رواية جديدة بعنوان "رحمة" عن الحب والخيانة والعرق والعبودية والرحمة للكاتبة توني موريسون

بعد خمسة أعوام من الغياب تعود الكاتبة الأمريكية الحائزة على جائزة نوبل،
توني موريسون، برواية جديدة بعنوان "رحمة" عن الحب والخيانة والعرق
والعبودية والرحمة.

تبدأ الرواية من عام 1780، وبالتحديد في نهاياته لنرى أمريكا في القرن
السابع عشر، وتتحدث الرواية عن امرأة سوداء يبيعها سيدها البرتغالي إلى
مزارع كي يسدد ديونه. وتقول المؤلفة: أن المجتمع الأمريكي الذي تصفه في هذه
الفترة مختلط من السود والبيض والبرتغاليين والأفارقة العبيد والخلاسيين،
وترى الكاتبة هنا أن العبودية كانت أمرا عاديا في ذلك الزمن ولم يكن هنالك
بلد يخلو من العبيد أيا كان مسماهم.

في الرواية وفق ابراهيم درويش بصحيفة "القدس العربي" اللندنية نرى فلورين
الرقيق وهي تشرد من مزرعة سيدها الكاثوليكي بحثا عن ملجأ في بيت غريب الذي
يسألها "المسيحية أو الكفر؟" وتعتقد موريسون أن هذه العبارة ما هي إلا صدى
لتصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش سيئة الذكر بعد أحداث سبتمبر 2001 "اما
معنا أو مع الإرهابيين".

لكن موريسون لا تستعيد الأحداث التي غيرت وجه العالم ولكنها تقول: "كنت
أحاول تخيل حياة فتاة في العبودية عندما لم يكن العرق العامل الأساسي".

في بداية الرواية تخبرنا المؤلفة أن فارك لا يتاجر باللحم البشري، لكن
المزارع من أصل برتغالي، يتعيش منهم خاصة ممن ينقلون للأرض "الجديدة" في
سفن من أنجولا، ويحتاج دي أورتيجا إلى المال من أجل سداد ديونه ولهذا يعرض
على فارك أن يختار أيا من عبيده، فيقع اختياره على امرأة بولد تحمله على
جنبها وابنة تختبئ خلف ثوبها. لكن دي اورتيجا يقول له إلا هذه لأنها
الطاهية التي دربتها زوجته ولا يمكنها العيش بدونها. وعندها تتحدث إليه
المرأة بصوت مثل الهمس "ليس أنا ولكن هذه" مشيرة إلى ابنتها فلورين.

الحكاية التي تنسجها موريسون - وفقا ل"القدس العربي" - تتسق مع مجمل
الحكاية الأمريكية عن اختراع جنة الله على الأرض، فجاكوب فارك يعدد الكثير
من الرحمات التي اعطاه الرب اياها، مثل الأرض والمزرعة ببابها الحديدي الذي
تتعانق على بابه حيتان. أما لينا ابنة المواطنين الأصليين التي ابيدت
عائلتها وأخذها الغزاة وربوها وعلموها تعاليم الرب تعتقد أنها على الرغم من
انتمائها لهذه التعاليم مستبعدة منها، فلا يسمح لها بحضور قداس الأحد.
لينا تعتقد أن الجنة المزعومة هي جنة الملعونين ومن يدخل المزرعة يدخل أرض
اللعنة. فهذه الجنة تقوم على إثمين، إثم ابادة السكان الأصلييين "الهنود
الحمر" وإثم ترحيل واستعباد الملايين من إفريقيا.

فلينا ترى أن الثعابين الحقيقية هي من تسميهم "يوروبيز" الرجال ذوي البشرة
البيضاء الذين تعتقد أن بشرتهم تحمل معها رائحة المرض والموت وأهدوا الأرض
الجديدة مرض الجدري ودينا قاسيا يمثله إله ممل لا خيال فيه.

في نهاية الرواية تمتلك فلورين نفسها وتعيش لكي تكتب قصتها، التي تنحتها
بأظافرها على بيت سيدها الميت المهجور.

فازت توني موريسون بجائزة نوبل للآداب عام 1993 وفي التقاليد المعروفة فهي
أول افرو ـ أمريكية تحصل على جائزة نوبل للآداب.

وتوني موريسون كما تصفها الروائية الكندية مارجريت اتوود واحدة من أشهر
الأصوات الروائية الأمريكية في كل العصور، فيما يرى صاحب رواية "الأشياء
تتداعى" النيجيري تشينوا اتشيبي موريسون أنها واحدة من الأصوات الشجاعة
التي لم تتردد في طرح اسئلة لا زالت أشباحها تلاحق السود وتاريخهم.

وكانت رواياتها محلا للدراسة والتحليل في الجامعات والأكاديميات الأمريكية
والغربية فيما وزعت رواياتها في كل أنحاء العالم وبالملايين على الرغم من
محاولات التهميش التي تعرضت لها.

ولدت في أوهايو في 18 فبراير 1931، من رواياتها الأخرى: أكثر العيون زرقة،
نشيد سليمان، صولا، وطفل القطران.

رواية جديدة بعنوان "رحمة" عن الحب والخيانة والعرق والعبودية والرحمة للكاتبة توني موريسون A38

رواية جديدة بعنوان "رحمة" عن الحب والخيانة والعرق والعبودية والرحمة للكاتبة توني موريسون A38

» مجموعة جديدة من الكتب باللغة الإنجليزية منها "أغاني الصحرا للكاتبة أريتا بايجين
» "لارك وتيرمايت"رواية عن وحشية الحرب وقوة الحب
» سلسلة جديدة بعنوان "السعادة الزوجية برؤية طبية"، للدكتور على ناصف
» رواية تمارا للصحفي رامي المنشاوي
» رواية "الجاسوس 388" للإعلامى عبد الله يسرى