لم تخلقي أيتها الصفحة البيضاء
إلا من أجل أن يخط عليك بالحبر الأسود
لم تخلقي إلا من أجل أن يجول ويصول
المداد في مساحاتك حتى لو كانت ضئيلة
لم تخلقي إلا من أجل أن يسطر الإنسان
بداخلك أحزانه وآلامه كما أفعل الآن
عذرا قبل أن أبدأ هل تستطيع أيتها الورقة
مساحتك الصغيرة أن تحتوي ألآمي؟!
ربما فعلى الأرجح لن أكتب لك جميع عبارات
الآسي والأحزان فربما لم تجزى التعبير عن كل
أوجاعنا في عصرا سلبت السعادة ولم يتبقى
منها إلا اللحظات والتي غالبا لاتدوم!!
دمعة ، أسى ، بكاء ، ألم ، جراح،حزن،
تعاسة وماذا عساني أيضا أن أكتب؟ فقدان ، حرمان
مرارة هذي أحاسيس امرأة على ورق
وليست دعوة إلى صدر أوأحضان من أحبونا أو يحبونا
بل هي مرحلة أطلاق العنان لقلم لطالما تحدث
عن مآسي غيره ولم يتجرأ بالحديث عن نفسه
يجد جميع العبارات والكلمات ولحظات المواساة
عندما يكون متواجد للأخر ولكن لايجد ها
عندما يكون متواجد لنفسه
تغتال أجمل اللحظات بدواخلنا حتى دون
أن تتسع أو تحيط بنا لنحلم بها ونبني
بدواخلنا قصور لم تتورى يوما عن أشعة الشمس
ولم يسكن بداخلها جوانح الظلام لطالما أضاءتها
شموع أفراحنا في كل ركن من أركانها
بعثت بصيص أمل ومسحت غبار أحزاننا
ولكن ما أن تود أن ترى ما أغمضت عيناك
من أجله لاتجد سوى طيور بيضاء مهاجرة
تحلق في أفق بعيد لست أنت بمدركه رحلت
ومعها لحظات سعادتك التي لم تكتمل
ومعها أزهار عطرة لم تتفتح ورحلت ومعها قلوب
ذنبها أنها يوما أحبت بكل صدق رحلت
وهي تحمل وشاح بداخلة قلب إلى مجهولا
لست أنت بعالما بوجهته ،
هكذا الأقدار شئنا أم أبينا ،
وهكذا كنا ، وها نحن بعالم الوجود
نحاول أن نجبر كسور وأن نضمد جراح غائرة
ولكن من يداوي القلوب الحائرة التي
استوطنت العلل بداخلها آه كم أنت عليل ياقلبي!
عذرا أيتها الورقة لا أستطيع أكمال ما بدأته وصلت إلى حديث الذات ولم أستطيع التعبير عن ماتبقى أيكفي عبارة "كم أنت عليل "؟ لأختم بها هذه السطور ؟ أم أختمها بكلمة شكرا لك لأنك تحملت مداد قلم كتب بعبارات خرج من القلب إليك سأضعك في ظرف صغير ولكن لن أستطيع إرسالك بل سأضعك تحت وسادتي لأجعلك بالقرب مني لأنك أعز صديقة لي اشتكيت لها في أصعب الظروف وكنت آذان صاغية لك ماقلته............