بسم الله الرحمن الرحيم
تشعر الكثير من السيدات الحوامل باضطرابات هرمونية غريبة تؤثر على نفسيتهن وسلوكياتهن بصورة أو بأخرى أثناء الحمل وقد تمتد لبعده أيضاً وهذا يسمونه اكتئاب ما بعد الولادة.
ويحذر الأطباء من الانفعالات النفسية الشديدة التي تسبب انفكاك المشيمة قبل أوانها في الأشهر الأخيرة.. لذلك انتبهي ألا تنفعلي كثيراً فالنفسية تلعب دوراً مهماً في حالة الجنين وتكونه..
كما يؤدي الاستقرار النفسي للحامل إلى إنتظام وظائف أعضائها كالقلب والكبد والكليتين والتمثيل الغذائي وتدفق الدم وانتظام النظام الهرموني وغير ذلك كثير، الأمر الذي يساعد الجسم على القيام بواجبه نحو الجنين (الضيف الجديد) ويورّد له المواد الغذائية والأكسجين عبر المشيمة.
أما إذا اضطربت نفسية الحامل فقد يؤدي ذلك إلى اضطراب أعضاء الجسم ووظائفها, الأمر الذي يعود على الجنين بالضرر.
و تمر السيدة الحامل فترة الحمل بمتغيرات نفسية كبيرة إذ تصبح متقلبة المزاج وقلقة واكثر عرضة للتوتر سواء نتيجة متاعب الحمل والثقل آو القلق على الجنين أو الخوف من الولادة وغيرها
أحببت ان أضع بين أيديكم هذا الموضوع المهم وأسأل الله أن يكون فيه فائدة لكن
الأهل يجهلون العامل النفسي للحامل والأزواج غير مبالين
يعتبر الحمل حدثا فسيولوجيا طبيعيا تمر به كل النساء، وهو يحمل للمرأة العديد من الدلالات النفسية والاجتماعية، ويختلف من امرأة إلى أخرى حسب مدى تقبلها للحمل، وما يصاحبه من حالات منها عدم تقبلها لزوجها، وغير ذلك من الحالات النفسية المختلفة.
استطلعت (الوطن) آراء مجموعة من الزوجات عن أحوالهن في فترة الحمل وآراء مجموعة من الأزواج عن أحوالهم في فترة حمل زوجاتهم فأشارت سوزان (ربة منزل) إلى أنها تؤمن كثيراً بأن الحمل رزق من الله، وأن كل طفل يأتي ومعه الرزق الوفير، لهذا فهي لم تتضجر أبدا عند علمها بأنها حامل للمرة الخامسة على الرغم من الإرهاق الذي يحدث لها من جراء الحمل وتبعاته، وتؤكد أن الزوج الشرقي يعتبر دوماً أن الحمل من وظائف المرأة التي يجب أن تتحملها وحدها، وما عليه سوى توفير مأكل ومشرب وملبس الطفل الجديد.
وعن الدعم النفسي في فترة الحمل تؤكد سوزان أنها شعارات واهية يتحدث بها الزوج أمام الناس، لكي يبين أنه رجل عصري، إلا أن الحقيقة عكس ذلك، فالمرأة وحدها تتحمل أعباء حملها خاصة مع وجود أطفال آخرين، والدليل على ذلك أن الزوج يتمسك بنظام حياته ومواعيد أكله وجميع حقوقه في فترة حمل زوجته، ولا يتنازل عنها أبدا، وأي تقصير من الزوجة يعتبره تقصيرا في حقوقه الواجبة عليها.
وقال محمد.أ (مدرس) " فترة الحمل كما أنها صعبة على الزوجة، هي كذلك على الزوج، فكل ما يحدث للزوجة من تغيرات نفسية وفسيولوجية يتأثر بها الزوج بشكل أو بآخر، وهو لن يتجمل ويقول إنه متفهم جيداً لهذا التغيير في حال الزوجة، إلا أن الزوج الذي تحمل زوجته للمرة الأولى سيسعد في البداية، ومع ازدياد أعراض الحمل التي تمر بها الزوجة يبدأ صبره في النفاد، ويشعر وكأن هذه المرأة ليست هي التي تزوجها"، وأكد محمد أن الحمل فترة لابد للزوج من المرور بها، إلا أنه مع قدوم المولود سيذهب هذا الشعور وكأنه كان سرابا، ومع المولود الثاني والثالث يكون الزوج أكثر قدرة على تفهم حالة زوجته في فترة الحمل.
وعبرت إيمان (موظفة) عن رأيها بقولها "زوجي تغير كثيراً معي في فترة الحمل فأصبح أكثر عصبية، وكثير السهر مع رفاقه في الخارج، وقد يتغيب عن تناول وجبة الغداء معها، إلى جانب تقصيره في حقوقي الزوجية، حتى وصل الأمر إلى أنني ذهبت إلى بيت أهلي لأكمل فترة حملي".
أما (أحمد.ع) (موظف) فاعتبر أن الحب المتبادل بين الزوج والزوجة يجعل من الزوج شريكاً لزوجته في فترة الحمل، وقد قرأ ذات مرة عن نفسية المرأة الحامل، وكيف أنها تمر بمراحل نفسية وجسمانية صعبة في فترة الحمل، لهذا على الزوج أن يقف بجانبها ويدعمها، سواء كان الحمل الأول أو حتى العاشر، فالزوجة في النهاية امرأة مرهفة الإحساس، وتحتاج دوماً إلى دعم وعطاء في الأوقات العادية، فما بالنا في فترة الحمل.
وأشارت الاختصاصية النفسية والمتخصصة في تعديل السلوك حنان مصطفى إلى أن الحالة النفسية للزوجة الحامل يمكن تحديد مدى إيجابيتها أو سلبيتها حسب نظرتها لحدث الحمل نفسه، فبعض السيدات يتعاملن مع الحمل على أنه حدث فسيولوجي طبيعي، ويتفاعلن معه ببساطة، ويعشن جميع مراحله بمنتهى السعادة، والبعض الآخر من الزوجات يؤمن ببعض المعتقدات والمخاوف الخاطئة التي ترتبط بفترة الحمل، مما يجعلها تعيش هذه المرحلة بالكثير من الخوف والتوتر والقلق والرعب، مما يؤثر عليها وعلى الجنين وبالتالي على الزوج.
تقول مصطفى " وكلما كان الحمل مخططا له ومتوقعا حدوثه، كلما كان استقباله بالنسبة للزوجة والزوج مريحاً، أما الحمل المفاجئ فربما يسبب بعض التوتر، وقد يقابل بالرفض والإنكار من الزوج والزوجة معاً، أو من أحد الطرفين دون إخبار الآخر".
واعتبرت مصطفى أن الخلافات الزوجية ربما تزداد في فترة الحمل، وحجة الزوج دائماً أن زوجته تغيرت وأصبحت عصبية ومهملة لذاتها، ولم تعد تتجمل مثلما كانت تفعل، أما الزوجة فكثيراً ما تتهم الزوج بأنه أصبح عديم الشعور بها، ولم يعد رقيقاً معها مثلما كان، وانه لا يشعر بما تعانيه من ألم وتعب في فترة الحمل، وبأنه أناني ولا يفكر إلا بحقوقه فقط، وكلما كان الزوج محبوباً كان الحمل مرغوباً من قبل الزوجة والعكس صحيح، فالمرأة التعيسة في حياتها الزوجية تشعر بأن الحمل ثقيل، لأنه يربطها بالزوج الذي لا ترتاح معه.
وأضافت "أن الزوج الذي تمر زوجته بفترة الحمل، من الطبيعي أن يشعر بالفخر لأن زوجته أصبحت حاملاً، لأنه سينجب طفلاً يحمل اسمه، إلا أن هذا الشعور يختلط أحيانا بمشاعر أخرى متضاربة، منها إحساسه بالذنب تجاه زوجته التي يراها كل يوم تعاني آلام ومتاعب الحمل، إلى جانب شعوره بالغضب لأن زوجته التي كانت تملأ عليه حياته لم تعد ملكه وحده، بعد أن انشغلت أكثر الوقت بحملها، كما أن شعور الزوج بأنه سيبدأ مرحلة جديدة في حياته هي مرحلة الأبوة، والمسؤولية التي يتطلبها هذا اللقب تجعله أكثر توتراً، وجميع هذه المشاعر المتداخلة طبيعية جداً، ويمر بها كل الأزواج، إلا أنها تختلف من زوج إلى آخر حسب قوتها والسلوك المترتب عليها، إلا أن الرجل الناضج العاقل يتجاوز هذه المرحلة بشكل صحي وسليم دون أي قرارات أو تصرفات يندم عليها، ودون المرور بأعراض نفسية أو جسمانية".
وتنصح حنان مصطفى الزوجة الحامل أن تتفهم أن التغيرات التي تمر بها تؤثر بشكل كبير على زوجها، لهذا عليها أن تتحين الوقت للتحاور مع زوجها عن حالتها، والمرحلة التي تمر بها، ومناقشته بشأن المولود الجديد، لأن الحوار يخفف كثيراً على الطرفين.
و يجب على الحامل أن تكون قوية جسدياً، وثابتة نفسياًَ, واثقة من نفسها، وأن تكون مثقفة وتطلع على كل جديد، خصوصاً ما يتعلق في الحمل، وهو الأمر الذي يتطلبه القيام بمسؤولية الحمل بداية من لحظة إخصاب البويضة في رحمها.
عندها تصبح وحدها مسؤولة عن تغذيته ومده بكل ما يلزم، أما الجنين فسوف يأخذ كل ما يلزمه من الأم ولا يبالي. فإن كانت الأم قوية وبصحة جيدة وتملك من البروتينات، والدهنيات، والنشويات، والفيتامينات والمعادن، كميات كافية لها وللجنين على مدى 9 أشهر، فإن الجنين سيسعد وينمو طبيعياً كاملاً بإذن الله.
وأحب ان أذكر أن أفضل مصادر الراحة النفسية للحامل هو التوجه لله وحده توجهاً خالصاً لوجهه سبحانه، وطلب العون منه وأن يرعاها وجنينها خلال فترة حملها وبعدها، ولا بأس أن تنفرد لحظة من نهار أو ليل تتصل بالله منقطعة عمن حولها، فإن الله تعالى سوف يمنحها الاستقرار النفسي والشعور بالأمان بالحاضر والمستقبل بإذن الله.منقول
وأسأل الله أن يفرج على كل حامل و ان يرزق اخواتنا المسلمات الذرية الصالحة