بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سأكتب اليوم أيضا عن نجمنا الذي لا نستطيع العيش بدونه أبداً إلا
وهو الشمس فلنبدأ...
هل سالت نفسك ما هذه الشمس التي نراها تشرق وتغرب يومياً؟ هل تختلف عن
النجوم التي نراها ليلا؟ وما شكل هذه الشمس؟ وما حجمها؟ وكم تبعد عنا؟ وما
مكوناتها؟ وما درجه حرارتها السطحية والباطنية ؟ وكيف يتولد ضياؤها؟
إن الشمس نجم متوسط الحجم إذا قورن بالنجوم الأخرى المنتشرة في هذا الكون
الفسيح . وهي لا تتميز في الواقع عن غيرها من النجوم إلا بقربها منا .
فمتوسط بعدها عن الأرض يقارب حوالي 150مليون كم , ويسمى هذا البعد الوحدة
الفلكية . أما قطرها فهو قرابة 4.1مليون كم , أي ما يعادل 109اضعاف قطر
الأرض . وكتلتها حوالي 2x3010 كغ , أي ما يعادل قرابة 334.000مرة كتلة
الأرض . وتبلغ درجة حرارتها السطحية قرابة 6000 درجة مطلقة , وتزداد درجة
حرارتها كلما اتجهنا نحو الداخل إلى أن تصل درجة الحرارة في مركزها قرابة
20مليون درجة مطلقة .
والشمس كرة غازية متوهجة, نراها من الأرض على شكل قرص دائري ساطع
جداً . والطبقة الخارجية المرئية من الشمس عبارة عن غلاف رقيق يكسو الشمس
ويدعى الفوتوسفير أو الكرة الضوئية, وعليها تظهر بقع شمسية داكنة اللون
تسمى الكلف الشمسي وتنتج هذه البقع من عدم تساوي درجة الحرارة على سطح
الشمس , ترى آيها اكثر درجة حرارة البقع الشمسية أم سطح الشمس الذي تظهر
عليه؟ والحقيقة أن هذه البقع الشمسية الداكنة هي اقل درجة حرارة من
المناطق المحيطة بها بقرابة 1500 درجة مطلقة .
ويحيط بطبقة الفوتوسفير غلافان هما الكروموسفير (أو الطبقة الملونة)و
الكورونا Corona(أو ما يسمى بالإكليل ), وتشكل الأغلفة الثلاثة معاً ما
يعرف الغلاف الجوي الشمسي . ولا يمكن رؤية الغلافين الأخيرين إلا وقت
الكسوف الشمسي التام وذلك بسبب شدة سطوع طبقة الفوتوسفير وقلة كثافة
الإكليل والكروموسفير.
إذا كانت الشمس غازية كما انفنا ,فلماذا لا تنتشر مادتها في الفضاء ؟
ولماذا تبقى متماسكة على شكل كرة غازية ؟
إن السبب في ذلك كله هو الكتلة الهائلة من الغازات التي تتكون منها الشمس .
حيث تجذب بعضها بعضا بفعل قوة الجاذبية لاصغر حجم ممكن وهو الكرة , فتبقى
متماسكة على شكل كروي .
مم تتكون الشمس ؟ وكيف ينبعث منها الضوء؟
تبعث الشمس طاقتها الإشعاعية على شكل موجات كهرمغناطيسية في جميع
أرجاء الفضاء , وهذه الموجات الكهرمغناطيسية (وجزء منها هو الضوء المرئي)
سببها التفاعلات النووية الهائلة التي تحدث في باطن الشمس نتيجة ارتفاع
الضغط ودرجة الحرارة الناجمين من ثقل الطبقات العلوية على باطن الشمس .
فالشمس تتكون حاليا مما يقارب (71%) هيدروجين و(26.5%) هيليوم, و (2.5%)
عناصر أخرى مختلفة.
وتعمل التفاعلات النووية نتيجة الضغط ودرجة الحرارة المرتفعين على دمج كل
نوى أربع ذرات من الهيدروجين فتحولها إلى ذرة واحدة من الهيليوم , وذرة
الهيليوم الجديدة أقل كتلة من الأربع ذرات الهيدروجين المدمجة , والفرق في
الكتلة هذا يتحول إلى طاقة . وقد حدد اينشتاين العلاقة الأساسية التي تحكم
تحول أية مادة إلى طاقة , وحسب المعادلة التالية: ط = ك س2 ........(1).
حيث (ط):الطاقة المتكافئة (بالجول) الناتجة من تحول كمية معينة من المادة
كتلتها ك(كيلو غرام) .
و(س): سرعة الضوء في الفراغ ( وتساوي 3X810 م /ث).
ففي باطن الشمس , حيث درجة الحرارة إلى قرابة 20 مليون درجة كلفن , ويصل
الضغط إلى بلايين الضغوط الجوية الأرضية , تحدث تفاعلات نووية اندماجية يتم
بها دمج أربع ذرات من الهيدروجين معا لتكوين ذرة واحدة من الهيليوم.
وبما أن كتلة ذرة الهيليوم أقل بقليل من أربع ذرات من الهيدروجين , فان
الفرق في الكتلة هذا يتحول إلى طاقة إشعاعية تنبعث على شكل موجات
كهرمغناطيسية , حسب المعادلة (1) . وتنبعث هذه الطاقة في جميع الأرجاء ,أي
في جميع الاتجاهات, وما يصلنا منه لكوكب الأرض لا يمثل سوى جزء بسيط جدا من
هذه الطاقة الهائلة , وذلك لبعد الشمس عنا ولصغر حجم كوكب الأرض بالنسبة
للشمس , وكذلك لوجود غلاف جوي يحيط بالأرض ويعمل على امتصاص جزء بسيط جداً
من تلك الطاقة الإشعاعية وعكس جزء آخر .
إذا كانت الشمس تحول ذرات الهيدروجين إلى ذرات هيليوم لتوليد الطاقة
الشمسية الهائلة كما بينا , فهل ستتوقف تلك التحولات ويتوقف الضياء الشمسي
في يوم من الأيام؟؟؟؟
تفقد الشمس نتيجة تحول المادة إلى طاقة نحو 4.3مليون طن في الثانية الواحدة
. ويقدر العلماء أن مخزون باطن الشمس من وقود الهيدروجين يكفينا لمدة 5000
مليون سنة . وحين ينضب الهيدروجين في باطن الشمس بسبب تحوله إلى هيليوم,
فان درجات الحرارة والضغوط العالية في القلب تنخفض حتى تصل الشمس إلى
المراحل النهائية من حياتها.
انتهى ...
أتمنى من صميم قلبي أن ينال هذا الموضوع إعجابكم....
الرئيسية 
الجنس
العمر
عدد المساهمات
نقاط