* إن كانت القهوة تؤدي إلى انقباض الأوعية
الدموية، فلماذا تساعد المصابين بالصداع النصفي ما دامت تلك الانقباضات
تقود إلى تقليل تدفق الدم وتتسبب في حدوث آلام أكثر؟ - إن الفكرة البسيطة
القائلة بأن الصداع النصفي (الشقيقة) ينجم عن توسع الأوعية الدموية
(vasodilation)، الموجودة على سطح الدماغ.. هي فكرة مبسطة جدا.
دور الكافيين
* الصداع النصفي هو أكثر تعقيدا من ذلك. إذ ربما يوجد حدث يسبق حصول التوسع
في تلك الأوعية الدموية، فقد يظهر نشاط غريب في الدماغ. ومع ذلك فإني
أعتقد أن التوسع في الأوعية الدموية هو المسؤول غالبا عن الآلام الناتجة عن
نوبة الصداع النصفي.
والكافيين يتجه عادة إلى إحداث انقباض في الأوعية الدموية الأمر الذي يبدو
أنه يقود إلى حدوث آلام نتيجة انقطاع تدفق الدم. إلا أن الكافيين المتناول
في أواسط نوبة الصداع النصفي قد يخفف الآلام لأنه يعيد الأوعية الدموية
المتوسعة والشرايين التي تشوهت بفعل ذلك التوسع، إلى حالتها الاعتيادية
الخالية من الآلام.
ولعل هناك تفسيرا آخر لتأثير الكافيين، إلا أن من الأمور الواضحة من
التجربة البشرية، أن الكافيين وخصوصا في شكله الموجود في القهوة، يساعد
الأشخاص المصابين بالصداع النصفي. إلا أنه توجد اختلافات على المستوى
الشخصي بين مصاب وآخر. فلبعض الناس يحفز الكافيين على حدوث الصداع النصفي.
وإن كان الكافيين بهذا الشكل من التعقيد من الناحية الصيدلية، فإن القهوة
أكثر تعقيدا بمئات المرات! فالقهوة منشطة بدرجة جيدة للمخ ومدرة للبول. وقد
استمعت إلى مرضى بحالة myasthenia gravis، وهو مرض عصبي تصاحبه مستويات
متذبذبة من الإجهاد العضلي، قالوا إن قدح القهوة هذا مهم لهم لكي يفتحوا
عيونهم المتهدلة. ولعل القهوة تفعل نفس الشيء لغالبية الناس.
وبغض النظر عن كل التعقيدات المحيطة بالقهوة والصداع النصفي فإن تناول
القهوة بكمية معتدلة - مثل 3 أقداح في اليوم - قد يشكل جزءا فعالا من
برنامج لعلاج الصداع النصفي.
* طبيب في مستشفى ماونت أوبورن في كمبردج بولاية ماساتشوستس، رسالة هارفارد
الصحية، خدمات «تريبيون ميديا»