صدر عن الهيئة المصرية العامة
للكتاب بالقاهرة كتاب "اللغة العربية في الهند عبر العصور" للكاتب خورشيد
أشرف إقبال الندوي، والذي يجري عبر صفحاته الـ 252 مسح شامل لتاريخ الثقافة
الإسلامية في الهند ورموزها العلمية والثقافية في علوم التفسير، الحديث،
الفقه، التراجم، النحو، المعاجم، الشعر، وغيرها.
وشدد الندوي - وفق صحيفة "الوسط" المصرية - علي أن انتشار الإسلام في شبه
القارة الهندية يعود الي الدعاة العرب الذين نقلوا تعاليم الإسلام السمحة
الي مشارق الأرض ومغاربها، لينيروا الطريق لنشر الدعوة الإسلامية في ربوعها
إنطلاقا من الجزيرة العربية.
وأوضح أن شبة الجزيرة الهندية سطع بها نور الإسلام عبر الموعظة والإرشاد
والقدوة الحسنة، منذ فتحها القائد الشاب محمد بن القاسم عندما وجهه عمه
الحجاج بن يوسف الثقفي إليها سنة 92ه/712 م.
وأشار الندوي وفقا لما ورد بصحيفة "الوسط" المصرية الي أن انتشار اللغة في
الهند باتساع دائرة الحضارة الإسلامية وتطورها وتضاعف الرغبة في طلب العلم،
فتسابق طلبة العلم من المسلمين إلى تعلم العربية، واتسع نطاقها بمرور.
وأرجع المؤلف الإسلام في الهند، إلى العلماء والمشايخ الذين هجروا أوطانهم
في البلاد الإسلامية ودخلوا الهند دعاة مرشدين، وخالطوا أهلها وعاشروهم
وعلموهم مبادئ الإسلام وآدابه، فتأثر سكان البلاد بأخلاقهم وسجاياهم
العالية واختاروا الإسلام ديناً لهم عن طيب نفس وانشراح صدر.
وتابع أن أشهر المؤلفين في مجال التاريخ الشيخ زين الدين بن عبد العزيز
الشافعي المليباري صاحب كتاب «تحفة المجاهدين في بعض أخبار البرتكاليين
«وطبع في حيدر آباد الدكن 1931 م، وألقي الضوء على رموز الحقول الأدبية
الذين كتبوا باللغة العربية أمثال أمير خسرو بن سيف الدين الدهلوي الذي قيل
أنه أشهر مشاهير الشعراء في الهند، ولم يكن له نظير في العلم والمعرفة
والشعر والموسيقى، وانه نشأ بدار الملك دهلي، وتنبل في أيام السلطان غيات
الدين بلين.
و قدم الندوي فصل خاص بالشعر أوضح خلاله الشعر الهندي المكتوب باللغة
العربية اشتمل على موضوعات الشعر العربي المعروفة كالمديح والغزل الإباحي
والعذري والتقليدي والوصف وتأمل الطبيعة والرثاء والزهد والفخر والهجاء،
الي جانب فنون النثر والخطابة، المراسلة، المقامات، الطرائف، النوادر،
والمقال.
وأكد خورشيد أن الأوضاع في الهند بدأت تتغير لصالح اللغة العربية وذلك إثر
اكتشاف البترول في معظم البلدان العربية وازدياد فرص العمل في الشرق الأوسط
بشكل عام، وفي الخليج بشكل خاص إذ نرى نتيجة للعمل والتكسب في البلدان
العربية.