عجباً أمةٌ تنكرت لأصلها !!!
الشعب الذي يمتلك إرث تاريخي غني و يحافظ على قيمه و هويته و عاداته و
تقاليده الأصيلة و الحميدة له مكانة خاصة بين الشعوب بخلاف الذي يذوب في
الآخر و لا يبقى سوى اسمه .
و من المعروف أيضاً أن النهر عند منبعه أصفى من مصبه و كلما اقتربنا من
المنبع يكون الماء أصفى .
و من المعروف أيضا أن من يخصه الله بخصوصية له مكانة و احترام خاص بين
الناس
و بعرض الدول العربية على هذه المعايير نجد أن المملكة العربية السعودية
تحتل الصدارة في ذلك فهي منبع العروبة و الإسلام و معظم الأحداث التي نفخر
بها كعرب و مسلمين دارت على أراضيها فسيد الكون محمد صلى الله عليه و سلم و
صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين بدئوا تلك الدعوة السمحاء من هذه
البقاع التي شرفت بهم و أوصلوا إلينا تلك الرسالة السامية بهمة و ثبات
تنوء بها الجبال الراسيات و نحن الآن نعيش في ظل العز الذي حققوه لنا و
نتفيء ظلال تلك الشريعة الغراء التي حملوها لنا بكل عزيمة و اقتدار.
و أبناء اليوم هم أحفاد الماضي و الأرض هي نفس الأرض التي حدثت عليها تلك
الأحداث العظيمة التي غيرت وجه التاريخ .
أما من ناحية الحفاظ على القيم الإسلامية و التقاليد و العادات العربية
الأصيلة و الحميدة في شتى المجالات الملبس و المسكن و الأخلاق كالمروءة و
النخوة و الشهامة و الكرم وحفظ الود و رد الجميل و ........
فإن المملكة العربية السعودية تحتل مكان الصدارة أيضاً ، ومن تعامل مع
أهلها عن قرب يعرف ذلك و خاصةً الأجيال السابقة .
أما من ناحية الخصوصية فقد خصها الله بوجود أعظم المقدسات على أراضيها و هي
لا تدخر جهداً في خدمة هذه المقدسات ومن يحج إليها و خدمة هذه الدعوة
المحمدية
و كذلك وهبها الله خيرات كثيرة فهي لا تبخل بها على الإنسانية جمعاء.
و هناك ميزة هامة للمملكة هو أنها لم تتعرض لاحتلال غربي صليبي ، لأن
الاحتلال يفعل فعله في حكومات و شعوب البلدان التي يحتلها ،و بالتالي
فقيادة المملكة العربية السعودية و شعبها بعيدة كل البعد عن هذه التهمة
فالمملكة العربية السعودية كالثوب الأبيض النظيف فأي نقطة سوداء تصيبه يظهر
للجميع بينما صاحب الثوب الأسود مهما تلطخ بالسواد لا يظهر للناظر من بعيد
سوى البقعة البيضاء يراها الجميع ، فينبهر ببريقها أصحاب النظرة الضيقة
المحدودة .
فعجباً لمن يتجرأ بالقدح في هذا البلد المبارك و أهله بشكل عام دون بينة و
دون تحقق ، فأعتقد أنه من الأدب و الحب و الوفاء لسيدنا محمد صلى الله عليه
و سلم الإحجام عن ذلك حتى و إن كان البعض من أبناءه الشباب مخطئين فالأولى
إسداء النصح سراً و ستر ما ستره الله ، فهذا أقل الواجب تجاه هذا البلد
المبارك الذي خصه الله بهذه الخصوصية
وهنيئاً لشباب و شابات هذا البلد المبارك على ما خصكم الله به من نعم لا
تعد و لا تحصى و خاصةً تحكيم شرع الله سبحانه و تعالى .
و السعيد و الموفق من يحافظ على هذا الثوب أبيضاً كما كان .