يحذر الدكتور أيمن الطنطاوى رئيس إحدى جمعيات الأطفال للتأهيل النفسى والتنمية من وقوع كثير من الآباء فى تصرفات لا يدركون مدى خطورتها على أبنائهم، فالتلقائية فى التصرف قد تسبب مشاكل نفسية للطفل تتراكم مع السنين وقد تسبب له خلل نفسى فى شخصيته وتطوينه المجتمعى.
ويؤكد الدكتور أيمن على أن أول الأخطاء التى يقع فيها الوالدان هى أولا الصرامة
الشديدة فى المعاملة:
فيعتبر علماء التربية هذا الأسلوب أخطر ما يكون على الطفل إذا استخدم بكثرة، فالحزم مطلوب فى المواقف التى تتطلب ذلك، أما العنف والصرامة فيزيدان تعقيد المشكلة.
وقد يعلل الكبار قسوتهم على أطفالهم بأنهم يحاولون دفعهم إلى المثالية فى السلوك والمعاملة والدراسة.. ولكن هذه القسوة قد تأتى برد فعل عكسى فيكره الطفل الدراسة أو يمتنع عن تحمل المسئوليات أو يصاب بنوع من البلادة، كما أنه سيمتص قسوة انفعالات عصبية الكبار فيختزنها ثم تبدأ آثارها تظهر عليه مستقبلاً من خلال أعراض (العصاب) الذى ينتج عن صراع انفعالى داخل الطفل، وقد يؤدى هذا الصراع إلى الكبت والتصرف والعدوانية تجاه الآخرين.
ثانيا: الدلال الزائد والتسامح :
وهذا الأسلوب فى التعامل لا يقل خطورة عن القسوة والصرامة، فالمغالاة فى الرعاية والدلال سيجعل الطفل غير قادر على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين، أو تحمل المسئولية ومواجهة الحياة ولا نقصد أن يفقد الأبوان التعاطف مع الطفل ورحمته، وهذا لا يمكن أن يحدث لأن قلبيهما مفطوران على محبة أولادهما ولكن هذه العاطفة تصبح أحيانا سببا فى تدمير الأبناء، حيث يتعامل الوالدان مع الطفل بدلال زائد وتساهل بحجة رقة قلبيهما وحبهم لطفلهم، مما يجعل الطفل يعتقد أن كل شىء مسموح ولا يوجد شىء ممنوع، لأن هذا ما يجده فى بيئته الصغيرة (البيت) ولكن إذا ما كبر وخرج إلى بيئته الكبيرة (المجتمع).
ثالثا: عدم الثبات فى المعاملة:
فالطفل يحتاج أن يعرف ما هو متوقع منه، لذلك على الكبار أن يضعوا الأنظمة البسيطة واللوائح المنطقية ويشرحوها للطفل، وعندما يقتنع فإنه سيصبح من السهل عليه اتباعها، ويجب مراجعة الأنظمة مع الطفل كل فترة ومناقشتها.
رابعا: عدم العدل بين الإخوة :يتعامل الكبار أحيانا مع الإخوة بدون عدل فيفضلون طفلا على طفل، لذكائه أو جماله أو حسن خلقه الفطرى، أو لأنه ذكر، مما يزرع فى نفس الطفل الإحساس بالغيرة تجاه إخوته، ويعبر عن هذه الغيرة بالسلوك الخاطئ والعدوانية تجاه الأخ المدلل بهدف الانتقام من الكبار
.