منظـــر قريب ....
أظن أن وعدي لك قد تحقق الآن يا حبيبتي!! وعدتك أني ..سأكون لذكراك حتى النهاية . سأبقى وطيفك معا مهما طالت الحياة لأعيش من أجلك حياتين أكون فيها أنا وأنت . أكون جسد بروحين يمر على الحياة البائسة المبتهجة بالألوان المزيفة و الابتسامات والمظاهر الخادعة أعيشها فقط من أجلك , فليس لي مكان بين هذا الضجيج , لكنك ضحيت بحياتك من اجل أعيش حظي في هذه الدنيا . تنازلت عن ما هو لك فيها فقط من أجلي. الله ما أكبر هذا الدَين وما أعظم أساي أني أدفعه بمفردي . عشت بينهم طويلا وتهربت من أعينهم كثيرا كما أعترف أني قد نافقتهم وصاحبتهم وحتى ابتسمت معهم ... المهم أنني كنت بينهم بشريا بأنقص معنى الكلمة . أسبح مع تيارهم الجامد القاسي أمر على الجمال كل يوم ...أتظاهر أن حرف اللام غير موجود في الكلمة وأن أصلها دال إلا أن عقول الشعراء الحالمة حرفت الحقيقة المنيرة كأشعة الصيف.
أخذت الكثير من عاداتهم وأفكارهم حتى قاربت أن أنسى من أكون إلا أن ظلمة هذا الليل ووحشته أيقظت الشاعر الجريح في قلبي كما تفعل كل ليلة حتى فاضت كاس صبري, وغابت عن وعيي كل أهدافي في الوجود فخلت الدنيا لمن هم مثلي قررت كتابة كلمات اعتذار أكتبها للدنيا ولمن تركتهم فيها مع رسالة وداع يقرأها كل عاشق يناجي سحر القمر وأظن أنها واضحة لكل البشر وأما أنت يا حبيبتي فقصيدتك موشومة على قلبي كي لا أنساها يوم ألقاك .... أنا قادم .
منظـــر بعيد ....
في ظلام الليل .. أين تسكن الحياة وتختفي .. ويسري في الخلق التعب من النفاق ..وتتعب العيون من سوء النظر ..وتكل القلوب من قلة الأمل بعد العمل .. يسقطون صرعى لذاك الواقع .. في ظلام الليل... وقف أحد البشر أمام القمر . فوق الجرف العالي .. وصفحة نور القمر المكتمل رفع رأسه للسماء ..ابتسم للنجوم مودعا بابتسامة غريبة التعابير...ثم ..قفـــز ... في ظلام الخلاء اختفى ..في سماء العدم طار . صادف مرور هذا المجهول... خسوفا للقمر ...ديجور للقلوب , ظاهرة للعلماء وفرحة للأطفال البريئة بجمال المنظر ...
ومرت الرسالة فارغة أمام موتى الواقع .... وبقيت أصداءها في قلوب من صادفهم العشق يوما .