صدر عن دار "كلمات عربية" للمؤلف مايكل أورين ، والمترجم آسر حطيبة ،
الطبعة الأولى من كتاب "القوة والإيمان والخيال .. امريكا في الشرق الأوسط
منذ عام 1776 وحتى اليوم" .
ووفق قراءة للكتاب بصحيفة "الزمان" اللندنية ، فإن المؤلف يؤكد أن معرفة
الأمريكيين المطردة بالشرق الأوسط تعكس الدور الرئيسي الذي تحتله المنطقة
في حياتهم الآن، لقد أصبحت الولايات المتحدة متضامنة ومشاركة في الشرق
الأوسط بصورة كبيرة تمس حتي وجودها وكيانها.
وبذلك أصبح الشرق الأوسط بوجه عام مؤثراً علي أمن الولايات المتحدة وسلامة
كل سكانها.
وعلي الرغم من هذه الأهمية القصوي للشرق الأوسط، فلا يزال الأمريكيون -إلي
حد بعيد- غير واعين بتاريخ بلادهم الثري متعدد الجوانب في هذه المنطقة، إذ
يبدو أن معظمهم يعتقد أن الولايات المتحدة أصبحت نشطة في الشرق الأوسط بعد
الحرب العالمية الثانية، أو مع بدايات الصراع العربي الإسرائيلي، أو مع
اكتشاف النفط السعودي.
تقدم الأجزاء السته الأولي من الدراسة عرضاً مفصلاً لعلاقات الولايات
المتحدة بالشرق الأوسط منذ أواخر القرن الثامن عشر وحتي منتصف القرن
العشرين، أما الجزء الأخير فسيتقصي أحداث السنوات الستين الأخيرة، بدءاً
بالحرب الباردة وانتهاء بحرب العراق، وخلال الولايات المتحدة في الشرق
الأوسط، مع متابعة الموضوعات التي تمتد كالخيط المشترك خلال النص، رابطة
بعضه ببعض وموضحة إياه.
أكثر هذه الموضوعات التي تفرض نفسها وتظهر بوضوح هو موضوع القوة، فالقوة
تشير إلي السعي وراء المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط من خلال العديد من
الوسائل.
أما الإيمان -هو الموضوع الثاني- فيشير إلي تأثير الدين في تشكيل المواقف
والسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، ومع أن الكاثوليك واليهود لعبوا
دوراً نشطاً في تحديد مسار العلاقات الأمريكية في المنطقة، خاصة بعد الحرب
العالمية الثانية، فقد كانت السيطرة للنفوذ البروستانتي.
الموضوع الثالث هو الخيال؛ فلطالما سبت فكرة الشرق الأوسط عقول الأمريكيين،
وسحرتهم بصور خيالية تملؤها مآذن المساجد والأهرامات والواحات والجمال
والكثبان الرملية، ونجد جذور تلك الصور الرومانسية عن الشرق الأوسط في
الإنجيل من خلال الصور الخيالية التي رسمها للصحراء، وهو يعتبر عادة أكثر
الكتب قراءة في الولايات المتحدة، وأسهم كتاب "ألف ليلة وليلة" -وهو كتاب
خيالي من العصور الوسطي- في صبغ الشرق الأوسط بأجواء جنسية.
كذلك أصبحت الأعمال المستوحاة من الشرق الأوسط هي الأكثر روجاً في هوليوود
وفي مجال الموسيقي، ولم تؤثر هذه الأعمال فقط علي رؤية الجمهور للمنطقة، بل
أثرت أيضاً علي سياسات الحكومات الأمريكية.
يهدف هذا الكتاب - وفق المصدر نفسه - إلي تقديم فهم أكثر عمقاً وتنوعاً
لهذا الجزء المحوري من تاريخ الولايات المتحدة عن طريق بحث تلك الموضوعات
وإعادة تشكيل تاريخ العلاقات الأمريكية مع الشرق الأوسط، ويقدم الكتاب
أيضاً خليفة تاريخية لتحليل الدور الحالي للولايات المتحدة في المنطقة.