حذر د.
أحمد عكاشة رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي من خطورة الأوضاع التي
يعيشها الأطفال العرب مشيرا غلي وجود عشرة ملايين طفل في المنطقة العربية
لايذهبون إلي المدرسة ولا يتلقون أي تعليم لان 43% من العرب يعيشون تحت خط
الفقر حيث يقل دخل الفرد عن دولارين في اليوم .
وأوضح في كلمته أمام مؤتمر "واجب المجتمع تجاه الطفل ذي الإعاقة" أن 20 %
من أطفال ومراهقي العالم يعانون من مشاكل نفسية، وأن 3-4 % من هؤلاء يعانون
من اضطراب نفسي شديد يحتاج للعلاج، وأن من 2- 8 % من أطفال المدارس يعانون
من اضطرابات القراءة و5% من الأطفال فوق 8 سنوات يعانون من اضطرابات في
النطق، ومن 3-7% يعانون من تشتت الانتباه.
وأضاف بأن الاضطرابات النفسية والسلوكية في الأطفال مازالت تعاني من عدم
الوعي بها وجهل الوالدين وسوء التشخيص وقلة العلاج مشيرا غلي أنه مما يفاقم
من مشكلة الأطفال ذوي الإعاقة في مصر عدم توفر الخدمات الحكومية اللازمة
لعلاجهم وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع ليكونوا مواطنين نافعين لأنفسهم
ومجتمعهم .
ونبه إلي أن التفكك الأسري الذي يلقي بآثاره السيئة علي الأطفال المصرين في
تزايد مستمر حيث نجد نسبة الطلاق قاربت 40% من عدد الزيجات سنويا مشيرا
إلي أن الانفصال والتفكك الأسري نتيجة الطلاق تلقي بالطفل في أتون الأمراض
النفسية المختلفة منها الرهاب الاجتماعي والقلق وعدم التكيف مع الآخرين وهي
إعاقات تفتك بالطفل .
مسئولية المجتمع
وفي كلمتها قالت د. سهير عبد الفتاح خبيرة المجلس العربي للطفولة والتنمية
ومقررة المؤتمر إن قضية الإعاقة لدي الأطفال لم تنل حقها في الاهتمام،
فلازلنا في مجتمعنا العربي ننظر إلى الإعاقة على أنها صراع مع المحنة ونرفض
أن نعترف بأن معظم الصعوبات التي يواجهها المعاقون نابعة من المجتمع نفسه.
وشددت علي أن لهؤلاء الأطفال حقوق كفلتها لهم المواثيق والاتفاقيات الدولية
ومن قبلها الشرائع السماوية التي نادت بوجوب كفالة حياة كريمة لهم، وتقديم
المساعدة لهم، مع ضمان حصولهم على التعليم والتدريب وخدمات الرعاية الصحية
وإعادة التأهيل وتوفير فرص العمل ووسائل الترفيه لهم.
كما أشارت إلي أن هذا المؤتمر ليس مجرد ندوة علمية نتدارس فيها قضية
الإعاقة، ولكنه لقاء شامل نبحث فيه الواقع الذي يعيشه الأطفال المعاقون،
ونفكر في مستقبلهم، ونعطيهم الفرصة ليتحدثوا إلينا بأنفسهم، ويشاركوا في
توعيتنا بقضيتهم، ويعبروا عن أفكارهم وآلامهم وأحلامهم بمختلف الطرق ..
بالكلام وبالإشارة وبالتمثيل والرسم .
ثم ألقت الوزير المفوض منى كامل مدير إدارة الأسرة والطفولة بجامعة الدول
العربية كلمة أشارت فيها إلى أن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة
قد صادق على وثيقة هامة ترمي إلى إقرار حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الدول
العربية وهي العقد العربي للمعاقين 2004 – 2013.
ولفتت إلي أن العقد أفرد محوراً خاصاً للطفل ذي الإعاقة، اقتناعا بأن
الأطفال هم بناة المستقبل وضرورة توفير الرعاية للأطفال المعاقين وإنهاء
حالات الإقصاء والتهميش.
ومن جانبها أوضحت الأميرة سميرة بنت عبد الله الفيصل الفرحان آل سعود رئيس
جمعية أسر التوحد الخيرية بالمملكة العربية السعودية، أن المؤتمر يأتي
استجابةً لضرورة ملحة بالنهوض بواقع ذوي الاحتياجات الخاصة، والسعي نحو
تحقيق حقوقهم.
وتحدث د. موسى شرف الدين رئيس منظمة الاحتواء الشامل لمنطقة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا، موضحاً بأن منظومة الدعم والمساندة والمساعدة لهؤلاء
الأطفال نتحمل جميعاً مسئوليتها لافتا ‘لي ضرورة التشبيك بين المنظمات
الاهلية والحكومية من أجل رعاية الاطفال المعاقين .
توصيات المؤتمر
وفي ختام المؤتمر توصل المشاركون لعدد من التوصيات منها ضرورة تفعيل
الآليات الكفيلة بتنفيذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والعقد العربي
للمعاقين وذلك بحث الدول العربية غير الموقعة، وغير المصدقة على الاتفاقية،
أن تسارع في عملية الانضمام والتصديق على الاتفاقية والبرتوكول الملحق
بها.
التأكيد على أهمية بناء قدرات ومهارات الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم لتمكينهم
من متابعة تنفيذ محاور الاتفاقية بالتعاون مع المنظمات ذات الصلة.
ودعوة مجلس وزراء الإعلام العرب باتخاذ التدابير اللازمة نحو تفعيل دور
وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لزيادة الوعي بقضايا الأطفال
ذوي الإعاقة وتناولها إيجابياً والعمل علي دمج الأطفال ذوي الإعاقة في
فعاليات البرامج الإعلامية الخاصة بالطفولة
بمختلف أنواعها.
ضرورة توفير لغة الإشارة في جميع برامج وسائل الإعلام المرئية، وطريقة
برايل في وسائل الإعلام المكتوبة والعمل على بناء قدرات العاملين في مجال
الإعاقة من خلال تنظيم ورش عمل تدريبية توجه إلى كل من مؤسسات المجتمع
المدني – الإعلام – والعاملين في المؤسسات الحكومية ذات العلاقة والمتخصصين
في تربية وتأهيل ذوي الإعاقة والأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم.
وطالب المشاركون بالعمل على أن تتضمن المناهج الدراسية في الكليات وأقسام
الإعلام الأكاديمية منهجاً متخصصاً في الحقوق بما فيها حقوق الأشخاص وحقوق
الأطفال ذوي الإعاقة.
الطلب من المجلس العربي للطفولة التنمية بتشكيل فريق عمل تناط به إنشاء
رابط إليكتروني يعمل على تبادل المعلومات الخاصة بقضايا الأطفال ذوي
الإعاقة، ضمن البوابة الإلكترونية للمجلس.
يذكر أن المؤتمر عقده المجلس العربي للطفولة والتنمية، بالتعاون مع جامعة
الدول العربية والبنك الإسلامي للتنمية والصندوق الكويتي للتنمية
الاقتصادية العربية، وبحضور أكثر من 250 مشارك من مختلف الدول العربية.
و قد قدم الأطفال ذوي الإعاقة المشاركين في المؤتمر مسرحية سيكودراما
بعنوان "ليس هناك مستحيل" التي نالت استحسان كل الحضور، بعد أن أبدع هؤلاء
الأطفال في تقديم مواهبهم باستخدام أسلوب السيكودراما.
عن محيط