أنواع الجمل ومواقعها الإعرابية
تقديم :
تعريف الكلام ، وتعريف الجملة ، والفرق بينهما :
عرف ابن هشام الكلام : بالقول المفيد بالقصد (1) .
ثم عرفه في موضع آخر بقوله : اعلم أن اللفظ المفيد يسمى كلاما ، وجملة . ونعني بالمفيد ما يحسن السكوت عليه ، وأن الجملة أعم من الكلام ، فكل كلام جملة ، ولا ينعكس (2) .
نستخلص من التعريفين السابقين أن الكلام هو مجموعة الكلمات التي تكون مع بعضها البعض بناء لغويا مفيدا يحسن السكوت عليه . وهذا في حد ذاته ما يعرف بالجملة التامة المعنى ، سواء أكانت جملة اسمية ، أو فعلية .
نحو : محمد مجتهد . أو جاء محمد . أو ما هو في منزلتهما .
نحو : جلدا السارق . أو : إن الطالب مؤدب .
أما عمومية الجملة فالمقصود به كون مجيئها تامة المعنى ، كما مثلنا ، أو ناقصة لا تعطي معنى يحسن السكوت عليه . نحو : إن جاء محمد ، أو : إذا حضر الماء .
وما إلى ذلك . ومن هنا فالجملة أعم من الكلام ، لأن حد الكلام أن يكون قولا مفيدا ، في حين أن الجملة قد تكون مفيدة ، أو لا تكون ، كما أوضحنا .
أقسام الجملة :
تنقسم الجملة إلى قسمين : ـ
أولا ـ جملة اسمية : وهي كل جملة تبدأ باسم مرفوع يعرب مبتدأ ، ويتممه ، أو يكمل معناه صفة مشتقة مرفوعة تعرف بالخبر . نحو : محمد مسافر . وعليٌّ قادم .
ـــــــــــــ
1 ـ مغني اللبيب ج2 ص274 .
2 ـ الإعراب عن قواعد الإعراب ص60 .
192 ـ ومنه قوله تعالى : {الأعرابُ أشدُ كفرا ونفاقا }1 .
وهذه الصورة هي أبسط صور الجملة الاسمية ، وتعرف بالجملة الاسمية الصغرى ، وهناك صور أخرى للجملة الاسمية ، منها : أن يكون خبر المبتدأ جملة سواء أكانت اسمية ، نحو : الحديقة أزهارها متفتحة .
193 ـ ومنه قوله تعالى : { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد }2 .
أم جملة فعلية . نحو : الطالب يكتب الدرس .
194 ـ وقوله تعالى : { أنا آتيك به }3 .
وهذا النوع من الجمل يعرف بالجملة الكبرى . لأن جملة أزهارها متفتحة ، جملة صغرى ، فهي مكونة من مبتدأ وخبر ، وفي نفس الوقت في محل رفع خبر المبتدأ "الحديقة " ، الذي يكوِّن مع الخبر الجملة الاسمية ، جملة كبرى .
وكذلك الحال في قولنا : الطالب يكتب الدرس ، فالطالب مبتدأ ، ويكتب فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر ، والدرس مفعول به ، وهذه الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ ، وهي تشكل جملة صغرى ، والمبتدأ " الطالب " مع خبره الجملة الفعلية يكوِّن جملة كبرى ، وقس على ذلك الشواهد القرآنية التي أوردنا .
ومن صور الجمل الاسمية أن يكون المبتدأ مصدرا صريحا .
نحو : احترام الناس واجب .
أو مصدرا مؤولا من أن والفعل المضارع .
نحو قوله تعالى : { وأن تصوموا خير لكم }4 . والتقدير : صيامكم خير لكم .
أو معرفا بأل نحو : المجتهدون مؤدبون . أو معرفا بالإضافة ، نحو : كتابي جديد .
وقد يكون المبتدأ ضميرا ، نحو : أنت مهذب .
195 ـ ومنه قوله تعالى : { هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه }5 .
ــــــــــــ
1 ـ 97 التوبة . 2 ـ 18 إبراهيم .
3 ـ 39 النمل .
4 ـ 18 إبراهيم . 5 ـ 67 يونس .
أو اسم إشارة ، أو موصول ، أو استفهام ، أو شرط ... إلخ .
وقد يكون الخبر جملة اسمية ، أو فعلية ، كما أوضحنا في بداية الكلام عن الجملة الاسمية ، أو شبه جملة جار ومجرور . نحو : الكتاب في الحقيبة .
أو ظرف بنوعيه . نحو : الكتاب عندك . والعطلة يوم الجمعة .
ثانيا ـ الجملة الفعلية :
هي كل جملة تبدأ بفعل ، وتؤدي معنى مفيدا يحسن السكوت عليه سواء أكان الفعل ماضيا ، نحو : ذهب أخوك إلى المدرسة .
196 ـ ومنه قوله تعالى : { فأصابهم سيئات ما عملوا }1 .
وقوله تعالى : وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون }2 .
أم مضارعا ، نحو : يلعب محمد بالكرة .
197 ـ ومنه قوله تعالى : { ينبت لكم به الزرع }3 .
وقوله تعالى : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت }4 .
أم أمرا ، نحو : قم مبكرا ، وصلِ حاضرا .
198 ـ ومنه قوله تعالى : { وقل ربِّ أدخلني مدخل صدق }5 .
ولا بد للفعل من فاعل ، يأتي على صور مختلفة ، فقد يكون اسما ظاهرا ، كما مثلنا سابقا ، وقد يكون ضميرا متصلا ، نحو : كتبت الواجب .
199 ـ ومنه قوله تعالى : { وربطنا على قلوبهم }6 .
أو ضميرا منفصلا ، نحو : علمته الحساب ، واحترم الكبير . ولا تهمل عملك .
ومنه قوله تعالى : { وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم }7 .
ـــــــــــــ
1 ، 2 ـ 34 النحل . 3 ـ 11 النحل .
4 ـ 27 إبراهيم . 5 ـ 80 الإسراء .
6 ـ 14 الكهف . 7 ـ 49 المائدة .
وقد يلي الفعل فاعل يكون دائما مرفوعا ، أو ما يكمل الجملة من مفعول به .
نحو : كسر المهمل الزجاج .
ومنه قوله تعالى : { ونقلب أفئدتهم }1 .
200 ـ وقوله تعالى : { واذكروا نعمة الله عليكم }2 .
أو حال . نحو : جاء الرجل راكبا .
201 ـ ومنه قوله تعالى : { فادعوه مخلصين }3 .
أو جار ومجرور . نحو : الكتاب في الحقيبة .
ومنه قوله تعالى : { قل آمنا بالله }4 .
أو مفعول معه . نحو : سار التلاميذ وصور المدرسة .
أو مفعول فيه ( الظرف ) . نحو : لعب الأولاد تحت المطر .
وسافرنا ليلة الخميس . وغير ذلك من مكملات الجملة الفعلية .
أنواع الجمل ومواقعها من الإعراب :
تنقسم الجملة من حيث المواقع الإعرابية إلى نوعين . نوع له موقع إعرابي ، كأن يكون في محل رفع ، أو نصب ، أو جر ، أو جزم . وهذا النوع من الجمل هو الذي يحل محل الاسم المفرد فيأخذ إعرابه . لأن المفرد هو الذي يوصف بالمواقع الإعرابية كالرفع ، وغيرها . وهذا النوع من الجمل يعرف بالجمل التي لها محل من الإعراب . أما النوع الآخر فهي الجملة التي لا محل لها من الإعراب ، والتي لا تحل محل الاسم المفرد .
ـــــــــــــــ