بسم الله القوي المتين والصلاة والسلام على الرسول الأمين المبعوث رحمة للعالمين وبكل البراهين وبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الإخوة في الله وأقدم إليكم هذا الموضوع الذي يتناول الإعاقة وأسبابها.
*من حكمة الله في الإنسان أن خلقه ضعيفا حيث أن أتفه الأساب تضره ومن حكمه أيضا أن يبتليهم سواء في أنفسهم أو أهلهم أو مالهم وغير ذلك ومن بين مايبتلي الله به عباده هي الإعاقة التي تختلف أنواعها وأسبابها.
* مفهوم الإعاقة:أ/لغة :الإعاقة في اللغة من الفعل أعاق يعيق أي شغل ومنع يقال أعقتك أي منعتك
ب/إصطلاحا:هي حالة تصيب الشخص وتحد من قدرته على القيام بوضائفه التي تعتبر أساسية في حياته كالعناية بالذات أو ممارسة النشاطات أو العلاقات الإجتماعية وغيرها وذلك ضمن الحدود التي تعتبر طبيعية وتتمثل هذه الحالة في إصابة بدنية أو عقلية أو كلاهما وبذلك يصبح هذا الشخص من ذوي الإحتياجات الخاصة.
*الاسباب التي تؤدي الى الإعاقة
أسباب مرحلة ماقبل الولادة
أسباب مرحلة اثناء الولادة
أسباب مرحلة مابعد الولادة
أولاً .. أسباب مرحلة ماقبل الولادة
1- تعرض الأم الحامل للامراض الخطيرة مثل " الحصبة الالمانية ، الامراض الجنسية ، اضطرابات القلب ، الكلى ، الغدد ، الربو الشديد .."
2- تعرض الام الحامل لعوامل ضارة مثل " التدخين ، الكحول ، العقاقير الطبية ، الاشعة السينية ، سوء التغذية " .
3- الخداج الذي يعني ولادة الطفل قبل موعده الطبيعي أو انخفاض وزنه لحظة الولادة بشكل ملحوظ .
4- عدم توافق ( اختلاف ) العامل الرايزسي ( عدم وجود العامل الرايزيسي لاي الأم ووجوده لدى الجنين ) .
5- نقص الأكسجين بسبب أو لآخر مثل " الانيميا تعرض الام الحامل لاختناق أو التفاف الحبل السري حول عنق الجنين " .
6- العوامل الوراثية .
7- الاضطرابات الكروموسومية ( كما في حالة المغولية ) .
ثانياً .. أسباب مرحلة اثناء الولادة
وهي تتضمن العوامل التي تطرأ منذ بداية المخاض وحتى الولادة الفعلية للطفل والتي قد تؤثر على النمو المستقبلي للطفل .
ومن أهم هذه العوامل :
1- اصابة دماغ الطفل أثناء عملية الولادة .
2- صعوبات الولادة كما في الولادة المقعدية أو الولادة بالملقط أو الشفط .
3- ارتفاع نسبة المادة الصفراء ( البلريوبين ) .
4- النزيف أثناء الولادة .
5- نقص الاكسجين بسبب أنفصال المشيمة قبل موعدها أو اصابة الطفل بالامراض الرئوية الحادة أو الاختناق ... وغير ذلك .
6- استخدام العقاقير المخدرة اثناء عملية الولادة .
7- الولادة باستخدام اساليب خاصة .
ثالثاً .. أسباب مرحلة مابعد الولادة
تشير الى جملة المتغيرات الطبية او البيئة التي اذا تعرض لها طفل ولد طبيعياً قد تنتهي بإعاقة ما .
وهذه المتغيرات هي :
1- تعرض الطفل لأمراض خطيرة مثل " التهاب السحايا ، التهاب الدماغ ، التهاب الاذن الوسطى .... "
2- الاصابات المختلفة وبخاصة اصابات الرأس .
3- الظروف الاسرية المضطربة والحرمان البيئي الشديد .
4- اساءة استخدام العقاقير الطبية .
5- الحمى الشديدة إذا لم تتم معالجة سببها في الوقت المناسب .
6- الامراض المزمنة الخطيرة .
7- التسمم بالرصاص أو بغاز أول اكسيد الكربون.
*مواجهة الإعاقة: يبقى أهم عنصر لمواجهة الإعاقة هو مجتمعهم فيجب على المجتمع محاولة دمج المعاق في مجتمعه بكل الطرق وعدم إظهار أي عنف أو تجاهل أو تهرب منه ومحاولة جعله يفهم بأنه طبيعي كغيره من الناس الطبيعيين والحمد لله هناك جمعيات تهتم بكل ذوي الإحتياجات الخاصة سواء المعاقين ذهنيا أم جسديا نسأل الله أن يعينهم ويثبتهم ودائما علينا أن نفهم أن الإعاقة إبتلاء والرسول (ص) يقول
إذا أحب الله عبدا إبتلاه) وهذا الإبتلاء سواء بالنسبة للمعاق في حد ذاته أو بالنسبة لذويه وأهم ما يجب القيام به إتجاه المعاق هو تطوير ثقته بنفسه.
*كيفية تطوير الثقة بالذات عند الشخص المعاق:
إن مراعاة الفروق الفردية في التعليم أمراً في غاية الأهمية عند التعامل مع الأشخاص المعاقين، إلا أن مراعاة الفروق الفردية لا يجب أن تتوقف على الجانب التعليمي فقط، بل في الحياة النفسية والاجتماعية وفي السمات الجسمية للشخص المعاق، وهذا يتأتى عن طريق:
1. تهيئة الأم والمعلمة على تقبل واستيعاب الشخص المعاق وعدم تصويره أمام الآخرين بشكل سلبي، وعدم التعليق على تصرفاته بما يسبب الأذى النفسي له.
2. تطوير أولياء الأمور للبيئة الأسرية بحيث يحصل فيها كل فرد على الحفاوة والتقدير والاحترام الذي يستحقه، رغم الاختلافات المظهرية أو السلوكية التي تبدو عليهم.
3. مساهمة أولياء الأمور في تعليم الأخوة كيف يتعايشوا مع أخيهم المعاق دون سخرية أو تمييز، على أساس الحق في العيش بكرامة وليس من منطلق الشفقة.
4. أن يتمتع الوالدين بمفهوم إيجابي نحو الإعاقة، يقومون بنقله عملياً إلى الأبناء وإلى الجيران والمحيط الاجتماعي، عبر تعاملهم السليم والعلمي مع طفلهم، دون خجل أو إحساس بالدونية.
5. إتاحة حرية التعبير للشخص المعاق عن ذاته، وعن حاجاته بالطريقة التي تلائمه.
6. الاعتماد على مبدأ التشجيع والتحفيز لنقاط القوة، والتركيز على ما يستطيع الشخص المعاق القيام به وما يتميز به، دون تضخيم لنواحي الضعف.
7. إعطاؤه الفرصة الكافية والوقت الكافي للمحاولة، وعدم إحباط محاولاته.
8. عدم فرض الحماية الزائدة عليه، والتي من شأنها أن تعيق سلوكه، وتقف أمام تحقيقه لأهدافه، وتقتل روح الابداع لديه، وإن كان لا بد من إشراف، فلا بأس أن يكون عن بعد.
9. عدم التدخل المباشر في شؤونه الشخصية، واحترام خصوصيته وممتلكاته، وطريقته في التفكير والتعبير عما يريد.
10- تكليفه بمهام تتناسب مع قدراته –في إطار الأسرة أو المدرسة أو المجتمع- من شأنه أن ينجزها ليشعر بالنجاح، وكلما مرّ بخبرات نجاح كلما تحسن مفهومه عن ذاته.
11. إمداده بالوعي أكثر عن ذاته، ليتعرف عليها وعلى قدراته وما يمتلك من مهارات، وما يستطيع أن يقدمه لنفسه وأسرته ومجتمعه.
نسأل الله أن يشافي ويعافي جميع مرضى المسلمين ويثبتهم ويوفقهم في الدنيا والآخرة.