ضطر مئات العالقين الفلسطينيين إلى قضاء ليلتهم في العراء أمام معبر
رفح الحدودي حتى يكونوا في الصفوف الأمامية ليتمكنوا من العودة إلى قطاع
غزة مبكرا مع بدء السلطات المصرية فتح المعبر أمام عبور العالقين
الفلسطينيين على جانبي الحدود وذلك للمرة الأولى منذ أوائل مارس الماضي.
وأمام المعبر كان هناك المئات من الفلسطينيين الذي توافدوا على المعبر
للدخول إلى غزة ، وقد أقامت أجهزة الأمن المصرية عدة حواجز حديدية قبل أن
يتمكن العالقين الفلسطينيين من الوصول إلى المعبر كإجراء تنظيمي في حين
كان الفلسطينيين خاصة السيدات وكبار السن يعانون من الحر الشديد وعدم وجود
مظلات بالمنطقة ، وزاد شعورهم بالتعب بطء إجراءات الدخول من الجانب المصري.
يقول الفلسطيني أياد عبد الرحمن أنه عالق بالعريش منذ 25 يوما حيث كان
بقيم داخل احد الفنادق الشعبية هو وأسرته في انتظار فتح المعبر انه قضي
ليلته أمام المعبر حتى يكون في الصفوف الأولى وقبل أن تشتد الحرارة حيث أن
المنطقة التي يقع فيها المعبر بدون مظلات أو أماكن مجهزة للانتظار .
ويضيف وهو يمسك بيد أحد أطفاله الثلاثة : جئت إلى العريش منذ فترة
ففوجئت بأن المعبر مغلق مما تسبب في ضياع جزء كبير من أجازاتي التي كنت
أنوي قضائها مع والدي ووالدتي.
وتضيف أم حمدان وهي فلسطينية تبلغ من العمر نحو 65 عاما وكانت عائدة من
زيارة لأحد أبنائها بالسعودية: صليت الفجر وتوجهت إلى المعبر ومع ذلك
الازدحام شديدا لان المعبر مغلق منذ فترة طويلة.. أتفقت مع أحد الأشخاص
لنقلي وحقائبي لأنني وحيدة.
وفتحت السلطات المصرية معبر رفح الحدودي يوم السبت ولمدة ثلاثة أيام
أمام عبور الفلسطينيين في الاتجاهين للمرة الأولى منذ الخامس من مارس
الماضي.
وقال مسؤول بالمعبر أنه تم توفير أطقم عمل إضافية من مختلف الأجهزة
العاملة فى المعبر من الجانب المصري لسرعة إنهاء الإجراءات وتيسير عبور
الفلسطينيين إضافة إلى توفير عدد إضافي من السيارات لنقلهم بين الجانبين .
وأضاف أنه سيسمح خلال فترة فتح المعبر بعبور الفلسطينيين من العالقين
والمرضى والحالات الإنسانية كما سيسمح للعالقين من القادمين من الخارج
والمرضى الذين أنهوا العلاج في المستشفيات والطلاب الدارسين في الداخل
وغيرهم من الحالات الإنسانية بالعودة إلى قطاع غزة ، وفى المقابل يتم
السماح بخروج العالقين في قطاع غزة من حاملي الإقامات الخارجية وجوازات
السفر العربية والأجنبية والطلاب الدارسين في الخارج ( على أن يحملوا
أوراق القيد التي تثبت ذلك ) بالإضافة إلى المرضى ممن يحملون تحويلات طبية
، وغيرهم من الحالات الإنسانية إضافة إلى استمرار خروج العرب والأجانب من
القطاع .
وفي أسواق مدينتي العريش ورفح كانت هناك حركة بيع نشطة للفلسطينيين الذين اقبلوا على شراء المراوح و الثلاجات والمعلبات .
ويقول محمد إسماعيل السيد فلسطيني من مدينة غزة: اشتريت مراوحتين من
العريش لان أسعارها مرتفعة للغاية في القطاع بسبب الحصار ..البضائع التي
تصل إلينا أسعارها مرتفعة لأنها تكون مهربة عبر الأنفاق.
وتقول الفلسطينية فاطمة المصري وكانت تشتري بوتاجاز أنها عائدة من
زيارة لزوجها في أحدى الدول العربية وأنها قررت أن تشتري بعد احتياجات
أبنتها التي سيتم زفافها قريبا من العريش بسبب ارتفاع أسعارها بالقطاع.
وتضيف أنها ستنقل ما تشتريه على شاحنة صغيرة للمعبر حيث يسمح للفلسطينيين بإدخال هذه البضائع إلى القطاع.
ويقول نصار السيد علي ـ 34 ـ أقيم في إحدى الشاليهات بمدينة العريش منذ
أسبوعين مع زوجتي وثلاثة من أبنائي في انتظار فتح المعبر وعودتي إلى غزة..
أمل أن أتمكن من دخول غزة مبكرا ، وأن يكون هناك سهولة في إنهاء الإجراءات.
وقالت مصادر أمنية مصرية أن هناك نحو 800 فلسطيني على الأقل من
العالقين الفلسطينيين منتشرين في مدينتي رفح والعريش بينهم عدد كبير من
الحالات المرضية والإنسانية في انتظار دخول قطاع غزة
ويقيم معظم الفلسطينيين العالقين في فنادق شعبية فيما يقيم عدد آخر منهم في الشاليهات .
وتسمح مصر من حين لآخر بمرور جرحى ومرضى فلسطينيين وأصحاب الحالات الإنسانية عبر معبر رفح بتنسيق خاص من أجهزة الأمن المصرية .
ومعبر رفح هو المعبر الحدودي الوحيد لغزة مع العالم الخارجي. وهناك معابر حدودية أخرى بين غزة وإسرائيل.