لقَد أصبَحت مالِئَةَ الدنيا، وشاغلةَ الناس..!!!!، كالكُرَة تُقذَفُ من
مقالةٍ لبرنامج فضائي..!!!!، تُتنَاول في مجلسٍ إصلاحي..!!!!، وتَرتَفع
بسببها الأصوات في حوارٍ وطني..!!!!، تقيمُ الدنيا ولا تُقعدها في منتدى
اقتصادي..!!!!
تلك هي المرأة السعودية، وحقوقها المسلوبة في رأيهم، شوّهوها وصاغوها
وأضافوا إليها من التّوابل ما أضافوا، تكلّموا عنها في كل محفَل، أثاروها
في كلّ مجلسٍ، و تصدّرَت كل صحيفةٍ وبرنامَجٍ تلفازيٍّ ومَشْهَد.
دخلتُ على دكتورة كبيرةُ السنّ لشأنٍ ما.. وكنتُ كلما زرتها تفتح موضوعاً
بشكل غير مباشر.. عن الحجاب.. عن القيادة.. عن تحفّظاتها على ضرورة السفر
بمحرم.. لدرجة أنها تتباكى على بعض الأمور الميسّرة للأطباء (الذكور) مما
لايسوغ لمرأة مسلمةٍ عاقلة المطالبةَ به..!!!!، كل مرة أصدمها في نفسها..
ألقي عليها الحجة.. أتظاهر أمامها بأني أوافقها و أجعلها تتابع الحديث..
وتتابع وهي تظن أني مندمجة مقتنعة بما تقول ثم تُصدَم.. وتودّعني
يائسة..!!!!!!!!!!!
فتحَتْ موضوعاً ما ولما تعذّرت بانشغالي.. فقالت لي لحظة واحدة وأخرجت
قصاصة من جريدة.. تقول اقرئي المقال وأعطيني رأيك.. فإذ بالمقال أحدُ تلك
المقالات الملغومة، والتي بحقوق المرأة مزيّنةٌ مصفوفة...!!!!!!، قلتُ في
نفسي.. سبحان الله.. الطيور على أشكالها تقع..!!!!!!
العجيب أن هذه الدكتورة ذاتها لا تتكاسل ولا تتقاعس عن وظيفةٍ أخرى جعلتها
همّاً لها رغم انشغالها، فلا تفوّت أبداً فرصة مرور طالبة طب بعيادتها أو
طبيبة أو أيّ ساترة لجسدها ووجهها لمحاورتها ومحاولة إقناعها بعدم ضرورة
ذلك وتسرد ما تحوّره ليوافق هواها من استشهاداتها العجيبة، وتغلّف ذلك كله
بعطفها وحنانها على فلانة من أن تموت من الحرّ بسبب هذا الحجاب، أو أن
يعوقها عن العمل أو متابعة دراساتها العليا، وتعزّزه بمدح جمال فلانة وأن
الله يحبّ الجمال فلماذا تحجبه عن العيون وتُعيِّش الناس في كآبة و
سواد..!!!!!!!!!!، حتى لو اضطر الأمر منها بعض الأحيان إلى تأخير المريضة
المفتَرَض دخولها عليها ساعة كاملة!!!!!!
عندما أتأمّل حالها وجدالها وجهادها في سبيل باطلها، وأتفكّر في حالِ من
أوتوا العلم والحق وحسن البيان لكن فصلوا بين الدعوة الميدانية في مقرّ
أعمالهم وما يدينون به، أتعجّب من همّة أولئك، من جلَد العاصي، وعَجْزِ
الثقة..!!!!!!!!!
بعض النساء ينبهرن بكتابات البعض.. بكلماتهم.. يشعرونهنّ بالقهر.. بالظلم
الواقع عليهنّ.. يرين فيهم المنقذ و أطواق النجاة والخلوص من زمن العبودية
حسب تعبيرهنّ وتعبيرهم فيحفظن كلماتهم عن ظهر قلب ويخرجنها في كل حين وحين
للاستشهاد بها ويدافعن عنها كما لو كانت سطوراً مقدّسة..!!!!!!!
وتناسَيْن أنَّ هناك صنفٌ من النّاس..ودّوا.. لو يصيب نساءنا ما أصاب
نساءهم من مرض الإحساس بالنّقص وما يؤدي إليه من التّقليد والعري وانعدام
الحياء..!!!!!، ودّوا.. لو يصيب رجالنا ما أصابهم من أمراضٍ فتّاكة..
انعدام المروءة والغيرة والرجولة..!!!!!!، فنكون سواااااااااااااء..، لا
أعلمهم ولا تعلمهم..، الله يعلمهم.
كنا نظنّ سابقاً أنهم مجرّد مفتونين بالحياة الغربية.. معجبين
بالحريّة..!!! وإذ بنا نفاجأ أن أهل الأهواء يستشهدون بأقوالهم ويعاضد
بعضهم بعضاً..!!!!، فأصبحت كتاباتُهم دعوةً لها مؤيّدون ومناصرون
ومُطالِبون لا مجَرّد مادحين وبسحرها مفتونين. لقد تعدّى الأمر وأوذي من
هذه الكتابات والأطروحات أُناسٌ حرصوا على حراسة الفضيلة وقمع أهل الشر
والرذيلة، أناسٌ نذروا دينهم لحماية جنابِ العقيدة، وحفظ فتياتها من
مستَنقَع الضياعِ واللومِ والفضيحة.
أصبح كل من هبَّ ودبّ يناقش أمري، أنا المرأة السعودية، حتى الصحافة
الأجنبية لم تفتأ تذكر حالي بحزنٍ وألمٍ ورحمةٍ تخفي وراءها ما تخفي،
صوّروني في نظر المجتمعات، امرأة لاتملك من الأمر شيء، مسلوبة الإرادة،
جاهلة، أمية، مُجبَرة على التلفّع بسوادٍ يحجبها عن العطاء، ممنوعة من
المشاركة في أي عملٍ تنموي، محدودة الأفق، ضعيفة التأثير..!!!!!!!!!!
اختصروا قضيّتي كلها في قطعة قماشٍ تغطي وجهي، وسيارة تنتظرني لأقودها أمام
بيتي، تصوّر كيف بلغت بهم التفاهة ليتجاوزوا كل همومي، ويختصروا كل آلامي
ومطالِبي وحقوقي، بأمرين لم ألقِ لهما يوماً بالاً ولم أشعر يوماً بضررهما
أو حاجتي للتحرّر منهما..!!!!!!!
نخر أذني صوت صراخهم، أضاعوا الساعات والأيام في مجالسٍ يُفتَرَض أن
تُناقِش ما هو أهم، أضاعوها في قضايا عجيبة وبنظرة ضيقة محدودة، أضحكت منّا
العالمين!!!!!، وضعوا الدراسات وفنّدوا الأدلة والادّعاءات، ولم يمثّلوا
إلا أنفسهم في تلك الحوارات والمجالس..!!!!. لا جَرَمَ أَنَّمَا يدعون إليه
ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة، وأن مردّنا إلى الله...!!!!!!!
إحدى النساء البسيطات.. آتاها الله قوة في البصيرة.. تقول: (( أنا عندي
حساسية من كل من يكتب ويتحدّث عن المرأة بهذا الشكل.. خاصة لو كان رجل
))..!!!!!!!
أفيقي أخيتي..، تنبّهي، اعرفي من يريد مصلحتكِ، ممّن همّه ضياعك و العبث
بكِ وبأمنِك وبيتِك..، تنبّهي، واعلمي حقيقة المعركة الدائرة حولك، حتى
تتعلمي كيف تواجهينها وبأيّ سلاح، حتى تكتسبي الانتقائية وتميّزي بين
الخبيث المسموم، والطّيب المُحَارَب المأسُور، حتى تنبهي غيركِ ممن انخدَعن
وانسقن وراء دعاوى مزيفّة وكلماتٍ منمقة.
أنا المسلمة السعودية أُطَالِب في حقي بأن يمثل أخواتي في تلك الحوارات من
نرضاهُ لا أن تُمَكّن من لا نرضاها لتمثيلنا والحديث باسمنا والمطالبة بما
تسميه حقوقاً...!!!!!، وأُطَالِب بأن يُمنَع كل من هبّ ودب من الحديث عن
شأني والتدخّل في خصوصياتي و الكلام على لساني وإثارة الفتَن وتأليبِ الناس
على بعض...!!!!!!
أنا المسلمة السعودية أُطالِب في حقي في تنقية كل مجالاتِ دراستي وعملي مما
يخالف نصّاً شرعياً صحيحاً ويحافظ على حيائي و حشمتي...!!!!!، أُطالِب بأن
تيسّر لي بيئة العمل والدراسة الطبية- مثلاً – فيما فيه حفظ أسباب حيائي
وحشمتي، مع مساعدتي على الارتقاء بعلمي وعطائي، في مناخٍ شرعي ترتاح إليه
نفسي وأنفس المحيطين بي وتطمئن..!!!!!!، أُطالِب بأن أكون في المستشفى
مريضةً كُنتُ أو مرَاجِعة آمنةً مُطمَئِنَة، محميّة من عبثِ العابثين،
مستورة العورة، مأمونة الروعة...!!!!
أنا المسلمة السعودية أُطَالِب بعدم تمييع صورتي وإظهارها في وسائل الإعلام
بما يخالِف حقيقتها، ويتجاهل كل عطاءاتها و نجاحاتها، وفي الجانب ذاته
تبرز المتبرجة وقد بلغت نفس إنجازي أو أقل على أنها فريدة عصرها وزمانها،
صورةٌ للجيل المشرق بآمالٍ من ذهب..!!!!!، أُطَالِب بأن تُفسَح لي نفس
المساحة من الحرية للتعبير عن أفكاري و المطالَبَة بحقوقي، لا إن كتبتُ
ردّاً على أحدهم ممن تسمّى بنصير المرأة السعودية المظلومة أن يُعلّب ويلقى
في غياهب أدراج ذلك المكتب..!!!!!!
أنا المسلمة السعودية أُطَالِب بصيانة الحقوق التي كفلتها لي الشريعة
كاملة، لا أن يُماطِلني الرجل ويبتزني ويجرجرني في المحاكم وعند القضاة
بحثاً عن حقي، لا أن أُطَلّق من رجلِ عابث، لأسرَتِه مضيّع، فلا أجد نفقةً
ولا بيتاً يؤويني وبنيي، لا أن أُجبَر على البقاء مع رجلٍ معربدٍ تاركٍ
للصلاة، لعائلتِه مفسِد، وأُطَالَب بالصبر عليه، لا أن أُطَلّق أو أترمّل
فينزع أبنائي منّي وأُحرَم رؤيتهم، لا أن أكبر في السنّ فلا أجد معيلاً ولا
ولداً بارّاً بي رحيماً ولا علاجاً للمرضِ مقيلاً، لا أن .... ولا أن.....
، و قائمة القهر تطول...
أرءيتم حقوقي الكثيرة والأكبر بكثير مما اختصرته كلماتكم و مطالِبكم..،
وفرّغتم له أقلامكم وأصواتكم وأوقاتكم..، خروج المسلمة السعودية كاشفة
الوجه ، حاسرة الرأس، تتفاخر بمجالستها فلان وفلان، على رؤوس الأشهاد هل هو
رفقاً بها؟!!!، تضييعها مسئوليتها الأصلية، وتعريضها للفتن و تقديم
التنازلات هل هو رفقاً بها؟!!!!، سفرها بلا محرم ومشاركتها للرجل في ميدان
عمله و حواره دون ضوابط شرعية هل هو رفقاً بها؟!!!!!، كفى.. كفى رفقاً
بالقوارير على طريقتكم.. كفى..، مالكم كيف تحكمون.. ها أنتم تحاجّون عن
أنفسكم في الحياة الدنيا.. فمن يحاجج الله عنكم يوم القيامة..؟!!!!!!!!!!!!
كم من دعوةٍ في جوفِ الليلِ من قلوبٍ محترقة لما وصل إليه حالُ المرأة
المسلمة اليوم على هدى شعرواي وقاسم أمين - ليست بالهاديةِ وليسَ بالأمين
-..!!!!!!!
والقائمة بعدهما طالَت وما زالت تطول وتطول، نسألُ الله السلامة والعافية،
والله يريد أن يتوب عليكم، ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً
عظيماً..!!!!!!!
فليعلموا وليعلم غيرهم ممن سار على نهجهما واتبع خطاهما ؛ أن زوال الدنيا
بما فيها أهون من زوال الدين والأخلاق، واختلاط النساء بالرجال، وضياع
أسباب حفظ الفضيلة، و انتشار الفاحشة والرذيلة ، عند من يقدر قيمة الدين
والخلق، ويعلم أن عزة الأمة، وقوتها، ونجاتها وأمنها، بحفاظها على عقيدتها
وخيريتها التي اختصها الله سبحانه وتعالى بها و قرنها بأمرها بكل معروف
ونهيها عن كل منكر.
أسأل الله أن يبارك في جهود الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، فهم
والله سفينة النجاة، كلٌ في موقعهِ، وأن ينفع بهم الإسلام والمسلمين، وأن
يزيدهم توفيقاً وهدى، وإيانا وإياهم وسائر إخواننا من دعاة الهدى وأنصار
الحق، وأن يتوفانا جميعاً على دينه غير خزايا ولا مفتونين.