المرأة المسلمة : تقيـة ، نقيـة ، صيـنة ،
عابـدة .
المرأة المسلمة : حـرة ، أبيـة ، أصيـلة ، كريـمة .
المرأة المسلمة : قويـة ، ذكيـة ، واعيـة ، عاقـلة .
المرأة المسلمة : صادقـة ، صابـرة ، سخيـة ، رحيـمة .
المرأة المسلمة : مطيعـة ، ودود .
المرأة المسلمة : بـارة ، رفيقـة ، معينـة .
قـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : « الدنيـا
متـاع وخيـر متاعـها المـرأة الصالحـة » .
أختـي المسلمـة : كونـي صالحـة بنتـا ، وزوجـا ، وأمـا ، متمثلـة معنـى
العبوديـة للـه ، واعيـة هـديَ دينـها تؤمـن إيمانـا عميقـا بأنـها خُلـقت
في هـذه الحيـاة الدنيـا لـهدف كبيـر ، حـدده رب العـزة بقولـه : { و ما خلـقت الجـن والإنـس إلا ليعبـدون } .
فالحيـاة في نظـر المـرأة المسلمـة الراشـدة ليـست في قضـاء الوقـت
بالأعمـال اليوميـة المألوفـة ، والاستمتـاع بطيّبـات الحيـاة وزينتـها ،
وإنـما الحيـاة رسـالة ، عـلى كـل مؤمـن أن ينـهض بـها عـلى الوجـه الـذي
تتحقـق فيـه عبادتـه لله .
وهكـذا تستطيـع المـرأة المسلمـة أن تكـون في عبـادة دائمـة ، وهـي تقـوم
بأعمالـها كلـها ، كأنـها في معبـد متحـرك دائـم ، ما دامـت تستحـضر في
نيتـها أنـها تقـوم بـأداء رسالتـها في الحيـاة ، كـما أراد اللـه لـها أن
تكـون . إنـها لـفي عبـادة وهـي تبـر والديـها ، وتحسـن تبعـل زوجـها ،
وتعتـني بتربيـة أولادهـا ، وتقـوم بأعبائـها المنزليـة ، وتصـل أرحامـها
.. الخ ، مادامـت تفعـل ذلـك كلـه امتثـالا لأمـر اللـه ، وبنيـة عبادتـها
أيـاه .
ولايفـوت المـرأة المسلمـة الواعيـة هـدي دينـها أن تصقـل روحـها بالعبـادة
والذكـر وتـلاوة القـرآن ، في أوقـات محـددة دائمـة لا تتخـلف ، فكـما
عنيـت بجسـمها وعقلـها تعنـى أيضـا بروحـه ، وتـدرك أن الإنسـان مكـوّن مـن
جسـم وعقـل وروح ، وأن كـلا مـن هـذه المكـونات الثـلاثة لـه حقـه علـى
المـرء .
وبراعـة الإنسـان تبـدو في أحكـام التـوازن بيـن الجسـم والعقـل والـروح ،
بحيـث لايطغـى جانـب علـى جانـب ، ففـي أحـكام التـوازن بيـن هـذه الجوانـب
ضـمان لنشـوء الشخصيـة السويـة المعتدلـة الناضجـة المتفتحـة .
فتلـزم العبـادة وتزكيـة النفـس ، وتعطـي نفسـها حقـها مـن صقـل الـروح
بالعبـادة ، فتقبـل علـى عبادتـها بنفـس صافيـة هادئـة مطمئنـة مهيـأة
لتغلـغل المعانـي الروحيـة في أعماقـها ، بعيـدا عـن الضجـة والضوضـاء
والشواغـل ، ما استطاعـت إلـى ذلـك سبيـلا . فإذا صلـت أدت صلاتـها في
هـدأة مـن النفـس ، وفي صفـاء مـن الفكـر ، بحيـث تتشـرب نفسـها معانـي ما
تلفظـت بـه في صلاتـها مـن قـرآن وذكـر وتسبيحـات ، ثـم تخلـو إلـى نفسـها
قليـلا ، فتسبـح ربـها ، وتتلـو أيـات مـن كتابـه ، وتتأمـل وتتدبـر معانـي
مايجـري علـى لسانـها مـن ذكـر ، ومايـدور في جنانـها مـن فكـر ، وتستعـرض
بيـن حيـن وآخـر حالـها ، وما يصـدر عنـها مـن تصرفـات وأفعـال وأقـوال ،
محاسبـة نفسـها إن صدرت عنـها مخالـفة ، أو بـدا منـها في حـق اللـه تقصيـر
، فبذلـك تؤتـي العبـادة ثمرتـها المرجـوة في تزكيـة النفـس وتصفيـة
الوجـدان مـن أدران المخالـفة والمعصيـة ، وتحبـط حبائـل الشيطـان في
وسوستـه المستمـرة المرديـة للإنسـان ، فالمـرأة المسلمـة التقيـة الصادقـة
، قـد تخطـئ وقـد تقصـر ، وقـد تـزل بـها القـدم ، ولكنـها سرعـان ما
تنخلـع مـن زلتـها ، وتستغفـر اللـه مـن خطئـها ، وتتبـرأ مـن تقصيرهـا ،
وتتـوب مـن ذنبـها ، وهـذا شـأن المسلمـات التقيـات الصالحـات : { ان الذيـن اتقـوا اذا مسـهم طائـف مـن الشيطـان تذكـروا
فـاذا هـم مبصـرون } .
والمـرأة المسلمـة التقيـة تستعيـن دومـا علـى تقويـة روحـها وتزكيـة
نفسـها بـدوام العبـادة والذكـر والمحاسبـة واستحضـار خشيـة اللـه
ومراقبتـه في أعمالـها كلـها ، فـما أرضـاه فعلتـه ، وماأسخطـه أقلعـت عنـه
.
وبذلـك تبقـى مستقيمـة علـى الجـادة ، لاتجـور ، ولاتنحـرف ، ولاتظلـم ،
ولاتبتعـد عـن سـواء السبيـل .