Anneliese عمدة المدينة
الجنس : العمر : 29 عدد المساهمات : 5370 نقاط : 24790
| موضوع: تاريخ روما القديمة موضوع شيق حاولوا الاطلاع عليه الجمعة 25 يونيو - 11:11 | |
|
روما القديمة
روما القديمة نشأت عندما استوطنت جماعة صغيرة من الرعاة في وسط إيطاليا وأصبحت واحدة من الإمبراطوريات الكبرى في التاريخ ثم انهارت . تأسست مدينة روما حسب القصص الروماني ، سنة 753 ق.م. وفي نحو سنة 275 ق.م. سيطرت روما على معظم شبه الجزيرة الإيطالية وشملت الإمبراطورية ، وهي في أوجها، في القرن الثاني الميلادي ، نحو نصف أوروبا والقسم الأكبر من الشرق الأوسط والساحل الشمالي لإفريقيا , ثم بدأت في التفتت , وأطاحت القبائل الجرمانية، المولعة بالحرب ، بآخر إمبراطور روماني سنة 476م. كان الملايين من الناس ، الذين عاشوا في الإمبراطورية الرومانية ، يتكلمون لغات متعددة ، ويتبعون تقاليد وأديانًا مختلفة , ولكن الإمبراطورية الرومانية ربطتهم جميعًا بنظام قانوني وحكم مشترك , وقد أثار هذا الإنجاز البارز الاهتمام والإعجاب منذ الأزمنة القديمة وحتى الوقت الحاضر . كان لروما القديمة تأثير كبير على تطور الحضارة الغربية , لأن هذه الإمبراطورية كانت واسعة للغاية ، ودامت زمنا طويلا ، فقد أصبحت لغة الرومان القدماء ـ وهي اللغة اللاتينية ـ أساسًا للغة الفرنسية والإيطالية والأسبانية ، واللغات الرومانسية الأخرى . كما قدم القانون الروماني الأساس للنظم التشريعية لمعظم بلدان أوروبا الغربية وأمريكا اللاتينية , وأسهمت مبادئ العدالة الرومانية والنظام السياسي الروماني في إقامة حكومات في عدد كبير من البلاد في الغرب , كما ظلت بعض الطرق والجسور والقنوات الرومانية تستخدم نماذج للمهندسين في العصور اللاحقة.
العالم الروماني
نشأت روما القديمة فوق سبعة تلال مغطاة بالغابات على ضفة نهر التيبر في وسط إيطاليا. وقد وفر لها هذا النهر طريقًا ملائمًا إلى البحر الذي يقع على بعد نحو 24كم إلى الغرب منها. ولكن روما كانت بعيدة عن البحر بما يكفي لتجنيبها غارات القراصنة. كانت تلال روما شديدة الانحدار، مما ساعدها على الدفاع عن نفسها بسهولة ضد الأعداء , وبالقرب من روما وُجِدت التربة الخصبة ومواد البناء الممتازة. وقعت شبه الجزيرة الإيطالية ، تدريجيًا ، تحت حكم الرومان , وكانت شبه الجزيرة هذه ممتدة في البحر المتوسط بشكل بارز , وهكذا احتلت إيطاليا مركزًا وسطًا بين البلاد المحيطة بهذا البحر , وفي الشمال ساعدت جبال الألب على حماية إيطاليا من الغزاة القادمين من وسط أوروبا , ولكن الممرات الجبلية كانت تفسح المجال لعبور قلة من المستوطنين، الذين جذبهم مناخ إيطاليا المعتدل وتربتها الخصبة. وكان نمو السكان المطرد، في وقت لاحق، قد وفر لروما الجنود الذين تحتاجهم لتوسعها . انتشر الحكم الروماني تدريجيًا في البلاد المحيطة بالبحر المتوسط , وأطلق الرومان على هذا البحر اسم بحرنا والبحر الداخلي ، وامتدت الإمبراطورية الرومانية، في ذروة اتساعها، في القرن الثاني الميلادي، شمالاً حتى الجزر البريطانية وشرقًا حتى الخليج العربي. وكان للإمبراطورية الرومانية موارد طبيعية متعددة، من حقول القمح الخصبة في صقلية وشمالي إفريقيا، إلى المناجم المعدنية الغنية في أسبانيا وبريطانيا، ومحاجر الرخام في اليونان. كما وُجدت أيضًا غابات كثيفة في آسيا الصغرى، وبساتين الكروم والزيتون في الغال (وهي حاليًا فرنسا وبلجيكا وجزء من ألمانيا) .
السكان
من المحتمل أن عدد سكان الإمبراطورية الرومانية، في أوجها، كان يتراوح بين 50 و70 مليون نسمة، منهم نحو مليون تقريبًا في مدينة روما، ومن خمسة إلى ستة ملايين في بقية أنحاء إيطاليا. تختلف الشعوب التي رزحت تحت هيمنة الإمبراطورية الرومانية اختلافًا كبيرًا في التقاليد واللغات. فثقافات سكان بلاد الرافدين وفلسطين ومصر واليونان كانت أعرق وأقدم من حضارة روما. ولكن شعوبًا عديدة، في كل من بريطانيا وألمانيا والغال، تعرفت عن طريق الرومان، على حضارة أكثر تقدمًا. وقد تكلم موظفو الحكومة وأفراد الطبقة العليا، في كل أرجاء الإمبراطورية، اللغتين اللاتينية واليونانية. ولكن معظم الشعوب المغلوبة استمرت في استخدام لغاتها المحلية؛ ففي كل من الغال وبريطانيا، مثلاً، كان الناس يتكلمون اللغة السلتية، وفي شمالي إفريقيا اللغة البربرية ويتكلمون في سوريا وفلسطين الآرامية، وفي مصر اللغة المصرية القديمة في لهجتها القبطية. انقسم سكان روما القديمة إلى طبقات اجتماعية متعددة. وكانت قلة من الرومان تنتمي إلى الطبقة العليا. وشكَّل أعضاء مجلس الشيوخ وعائلاتهم الفئة الأعظم نفوذًا من بين أفراد هذه الطبقة، أما معظم الناس فكانوا من الطبقات الدنيا، ومكانتهم الاجتماعية وضيعة. وكان الرومان يُميَّزون، داخل الفئة الأخيرة نفسها، بين المواطنين والمستعبدين. فقد ضمت فئة المواطنين المزارعين الصغار وعمال المدن والجنود، في حين كان معظم المستعبدين أناسًا تم أسرهم في الحروب. وقد أصبح بإمكان المستعبدين، في وقت لاحق، أن يشتروا أو يُمنحوا حريتهم ويصبحوا أحرارًا، ثم مواطنين في نهاية المطاف. ومع توسع العالم الروماني ظهرت طبقة اجتماعية جديدة تتمتع بأهمية كبيرة. تألفت من ملاك الأراضي الأثرياء وأصحاب الأعمال. وقد أطلق عليها اسم طبقة الفرسان، واحتل أفرادها، في ظل الأباطرة، مناصب حكومية مهمة، وأسهموا في إدارة الخدمات المدنية للإمبراطورية.
| |
|