Anneliese عمدة المدينة
الجنس : العمر : 29 عدد المساهمات : 5370 نقاط : 24792
| موضوع: ما يجوز من الشعر وما لا يجوز الأحد 27 يونيو - 6:43 | |
| ما يجوز من الشعر وما لا يجوز : اَلَّذِي يَتَحَصَّل مِنْ كَلام الْعُلَمَاء فِي حَدّ الشِّعْر الْجَائِز أَنَّهُ إِذَا لَمْ يَكْثُر مِنْهُ فِي الْمَسْجِد , وَخَلا عَنْ هَجْو , وَعَنْ الإِغْرَاق فِي الْمَدْح وَالْكَذِب الْمَحْض , وَالتَّغَزُّل بِمُعَيَّنٍ لا يَحِلّ . وَقَدْ نَقَلَ اِبْن عَبْد الْبَرّ الإِجْمَاع عَلَى جَوَازه إِذَا كَانَ كَذَلِكَ , وَقَالَ : مَا أُنْشِدَ بِحَضْرَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ اُسْتَنْشَدَهُ وَلَمْ يُنْكِرهُ . قُلْت : وَقَدْ جَمَعَ اِبْن سَيِّد النَّاس شَيْخ شُيُوخنَا مُجَلَّدًا فِي أَسْمَاء مَنْ نُقِلَ عَنْهُ مِنْ الصَّحَابَة شَيْء مِنْ شِعْر مُتَعَلِّق بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّة , وَقَدْ ذَكَرَ فِي الْبَاب خَمْسَة أَحَادِيث دَالَّة عَلَى الْجَوَاز , وَبَعْضهَا مُفَصِّل لِمَا يُكْرَه مِمَّا لا يُكْرَه . وَتَرْجَمَ فِي " الأَدَب الْمُفْرَد " مَا يُكْرَه مِنْ الشِّعْر وَأَوْرَدَ فِيهِ حَدِيث عَائِشَة مَرْفُوعًا : (( إِنَّ أَعْظَم النَّاس فِرْيَة الشَّاعِر يَهْجُو الْقَبِيلَة بِأَسْرِهَا )) وَسَنَده حَسَن .
وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ مِنْ هَذَا الْوَجْه بِلَفْظِ : (( أَعْظَم النَّاس فِرْيَة رَجُل هَاجَى رَجُلاً فَهَجَا الْقَبِيلَة بِأَسْرِهَا )) وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان . وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيّ فِي " الأَدَب الْمُفْرَد " عَنْ عَائِشَة أَنَّهَا كَانَتْ تَقُول : (( الشَّعْر مِنْهُ حَسَن وَمِنْهُ قَبِيح , خُذْ الْحَسَن وَدَعْ الْقَبِيح وَلَقَدْ رَوَيْت مِنْ شِعْر كَعْب بْن مَالِك أَشْعَارًا مِنْهَا الْقَصِيدَة فِيهَا أَرْبَعُونَ بَيْتًا )) وَسَنَده حَسَن .
وقد قيل : " الشِّعْر بِمَنْزِلَةِ الْكَلام , فَحَسَنه كَحَسَنِ الْكَلام , وَقَبِيحه كَقَبِيحِ الْكَلام " .
عن أُبَي بْنَ كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِنَّ مِنْ الشِّعْرِ حِكْمَةً )) ( إِنَّ مِنْ الشِّعْر حِكْمَة ) أَيْ قَوْلاً صَادِقًا مُطَابِقًا لِلْحَقِّ . وَقِيلَ : أَصْل الْحِكْمَة الْمَنْع , فَالْمَعْنَى إِنَّ مِنْ الشِّعْر كَلامًا نَافِعًا يَمْنَع مِنْ السَّفَه . وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ عن بريدة : (( سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : إِنَّ مِنْ الْبَيَان سَحَرًا , وَإِنَّ مِنْ الْعِلْم جَهْلاً , وَإِنَّ مِنْ الشِّعْر حِكَمًا , وَإِنَّ مِنْ الْقَوْل عَيًّا . فَقَالَ صَعْصَعَة بْن صُوحَان : صَدَقَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَّا قَوْله : " إِنَّ مِنْ الْبَيَان سِحْرًا " فَالرَّجُل يَكُون عَلَيْهِ الْحَقّ وَهُوَ أَلْحَن بِالْحُجَجِ مِنْ صَاحِب الْحَقّ فَيَسْحَر الْقَوْم بِبَيَانِهِ فَيَذْهَب بِالْحَقِّ . وَأَمَّا قَوْله : " وَإِنَّ مِنْ الْعِلْم جَهْلا " فَيُكَلَّف الْعَالِم إِلَى عِلْمه مَا لا يَعْلَم فَيَجْهَل ذَلِكَ . وَأَمَّا قَوْله : " إِنَّ مِنْ الشِّعْر حِكَمًا " فَهِيَ هَذِهِ الْمَوَاعِظ وَالأَمْثَال الَّتِي يَتَّعِظ بِهَا النَّاس . وَأَمَّا قَوْله : " إِنَّ مِنْ الْقَوْل عَيًّا " فَعَرْضك كَلامك عَلَى مَنْ لَا يُرِيدهُ . وَقَالَ اِبْن التِّين : مَفْهُومه أَنَّ بَعْض الشِّعْر لَيْسَ كَذَلِكَ ; لأَنَّ " مِنْ " تَبْعِيضِيَّةٌ .
وَوَقَعَ فِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس عِنْدَ الْبُخَارِيّ فِي " الأَدَب الْمُفْرَد " وَأَبِي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وَحَسَّنَهُ وَابْن مَاجَهْ بِلَفْظِ : (( إِنَّ مِنْ الشِّعْر حِكَمًا )) وَكَذَا أَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة مِنْ حَدِيث اِبْن مَسْعُود , وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيث بُرَيْدَةَ مِثْله .
وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة عن أَبي بَكْر قال : رُبَّمَا قَالَ الشَّاعِر الْكَلِمَة الْحَكِيمَة .
وَقَالَ اِبْن بَطَّال : مَا كَانَ فِي الشِّعْر وَالرَّجَز ذِكْر اللَّه تَعَالَى وَتَعْظِيم لَهُ وَوَحْدَانِيّته وَإِيثَار طَاعَته وَالاسْتِسْلام لَهُ فَهُوَ حَسَن مُرَغَّب فِيهِ , وَهُوَ الْمُرَاد فِي الْحَدِيث بِأَنَّهُ حِكْمَة , وَمَا كَانَ كَذِبًا وَفُحْشًا فَهُوَ مَذْمُوم .
وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيّ فِي " الأَدَب الْمُفْرَد " عَنْ عُمَر بْن الشَّرِيد عَنْ أَبِيهِ قَالَ : " اِسْتَنْشَدَنِي النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شِعْر أُمَيَّة بْن أَبِي الصَّلْت فَأَنْشَدْته حَتَّى أَنْشَدْته مِائَة قَافِيَة " .
وَعَنْ مُطَرِّف قَالَ : صَحِبْت عِمْرَان بْن حُصَيْن مِنْ الْكُوفَة إِلَى الْبَصْرَة فَقَلَّ مَنْزِل نَزَلَهُ إِلا وَهُوَ يُنْشِدُنِي شِعْرًا . وَأَسْنَدَ الطَّبَرِيُّ عَنْ جَمَاعَة مِنْ كِبَار الصَّحَابَة وَمِنْ كِبَار التَّابِعِينَ أَنَّهُمْ قَالُوا الشِّعْر وَأَنْشَدُوهُ وَاسْتَنْشَدُوهُ . وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيّ فِي " الأَدَب الْمُفْرَد " عَنْ خَالِد بْن كَيْسَانَ قَالَ : كُنْت عِنْدَ اِبْن عُمَر فَوَقَفَ عَلَيْهِ إِيَاس بْن خَيْثَمَةَ فَقَالَ : أَلا أَنْشُدك مِنْ شِعْرِي ؟ قَالَ : بَلَى وَلَكِنْ لا تُنْشِدنِي إِلا حَسَنًا .
وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة بِسَنَدٍ حَسَن عَنْ أَبِي سَلَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن قَالَ : (( لَمْ يَكُنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْحَرِفِينَ وَلا مُتَمَاوِتِينَ , وَكَانُوا يَتَنَاشَدُونَ الأَشْعَار فِي مَجَالِسهمْ وَيَذْكُرُونَ أَمْر جَاهِلِيَّتهمْ , فَإِذَا أُرِيدَ أَحَدهمْ عَلَى شَيْء مِنْ دِينه دَارَتْ حَمَالِيق عَيْنَيْهِ ))
وَمِنْ طَرِيق عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْرَة قَالَ : (( كُنْت أُجَالِس أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي فِي الْمَسْجِد فَيَتَنَاشَدُونَ الأَشْعَار وَيَذْكُرُونَ حَدِيث الْجَاهِلِيَّة )) .
وَأَخْرَجَ أَحْمَد وَابْن أَبِي شَيْبَة وَالتِّرْمِذِيّ وَصَحَّحَهُ مِنْ حَدِيث جَابِر بْن سَمُرَة قَالَ : (( كَانَ أَصْحَاب رَسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَذَاكَرُونَ الشِّعْر وَحَدِيث الْجَاهِلِيَّة عِنْدَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلا يَنْهَاهُمْ . وَرُبَّمَا يَتَبَسَّم )) .
وعن جندب : (( بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي إِذْ أَصَابَهُ حَجَرٌ فَعَثَرَ فَدَمِيَتْ إِصْبَعُهُ فَقَالَ : هَلْ أَنْتِ إِلا إِصْبَعٌ دَمِيتِ .... وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ ))
وعن الْمِقْدَام بْن شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ " قُلْت لِعَائِشَة : أَكَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَمَثَّل بِشَيْءٍ مِنْ الشِّعْر ؟ قَالَتْ : كَانَ يَتَمَثَّل مِنْ شِعْر اِبْن رَوَاحَة : وَيَأْتِيك بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تَزَوَّدِ " أَخْرَجَه الْبُخَارِيّ فِي " الأَدَب الْمُفْرَد " وَالتِّرْمِذِيّ وَصَحَّحَهُ وَالنَّسَائِيُّ .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ : " أَلا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلا اللَّهَ بَاطِلُ " .. وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ ))
عن أبي هُرَيْرَةَ فِي قَصَصِهِ يَذْكُرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( إِنَّ أَخًا لَكُمْ لا يَقُولُ الرَّفَثَ يَعْنِي بِذَاكَ ابْنَ رَوَاحَةَ قَالَ : وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ 00 إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنْ الْفَجْرِ سَاطِعُ
أَرَانَا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى 00 فَقُلُوبُنَا بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ 00 إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْكَافِرِينَ الْمَضَاجِعُ
قَالَ اِبْن بَطَّال : فِيهِ أَنَّ الشَّعْر إِذَا اِشْتَمَلَ عَلَى ذِكْر اللَّه وَالأَعْمَال الصَّالِحَة كَانَ حَسَنًا وَلَمْ يَدْخُل فِيمَا وَرَدَ فِيهِ الذَّمّ مِنْ الشِّعْر . قَالَ الْكَرْمَانِيُّ : فِي الْبَيْت الأَوَّل إِشَارَة إِلَى عِلْمه , وَفِي الثَّالِث إِلَى عَمَله , وَفِي الثَّانِي إِلَى تَكْمِيله غَيْره صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ كَامِل مُكَمِّل . | |
|