كانت البرتغال تعرف باسم «لوستيانيا» نسبة إلى قبائل اللوستيانيين.
استعمرها الرومان في القرن الأول ثم غزتها شعوب الغاندال ثم السويفيون ثم
الويز يغوطيون خلال القرنين الخامس والسادس وغزاها المسلمون في القرن
السابع.
في 1104م استلم الملك هنري دوبورغون من الملك لبون قسماً من البرتغال ليصبح
في عداد ممتلكاته ثم عُيِّن ألفونس الأول ابن الملك هنري ملكاً على
البرتغال عام 1128م ثم في 1143م عقدت معاهدة زامورا بموجبها اعترف باستقلال
البرتغال. وفي 1185م خلف ألفونس ابنه سانش الأول وهكذا استمر حكمها إلى
ابنه ألفونس الثاني ثم إلى تسعة ملوك من أبناء وأحفاد الملك ألفونس الثاني
وكان آخرهم ملكة الكاستيل بياتريس زوجة الملك جان الأول والتي توجت ملكة في
1383م بدأ تاريخ البرتغال يُعَنْوَنُ بأسماء الأسر المالكة والتي انتهت
مرحلتها بسقوط الملكية عام 1910 م.
فأول أسرة ـ أسرة أفيزمن 1385 ـ 1580م ـ بدأها الملك جان الأول الكبير وفي
عهد هذه الأسرة وفي القرنين الخامس عشر والسادس عشر قامت البرتغال بحملات
استكشافية واستعمارية إلى المناطق الواقعة ما وراء خط الاستواء: طنجة وأرض
زيلا 1471م، الرأس الإفريقي 1486م، والهند على يد فاسكو دي غاما (1497 ـ
1499 م) والبرازيل 1500م والصين 1518م واليابان 1542 م.
وفي 24 حزيران 1578م نزل الملك سياسنيان على رأس أسطول من أكثر من 800 مركب
أرض مراكش لمساعدة الأمير مولاي محمد علي على استرجاع عرشه من عمه عبد
الملك لكن السلطان عبد الملك تمكَّن من إنزال الهزيمة بالجيش البرتغالي في
معركة قتل فيها الملوك الثلاثة (سيباستيان، محمد علي، عبد الملك) ولما لم
يكن من وريث مباشر لملك سيباستيان فقد فقدت أسرته العرش واستلمه الملك
الإسباني فيليب الثاني في العام 1580 م.
الأسرة النمساوية من (1580 ـ 1640 م): طيلة عهود هذه الأسرة كانت البرتغال
خلالها متحدة مع إسبانيا ذلك أن معركة مراكش أضعفتها ومزَّقت الخلافات
الداخلية أوصالها فأصبحت طعماً سهلاً للإسبان الذين ضموها إليهم في 1580 م.
أسرة براغانس (1640 ـ 1853 م): في 1640م استفاد دوق براغانس من انشغال
الإسبان في حروب خارجية فعمد إلى مناوأتهم وتوصل إلى طردهم من البرتغال
ونصَّب نفسه ملكاَّ على البرتغال باسم جان الرابع وعرفت البرتغال في القرن
الثامن عشر فترة من الازدهار بسبب الثروات المتدفقة من مستعمراتها وخاصة
البرازيل لكن في أول تشرين الثاني 1755م ضربت البلاد هزَّة أرضية رهيبة
ذهبت بمدينة ليشبونة بكاملها تقريباً.
وفي بداية القرن التاسع عشر «أيار 1801 م» نشبت حرب البرتغال بين البرتغال
وإسبانيا انتهت بمعاهدة ثم في 1807م وقعت معاهدة «فونتينيبلو» بين فرنسا
وإسبانيا تنص على تقسيم البرتغال يكون شمالها من نصيب ماري ابنة شارل
الرابع والجنوب من نصيب غودوي وهو مقرب من شارل الرابع والوسط وليشبونة
لنابليون بونابرت. وبعد أقل من شهر غزت جيوش نابليون البرتغال فهرب الملك
جان وحاشيته إلى البرازيل واتخذ هناك لقب إمبراطور وأصبحت ريودوجنيرو عاصمة
البرتغال.
وإثر هزيمة نابليون تصدت إنكلترا للدفاع عن مصالح البرتغاليين وأصبح السفير
البريطاني في لشبونة هو الحاكم للبرتغال وفي 1816م أعاد جان السادس لقبه
ملك البرتغال ثم عاد في 1821م بعد أن وافق على الدستور الذي صَوَّت عليه
«الكورتيس» وهو المجلس الاشتراعي. وفي 1822م أعلن استقلال البرازيل تحت
إمرة بيار ابن جان والذي رضي بالبقاء إمبراطوراً للبرازيل متخلياً عن تاج
البرتغال لابنته ماري والتي توِّجت ملكة في 1826م تحت وصاية عمها دوم ميشال
والذي قام بخطبة ماري ثم غصبها العرش واتخذ اسم ميشال الأول غير أن أباها
أعادها إلى العرش بعد حروب عدة وتزوجت ابنته ب ـ فرديناند دو ساكس الذي
اتخذ اسم الملك فرديناند الثاني.
أسرة ساكس (1803 ـ 1910 م) وهي الأسرة المالكة الأخيرة تعاقب عليها أربعة
ملوك اثنان قتلهما الجمهوريون وخُلِع مانويل ابن شارل الأول في 1910م
وأعلنت الجهورية. وهذه الجمهورية نتجت بعد هبوط اقتصادي وسياسي عرفته
البرتغال مع الهزائم الخارجية خاصة في المستعمرات فشقَّت الأفكار الجمهورية
طريقها فقتلوا الملك وابنه عام 1908م وأطاحوا بالملك مانويل 1910م وأعلنوا
الجمهورية في 5 تشرين الأول 1910م وكان أول رئيس للحكومة المؤقتة تيو
فيلوبراغا. وقفت البرتغال إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وعاشت
بعد الحرب سلسلة أزمات فجاء الجو ملائماً لانقلاب عسكري وقع بالفعل في
1926م قاده الجنرال أوسكار كارمونا الذي استدعى انطونيو سالازار ـ الأستاذ
في جامعة كواميرا ـ وعينه وزيراً للمالية وعهد إليه بوضع خطة اقتصادية تضع
حداً للأزمات الاقتصادية ثم أصبح رئيساً للوزراء في 1932م واستمر في هذا
المنصب ممسكا بقررات البلاد حتى 1968م وكانت رئاسة الجهورية في عهده منصباً
شكلياً وبعد مرضه في 1968م ووفاته في 1970م عُيِّن مارسيللو كايتانو
رئيساً للوزراء والذي وضع دستوراً يعطي المستعمرات البرتغالية حكماً ذاتياً
لكن مشروع الدستور فشل بسبب المعارضة التي تطالب بالتخلي عن المستعمرات.
وفي نيسان 1974م قامت حركة القوات المسلَّحة (مجموعة الإنقاذ الوطني) بثورة
بيضاء معارضة لاستمرار الحرب الاستعمارية في إفريقيا وعينَّت الجنرال
أنطونيو دي سبينولا رئيساً للجمهورية ثم ألَّفت حكومة اعترفت على التوِّ
بحق تقرير المصير والاستقلال للمستعمرات البرتغالية الثلاث في إفريقيا.
ومارس الحزب الشيوعي البرتغالي لبعض الوقت نفوذاً أكيداً على حكومة
العسكريين المؤقتة وضغط الاشتراكيون باتجاه إجراء انتخابات كجمعية تأسيسية
جرت في 1975م ونال الاشتراكيون غالبية مقاعدها وشكَّل الأميرال خوسيه
أزيفيديو حكومة جديدة وفي حزيران انتخب الجنرال أنطونيو إيانس رئيساً
للجمهورية فكلِّف ماربو سواريز تأليف حكومة جديدة.
وفي 3 كانون الثاني 1980م شكل فرنسيسكو ساكارنيرو حكومة خلت من العسكريين
تلت هذه الحكومة حكومة ثابتة ثم أزمة حكومية في 1983م وانتخابات وتكليف
الاشتراكي سواريز ودخول البرتغال المجموعة الأوروبية 1986م وانتخابات
رئاسية يفوز بها سواريز في 9 آذار 1986م الذي أعيد انتخابه في 1991م كما
تَمَيَّز العامان 1993م و1994م بتحرك الحكومة البرتغالية على الصعيد
الخارجي والعمل على حلِّ مشكلة الشرق الأوسط.