طفلتي تناشدني أن احكي لها حكاية كما اعتادت
ورغم تعبي قررت أن احكي لها قصه ككل لليلة
استلقيت اداعب وجنتيها واسرح خصل من شعرها الأشعث
تلك العنيده ترفض ان اسرحه!!
عادت تصرخ بطفولة اعشقها فيها
)ماما ... حكايه(
اتكأت وبدأت افكر أي الحكايا سأسرد لها
فقلت: السلحفاة والأرنب
جلست بسرعه
وقالت : )لا لا لا(
هدأت ثورتها التي افزعتني وتركت لها الإختيار
فأخذت تحدق بي بهدوء تحاول تذكر شيء ما
اردت انا النوم فقط وارادت هي قصه
بينما كانت صغيرتي ذات الشعر الأشعث تتذكر
استلقيت مجددا واخذت احدق بسقف غرفتها الصغيره
ووجدتني احاول تذكر ملامحه مجددا!
ذاك الأنف المستدق وحاجباه الكثيفان
يمتلك نظرة اتوه دائما إن حاولت فهمها
رغم خوفي ورفضي لمبدأ الزواج
خط لي القدر خطة اخرى
ولم اكد احتمل فكرة خطبتي حتى حل موعد فرحي سريعا!!
وكأن الزمن يتعمد ذالك
تسللت إبتسامة على محياي لإن شعره كان اشعث ايضا ويكره تسريحه
صغيرتي تهز السرير فما زالت تحاول تذكر شيء ما وها أنذا عاجزة تماما عن قراءة نظرتها
كنت اخشاه وظننته مثالا للقسوة
كنت اتحاشى الجدال معه واختار الصمت حلا
فمنذ ان عرفت معنى الحياة وأنا اكره الجدالات
لم املك الوقت الكافي لمعرفته
فقد اصبحت زوجة واصبح زوجي
شخص لا أعرف عنه شيئا وتوجب علي المغادرة والعيش معه!
ربتات سريعة على جبهتي اعادتني لملامح تأبى أن تنام وتريحني
وما ان نظرت إليها حتى بدأت تضحك وتقفز على السرير وتدعوني للعب معها
ياااه انا منهكه وصغيرتي تريد حكاية ولعب وما ان امرتها ان تنام حتى جلست بسرعه وبتركيز مصطنع
وقالت:
) الحكايه (
لم يكن بإستطاعتي مجادلتها فتركتها تتذكر وسمحت لذاكرتي إن تبحر لأيام لن تعود
لقد كان عنيدا جدا جدا جدا ولا اقصد عنيدا من ناحية سيئة
لا
واقول ذاك بخجل مفرط
فقد كان عناده منصبا على جعلي احبه..
لا ادري متى نسيت خوفي منه
لا ادري متى اصبحت
لا ادري ...ربما
احبه!!
ههه كان يغضب عندما اردد لا أدري كثيرا!!
اتذكر صوته
صدا ضحكاته
همساته
كل شي
اتذكر كل شي
ولم يغب عن خاطري
ابدا
فلكل ذكرى معه جزء من قلبي
....احيانا
اكاد اجزم بإنه سيعود
وانه لم يغادرني للحظه
وكلما تذكرته مستلقيا امامي
يلفه البياض ويفوح منه المسك
أعيد جملتي واستوعب لماذا قلت اكـــــــاد
لصراخ والدته في تلك الليلة صدا في داخلي يزيد بشاعة الذكرى
اجدني احسد قوتي حينئذ
لإني لم أعد قوية الآن
واجدني...
)ماما .... اسفه(
صوتها بعثني من سواد ذكرياتي من جديد وعندما تنبهت لنظرتها الوجلى شعرت بدموعي تنساب في اذني وعرفت لماذا اعتذرت
لقد ظنت فلذة كبدي إنها السبب!!
جلست بسرعه وقلت لها:
لا ياصغيرتي لستي السبب ببكائي ولن تكوني
ضممتها محاولة ان احميها من حزني وطوقتني بذراعيها الصغيرتين
ظللنا على هذه الحال فترة إلا ان قبلتني
لا اصدق كم تشبهه بأدق تفاصيله!!
عدناواستلقينا معا وقالت:
) الحكايه(
سألتها :أي واحدة؟
ردت بصوت هامس:
)حكاية الجندي الشجاع(
تبدلت ملامحي بدون قصد مني وقلت لها: ياصغيرتي الم تملي هذي القصه!؟!
لكنها اصرت على سماعها
ولم اجد حلا سوى الإتكاء وسرد تفاصيل الحكاية بقلب مفطور
حكاية الجندي الشجاع
هي ليست سوى
حكاية والدها...