فنان فلسطيني لا يسمع ولا
يتكلم يعبر عن مشاعره بالرسم
12/25/2007 6:07:00 Pm
جنين (الضفة الغربية) (رويترز) - بدأ محمد شعبان يمارس الرسم في صغره
كوسيلة للاتصال مع الاطفال الاخرين لينال قبولهم واعجابهم... فمحمد الذي
أصبح عمره حاليا 22 عاما لا يسمع ولا يتكلم.
ويحكي شقيقه محمود شعبان الذي يتولى ترجمة لغة الاشارات التي يستخدمها أخوه
عن بداية هواية الرسم مع محمد في سن صغيرة.
وقال محمود شعبان "تعلم الرسم من الصغر. بقى يعبر عن مشاعره بالرسم. بقى ما
يعرفش يعبر عن مشاعره .... بالحكي. بقى يمسك قلم الرصاص ويمسك الورقة
ويظله يرسم يرسم يرسم .... لفت انتباه الجميع واعجبوا فنه كتير كتير."
وبدأ محمد الذي يعيش في قرية الجلمة بالقرب من جنين في الضفة الغربية في
الآونة الاخيرة يرسم صورة جدارية كبيرة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر
عرفات.
والتحق الفنان الشاب بمدرسة خاصة للصم والبكم في سن الرابعة عشرة ليتعلم
التواصل عن طريق لغة الاشارة. وبعد استكمال الدراسة أمضى معظم وقته في
الرسم والتلوين.
وتعلم شقيقه محمود لغة الاشارة بمفرده ليتمكن من التفاهم مع أخيه والترجمة
عنه.
ورسم محمد شعبان لوحات لشخصيات سياسية كبيرة ومناظر طبيعية بعضها من الواقع
والبعض من الخيال تعبيرا عما يدور حوله.
وذكر محمد أن لوحاته تعبر عن مشاعره واماله وأنها لاقت تقديرا كبيرا من
سكان قريته وخاصة الاطفال. ونظم فريق فتيان الكشافة في الجلمة عرضا خاصا
لتقديم الشكر الى محمد شعبان على لوحاته التي تزين جدران حديقة الاطفال
العامة بالقرية.
وقال محمود مترجما اشارات محمد "برسم دايما أشكال متنوعة. وكل رسمة جديدة
بتعبر أكتر وأكتر."
وأصبح محمد شعبان مشهورا بعد أن فازت احدى لوحاته في مسابقة فنية فلسطينية
قبل أربعة أعوام.
وقال محمود "محمد من الصغر كان هاوي الرسم بالرصاص. لما كان هاوي الرسم
بالرصاص رسم لوحة وحطها في بيت الفن واللوحة عبارة عن جواد. وكانت جميلة
بقلم رصاص. ومرقت واحدة من وزارة الثقافة اسمها نجوى زريق وشافت اللوحة
واعجبتها. طلبت من محمد... هذا كان لما محمد عمره 18 سنة.. انه يشارك
بمسابقة على مستوى فلسطين. وفي هاي المسابقة جاب محمد المستوى الثاني.
وكانت (اللوحة) عبارة عن حصان فلسطيني وامرأة بتساعد جوزها. فما جاب
المستوى الثاني اعجبوا فيه كتير فأخذوه متطوع يرسم على الجداريات بجنين مع
وزارة الثقافة مع بلدية جنين. فأثناء عمله وشغله محمد مارس مهنة الرسم مع
الالوان. مزج الالوان وكانت بداية انطلاقاته فأبدع فيها."
وبالاضافة الى أعمال محمد شعبان التطوعية في منطقة جنين يشترك الفنان الشاب
مع بلدية المدينة ومكتب وزارة التعليم الفلسطينية في جنين في تزيين
الاسوار وجدران المباني بالجداريات.