<font face="Arial"><br> <strong><font color="Red">]ولدت ولما <br>لم أجـد لعـرائـسي رجـالاً وأكـفاء وأدت بــنـاتي]</font></strong><strong><font color="Red"><br> <br>===============================<br> <br> <br> </font></strong><br> </font><strong><font face="Arial"><font face="Arial"><font color="Blue">رجـعـت لـنـفـسي فـاتـهـمـت حـصاتي *** ونـاديـت قـومي <br>فاحـتسبت حياتي<br> رمـوني بـعـقـم فـي الـشباب ولـيـتـنـي *** عـقـمـت فـلم أجزع لقـول <br>عـداتي <br> ولــدت ولمـــا لـم أجــــد لـعــرائـسي *** رجـــالاً وأكــفاء وأدت <br>بــنــــاتي <br> وسـعــت كـتــاب الله لـفـظــاً وغــايـة *** ومـا ضـقـت عـن آي بـه <br>وعـظاتِ <br> فكـيـف أضيق اليوم عـن وصــف آلـَةٍ *** وتــنــســيــق أسـمـاء <br>لمختــرعاتِ <br> أنـا البحـر في أحــشـائه الـدر كـامــن *** فهل سألوا الغواص عن صدفـاتي؟<br> <br> فـيـا ويحـكم أبـلـى وتـبــلى محاســني *** ومـنـكم وإن عــــز الدواء <br>أســاتي <br> فــلا تـكــــلـوني لـلـزمـــــان فــإنـنـي *** أخـاف عليكـــم أن تحـين <br>وفــاتـي <br> أرى لرجــال الغــرب عــزاً ومـنـعـة *** وكـــم عـــــز أقــــوام بعز <br>لغــات <br> أتــوا أهـلهــم بالـمـعـجــزات تـفــنـنـاً *** فيـــا لـيـتـكـم <br>تـــــأتـون بالكلمـــات <br> أيطربكم من جــانـب الغـــرب ناعــب *** يـنــادي بوأدي في ربـيـع <br>حـــياتي؟ <br> ولـو تـزجــرون الطــير يومــاً علـمتم *** بمـــا تـحـتـه من عـثـرة <br>وشتــــات <br> سقى الله في بطن الجـــزيرة أعـظمــاً *** يعــز عليهـــا أن تلـــين <br>قـنــــــاتي <br> حـفـظن ودادي في البـلى وحـفــظـتـه *** لهـــن بقــــلب دائــم <br>الحــــسـرات <br> وفاخرت أهل الغرب والشرق مطرق *** حـيـاء بـتـلـك الأعـظـم الـنـخـرات <br> أرى كـل يـــوم بالجــــرائد مــزلـقـــاً *** مـن الـقـبـر يـدنـيـنـي <br>بـغـيـر أنــاة <br> وأسـمـع لـلـكـتــَّـاب في مصـر ضجة *** فـأعـلـــم أن الـنـائـحـــيـن <br>نـعـاتـي <br> أيـهجــرني قــومـي عفـــا الله عـنـهـم *** إلــى لــغــة لــم <br>تــتــصــل بـرواة؟ <br> سـرت لـوثة الأعجـام فيها كـما سرى *** لعـاب الأفـاعي فـي مـسيـل فـرات <br> فجـائت كـثـوب ضـم سبـعـيـن رقـعـة *** مـشـكـلـة الألــــوان <br>مـخـتـلـفـــات <br> إلـى معشـر الكــتاب والجـمع حـافـل *** بسطت رجـائي بعـد بسط شكــاتـي <br> فـإمــا حـياة تـبعـث الميت فـي البـلى *** وتـنـبـت فـي تـلـك الرموس <br>رفـاتي <br> وإمــا مــمــات لا قــيــامـــة بــعــده *** مـمـات لـعـمـري لـم يـقـس <br>بـمـمات<br></font></font></font></strong><strong><font face="Arial"><font face="Arial"><br><font color="Indigo">فهذه القصيدة قالها شاعر النيل " حافظ <br>إبراهيم " مدافعا ومنافحا عن اللغة العربية ، اللغة التي يفتخر بها العرب <br>والمسلمون ويعتزون بها ، فهي تحفظ كتابهم وتشريعهم ، وتعبر عن علومهم <br>وآدابهم.. حين تعالى الهمس واللمز حولها في أوساط رسمية وأدبية، وعلى مسمع <br>ومشهد من أبنائها واشتد الهمس وعلا، واستفحل الخلاف وطغى، فريق يؤهلها <br>لاستيعاب الآداب والمعارف والعلوم الحديثة، وفريق جحود ، يتهمها بالقصور <br>والبلى وبالضيق عن استيعاب العلوم الحديثة.. ولكن حافظاً الأمين على لغته <br>الودود لها يصرخ بوجوه أولئك المتهامسين والداعين لوأدها في ربيع حياتها <br>بأن يعودوا إلى عقولهم ويدركوا خزائن لغتهم فنظم هذه القصيدة يخاطب بلسانها<br> قومه ويستثير ولاءهم لها وإخلاصهم لعرائسها وأمجادها<br> <br>فيقول :<br>رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي ***وناديت قومي فاحتسبت حياتي <br>رموني بعقم في الشباب وليتني ***عقمت فلم أجزع لقول عداتي <br>ولدت فلما لم أجد لعرائسي ***رجالاً وأكفاءً وأدت بناتي <br> <br>في هذه القصيدة شخص الشاعر اللغة العربية أي جعلها شخصا يتكلم عن نفسه ، بل<br> جعلها أما تنعى عقوق أبنائها لها ، وتعلن دهشتها من أبنائها الذين يخوضون <br>في هذا الحديث الظالم ضدها فتقول :بعدما سمعت الضجة الكبرى والحملة الجائرة<br> ضدي رجعت لنفسي واتهمت عقلي ولكن تبين كذب ما يقولون ، فعلمت أنهم يريدون <br>وأدي ، فناديت قومي واحتسبت حياتي عند الله فيما يدخر ، فهم قد اتهموني <br>بالعقم " ـ وهو مرض يصيب المرأة والرجل "ـ في شبابي وليتني حقيقة عقمت فلم <br>أجزع لقول أعدائي ، ولكنني أنا الودود الولود تتجدد في كل عصر وزمان.. فقد <br>ولدت الكلمات والعبارات ولكن لم أجد لها الرجال الأكفاء " الجديرين بها <br>الحريصين على إظهار مكنوناتها فوأدتها وهي حية .<br><br></font></font></font></strong><strong><font face="Arial"><font face="Arial"><font color="Indigo">وسعت كتاب الله لفظاً <br>وغاية ***وما ضقت عن آيٍ به وعظات </font></font><font face="Arial"><font color="Indigo"><br>فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة ***وتنسيق أسماءٍ لمخترعات <br>أنا البحر في أحشائه الدر كامن ***فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي..؟! <br> <br>وما زالت اللغة تتحدث عن نفسها وتتعجب ممن اتهمها فتقول أنا التي وسعت كتاب<br> الله (لفظاً وغايةً)، فكيف لي اليوم أن أضيق عما دونه كالتعبير عن وصف <br>لآلة أو تنسيق أسماء لمخترعات التي لاتساوي شيئا أمام ما جاء به القرآن من <br>معان وألفاظ ، فأنا البحر الذي كَمُن في جوفه الدر فهل ساءلوا أهل اللغة <br>العالمين بها عن صدفاتي .. <br><br></font></font></font></strong><strong><font face="Arial"><br> <font face="Arial"><font color="Indigo">فيا ويحكم أبلى وتبلى <br>محاسني ***ومنكم وإن عز الدواء أساتي </font></font><font face="Arial"><font color="Indigo"><br>أيطربكم من جانب الغرب ناعب ***ينادي بوأدي في ربيع حياتي؟! <br>أرى كل يوم في الجرائد مزلقاً ***من القبر يدنيني بغير أناة!! <br>وأسمع للكتاب في مصر ضجةً ***فأعلم أن الصائحين نعاتي!! <br> <br>في هذه الأبيات توبخ اللغة العربية أبناءها بقولها ويحكم أفنى وتفنى محاسني<br> ومنكم وإن قلّ الدواء أطبائي ! ، ثم تستفهم مستنكرة أيهزكم ويفرحكم من <br>جانب الغرب صوت الغراب الذي ينادي بدفني حية وأنا في ربيع حياتي ؟ ، فأنا <br>أرى في كل يوم في الجرائد زلة وخطأ يدنيني للقبر بغير حلم ولا رفق ، وأسمع <br>للكتاب في مصر ضجة " وتقصد الحملة الجائرة التي قامت في مصر وهي الدعوة إلى<br> العامية فأعلم أن هؤلاء الصائحين والمنادين هم الذين ينقلون خبر وفاتي .</font></font></font></strong>