Lost City
عانقت جدران مدينتنا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
اذا كنت واحدا من سكانها فتفضل بالدخول اليها فهي بانتظارك
و ان كنت زائرا جديدا توجه نحو مكتب التسجيل و خذ مفاتيح بيتك
لتتعرف على جيرانك و اذا حصل و ضعت في مدينتنا الجا الى مكتب الاستعلامات
نرجو لك قضاء وقت ممتع
بمنتديات LOst ciTY
Lost City
عانقت جدران مدينتنا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
اذا كنت واحدا من سكانها فتفضل بالدخول اليها فهي بانتظارك
و ان كنت زائرا جديدا توجه نحو مكتب التسجيل و خذ مفاتيح بيتك
لتتعرف على جيرانك و اذا حصل و ضعت في مدينتنا الجا الى مكتب الاستعلامات
نرجو لك قضاء وقت ممتع
بمنتديات LOst ciTY
Lost City
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Lost City


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 علمي الأدب والبلاغة وتعريفهما ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Anneliese
عمدة المدينة
عمدة المدينة
Anneliese


الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 29
عدد المساهمات عدد المساهمات : 5370
نقاط نقاط : 24790

علمي الأدب والبلاغة وتعريفهما .. Empty
مُساهمةموضوع: علمي الأدب والبلاغة وتعريفهما ..   علمي الأدب والبلاغة وتعريفهما .. Emptyالجمعة 2 يوليو - 16:47


أولاً: الأدب
تعريف الأدب :
الأدب هو التعبير عن معنى من المعاني بأسلوب جميل مؤثر . أو هو التعبير عن تجربة شعورية في صورة موحية مؤثرة .
الأطوار التي مرت بها كلمة ( أدب ) عند العرب :
لقد مرت كلمة ( أدب ) في مدلولها اللغوي بأطوار متعددة ، منذ أن عرفت في العصر الجاهلي إلى أن استقرت في العصر العباسي ( عصر استقرار العلوم ) ؛ وذلك على النحو الآتي : - ففي العصر الجاهلي عرف العرب من معاني الأدب أنه الخلق المهذب ، والطبع القويم والمعاملة الكريمة للناس؛ نرى هذا في قول طرفة ابن العبد البكري (مفتخراً):
نحن في المشتاة ندعو الجَفَلَى
لا ترى الآدب منَّا يَنْتَقِرْ
والمأدَِبةُ هي : الطعام الذي يجتمع عليه القوم وهو من مكارم أخلاق العرب ، فصار كل ما يدعو إلى الفضائل ويرغّب فيها وينفّر من الرذائل ويباعد عنها أدباً ، وسميَ بذلك لأنه يأدِب صاحبه إلى محامد الخصال وينهاه عن قبائحها ؛ فاستقر في عرف العرب أن كل خلق حسن من قول أو فعل فهو أدب ، وضد ذلك قلة أدب أو سوء أدب .
ثم عرف الأدب في صدر الإسلام إضافة إلى التهذيب الخلقي عُرِف بمعنى الثقافة والتعليم من ذلك ما رُوِي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ( إن هذا القرآن مأدبة الله فخذوا مأدبته ) رواه الدارمي وقوله ( ما نَحَل والدٌ ولده أفضل من أدب حسن ) رواه الترمذي وأحمد ، وقوله ( لَأَنْ يؤدب الرجلُ ولده خير من أن يتصدق بصاع ) رواه الترمذي وأحمد
* وظل معنى التهذيب والتثقيف مفهوماً من كلمة الأدب في العصر الأموي ؛ حتى أُطلق على طائفة من ممتازي الأساتذة اسم المؤدبين ؛ وهم القائمون بأمور التعليم على النحو المعروف في أيام بني أمية ، وهو التعليم بطريقة الرواية للشعر والأخبار وتعليمهما .
ومن ذلك قول معاوية رضي الله عنه : ( يجب على الرجل تأديب ولده أعلى مراتب الأدب ) وقال عبد الملك لمؤدب ولده ( وعلمهم الشعر يَمْجُدُوا ويَنْجُدوا ) أي يصيرون أماجد ويرتفع شأنهم في الأعين.
ثم تطور معنى الأدب في القرن الثاني والثالث فشمل مع الشعر والأخبار علوم اللغة وما تعلق بها ؛ فلما استقلت العلوم واحداً واحداً ضاق معنى الأدب وانحصر ؛ فاقتصر على الشعر وما يتصل به أو يفسره ، وأُضيف إليه النثر الفني والخطابة الرائعة وما يتصل بهما من تفسير للغريب أو شرح للمعاني .
هذا وقد تمايزت العلوم فاستقلت بشكل واضح في القرنين الرابع والخامس ، ثم أصبح الأدب يكاد ينحصر في الشعر والنثر كما هو الشأن في هذا العصر .
أنواع الأدب باختصار :
ينقسم الأدب إلى قسمين رئيسين:
الأول: الشعر وفنونه. الثاني : النثر وأنواعه.
فنون الشعر بإيجاز :
الشعر : هو القول الموزون المُقَفَّى المقصود إليه .
والشعر أقرب من النثر للتغني به ؛ فهو ألصق بالنفوس وأعلق بالقلوب ؛ ولهذا فإنه شديد الأثر بالغ الخطر .
أهم فنون الشعر هي:
1. الشعر التعليمي : وهو ما أنشئ لهدف تعليمي ؛ قصد منه نظم العلوم في قواعد شعرية لتكون أعلق بالذهن وأثبت للعلم .
الشعر الحِكَمِيّ : وهو خلاصة نظرات ناضجة نابعة من النفس والحياة ؛ لتقويم خلقٍ أو معالجة داءٍ في قالبٍ شعريّ ٍ مؤثر.
2. الشعر القصصي : وهو التعبير الفني بأسلوب شعري عن أعمال الناس وتصرفاتهم في الحياة .
أنواعه :
أ- الملحمة الشعرية ب- المسرحية الشعرية جـ- الأسطورة الشعرية 3.
الشعر الغنائي :- وهو أقرب الأنواع لاسم الشعر ؛ لأنه نابع من نفس الشاعر صادر عن وجدانه منفعل بعاطفته .
ومن أنواع الشعر الغنائي :- الغزل والفخر والحماسة والمدح والهجاء ومنه أيضاً الشعر الوطني والوصفي والاجتماعي والسياسي والزهدي والجهادي.
أنواع النثر باختصار :
1- النثر القصصي 2- النثر غير القصصي.
أولاً: النثر القصصي / وهو الذي يصف أعمال الناس وتصرفاتهم بأِسلوب نثري مشرق.
ويندرج تحته أنواع : كالقصة والأقصوصة والمسرحية والرواية والمقامة والفكاهة والأمثال والسيرة الذاتية.
ثانياً: النثر غير القصصي / وهذا النوع لا يقل أثراً في الحياة عن النوع السابق، ومن أنواعه : الخطبة والوصية والرسالة والمقالة والحكمة والمحاضرة والحديث المسموع والمرئي والنقد الأدبي.
.
.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://chobits.tk
Anneliese
عمدة المدينة
عمدة المدينة
Anneliese


الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 29
عدد المساهمات عدد المساهمات : 5370
نقاط نقاط : 24790

علمي الأدب والبلاغة وتعريفهما .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: علمي الأدب والبلاغة وتعريفهما ..   علمي الأدب والبلاغة وتعريفهما .. Emptyالجمعة 2 يوليو - 16:50


قيمة الأدب في الحياة:
للأدب وظائف عديدة ومجالات متعددة لا تقتصر على ناحية من نواحي الحياة ولا على جانب من جوانبها ، وبيان ذلك على النحو التالي :
أولاً : الأدب والعقيدة:
لقد خدم الأدب العقيدة منذ أن وجد الإنسان ، بل لقد نشأ الفن الأدبي في ظلال العقيدة . وما زالت هذه العلاقة وثيقة بينهما مرتبطة أشد الارتباط ، وقد نهض الأدب بخدمة الدين وسجل دعوته ورفع لواءه وبث شعائره بين البشر وشرح شرائعه ، وخير شاهدٍ على هذا هو الدين الإسلامي الحنيف ؛ فقد اعتمد على الأدب وعدّه عنصراً فعَّالاً ووظَّفه في مجالات متعددة ، فقام الخطباء في خطبهم ونهض الشعراء بقصائدهم كلٌ في مقامه يبين ويناضل ويعالج ويجادل وهدف الجميع هداية الناس إلى صراط الله المستقيم وتبصيرهم بدينهم القويم.
ثانياً : الأدب والمشاعر النفسية:
إن ميزة الأديب أنه يجد العبارة التي تعبّر عمّا في نفوسنا وتلبي عواطفنا وتحرك مشاعرنا ؛ فالأديب يصوِّر مشاعر الحزن والأشجان ويبرز تباريح الصدور من الأفراح والأتراح والحب والرضى أو الكراهية والسخط وغير ذلك من خبايا النفس البشرية ، وهذه وأمثالها ينبوع غزير ومعين لا ينضب من ينابيع الأدب . وعواطف الإنسان مجال واسع ؛ فالأديب يصول من خلالها ويجول ؛ فتارة يصور مشاعر الحب والخضوع والولاء لله وحده لا شريك له ، وتارة أخرى يبرز مشاعر الحب للنبي وصحابته الكرام والمؤمنين أجمعين ، وتارة ثالثة يحكي أحاسيس الأخوّة بين المسلمين في سرائهم وضرائهم.. وهكذا .
ثالثاً : الأدب ورحاب الكون :
للأدب صلة وثيقة بهذا الكون الفسيح ؛ فهو يستمد منه كثيراً من مقوماته وتعد مظاهره لبنة من لبناته فهذا الكون فسيح الأرجاء مترامي الأطراف فيه عناصر رائعة ومظاهر متآلفة يتناولها الأديب المسلم فيستشعر من عظمة هذه الأكوان الهائلة عظمة خالقها ومبدعها جل جلاله ؛ كما يحس بالألفة نحوها وأنه وإياها على دين واحد وهو الإسلام فهي مسلمة أمرها إلى الله عز وجل
( .. وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ..) الإسراء( آية : 44 ). فيشعر معها بروح المآخاة لا المعاداة ، والتوافق والترافق ، وليس الاختلاف والتشاقق.
رابعاً : الأدب والحياة الاجتماعية :
الأدب مرآة المجتمع يصور مشكلات هذا المجتمع وعلاقات بعضه مع بعض ويرتفع إلى مستواها عرضاً وتشخيصاً وعلاجاً وتحديدا بروح التفاعل والتفاؤل ، لا بروح البرود والتشاؤم.
خامساً : الأدب والقيم الخلقية :
يقال إن كل أدب ليست وراءه غاية خلقية يكون كسيحاً ضاراً . وأصدق الفضائل وأعلى الأخلاق ما دعا الله إليه، فإنه ما من خير إلا حث عليه، وما من شر إلا حذر منه، ووظيفة الأدب الرفيع الإرشاد إلى الفضائل وتزكيتها، والتحذير من الرذائل والتنفير منها ؛ وإذا فعل الأديب ذلك فكثر من سواد الخير وقلّل من صور الشر وأسهم في صلاح المجتمع وإصلاحه بالدعوة إلى القيم الخلقية العالية التي تحافظ على سلامة النوع الإنساني ، والتنفير من القيم الوضيعة الهابطة التي تفسد ولا تصلح ، وتهدم ولا تبني ؛ فإن ذلكم الفعل هو عين الدعوة إلى الأخلاق وتزكيتها في النفوس البشرية.
سادساً : الأدب والحياة السياسية :
للأدب وظيفة في مجال السياسة ؛ وقيمته تظهر في إسنادها وتثبيت دعائم الحق فيها وإيضاح إيجابياتها وعرض ثمارها على الجميع ، وبيان أن الأصلح والأوفق هو الائتلاف والاتحاد في ظل حاكم يسوس الأمور ؛ فيحقق المصالح ويدفع المفاسد وأن الشر كله في عكس ذلك .
سابعاً: الأدب والحياة الفكرية :
إن من أهداف الأدب تثقيف الأمة وتوعيتها بكل مفيد وجديد ، يبذل الأديب في هذا ما استطاع ، سالكاً كل طريق طارقاً كل وسيلة من صحافة أو إذاعة أو تلفاز أو قصص أو رواية أو شعر .... وهدفه تزويد الأمة بالمعارف النافعة والزاد الفكري النابع من تصوارت دينها وفي ضوء منهجها الإسلامي.
ثامناً : الأدب وتوسيع المدارك وزيادة التجارب :
الأديب المتميز هو الذي يعمق فهمنا للحياة ويزودنا بالتجارب المنوعة ، فيضيف إلى حياتنا أبعاداً جديدة ، وذلك بحسن عرض تجارب الآخرين وإبراز النماذج البشرية الفذة إبرازاً يقف العقل أمامها مبهوراً ، وعلى قدر قدرة الأديب في عرض هذه التجارب وتصوير تلك النماذج يكون التأثير والإثراء .
.
.
.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://chobits.tk
Anneliese
عمدة المدينة
عمدة المدينة
Anneliese


الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 29
عدد المساهمات عدد المساهمات : 5370
نقاط نقاط : 24790

علمي الأدب والبلاغة وتعريفهما .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: علمي الأدب والبلاغة وتعريفهما ..   علمي الأدب والبلاغة وتعريفهما .. Emptyالجمعة 2 يوليو - 16:52

موقف الإسلام من الأدب:
إن الناظر في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله يجد أنَّ جُلَّ ما ورد فيهما هو في شأن الشعر والشعراء ؛ ولذلك فسوف نتناول بعض ما ورد في شأن الشعر وهو أحد فنون الأدب،ثم ليُقَسْ غيره عليه وذلك على النحو الآتي:
أولاً: ما جاء عن الشعر والشعراء في القرآن الكريم:
لقد ورد ذكر الشعر في القرآن الكريم في معنيين اثنين:
أولهما: في معرض الذب عن المصطفى عليه الصلاة والسلام ونفي الشعر عَمَّا أوحاه الله إليه من قرآن وحكمة ، وهي تهمة أطلقها المشركون عليه عليه الصلاة والسلام دفعاً لدعوته وصداً لانتشارها ومن ذلك قوله تعالى ( بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ ) الأنبياء ( آية :5 ) وقوله تعالى ( وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ) يس ( آية : 69 ) وقوله تعالى ( وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ )الصافات ( آية : 36 ).
ثانيهما: بيان حال شعراء الكفار وذكر نعوتهم ثم ذكر أوصاف شعراء المؤمنين وتحديد سماتهم وهذا ما جاء واضحاً في آخر سورة الشعراء وفيها يقول الله عز وجل ( وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ )الشعراء ( آية :224 - 226 ).
ومما جاء في تفسيرها في تفصيل إجمالي قول أبي السّعود فقد قال ما نصه ( وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ) استئناف مسوق لإبطال ما قالوا في حق القرآن الكريم من أنه من قبيل ما يلقي الشياطين على الكهنة من الأباطيل بما مَرّ عن أحوالهم المضادة لأحواله ، والمعنى أن الشعراء يتبعهم – أي يجاريهم ويسلك مسلكهم ويكون من جملتهم – الغاوون الضالون عن السنن، الحائرون بما يأتون وما يذرون، لا يستمرون على وتيرة واحدة من الأفعال والأقوال والأحوال، لا غيرهم من أهل الرشد المهتدين على طريق الحق الثابتين عليه.
وقد كتب الشوكاني عن انتصار الشعراء من الظالمين كلاماً فيه شمول ودقة فقه وقد جاء فيه ما نصه : ( وانتصروا من بعد ما ظلموا كمن يهجو منهم من هجاه ، أو ينتصر لعالم أو فاضل كما كان يقع من شعراء النبي فإنهم كانوا يهجون من يهجوه ويحمون عنه ويذبّون عن عرضه ، ويكافحون شعراء المشركين وينافحونهم ، ويدخل في هذا من انتصر في شعره لأهل السُّنة وكافح أهل البدعة وزَيّف ما يقوله شعراؤهم من مدح بدعتهم وهجو السنة المطهرة ، كما يقع ذلك كثيراً من شعراء الرافضة ونحوهم ، فإن الانتصار للحق بالشعر وتزييف الباطل به من أعظم المجاهدة ، وفاعله من المجاهدين في سبيل الله المنتصرين لدينه ، القائمين بما أمر الله بالقيام به ).
هذا وقد أشار الإمام الشوكاني إلى أقسام الشعر من جهة الحِلِّ والحرمة قائلا : ( واعلم أن الشعر في نفسه ينقسم إلى أقسام : فقد يبلغ ما لا خير فيه إلى قسم الحرام ، وقد يبلغ ما فيه خيرٌ منه إلى قسم الواجب).
وأما ما ورد في قوله عز وجل ( وما علمناه الشعر ) فمعناه وما علمناه أن يَشْعُر أي ما جعلناه شاعراً. وهذا لا يمنع أن ينشد شيئاً من الشعر.
ثانياً : ما ورد عن رسول الله في الشعر والشعراء :
إن مما ورد في ذم الشعر حديثاً صحيحاً ورد عند البخاري ومسلم ولفظه في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ( بينا نحن نسير بالعرج إذ عرض شاعرٌ يُنشد فقال رسول الله خذوا الشيطان أو أمسكوا الشيطان لَـأَنْ يمتلئ جوف رجل ٍ قيحاً خير له من أن يمتلئ شعراً ).
وهذا الحديث من خير ما قيل في تأويله قول الإمام النووي: ( استدل بعض العلماء بهذا الحديث على كراهة الشعر مطلقاً قليله أو كثيره. وإن كان لا فحش فيه وتعلق بقوله خذوا الشيطان . وقال العلماء: هو مباح ما لم يكن فيه فحش ونحوه) ثم قال: " وهو كلامٌ حسنه حسن وقبيحه قبيح ، وهذا هو الصواب ؛ فقد سمع النبي الشعر واستنشده وأمر به حسان في هجاء المشركين وأنشده أصحابه بحضرته في الأسفار وغيرها، واستنشده الخلفاء وأئمة الصحابة وفضلاء السلف ، ولم ينكره أحد منهم على إطلاقة ، وإنما أنكروا المذموم منه وشعر الفحش ونحوه ، وأمَّا تسمية هذا الرجل الذي سمعه ينشد ( شيطاناً ) فلعله كان كافراً أو كان الشعر هو الغالب عليه أو كان شعره من المذموم ، وبالجملة فتسميته شيطاناً إنما هو في قضية عين تتطرق إليها الاحتمالات المذكورة وغيرها ولا عموم لها فلا يحتج به " . هذا وقد بوَّب البخاري لهذا الحديث باباً صار حكماً فقهياً ونصه ( باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن )، وقد وَجَّهَ ابن حجر العسقلاني تبويب البخاري المتقدم قائلاً ( ووجهه أن الذم إذا كان للامتلاء وهو الذي لا بقية لغيره معه دل على أن ما دون ذلك لا يدخله الذم ) . هذا وقد استمع النبي  للشعر وطلبه ، من ذلك ما رواه عمرو بن الشريد عن أبيه قال : ( ردفت رسول الله يوماً فقال : هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء فقلت نعم فقال : هيهِ فأنشدته بيتاًً فقال : هيهِ ثم أنشدته بيتاً فقال : هيهِ حتى أنشدته مائة بيت ). وفي رواية قال ( استنشدني رسول الله وذكر نحوه وزاد فقال : إن كاد ليسلم وفي رواية فلقد كاد يسلم في شعره ).
ومن فقه هذا الحديث وفوائده ما يلي :
أولاً: أن النبي كان يعرف بعض شعراء زمانه ويميز بين أشعارهم فما حسن طلبه واستنشده وما قبح تركه وأعرض عنه كما فعل مع أشعار أمية التي كثر فيها ذكر الله والثناء عليه وذكر الآخرة .
ثانياً: عناية بعض الصحابة بالشعر وحفظهم له وإقرار الرسول لذلك وتأييدهم عليه؛ باستنشاده منهم .
ثالثاً: أن الذي يقدم الشعر ما فيه من معانٍ حسنة مستطابة بغض النظر عن ناظمه فقد يكون كافراً كحال أمية الذي أدرك الإسلام ومات على الكفر ومع ذلك فقد استنشد الرسول من أشعاره ؛ لأن وِزْر الكفر يعود على صاحبه كما قال عز وجل ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) الأنعام : ( آية : 164 ) .
وأما الحق والحكمة من الأقوال والأعمال فإنها ضالة المؤمن يحرص عليها فإذا صدرت عن مسلم فإن ذلك نورٌ على نور ؛ وصاحبها عليها مأجور ، وإذا صدرت من غيره فتطلب ويستفاد منها قولاً أو فعلاً أو صناعة وما في حكم ذلك مما هو مفيد ونافع.
هذا وقد اتخذ الرسول من الشعر سلاحاً يدافع به عن الإسلام والمسلمين ويرمي به الشرك والمشركين فقد صح عنه قوله ( اهجوا قريشاً فإنه أشد عليهم من رشق النَّبل ).
ومن كل ما تقدم نلمح سمة من سمات الإسلام في معاملة الملكات البشرية الأدبية وغيرها ؛ فإنه لا يكبتها ولا يحارب أهلها وإنما يحتضنها ؛ فيربيها على عقيدته ويؤدبها ثم يبعثها بعد ذلك لتصيب غرضها في توازن ؛ لتحقّق غايتها في اتزان بعد أن يأمن طيشان سهامها أو تجاوز حدودها ، ويطمئن على تحقيق مقاصدها العالية وإصابة أغراضها السامية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://chobits.tk
 
علمي الأدب والبلاغة وتعريفهما ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ][معنى الفصاحة والبلاغة!][
» إميل زولا رائد المذهب الطبيعي في الأدب
» لغة الضاد و الأدب - ♣♣♣ مفردة قرآنية واحدة رسمت صورة ♣♣♣
» اعجاز علمي في 10 حروف من اللغة العربية
» إكتشاف علمي سبقه علاج نبوي مذهل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Lost City :: المدرسة :: اللغة العربية و أصولها-
انتقل الى: