الإتباع وإزدواجية الباء في الكلام !
تقولُ العربُ:
إنه لسَاغِبٍ لاغِبٍ.
فالساغِبُ:
الجائعُ.
واللاغِبُ:
المُعّيِي الكالُّ.
وهو:
السُّغوبُ واللُّغوب.
قال الشاعر:
.... عَرَقُ السِّقاءِ على القَعودِ الّلاغِبِ
ويقولون:
رجُل حَرِيبٌ سَليِبٌ.
يقال:
حَرِبَ مالُه فهو حرِيب ، وقَوْمٌ حَرْبَى.
قالَ الأعشى:
وشيوخٍ حَرْبَى بجنْبَيْ أريكٍ ***** ونساءٍ كأنهنَّ السَّعـالـي
قال الأصمعيّ:
رجُل خَيَّاب هَيَّابٌ.
قال:
خيّابٌ مِنْ خَابَ.
و .....
تَيَّابٌ تَزْويجٌ.
وهو:
يصلُحُ أنْ يكونَ إتباعاً.
ويقال:
خَيَّابٌ هَيَّابٌ.
فهاتانِ:
معروفَتَا المعنى.
ويقولون:
خَبٌّ ضَبٌّ.
فالضَّبُّ:
البخيلُ المُمْسِكُ.
والخَبُّ:
من الخِبّ.
ويقولون:
ضَبُّ كُدْيَةٍ ، إذا وَصَفُوهُ بالضّيقِ والتَّشَدُّدِ.
ويقال:
خَرَابٌ يَبَابٌ ، وقد يُفْرَدُ اليَبَابُ.
قال عُمَرُ بنُ أبي ربيعة:
كَسَتِ الرّياحُ جديدَها مِنْ تُرْبِها ***** دَققَاً وأَصْبَحَتِ العِراصُ يَبَابَا
فهذا:
إتباعٌ ، إلا أنّهُ أَفْرَدَهُ.
وممّا يُرادُ بهِ تأليف الكلامِ قولُهم:
أَرَبَّ فلانٌ ، وألَبَّ ، فهو مُرِبُّ مُلِبٌّ ، إذا أقامَ.
و .....
ما زال يفعلهُ مُذْ شَبَّ إلى أنْ دَبَّ.
يريدون:
مُذْ كان شاباً إلى أنْ دَبَّ على العضا.
ويسألون المرأَةَ فيقولون:
أشابَّةٌ أمْ ثابَّةٌ ؟
كأنّ:
الثابّةَ خِلافُ الشابّةِ.
و .....
مالَهُ حَلُوبَةٌ ولا رَكُوبةٌ.
الحلوبةُ:
ما تُحْلَبُ.
والركوبةُ:
ما تُرْكَبُ.
ويقولون:
وإنّه لمجرَّبٌ مدرَّبٌ.
فالدُّرْبَةُ:
العادةُ.
ويقولون:
ورجُل خائِبٌ لائِبٌ.
فالخائِبُ:
الذي لم يَنَلْ مُرادَهُ.
واللائِبُ:
الذي يَلُوبُ بالشيء يطلبُهُ كالعطشان الحائمِ.
ويقولون:
ورجُلٌ طَبٌّ لَبُّ.
فالطَّبُّ:
العالِمُ الحاذقُ.
واللَّبُّ:
من اللُّبِّ ، وهو العَقْلُ.
وحكى بعضُهم:
أَرِبٌ جَرِبٌ.
فالأرِبُ:
المتوجِّعُ من آرابِهِ وهي أعضاؤُه.
والجَرِبُ:
من الجَّرَبِ.
ومن المزاوَجَ:
ما لَهُ هارِبٌ ولا قارِبٌ.
أي:
مالَهُ صادِرٌ عنِ الماءِ ولا وارِدٌ.
ومنه قولُهم عندَ المبايعةِ:
لا شَوْبَ ولا رَوْب ، ولا شَيْبَ ولا عَيْبَ.
ابنُ الأعرابي:
ما عندَهُ شَوْبٌ ولا رَوْبٌ.
والرَّوْبُ:
اللَّبَنُ.
والشَّوْبُ:
العَسَلُ.
المصدر :-
الإتباع والمزاوجة ... ابن فارس.
الكاتب دموع