الصرف: علم يعرف به أحوال بناء الكلمة (أصالة وزيادة، أو صحة وإعلال) وما يطرأ عليها من تغيير عند التحويل إلى أبنية مختلفة ( التثنية ، الجمع ، التصغير ، الاشتقاق ) .
والصرف أحد فنون اللغة العربية، ومن العلماء من يرى أنّه أهم من علم النحو؛ لأنّه يبحث في بناء الكلمة كاملة، من أوّل حرف فيها إلى آخر حرف، ويتناول بالدرس والتحليل ما يحدث للكلمة من تغييرات بزيادة حروف فيها أو نقص حروف منها، أو بتغيير في حركاتها، أو بإبدال حرف مكان حرف فيها عند تحويلها إلى أبنية أخرى، كتحويل المفرد إلى مثنى أو جمع، أو تحويل المصدر إلى أحد المشتقّات، أو عند تصغير الكلمة، أو النسّب إليها.
أمّا النحو فيبحث في حكم آخر الكلمة (إعرابها) بحسب موقعها من الجملة، أو بحسب العوامل الداخلة عليها، ويمكن اختصار أهمّ الفروق بين علمي النحو والصرف بالأمرين الآتيين:
1. الصرف يدرس الكلمة كاملة، وينظر ما يحدث فيها من تغيير عند التحويل، والنحو يدرس حكم آخر الكلمة فقط (الإعراب).
2. في الصرف لا يلزم الدارسَ أن ينظر إلى موقع الكلمة المدروسة من الجملة، أمّا في الصرف فلابدّ له من النظر في موقعها من الجملة، وفي المؤثرات والعوامل التي قبلها؛ من أجل إعطائها الحكم الإعرابي الذي تستحقُّه.
ولنطبّق الكلام السابق على كلمة (مُفَيْتِيح) مثلاً، فعِلمُ الصرف يُخبرك بأنّها مصغّرة من (مِفْتاح)، وأنّ القاعدة الصرفية في التصغير جعلتك تضُمّ الحرف الأول (الميم) بعد أن كان مكسورًا، وتفتح الحرف الثاني (الفاء) بعد أن كان ساكنًا، وتزيد للتصغير ياء ساكنة ثالثة، وتكسر الحرف الذي بعد هذه الياء (التاء) بعد أن كان مفتوحًا، وتقلب الألف التي في (مفتاح) ياءً بعد التصغير لتكون مناسبة للكسرة التي قبلها، وهكذا دون النظر إلى الجملة التي استعملتَ فيها كلمة (مُفَيتيح).
أمّا علم النحو فيركّز النظر في حرف الحاء (الأخير) فقط من الكلمة سواء أكانت على الأصل: (مفتاح) أم بعد التصغير (مُفَيْتِيح)، ويدلُّك على الحركة الصحيحة التي تضعها عليه بناء على موقع الكلمة من الجملة، فيُرشدك إلى أنّها تكون:
1. الضمّة في مثل: هذا مفتاحٌ، أو مُفَيْتِيحٌ؛ لأنها خبرٌ.
2. أو الفتحة في مثل: أعطيتُك المِفتاحَ، أو المُفَيْتِيحَ؛ لأنّها مفعول به ثانٍ.
3. أو الكسرة في مثل: بحثتُ عن المِفتاحِ، أو المُفَيْتِيحِ؛ لأنها مجرورة بحرف الجر.
وليس للنحوِ عنايةٌ بالأحرف الأخرى التي قبل الحرف الأخير من الكلمة، ولا التغييرات التي حدثت في الكلمة.