في آثاره بدعوة الناس إلى شريعة الله كما قال تعالى: {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً } فالمهم أن القرآن كريم بكل معنى الكرم {في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون} اختلف العلماء - رحمهم الله - في الكتاب المكنون، فقيل: إنه اللوح المحفوظ لقوله تعالى: {بل هو قرءان مجيد في لوح محفوظ}. وقيل: المراد به الكتب التي بأيدي الملائكة كما قال تعالى: {فمن شاء ذكره * في صحف مكرمة * مرفوعة مطهرة * بأيدي سفرة * كرام بررة} وهذا القول رجحه ابن القيم - رحمه الله - في كتابه «التبيان في أقسام القرآن» وأكثر المفسرين على أن المراد به اللوح المحفوظ.

{لا يمسه} أي: لا يمس هذا الكتاب المكنون {إلا المطهرون} وهم الملائكة طهرهم الله تعالى من الشرك والمعاصي، ولهذا لا تقع من الملائكة معصية، بل هم ممتثلون لأمر الله قائمون به على ما أراد الله، وذهب بعض المفسرين إلى قول غريب، وقالوا: المراد بقوله: {لا يمسه إلا المطهرون } أي لا يمس القرآن إلا طاهر، ولكن هذا قول ضعيف لا تدل عليه الآية (12) ، لأنه لو كان المراد ذلك لقال (إلا المتطهرون) يعني المتطهرين ولكنه قال: {المطهرون } أي من قبل الله - عز وجل -، فهذا القول ضعيف، ولولا أنه يوجد في بعض التفاسير التي بأيدي الناس ما تعرضنا له، لأنه لا قيمة له، والصواب أن المراد بذلك الملائكة، فإن قلنا: إن المراد بالكتاب المكنون الصحف التي بأيديهم فواضح في قوله: {لا يمسه إلا المطهرون } وإذا قيل المراد به اللوح المحفوظ فكذلك المطهرون قد يمسونه بأمر الله - عز وجل -، وقد لا يمسونه. {تنزيل من رب العالمين } أي: هذا القرآن تنزيل من رب العالمين، نزل من عند الله - عز وجل -، لأنه كلامه، وكلام الله تعالى منزل غير مخلوق، ويستفاد من هذه الآية الكريمة أن القرآن ليس بمخلوق، لأنه نزل من الله فهو كلامه، وكلامه من صفاته تعالى، وصفاته غير مخلوقة، وفي قوله: {تنزيل من رب العالمين } إشارة إلى أنه يجب علينا أن نعمل به؛ لأن الذي أنزله هو الرب المطاع الخالق الرازق، الذي يجب أن نطيعه بما أمر، وننتهي عما نهى عنه وزجر و{العالمين } كل من سوى الله، وسموا عالمين؛ لأنهم علم على خالقهم، فإن هذا الخلق إذا تأمله الإنسان دله على ما لله - عز وجل - من عظمة وسلطان ورحمة وغير ذلك من صفاته {أفبهـذا الحديث أنتم مدهنون } يعني أبعد هذا البيان لعظمة القرآن الكريم تدهنون به الكفار وتسكتون عن بيانه وعن العمل به، وهذا الاستفهام للإنكار، لأن الواجب على من آمن بأنه {تنزيل من رب العالمين }، وأنه قرآناً كريماً، وأنه لا يمسه إلا المطهرون الواجب أن يصارح ويصرح ولا يدهن، وقد قال الله تعالى في آيات أخرى: {ودوا لو تدهن فيدهنون } ولكن هذا ليس بحاصل، فالواجب على المؤمن أن يبرز بدينه ويفتخر به ويظهره، خلاف ما كان عليه كثير من الناس اليوم مع الأسف، تجد الرجل منهم إذا قام ليصلي يستحي أن يصلي، وربما يداهن ويؤخر الصلاة عن وقتها موافقة لهؤلاء الذين لا يصلون، وهذا غلط عظيم، بل الواجب أن يكون الإنسان صريحاً فلا يداهن في دين الله - عز وجل - {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} أي: تجعلون عطاء الله إياكم تكذيباً له كما قال - عز وجل -: {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها} ومن ذلك أن ينسب الإنسان نعمة الله - عز وجل - إلى السبب متناسياً المسبب سبحانه وتعالى، كقوله مثلاً: مطرنا بنوء كذا فينسب المطر إلى النوء لا إلى الخالق - عز وجل -، فهذا نوع من الشرك، كما جاء ذلك صريحاً في حديث زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى بهم صلاة الصبح ذات يوم في الحديبية وقد نزل مطر، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أتدرون ماذا قال ربكم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «قال أصبح من عبادي مؤمن بي، وكافر» يعني انقسموا إلى قسمين مؤمن وكافر، «فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب» (13) .

{فلولا إذا بلغت الحلقوم } أي: الروح، والذي يعين المرجع هنا السياق كما في قول الله تبارك وتعالى: {فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب } أي: الشمس، ولم يسبق لها ذكر، ولكن السياق يدل على ذلك، فمرجع الضمير تارة يكون مذكوراً، وتارة يكون معلوماً: إما بالسياق وإما بشيء آخر، والحلقوم هو مجرى النفس، وفي جانب الرقبة الأسفل مجريان: مجرى الطعام والشراب، ويسمى المريء، ومجرى النفس وهو الحلقوم، وهو عبارة عن خرزات دائرية لينة منفتحة، أما المريء فإنه بالعكس فإنه كواحد من الأمعاء، ووجه ذلك أن مجرى النفس لابد أن يكون مفتوحاً، لأن النفس لو كان مجراه مغلقاً لكان التنفس شديداً، لكن برحمة الله جعل الله هذا مثل الأنبوب، لكنه لين، خرزات مستديرة، حتى يهون على المرء رفع رأسه وخفضه، أما المريء فهو مثل الأمعاء العادية، والطعام والشراب قوي يفتحه عند النزول إليه، وذكر الله الحلقوم دون المريء، لأن الحلقوم مجرى النفس، وبانقطاعه يموت الإنسان، فإذا بلغت الروح الحلقوم وهي صاعدة من أسفل البدن إلى هذا الموضع، حينئذ تنقطع العلائق من الدنيا، ويعرف الإنسان أنه أقبل على الآخرة وانتهى من الدنيا {وأنتم حينئذ تنظرون } أي تنظرون إلى الميت وما يعانيه من المشاق والسكرات، ولا تستطيعون أن تردوا ذلك عنه، ولو كنتم أقرب قريب إليه، وأحب حبيب إليه فإنه لا يقدر أحد على منع الروح إذا بلغت الحلقوم {ونحن أقرب إليه منكم} يعني أن الله تعالى أقرب إلى الحلقوم من أهله، ولكن المراد أقرب بملائكتنا، ولهذا قال: {ولـكن لا تبصرون } والله تعالى يضيف الشيء إلى نفسه إذا قامت به ملائكته، لأن الملائكة رسله عليهم السلام، وليس هذا من باب تحريف الكلم عن مواضعه، ولكنه من باب تفسير الشيء بما يقتضيه السياق، لأنه ربما يقول قائل: إن ظاهر الآية {ونحن أقرب إليه منكم} أن الأقرب هو الله - عز وجل - فلماذا تحرفونه؟ فنقول: نحن لا نحرفها، بل فسرناها بما يقتضيه ظاهرها، لأن الله قال : { ونحن أقرب إليه منكم ولـكن لا تبصرون } وهذا يدل على أن هذا القريب في نفس المكان ولكن لا نبصره، وهذا يعين أن يكون المراد قرب الملائكة لاستحالة ذلك في حق الله تعالى، وأيضاً فإن القرب مقيد بحال الاحتضار، والذي يحضر الميت عند موته هم الملائكة لقوله تعالى: {حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون }، فإن قيل: كيف يضيف الله الشيء إلى نفسه والمراد الملائكة؟

قلنا: لا غرابة في ذلك، فإن الله يضيف الشيء إلى نفسه وهو من فعل الملائكة لأنهم رسله، ففعلهم فعله، ألم تر إلى قول الله تبارك وتعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه فإذا قرأناه فاتبع قرءانه} والمراد قراءة جبريل عليه السلام لا قراءة الله، لكنه أضاف فعل جبريل إليه لأنه بأمره، وهو الذي أرسله به، إذن {ونحن أقرب إليه منكم} يعني ملائكتنا أقرب إليه منكم، لأنهم حضروا لقبض الروح، والله تبارك وتعالى قد حفظ الإنسان في حياته وبعد مماته، ففي حياته هناك ملائكة يحفظونه من أمر الله، وبعد مماته ملائكة يقبضون الروح ويحفظونها لا يفرطون فيها إطلاقاً، فهم قريبون من الميت ولكننا نحن لا نبصرهم، لأن الملائكة عالم غيبي لا يُرون {فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونهآ} أي: فهلا إن كنتم غير مجزيين: أي غير مبعوثين ومجازين على أعمالكم ترجعونها إن كنتم صادقين، الجواب: لا يمكن، وحينئذ يجب أن تصدقوا بالبعث والجزاء، لأنكم لا تقدرون على رد الروح حتى لا تجازى، فأيقنوا بالبعث.

ثم قسم الله تعالى المحتضرين إلى ثلاثة أقسام فقال في القسم الأول: {فأمآ إن كان من المقربين * فروح وريحان وجنـت نعيم} - اللهم اجعلنا منهم - وهم الذين أتوا بالواجبات، وتركوا المحرمات، وأتوا بالمستحبات، وتنزهوا عن المكروهات، أي: أكملوا دينهم، والمقربون هم السابقون، الذين ذكروا في أول السورة، السابقون إلى الخيرات {فروح وريحان وجنـت نعيم } اختلف المفسرون - رحمهم الله - في قوله: {فروح}، فقيل: فراحة، لأن المؤمن وإن كان يكره الموت لكنه يستريح به، لأنه يبشر عند النزع بروح وريحان، ورب غير غضبان، فيسر ويبتهج ولا يكره الموت حينئذ بل يحب لقاء الله - عز وجل -، وهذا لا شك راحة له من نكد الدنيا ونصبها وهمومها، وقيل: الروح بمعنى الرحمة، كما قال الله تعالى عن يعقوب عليه السلام حين قال لبنيه: {يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تايييسوا من روح الله } أي: من رحمته، وهذا المعنى أعم من الأول، لأن الرحمة أعم من أن تكون راحة، أو راحة مع حصول المقصود، وإذا كان المعنى أعم كان حمل الآية عليه أولى، إذن {فروح} أي: رحمة، ومن الرحمة الراحة {وريحان} قيل: المراد بالريحان كل ما يسر النفس، وليس خاصًّا بالريحان ذي الرائحة الطيبة، بل كل ما فيه راحة النفس ولذتها من مأكول، ومشروب، وملبوس، ومنكوح ومشموم، فهو شامل، وقيل: المراد بالريحان الرائحة الطيبة كالريحان المعروف، والأول: أشمل. فتحمل الآية عليه {وجنـت نعيم } أي: جنة ينعم بها، وهي الدار التي أعدها الله لأوليائه - جعلنا الله منهم - ينعم الإنسان فيها ببدنه وقلبه، فهو لا يتعب ولا ينصب، ولا يمرض ولا يحزن، ولا يهتم ولا يغتم، بل هو في نعيم دائم، والدنيا فيها نعيم لكنه نعيم منغص على حد قول الشاعر:

فيوم علينا ويوم لنا ويوم نساء ويوم نسر

وهكذا الدنيا إذا سرَّت يوماً فاستعد للإساءة من غد، وإذا أساءت يوم فقد تنعم في الثاني، أو لا تنعم، أما الجنة في الآخرة فهي دار نعيم في القلب ونعيم في البدن {وأمآ إن كان من أصحاب اليمين } وهم الذين أتوا بالواجبات وتركوا المحرمات، لكنَّ فيهم نقصاً في المستحبات والتنزه عن المكروهات {فسلام} أي: سلامة {لك} أي: أيها المحتضر {من أصحاب اليمين } أي: أنت من أصحاب اليمين، والمعنى: فسلام لك حال كونك من أصحاب اليمين، والأولون هم المقربون إليهم، وأصحاب اليمين لا سابقين ولا مخذولين، بين بين، لكنهم ناجون من العذاب، ولهذا قال: {فسلام لك من أصحاب اليمين } وهذا القسم الثاني، أما القسم الثالث: {وأمآ إن كان من المكذبين الضآلين } بالخبر {الضآلين } في العمل فلا تصديق ولا التزام، فكل كافر داخل في هذه الآية حتى المنافق {فنزل من حميم } أي: فله نزل من حميم، والنزل بمعنى الضيافة التي تقدم للضيف أول ما يقدم، فهؤلاء - والعياذ بالله - حظهم هذا النزل نزل من حميم، والحميم هو شديد الحرارة {وتصلية جحيم } أي يصلون الجحيم فيخلدون فيها، والجحيم من أسماء النار - اعاذنا الله وإياكم منها - {إن هـذا لهو حق اليقين } أي: إن هذا المذكور لكم، وهو انقسام الناس إلى هذه الأقسام الثلاثة {لهو حق اليقين } أي: اليقين المتحقق المتأكد وصدق الله - عز وجل - لا يمكن أن يخرج الناس عن هذه الأقسام الثلاثة. وهم المقربون، وأصحاب اليمين، والمكذبون الضالون، لا يمكن يخرجوا عن هذا {فسبح باسم ربك العظيم } سبح بمعنى نزه، والذي ينزه الله - عز وجل - عنه كل نقص وعيب، أو مماثلة للمخلوق، فهو منزه عن كل نقص لكمال صفاته وعن مماثلة المخلوق، قال الله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } وقال: {ولقد خلقنا السموات والأَرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب } أي: من تعب وإعياء، وقوله: {باسم ربك} قيل: إن الباء زائدة، وأن المعنى سبح اسم ربك، كما قال الله تعالى: {سبح اسم ربك الأَعلى} وقيل: إنها ليست بزائدة، وأن المعنى سبح الله باسمه فلابد من النطق بالتسبيح، فتقول: سبحان الله، أما لو نزهته بقلبك فهذا لا يكفي، فعلى هذا تكون الباء للمصاحبة يعني سبح الله تسبيحاً مصحوباً باسمه {باسم ربك العظيم } الرب هو الخالق المالك المدبر، والعظيم ذو العظمة والجلال - جل وعلا -.

هذه السورة لو لم ينزل في القرآن إلا هي، لكانت كافية في الحث على فعل الخير وترك الشر، فقد ذكر الله تعالى في أولها يوم القيامة {إذا وقعت الواقعة } ثم قسم الناس فيها إلى ثلاثة أقسام: السابقون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ثم ذكر الله في آخرها حال الإنسان عند الموت، وقسم كل الناس إلى ثلاثة أقسام: مقربون، وأصحاب يمين، ومكذبون ضالون، وكذلك ذكر الله فيها ابتدأ الخلق في قوله: {أفرءيتم ما تمنون أءنتم تخلقونه أم نحن الخالقون} والرزق من طعام وشراب وما يصلحهما فهي سورة متكاملة، ولهذا ينبغي للإنسان أن يتدبرها إذا قرأها، كما يتدبر سائر القرآن لكن هي اشتملت على معاني عظيمة والله الموفق.



---------------------



(1) تقدم.

(2) أخرجه الترمذي، كتاب صفة القيامة، باب 47 (رقم 2492) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

(3) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى (رقم 181).

(4) أخرجه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب قصة يأجوج ومأجوج (3348) ومسلم، كتاب الإيمان، باب قوله: يقول الله لآدم أخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين (222).

(5) أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (رقم 239) والترمذي، كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في صفة أهل الجنة (رقم 2546) وقال: هذا حديث حسن.

(6) أخرجه الإمام أحمد (2/13، 64) وعبد بن حميد (رقم 819) والترمذي، كتاب صفة الجنة، باب منه رقم 17 (رقم 2553) وفي كتاب التفسير، باب ومن سورة القيامة (رقم 3330).

(7) قال صلى الله عليه وسلم: «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام». أخرجه البخاري، كتاب الآدب، باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر (رقم 6065) ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم التحاسد والتباغض والتدابر (رقم 2559).

(norm أخرجه البخاري، كتاب المرضى، باب نهي تمني المريض الموت (رقم 5673) ومسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله، بل برحمة الله تعالى (رقم 2816).

(9) أخرجه البخاري، كتاب التهجد، باب الدعاء والصلاة من آخر الليل (رقم 1145) ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه (رقم 758).

(10) أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده (رقم 869) وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب التسبيح في الركوع والسجود (رقم 887).

(11) أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب أخذ الصدقة من الأغنياء (1496) ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام (19).

(12) انظر حكم مس المصحف بغير طهارة في فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ - رحمه الله تعالى - (11/212).

(13) أخرجه البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية (رقم 4147) ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان كفر من قال مطرنا بالنوء (رقم 71).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://chobits.tk
Anneliese
عمدة المدينة
عمدة المدينة
Anneliese


الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 29
عدد المساهمات عدد المساهمات : 5370
نقاط نقاط : 24804

سورة الواقعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الواقعة   سورة الواقعة Emptyالجمعة 16 يوليو - 15:22

و هنا لسماع صورة الواقعة بصو العديد من المقرئين و لمن اراد تحميلها ايضا
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=souraqaree&sura=56
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://chobits.tk
Anneliese
عمدة المدينة
عمدة المدينة
Anneliese


الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 29
عدد المساهمات عدد المساهمات : 5370
نقاط نقاط : 24804

سورة الواقعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الواقعة   سورة الواقعة Emptyالجمعة 16 يوليو - 15:23




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول
الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فسورة الواقعة مكية بإجماع من يعتد
بقوله.
ولا نعلم سبباً خاصاً لنزول سورة الواقعة جملة إلا ما ورد من
أسباب نزول بعض آياتها، منها ما ثبت في صحيح مسلم
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مُطر
الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
"أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر. قالوا: هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد
صدق نوء كذا وكذا.
قال: فنزلت هذه الآية: (فَلا
أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ).

قال
النووي:
قال الشيخ
أبو عمرو
رحمه الله: ليس مراده أن جميع هذا نزل في قولهم
في الأنواء، فإن الأمر في ذلك وتفسيره يأبى ذلك،
وإنما النازل في ذلك قوله: (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ
أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ)
[الواقعة:82].
والباقي نزل في غير
ذلك، ولكن اجتمعا في وقت النزول، فذكر الجميع من أجل ذلك، قال الشيخ ابن عمرو رحمه الله، ومما يدل على هذا أن في بعض
الروايات عن ابن عباس رضي الله عنهما في ذلك
الاقتصار على هذا القدر اليسير فحسب
هذا آخر كلام الشيخ رحمه
الله. شرح النووي لمسلم 2/62.
وروى أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم بسند فيه من لا
يعرف عن أبي هريرة قال: لما نزلت (ثلة من
الأولين* وقليل من الآخرين) شق ذلك على المسلمين فنزلت (ثلة من الأولين
*وثلة من الآخرين).
وأخرج ابن عساكر في
تاريخ دمشق بسند فيه نظر من طريق عروة بن رويم
عن جابر بن عبد الله قال: لما نزلت: (إذا
وقعت الواقعة) وذكر فيها (ثلة من الأولين* وقليل من الآخرين)، قال عمر : يا رسول الله ثلة من الأولين، وقليل منا..
فأمسك آخر السورة سنة ثم نزلت (ثلة من الأولين* وثلة من الآخرين)، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عمر فاسمع ما قد
أنزله الله (ثلة من الأولين* وثلة من الآخرين)
وأخرجه ابن أبي حاتم عن عمرو بن
رويم
مرسلاً.
أخرج سعيد بن منصور
في سننه والبيهقي في البعث عن عطاء ومجاهد قالا: لما سأل أهل الطائف الوادي يحمى
لهم وفيه عسل، ففعل وهو وادي معجب، فسمعوا الناس يقولون: إن في الجنة كذا
وكذا، قالوا: يا ليت لنا في الجنة مثل هذا الوادي، فأنزل الله (وأصحاب
اليمين* ما أصحاب اليمين).
ا.هـ. من باب النقول في أسباب النزول للسيوطي.
والله أعلم.
المفتـــي: مركز
الفتوى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://chobits.tk
Anneliese
عمدة المدينة
عمدة المدينة
Anneliese


الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 29
عدد المساهمات عدد المساهمات : 5370
نقاط نقاط : 24804

سورة الواقعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الواقعة   سورة الواقعة Emptyالجمعة 16 يوليو - 15:25

سبب التسمية

سميت الواقعة بهذا الاسم لا فتتاحها به، ولتسمية النبي
صلى الله عليه وسلم والصحابة لها بذلك.

الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


فقد قال أهل التفسير: سميت هذه السورة الواقعة
لتسمية النبي صلى الله عليه وسلم لها بذلك.

فقد روى الترمذي عن ابن عباس قال قال أبو بكر
يا رسول الله قد شبت قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا
الشمس كورت.
قال الترمذي حديث حسن غريب.

وروى ابن وهب والبيهقي عن عبد الله ابن مسعود بسند ضعيف أنه سمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: من قرأ سورة
الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا.


وكذلك سميت في عصر الصحابة. روى أحمد عن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من السور.

والواقعة: الموصوفة بالوقوع وهو الحدوث، وهو اسم من
أسماء القيامة.

والله أعلم.
المفتـــي: مركز
الفتوى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://chobits.tk
Anneliese
عمدة المدينة
عمدة المدينة
Anneliese


الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 29
عدد المساهمات عدد المساهمات : 5370
نقاط نقاط : 24804

سورة الواقعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الواقعة   سورة الواقعة Emptyالجمعة 16 يوليو - 15:27

التعريف بالسورة :

1) السورة مكية .

2) من المفصل .

3) آياتها 96 .

4) ترتيبها السادسة والخمسون .

5) نزلت بعد طه .

6) بدأت السورة باسلوب شرط " اذا وقعت الواقعة " ، لم يذكر في السورة لفظ
الجلالة و الواقعة اسم من أسماء يوم القيامة .

7) الجزء (27) ، الحزب (54) ، الربع (6 ، 7) .

محور مواضيع السورة :

تشتمل هذه السورة الكريمة على أحوال يوم القيامة ، وما يكون بين يدي الساعة
من أهوال وانقسام الناس إلى ثلاث طوائف ( أصحاب اليمين ، أصحاب الشمال ،
السابقون ) .

سبب نزول السورة :

1) بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى ( في سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال أبو
العالية والضحاك : نظر المسلمون إلى فوج ـ وهو الوادي مخصب بالطائف ـ
فأعجبهم سدره فقالوا : يا ليت لنا مثل هذا فأنزل الله ـ تعالى ـ هذه الآية .



2) قال عروة بن رويم لما أنزل الله تعالى ( ثلة من الأولين وقليل من
الآخرين ) بكى عمر وقال : يا رسول الله آمنا بك وصدقناك ، ومع هذا كله من
ينجو منا قليل فأنزل الله تعالى (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) ، فدعا
رسول الله عمر فقال : يا عمر بن الخطاب قد أنزل الله فيما قلت فجعل ثلة
من الأولين وثلة من الآخرين ، فقال عمر : رضينا عن ربنا وتصديق نبينا ،
فقال رسول الله : من آدم إلينا ثلة ، ومنى إلى يوم القيامة ثلة ، ولا
يستتمها إلا سودان من رعاة الإبل ممن قال لا إله إلا الله.

3) عن ابن عباس قال : مُطِر الناس على عهد رسول الله فقال رسول الله :
أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر . قالوا : هذه رحمة وضعها الله تعالى . وقال
بعضهم : لقد صدق نوء كذا . فنزلت هذه الآيات ( فَلا أُقْسِمُ بمَوَاقِعِ
النُّجُومِ حَتَّى بَلَغَ وَتجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ )
رواه ( مسلم ) .

4) وروى أن النبي خرج في سفر فنزلوا وأصابهم العطش ، وليس معهم ماء فذكروا
ذلك للنبي فقال أرأيتم إن دعوت لكم فسقيتم فلعلكم تقولون " سقينا هذا
المطر بنوء كذا " فقالوا : يا رسول ما هذا بحين الأنواء . قال : فصلى
ركعتين ودعا الله ـ تبارك وتعالى ـ فهاجت ريح ثم هاجت سحابة فَمُطِرُوا حتى
سالت الأودية وملؤا الأسقية ، ثم مر رسول الله برجل يغترف بقح له ويقول :
سقينا بنوء كذا ، ولم يقل هذا من رزق الله ـ سبحانه ـ فأنزل الله سبحانه (
وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) .

5) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : ألم تروا إلى ما قال ربكم " قال
ما نعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق بها كافرين يقول الكوكب وبالكوكب "
. رواه مسلم عن حرملة وعمرو بن سواد .

فضل السورة :

1) عن ابن مسعود سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم
تصبه فاقة أبدا " ابن عساكر .

2) عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( علموا نساءكم سورة الواقعة فإنها سورة الغنى )
.

3) عن جابر بن سمرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من
السور .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://chobits.tk
sama
ساكن جديد
ساكن جديد
sama


الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 29
عدد المساهمات عدد المساهمات : 60
نقاط نقاط : 10630

سورة الواقعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الواقعة   سورة الواقعة Emptyالإثنين 16 أغسطس - 15:24

ikhtiar mowafa9 lah y3awnak
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سورة الواقعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة الإخلاص
» سورة الكهف
» سورة المائدة
» تفسير سورة الملك
» فسير سورة الرحمان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Lost City :: المسجـد :: القرآن و علومه-
انتقل الى: