عمر المختار من الأسماء القليلة التي برزت ولعبت أدوارا هامة في تاريخ
الجهاد في ليبيا منذ بدايته عام 1911 وحتى استشهاده عام 1931 م بعد أن ملأ
الدنيا بأخباره وأعماله وترك أثره في كل ناحية من نواحي الإدارة والحرب
والتنظيم المالي والاجتماعي والحربي في حركة الجهاد العربي الليبي.
- ولد الشهيد عمر المختار سنة 1862 في منطقة البطنان وهو عمر بن المختار بن
عمر بن فرحات من عائلة غيث، قبيلة بريدان إحدى فروع قبيلة المنفه. وأمه هي
عائشة بنت محارب.
- تلقى تعليمه الأولي بزاوية جنزور بدفنة ناحية طبرق وانتقل بعد وفاة والده
عام 1878 إلى واحة الجغبوب حيث استمر في تلقي تعليمه ولمدة ثماني سنوات
هناك.
-- وفي هذه المرحلة وإلى جانب دراسته للعلوم الدينية، تلقى عمر المختار
دروسا حرفية في الحدادة والنجارة وغيرها كما تعلم فنون الحرب والفروسية.
- أرسل في مهام كثيرة إلى السودان ومصر، كما شارك في وفود فض المنازعات
وعقد الصلح بين القبائل المتنازعة في برقة.
- في عام 1895 كلف بمهام شيخ زاوية القصور بالجبل الأخضر ولمدة قصيرة.
- وفي عام 1899 انتقل مع أحمد الشريف إلى السودان واستقر في قرو وأسهم في
نشر وتأكيد عروبة وإسلام هذه المناطق ومقاومة الغزو الفرنسي لتلك المناطق
(تشاد حاليا) حيث عين شيخا لزاوية كلك وقاد عمليات المقاومة المسلحة ضد
الفرنسيين في وادي وتيبستي.
- وفي عام 1906 عين مرة ثانية شيخا لزاوية القصور بالجبل الأخضر.
- التحق بحركة الجهاد ضد الغزو الإيطالي منذ بداية العدوان الإيطالي والتحق
بدور (معسكر) بنينة.
- 1913-1916: انتقل مع المجاهدين إلى منطقتي تاكنس- القصور حيث ظل محاربا
مع المجاهدين ينتقلون من جهة إلى أخرى حاملين لواء الجهاد ضد قوات الغزو.
وقد عهد إليه بالقضاء على بعض الأفراد والعصابات التي خرجت في هذه المرحلة
يمارسون النهب والسرقة، نتيجة لانعدام الأمن في بعض الأماكن، ولتردي
الأوضاع الاقتصادية، وبسبب المجاعة التي انتشرت في هذه المرحلة. وقد استطاع
عمر المختار أن يقضي على هذه العصابات وعلى كافة الأعمال التي لا تنسجم مع
مفهوم الجهاد.
- 1916-1922: إدريس السنوسي يتولى زعامة الحركة السنوسية ويعقد هدنة مع
الطليان ويدخل في سلسلة من المفاوضات مع الإنجليز والإيطاليين بدأت في
الزويتينة وانتهت بتوقيع سلسلة من الاتفاقيات اعترفت بالاحتلال الإيطالي.
- 1916-1922: عمر المختار يقود حملة معادية لسياسة إدريس الاستسلامية.
- في عام 1922 إدريس يتخلى نهائيا عن الجهاد ويغادر إلى مصر بعد أن فشل في
تنفيذ اتفاقياته مع الطليان، تحت الضغط الشعبي.
- وفي عام 1923 عمر المختار يتسلم قيادة حركة الجهاد.
- 1922-1923 نظم عمر المختار حركة الأدوار (معسكرات المجاهدين) من جديد حيث
جعل لكل منها قائدا ومجلس قيادة مستقلة عن غيرها وإدارة مدنية ولكنها
جميعا تخضع لقيادته.
- 1923-1931 قاد العديد من المعارك وبرز كقائد ومقاتل عنيد من الطراز
الأول.
- في 23/4/1923 عمر المختار يخوض أول معركة مع العدو بعد توليه قيادة
الجهاد وهو في طريق عودته من مصر في مكان يسمى بئر الغبي حيث كانت فصيلة من
قوات العدو تتوقع عودته، فكسرها وواصل رحلته إلى الجبل الأخضر.
- اشترك في مفاوضات سيدي رحومة (1929) وقد رفض الشروط الإيطالية بالاستسلام
والتفريط في حقوق الوطن.
- معركة وادي بوطافة بالجبل الأخضر 10/9/1931 هي آخر المعارك التي خاضها
عمر المختار ضد قوات العدو حيث أصيبت فرسه ووقع منها جريحا على الأرض، فتم
أسره ونقله إلى مدينة سوسة، ومنها إلى بنغازي حيث قدم لمحاكمة صورية.
- 12/9/1931: بادوليو، الحاكم العام لليبيا، يبعث ببرقية إلى دي بونو وزير
المستعمرات يقرر فيها تقديم عمر المختار للمحاكمة وصدور الحكم عليه
بالإعدام وتنفيذ الحكم في إحدى معسكرات الاعتقال الكبيرة.
- 15/9/1931: عمر المختار يقدم للمحكمة في بنغازي والتي أصدرت حكمها
بإعدامه شنقا.
- 16/9/1931: وأمام عشرين ألفا من المعتقلين يتم تنفيذ حكم الإعدام شنقا في
الشهيد البطل عمر المختار في معتقل سلوق.
* المصدر : حبيب وداعة الحسناوي ، قصة جهاد الليبيين ضد الإستعمار الإيطالي
، مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية ، طرابلس ، 1988